معربوني للشرق الجديد: معركة حلب انتهت وسيكون لها تداعيات جيوسياسية كبيرة
أشار الخبير العسكري عمر معربوني الى ان ما وصلت اليه المعارك في مدينة حلب كان له العديد من الاسباب، اولها القرار الذي اتخذته القيادة السورية سواء السياسية او العسكرية بتحرير كل الارض السورية، وما يحصل الان يندرج ضمن البيان الذي اصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة منذ حوالي سنة تقريبا اطلقت من خلاله العملية الكبيرة والشاملة من البحر الى النهر ومعركة حلب تندرج ضمن اطار هذه العملية وسياقها ومسارها.
وقال معربوني في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، “ان معركة حلب تكتسب الكثير من الاهمية لذلك تم تكثيف الجهد عليها بعد ان انجز الجيش العربي السوري مجموعة من الانجازات على مستوى المناطق السورية بشكل عام، وفي دمشق ومحيطها بشكل خاص، اضافة الى المنطقة الوسطى لذلك كان لا بد من اتخاذ القرار بتحرير الاحياء الشرقية لمدينة حلب وهذا ما حصل فعلا.
واضاف معربوني، “ما حصل في المدينة كان له مجموعة من الأسباب، اولا، الجيش العربي السوري اتخذ مجموعة من القرارات على المستوى الميداني، من خلال اطلاق عنصر مفاجأة كبير جدا، وهذه الجماعات لم تكن تتوقع ان يقدم الجيش العربي السوري على هذه العملية لاعتبارات عديدة كون هذه الجماعات كانت تعتقد انها تحت سقف الحماية الاميركية والتركية والسعودية، وبالتالي تشكل عملية الدخول الى الاحياء الشرقية خطا احمرا من وجهة نظرها، الا ان هذا الامر لم يحصل لذلك يعتبر عنصر المفاجأة الاول فيما يخص معركة الاحياء الشرقية. ثانيا، الجيش السوري على المستوى الميداني عمد الى فتح محاور الهجوم الاساسية من اماكن لم تتوقعها هذه الجماعات كمساكن هنانو بشكل رئيسي كون هذه المساكن تقع في عمق الاحياء الشرقية وتحتوي غرف العمليات الاساسية والرئيسية، اضافة الى مستودعات الاسلحة الكبرى، بالتالي سيطرة الجيش وتحريره لمساكن هنانو ادى الى وضع هذه الجماعات في حالة من الارباك الشديد ووضعها في حالة الانهيار الادراكي الذي سبق عملية الانهيار العسكري الذي تعيشه هذه الجماعات الارهابية في مدينة حلب . هذا العامل الذي استكمل فيما بعد ايضا بخرق الاحياء الشرقية عبر محور اخر هو السكن الشبابي وكان واضحا منذ البداية ان هدف الجيش السوري هو اعتماد انماط تقسيم احياء حلب الشرقية الى مربعات وعزلها عن بعضها لتحقيق مسألتين، الاولى هي منع هذه الجماعات من مؤازرة بعضها، والثانية اجبار هذه الجماعات على تشتيت جهدها على كل محاور القتال. ويمكننا القول الان ان معركة حلب انتهت على المستوى الميداني المباشر في البعد العسكري رغم وجود هذه الجماعات او تجمعها في الجزء الجنوبي من الاحياء الشرقية لكنها فقدت اي قدرة على مواصلة القتال، وبالامس كنا امام ما يشبه النداء عبر بيان اطلقته هذه الجماعات تضمن اربعة بنود”.
وختم معربوني قائلا: “الكلام الان يجب ان يتركز على ما بعد حلب المدينة وقبل الدخول في ما بعد حلب يجب القول بشكل واضح ان نتائج هذه المعركة سوف يكون لها تداعيات جيوسياسية كبيرة على المستوى الجغرافي والسياسي. على المستوى الجغرافي تحرير هذه الاحياء سيتم دعمه بعمليات هجومية للجيش العربي السوري على اكثر من محور تحديدا محاور حلب الغربية لزيادة مستوى ونطاق الامان حول مدينة حلب بشكل اساسي باتجاه الريف الشمالي ايضا هذا يعني فتح معركة جبهة الزهراء بشكل اساسي واستكمال العمليات من جهة نبل والزهراء للانتهاء من هذا الجيب الذي يشكل الى حد ما عامل ضغط بواسطة الصواريخ وقذائف الهاوون التي لا تزال قادرة على ان تضرب مدينة حلب، الاتجاه الثالث هو الريف الغربي الجنوبي الذي يندرج في اطار العملية الشاملة القادمة، ما بعد حلب هناك جبهتان هما جبهتا الباب وادلب وبالتأكيد الجيش العربي السوري سيستكمل عملياته بهذا الاتجاه للانتهاء من وضع معالم اخيرة للميدان فيما يخص مدينة حلب واريافها للانتقال الى معركتين كبيرتين الاولى هي معركة ادلب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث بات للجيش نقاط ارتكاز كبيرة في منطقة الريف الجنوبي الغربي لحلب في ريف حماه الشمالي وفي ارياف اللاذقية وسهل الباب ومعركة الانتهاء من الغوطة الشرقية، وهاتين المعركتين لهما الاولوية في عمليات الجيش السوري القادمة على ان تليهما بعد عملية الحسم المعركة الثانية وهي معركة استعادة مناطق النفط والمناطق الزراعية وهي في اغلبها في مناطق شرق حمص وفي المنطقة الشرقية وهي معارك سيتم استكمالها بالتأكيد مع الاشارة الى ان معركة جبهة الجنوب يجب الحذر منها بشكل كبير رغم ان الجماعات الارهابية باتت تعيش قناعة بعدم القدرة على مواصلة العملية لان هدفها الاساسي كان الوصول الى دمشق وهذا الهدف اصبح شبه مستحيل بعد سلسلة العمليات التي قام بها الجيش العربي السوري في الغوطة الغربية بالتحديد والوصول الى تسوية ادت الى خروج الاف المسلحين من منطقة الغوطة الغربية (داريا المعضمية خان الشيخ وغيرها) من المناطق”.