حاولوا التملص من الحرج: بن كسبيت
سلاح الجو الإسرائيلي هو جزيرة لامعة من التميز، رائد في مجاله ولعله الافضل والاكثر تجربة في أسلحة الجو في العالم. وهو يشكل بوليصة تأمين ذاتية لدولة إسرائيل والشعب اليهودي. حبذا لو كانت كل الدولة تدار بمقاييس هذا السلاح، الذي يحرص على الاداء الكامل، التحقيقات الحقيقية، الدروس الهامة والتقرير الصادق.
على خلفية كل هذا، مقلق أن أحدا في هذا السلاح الرائع لم يتحشرج حلقه في احدى المداولات التي جرت هناك في الأشهر الأخيرة، فرفع يده ليقول: «أيها القائد يخيل لي أننا نبالغ مع هذه «المتملصة»، أليس كذلك؟».
وقد بالغوا حقا. تعالوا نرتب الوضع: صفقة شراء طائرات اف 35 هي صفقة هامة، ولكن ليست تاريخية. وهي تعزز سلاح الجو، ولكنها لا تغير موازين القوى في المنطقة. سلاح الجو الإسرائيلي كان أفضل بكثير من كل منافسيه، بفارق هائل، حتى قبل وصول «المتملصات». فما بالك أن المنافسين آخذون في التفكك امام ناظرينا.
تدفع إسرائيل قرابة نصف مليار شيكل على كل طائرة كهذه. وهي لا تأتي هنا بالمجان. فإسرائيل لم تعد دولة صغيرة عديمة الوسيلة، محوطة بأعداء ينوون الشر لها. فالحديث يدور عن قوة عظم اقليمية عظيمة، واثقة، أقوى بكثير من كل أعدائها معا. والخطر الوجودي الحقيقي الذي كان ذات مرة حل محله وضع استراتيجي محسن. لإسرائيل اتفاق سلام مستقر مع الأردن ومع مصر، مصالحة مع تركيا، سوريا لم تعد موجودة، وليس لدى لبنان سلاح جو. إيران؟ التهديد النووي طوي في الخلف إلى الـ 15 سنة القادمة والادارة الجديدة في واشنطن تنذر بالشر من ناحية طهران.
هكذا بحيث إن هبوط المتملصة، بحضور الشعب وبجلبة، لم تنقذنا حقا في اللحظة الاخيرة من الضياع. من كميات الشفقة وجلبة الاحتفال التي اعدت امس قبل الاوان في قاعدة نباطيم كان يمكن التفكير بأن هذه الطائرات كانت ستصل راكبة على حمار أبيض. وفي صالح المتملصات يقال انها حاولت التملص من الحرج الذي فرض عليها بقدر مستطاعها، ولكن في النهاية اضطر حتى الطقس إلى التعاون. على الأقل حتى تتمكن من الوصول إلى نشرات الأخبار المسائية.
كان يمكن تحقيق ذات الأثر بدون 5 آلاف مدعو، بدون فرقة الانشاد في سلاح الجو وبدون البث الحي الذي يقزم أمسية التصويت في التاسع والعشرين من تشرين الثاني واعلان الدولة. كان يمكن احياء الحدث حتى بدون خط خاص من المياه المعدنية مع اشارة احتفالية للذكرى.
في النهاية، يوجد هنا أيضا غير قليل من المشاكل، وقبل يوم من تلقينا المتملصات تلقينا تقرير الفقر البديل الذي تعرفنا فيه على أن ثلث الإسرائيليين فقراء. هذه المتملصات تكلفنا المليارات، ولكن بالتوازي ينبغي فتح الصندوق الصغير وتحقيق بعض التواضع ايضا. يجدر بنا أن نبقي الاحتفالات والمسيرات لجيراننا وأن نركز على الأفعال والأفكار. وفي السطر الاخير: أهلا وسهلا بـ «الاديرات» الغالية، ونأمل ان تطرن بسلام وتعدن بسلام وان نحتاجكن بأقل قدر ممكن. شكرا لمجيئكن.
قال رئيس الوزراء للوزراء في احاديث مغلقة انه حسب المؤشرات التي تلقاها مؤخرا من رجال الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فإنه يعتزم بالفعل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وعلمت «معاريف الاسبوع» بأن رسولا من نتنياهو، هو رئيس الموساد يوسي كوهن، التقى مع كبير جدا في ادارة ترامب (على ما يبدو مستشار الامن القومي الوافد) وتلقى تأكيدا بأن ترامب جدي في نيته نقل السفارة. والمح نتنياهو للوزراء بأن في السنة القادمة، حين تحيي إسرائيل 50 سنة على توحيد القدس (واحتلال المناطق)، يحتمل أن تكون هدية خاصة من الادارة الأمريكية للشعب المقيم في صهيون في شكل سفارة أمريكية أحمر ـ أبيض في العاصمة الخالدة.
إلى ان يحصل هذا، ينبغي حل مشكلة عمونة. في هذا الموضوع ايضا، طرأ امس تقدم، ثمرة تعاون بين رئيس الوزراء نتنياهو، الوزير نفتالي بينيت والمستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت. والان كل شيء منوط بمستوطني عمونة انفسهم، الذين سيسمعون عن الخطة ظهر اليوم.
وحسب سلوكهم حتى الان، فإنهم لا يبحثون حقا عن حل منطقي وعاقل، يمكنه أن يصطف في اطار قانوني محدد ما. والان، حين يقف أخيرا امامهم ائتلاف الكل بما في ذلك الكل، سيتعين على العمونيين ان يختاروا إذا كانوا سيواصلون الشغب وسيسيرون مراهنين على كل الصندوق الخيالي الذي يعتمل في عقولهم أم سيندفعون مع الحل الابداعي (غير الواضح تماما بعد)، والذي وضعه أفضل الخبراء وأفضل العقول. خسارة أن كل هذا لم يحصل في يوم الأحد، بل فقط بعد وقت طويل من اليوم الأخير، ولكن دعكم، حتى المتملصات جاءت في النهاية أيضا.
معاريف