العميد حطيط للشرق الجديد: الهجوم على تدمر والباب والمواقف السياسية رد اميركي على تحرير حلب

 

اشار الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط الى ان العدوان العسكري على سوريا بقيادة اميركية لم يكن واثقا من قدرة سوريا على تحرير الاحياء الشرقية من حلب ولم يكن مقتنعا بان سوريا وحلفاءها سيتخذون هذا القرار ويمضون قدما في تنفيذه خاصة وان في الاحياء يوجد ما يقارب من 10 الى 12 الف مسلح يتخذون من 200 الى 250 الف مواطن سوري دروعا بشرية.

وقال العميد حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد: ” كانت اميركا تتصور في البدء ان سوريا وحلفاءها يهولون في عملية التحرير من اجل ان ينتزعوا مكاسب معينة تفاوضية تؤدي الى اخراج المسلحين من حلب، لهذا السبب كانت تراوغ اميركا وتناور وتعقد الاتفاقات ثم تنكثها ثم تلغيها كل ذلك من اجل المحافظة على وضع حلب بيد الارهابيين، لان اميركا كانت تريد ان تبقي حلب في وضع يدها القائمة، حتى تقيم نوعا من التعادل الاستراتيجي مع دمشق باعتبار ان دمشق هي مركز الثقل النوعي الاستراتيجي الاول في سوريا والعاصمة السياسية، وحلب هي مركز الثقل النوعي الاستراتيجي الثاني والعاصمة الاقتصادية، لكن الحسابات الاميركية سقطت عندما اتخذت سوريا قرار الاقتحام والتطهير، وعندما نجحت سوريا في الايام الثلاثة الاولى من بدء العملية الميدانية في قطع منطقة الاحياء الشرقية قسمين بالدخول الى مواقع امامية عندما حدث ذلك تيقنت اميركا ان حساباتها كانت خاطئة وانه عليها ان تفعل شيئا في الميدان حتى تثني الجيش العربي السوري من السير قدما في عملية التطهير او على الاقل حتى تحرمه من وهج الانتصار “.

واضاف حطيط، “فكان الرد الاميركي على القرار السوري بتحرير حلب ردا مركبا جاء من اربعة عناصر اساسية العنصر الاول سياسي، مناورات في مجلس الامن وفي الجمعية العمومية للأمم المتحدة من اجل اتخاذ قرار يوقف العمليات العسكرية السورية في حلب وفشلت اميركا في مجلس الامن وانتزعت من الجمعية العمومية قرارا لا يمتلك الصفة التنفيذية، وبالنتيجة كان فشلا في وقت العملية العسكرية، لجأت اميركا الى الخطة الثانية بالتلويح بانها ستقوم برد عسكري معين وبالفعل هذا الرد قامت به على وجهين الوجه الاول، هو تحريك جبهة الباب على اليد التركية، الوجه الثاني الايعاز الى داعش وتسهيل امرها من اجل مهاجمة تدمر، والكل يعرف كيف ان اميركا علنية وصراحة ابلغت داعش بانها ستوقف عمليات المطاردة في الرقة، وكان ايحاء لداعش بان بإمكانها ان تتحرك كيفما تريد في المنطقة الشرقية السورية، فبالتالي العمل العسكري هذا الميداني تم ايضا اسناده او ترافق وتزامن مع قرار اميركي برفع الحظر عن تزويد الجماعات المسلحة بالأسلحة المتطورة وطبعا هذا القرار من الناحية العسكرية لا قيمة له لان اميركا كانت تزود الجماعات المسلحة بالأسلحة قبل القرار وبعده وانما كان للقرار مفعول سياسي واستراتيجي ونفسي اكثر من سواه، وبالتالي كان جزءا من الرد، اما الجزء الاخير او الرابع من الردود فكان سياسيا، عبر الايعاز للجوقة الغربية المعادية لسوريا للقول ان انهاء معركة حلب لا يعني انهاء أزمة سوريا وان الصراع امده طويل وهذا نوع من افراغ الانتصار من اهميته وتأثيره على الازمة السورية”.

وختم حطيط قائلا: ” ان عملية تدمير او تحريك الباب او ما يسنده من مواقف سياسية كلها كانت بهدف رئيسي واحد هو الرد على سوريا في عملية تحرير حلب ومحاولة للضغط عليها لوقف هذه العملية، لكن يبدو ان كل المحاولات والمناورات الاميركية ذهبت ادراج الرياح فاستمرت عملية تحرير حلب. واليوم نستطيع ان نقول ان حلب ارتفعت حرة مطهرة واميركا وارهابها سقط في حلب، هم حتى يريدون استعمال الكلمة الخطأ عندما يقولون سقطت حلب، الحقيقة ليست حلب التي سقطت سقط الارهاب في حلب، سقط العدوان في حلب، اما حلب فقد ارتفعت شامخة حرة عزيزة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى