مقالات مختارة

لا وقف لإطلاق النار بين أمل والتيّار رضوان الذيب

 

الجزء المخفي والاساسي من معركة التشكيل الحكومي والتعثر تعود الى فتح القيادات المسيحية وتحديداً المارونية معركة رئاسة الجمهورية المقبلة حسب مصادر في 8 آذار عبر الرباعي جبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية وسامي الجميل بشكل مبكر، ولذلك فان العلاقات بين باسيل وفرنجية لن تعود الى طبيعتها وودها لا اليوم ولا غداً ولا مستقبلاً واقصى ما ستصل اليه الاتصالات تنظيم الخلاف بجهود من حزب الله لوقف التشنجات وان امكن تمرير الوضع الحكومي شرط حصول فرنجية على حصة وزارية توازي حجم وزارتي باسيل وجعجع الاساسيتين.

وتضيف المصادر ان هذا الخلاف قد يتطور قبل الانتخابات النيابية وربما دخل باسيل وجعجع بحلف ثنائي مع ميشال معوض لازاحة فرنجية رغم ان معوض يحرص على الموضوع «الزغرتاوي» وعدم التشنج في المدينة، وهذا الحلف ربما اطاح بفرنجية وهذا لا يسمح به حزب الله مهما كانت الاعتبارات والظروف وبالتالي فان تحالف باسيل ـ جعجع سيتعزز مقابل تحالف فرنجية ـ الجميل.

وتعتقد مصادر 8 آذار ان باسيل ينطلق من فرضية ابعاد فرنجية لان رئيس تيار المردة منافسه داخل الخط، وأي تحجيم لفرنجية سيكون لمصلحة باسيل المدرك ان حزب الله لن يوافق على جعجع وعندها ستتقدم حظوظه الرئاسية، فيما سيسعى حلف فرنجية ـ الجميل الى قلب الطاولة عبر الاستناد على جبل حزب الله وقوة الرئيس نبيه بري وربما موقف الحريري، ولذلك وحسب المصادر، فان الخلافات لن تتراجع بين التيار والمردة، ولن يتنازل الثنائي الشيعي عن دعم فرنجية ومنع اي تجاوز له، وما عزز «نقزة» الثنائي الشيعي وقوى 8 آذار بعض مواقف الوزير باسيل الملتبسة تجاه 8 آذار وتحجيمها حكوميا مهما خلق شكوكاً وهواجس اخرجها الرئىس نبيه بري الى الاعلام، لكن حزب الله خفف من الاندفاعة السلبية لدى 8 آذار تجاه العهد في ظل الحرص على القفز فوق «العنعنات» الداخلية جراء خطورة تطورات المنطقة وبالعكس فان حزب الله وسع من «بيكار» اتصالاته مع حزب الكتائب ومع قوى اخرى لتعزيز التواصل شرط ان لا يكون ذلك على حساب حلفائه وابعادهم عن التشكيلة الحكومية باوامر فوقية… «انت وزير» و«انت وضعك معلق وغير ذلك من تعابير» وحسب المصادر فان الامور قد ذهبت بباسيل الى حد ابعاد الوزير الياس بو صعب لصالح رومل صادر احد المقربين لباسيل.

وحسب المصادر كيف يمكن للقوات اللبنانية الحصول على مقاعد وزارية فاعلة ولديها 8 نواب فيما الثنائي الشيعي 26 نائبا ولديه حصة توازي حصة القوات وبدعم من التيار الوطني الحر. وهذا ما شكل نقزة لقوى 8 آذار عبر دفاع التيار عن كلام جعجع بأنه الناخب الرئاسي الاول في عملية وصول العماد عون الى بعبدا، حتى ان فريق 8 آذار توقف عن مغزى الشعارات التي يرفعها التيار الوطني الحر وكلها تعيد نبش الماضي الاليم ضد سوريا وفيها الكثير من التحريض ضد الجيش العربي السوري ومرحلة الـ89، وهذا «الاستهزاء» بالجيش العربي السوري تردد ايضا من المحيطين للرئيس عون، حتى ان التوجه السياسي لخطباء التيار ليس ضد المرحلة بل ضد سوريا وتصويره كأنه جيش انكشاري حتى شعار «يا شعب لبنان العظيم» استخدم كشعار ضد سوريا، رغم ادراك الرئيس عون بأن ايران كانت اللاعب الاساسي في مجيء الرئيس عون، وهذا الامر كشف عنه احد المسؤولين الايرانيين خلال ايام من ان التعاون بين السعودية وايران شمل نقطتين فقط خلال السنوات الماضية النفط وانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية ومجيء الحريري رئيساً للحكومة. ولولا موافقة ايران لما حصلت الانتخابات، والكل يعلم ان الموقف الايراني كان عند سماحته الذي تشاور مع الرئيس الاسد في الملف وكان الاتفاق شاملا على انتخاب العماد ميشال عون، حتى ان بعض احياء دمشق ووادي النصارى وحدود طرطوس واللاذقية ومعظم مناطق النظام رفعت فيها صور الرئيس عون المسيحي المشرقي، واكبر دليل على ثقة السوريين بالعماد عون كان ما قاله مفتي سوريا خلال زيارته للقصر الجمهوري عن العماد عون، وبالتالي لماذا هذا التحريض؟

هذه الهواجس من الصعب ان تبدد بلقاء أو تشكيل حكومة بل مرتبطة بمسار رغم ثقة 8 اذار بالرئيس عون وثوابته وقراءته بشكل سليم للتطورات السياسية وموازين القوى الجديد، لكن شك 8 اذار ما زال قائما رغم ان كوادر في 8 اذار ردت بعنف على مواقع التواصل الاجتماعي على بعض الشعارات ودافعت عن الجيش السوري حتى ان هواجس 8 آذار تتعلق ايضاً بمدى «الرعاية» للدور السعودي وكأنه المنقذ فيما الوقائع على الارض ستثبت ان كل ما حكى عن مساعدات مبالغ فيه في ظل الازمة المالية للمملكة، علما ان كل هذه الهواجس بحثت مع التيار الوطني الحر وكانت الاجوبة بالعموميات وبأن رئيس الجمهورية هو لكل اللبنانيين حالياً.

وحسب المصادر في 8 اذار، فان الخلافات ستتوسع والمعركة لن تكون سهلة ومن الطبيعي ان ينزعج الرئيس بري من عودة نائب سابق على عداء معه لحضور اجتماعات التيار الوطني الحر فيما التيار الوطني الحر مستاء من التحركات النقابية حول الميكانيك والتي ستشل البلد اليوم وكل لبنان وستعطل دورة الحياة ويجزم التياران الدعوات سياسية وهدفها ضرب انطلاقة العهد وبالتالي ستبقى الحروب غير المباشرة بين جعجع وباسيل من جهة وفرنجية من جهة اخرى ودعم الرئيس عون لهذا الفريق ودعم بري لذاك الفريق حتى موعد الانتخابات النيابية في 21ايار والتي لن تغير شيئاً وسيبقى «الستاتيكو» على حاله بانتظار تطورات الامور في سوريا وكيف ستجري الرياح والاقوى يفرض شروطه.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى