العميد ابي نادر للشرق الجديد: بعد انتصار حلب سيتصاعد التغيير في التعامل الدولي مع سوريا

رأى الباحث العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني شارل ابي نادر ان المرحلة الاخيرة في حلب التي تم التنفيذ فيها والدخول الصاعق للجيش العربي السوري وحلفائه الى اغلب مناطق الاحياء الشرقية التي بدت سابقا انها عصية ومحصنة وانهيار المسلحين له عدة اسباب.

وقال العميد ابي نادر في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ” من الاسباب الاساسية لانهيار المسلحين، ان المراحل الاولى التي تم تنفيذها عبر قصف على مدار فترة طويلة من القاذفات الروسية في المناطق البعيدة قليلا في اتجاه مناطق ادلب وارياف حلب الشمالية واتجاه مناطق حماه ايضا الشمالية والشرقية الشمالية والتي تؤثر بالمبدأ على حلب المدينة هدفت الى تدمير كافة النقاط الاساسية والاستراتيجية ومراكز قيادات العمليات ومراكز السيطرة للمسلحين والمخازن، هذا ما اضعف معركتهم لاحقا في الدفاع عن حلب حيث انهم فشلوا في تنفيذ اي مهاجمة من الاتجاهات التي كانت معروفة، اتجاه جنوب غرب حلب اواتجاه ضاحية الاسد او الكليات او المشروع 1070 ،هذه المناطق كانت تخضع دائما لمحاولات هجومية من هؤلاء المسلحين، اثناء دخول الجيش السوري الاخير وحلفائه الى الاحياء الشرقية لم يستطع المسلحون من الخارج تقديم اي دعم او مساندة او ضغط معين باتجاه حرف او اضعاف جهود الجيش السوري لمحاولة الدفاع عن هذه النقاط، هذه كانت مرحلة تمهيدية وسابقة لكنها ساهمت بشكل مباشر في انهيار المسلحين”.

اضاف ابي نادر، “النقطة الثانية، ان الفترة التي امتدت لحوالي اكثر من ثلاثة او اربعة اشهر في محاصرة الأحياء الشرقية كان الجيش السوري خلالها ينظم خرائط ومعلومات دقيقة عن اماكن تواجد المسلحين ومراكزهم ومراكز اسلحتهم، واماكن تواجد المدنيين القريبين من هؤلاء المسلحين وعن امكانية فصل المدنيين عن المسلحين وعدم ترك المجال للمسلحين لاستعمال المدنيين كدروع بشرية او بمعنى اخر كان الجيش السوري ينفذ مناورة بواسطة المراقبة والاستعلام عن قدرته او عن امكانية فصل المدنيين عن المسلحين اثناء الهجوم وعدم تعريض المدنيين للخطر. هذه ايضا كانت نقطة لافتة واساسية استطاع الدخول فيها الى احياء مكتظة لم يتركها المدنيون لأسباب متعددة واستطاع ان يفصل المدنيين عن المسلحين ويحاصر المسلحين في مراكزهم”.

وتابع ابي نادر، “النقطة الثالثة مهمة ايضا، من الواضح ان عددا كبيرا او جهودا كبيرة من وحدات الجيش السوري وحلفائه قد ادخلت في هذه المعركة الاستراتيجية، وهذا الكم الهائل من العدد استطاع ان يوزع جهوده على عشرات المحاور الاساسية بشكل صعب على المسلحين معرفة اي من هذه المحاور هو محور الجهد الرئيسي وبالتالي تشتت مدافعتهم واصبحوا ضائعين اين سيركزون في مدافعتهم، من هنا اعتقد من الناحية العسكرية كان لهذا السبب نقطة اساسية واستراتيجية دفعت الى هذا الانهيار والسقوط الواضح واللافت لمراكز كنا نعتبرها محصنة او ان العمليات عليها سوف تستغرق اياما او اسابيع رأيناها تسقط خلال ساعات معدود، هذه من ضمن الاسباب الاساسية والتي اسست لهذا الانهيار المفاجئ في احياء حلب الشرقية”.

ورأى ابي نادر “انه نظرا للأهمية الاستراتيجية والميدانية لمدينة حلب بالكامل، فسوف يكون هناك تغيير في تعاطي المجتمع الدولي الذي كان مبدئيا يعتبر محور معارض او معادي للدولة السورية وحلفائها، ان كان الروس وايران او المقاومة او المجموعات الاخرى الحليفة للجيش السوري في معركته، اعتقد ان الميدان سوف يفرض نفسه الان على اتجاهين الاتجاه الاول في المفاوضات فالجيش العربي السوري امتلك نقطة اساسية واستراتيجية لن يستطيع احد ان يعزل قيمتها في معركته الكاملة في سوريا، والميدان الذي تمت الان السيطرة عليه سوف يعطي اكثر من نقطة ايجابية للجيش السوري، امكانية التقدم للجيش السوري في كافة الاتجاهات، باتجاه الباب باتجاه فصل مناطق داعش التي هي باتجاه الرقة عن مناطق داعش التي بقيت باتجاه الباب او المناطق المحيطة بها، وسيكون باستطاعته ان يكمل معركته باتجاه الزهراء ويربط مناطق مدينة حلب بالمناطق المحررة في نبل والزهراء وهذه تعتبر مناورة ليست صعبة لانه رغم الصعوبة التي كانت تتميز بها الاحياء الشرقية رأينا كيف تم السيطرة عليها، ويستطيع ان ينفذ مناورة باتجاه مناطق ادلب كافة وفك الحصار عن الفوعة وكفريا وهذه نقطة اساسية والوصول ايضا الى الطريق الرئيسية طريق شيخون ادلب او طريق حلب حماه الاساسية وهذه نقطة يمكن ان يتمدد لها من اكثر من اتجاه وايضا هناك مناورات باتجاه توسيع رقعة عمله باتجاه جنوب غرب ووصل هذه الاحياء التي هي الان مبدئيا يحضر لها في مناطق ريف حماه الشمالي”.

وختم ابي نادر قائلا: “اعتقد لن لدى الجيش السوري مروحة واسعة من الإمكانيات او المناورات العسكرية يستطيع ان يستعملها خصوصا ان الجهود التي كان يسخرها في حماية مناطقه الداخلية في مدينة حلب الغربية من المسلحين الذين كانوا يتمركزون وكانت اعدادهم كبيرة في الاحياء الشرقية هذه الجهود سوف يستطيع ان يوفرها ويدعم بها اي محور يأخذ قرارا باستعادة السيطرة عليه وتحريره لاحقا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى