مقالات مختارة

لقاء الحريري ـ فرنجية: تمنيات لا تلبي الطلب محمد بلوط

 

لم تتوقف ماكينة الاتصالات والعمل من اجل انضاج «توليفة» الحكومة قبل الميلاد او رأس السنة، لكن فسحة الامل التي ظهرت في الايام الاخيرة بولادة سريعة لا تعكس النتائج التي توصلت اليها هذه الاتصالات وآخرها اللقاء المطول بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

ويبدو ان التفاؤل الظاهر الذي ساد في اليومين الماضيين يتجاوز حجم وحقيقة ما جرى حتى الآن، لا بل ان اجواء لقاءات بعبدا او بيت الوسط وما بينهما لا توازي هذا التفاؤل.

ووفقا للمعلومات التي تنقلها مصادر مطلعة فإن المفاوضات التي استؤنفت مؤخرا لم تحدث خرقا حقيقيا في جدار الازمة. فالحريري لم يطرح مبادرة جديدة يمكن ان تعدل قواعد لعبة التأليف وتزيل الموانع في وجه مطالب بعض الاطراف لا سيما النائب فرنجية.

وتضيف بأن اللقاء الاخير الذي جمع رئيس الجمهورية بالرئيس المكلف في بعبدا لم يتناول اقتراحات جديدة خصوصا تجاه مطلب فرنجية بحقيبة اساسية وان ما جرى لم يتعدّ استعراضا لنتائج الاتصالات الاخيرة والتأكيد على مواصلة المساعي للاسراع في تأليف الحكومة.

ويقال ان الحريري اخذ على عاتقه العمل من اجل اخراج الوضع من المراوحة، فكلّف مستشاره نادر الحريري اجراء لقاءات مع بعض الاطراف، وتمنى على الرئيس ميشال عون استئناف الوزير جبران التواصل مع حزب الله للمساهمة في دفع الامور الى الامام.

وتقول المعلومات انه في اللقاء المطول الذي جمعهما مساء اول امس في بيت الوسط لم يطرح او يعرض الحريري على فرنجية اية حقيبة من الحقائب الثلاث التي سماها، واكتفى بالاسهاب في الحديث عن العلاقة المتنية التي تربطه به، متمنيا عليه تليين موقفه للمساهمة في تسهيل تأليف الحكومة.

وردّ رئيس تيار المردة الكلام بمثله لجهة الحرص على العلاقة الطبية والجيدة بين الرجلين، لكنه اكد في الوقت نفسه على التمسك بموقفه الذي ينسجم مع موقعه والطريقة المعتمدة في توزيع الحقائب.

وجدد فرنجية على توحيد المواقف مع الرئيس بري في التعاطي مع موضوع الحكومة والامور الاخرى، مؤكدا ايضا ان البحث في قانون الانتخابات يجري مع رئيس المجلس، وانه على توافق في الرأي معه في هذا الخصوص.

وتقول المصادر المطلعة ان ما سمعه فرنجية من الحريري لا يوحي بأن تعديلا جدياً قد تحقق على المحاور الاخرى لا سيما مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، عدا عن ان الرئيس المكلف ليس في صدد اجراء تعديل على حصته الوزارية.

وتخشى المصادر من ان يكون الثنائي المسيحي في صدد محاولة احراج فرنجيه لاخراجه، لان الطرفين لا يرغبان بوجود وزير ماروني خصم على طاولة مجلس الوزراء خصوصا من «المردة».

وترى ان الضغوط التي يتعرض لها منذ بدء عملية التأليف تتجاوز مسألة الخلاف على نوع الحقيبة، وهذا ما جعله يشير في تصريحه الاخير الى محاولات لتأديبه على موقفه في معركة رئاسة الجمهورية.

وتضيف بان فرنجية يدرك جيداً مثل هذه المحاولات وهو مستمر في تعاطيه مع عملية التفاوض بشأن الحكومة بكل حنكة ومسؤولية، ولن يقدم على اي موقف من شأنه ان يشكل هدية للاخرين.

وحسب الاجواء التي توافرت في الساعات الماضية فان التفاؤل الذي ظهر مؤخراً مبالغ فيه، وان احتمال ولادة الحكومة قبل الميلاد احتمال ضعيف.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى