مقالات مختارة

التعميم واتهام العرب في اسرائيل بالمسؤولية عن الحرائق والارهاب: موشيه آرنس

 

الحرائق التي اشتعلت في 22 تشرين الثاني في مناطق مختلفة من البلاد وتطلب اسبوع لاخمادها، تسببت بأضرار غير مسبوقة. فأكثر من 20 ألف دونم من الغابات والاحراش الطبيعية احترقت، مئات المنازل احترقت وأكثر من ألف شخص بقوا بدون مأوى. ونحن سنحتاج الى سنوات من العمل الصعب والكثير من المال من اجل اصلاح الاضرار. ولكن سيتم اصلاحها.

يوجد هناك من اتهم العرب بالمسؤولية عن الحرائق، حيث استغلوا، كما تم الادعاء، حالة الطقس والرياح الشرقية التي تسببت بالحرائق من اجل تأجيج النار. هذه الاتهامات التي كانت بلا أي أساس وذات طابع تعميمي، وجهت اصبع الاتهام نحو كل أو اغلبية مواطني اسرائيل العرب، الامر الذي تسبب بضرر لنسيج العلاقة الضعيف أصلا، الذي تطور مع مرور السنين، بين المواطنين العرب واليهود في اسرائيل، هذا النسيج الحيوي لوجود دولة اسرائيل. فكم نحتاج من الوقت لاصلاح هذا الضرر؟ خلافا للاضرار المادية التي تسببت بها الحرائق، هذا الضرر أصعب كثيرا.

لقد احتاج الامر سنوات طويلة من اجل حدوث تقدم حقيقي في العلاقة بين اليهود والعرب، هذا التقدم الذي أدى الى دمجهم التدريجي في المجتمع الاسرائيلي واقامة علاقات ثقة بينهم وبين اليهود. ويجب الاعتراف بحقيقة أن الحديث يدور عن التحدي الأهم الذي يوجد أمام دولة اسرائيل. والطريق ما زالت طويلة. بين الفينة والاخرى، للأسف، يحدث تراجع بسبب ردود افعال في اوساط الجمهور تجاه موجة الارهاب أو عملية عسكرية أو الحرائق. وعندما يتم توجيه الاتهامات لعرب اسرائيل ويُطلب منهم التنصل بشكل علني من اعمال الارهاب التي ليس لهم أي صلة بها. ويجدون أنفسهم في حالة دفاع – وبعد ذلك يجب اعادة بناء الثقة المتبادلة.

أنا لا أزعم أنه ليس هناك في اوساط عرب اسرائيل من يؤيدون الارهاب، بل هناك من نفذوا عمليات ارهابية، لكن هؤلاء أقلية. اغلبية العرب في اسرائيل يعارضون الاعمال الارهابية، ويعرفون أن هذا يضر بمصالحهم الخاصة.

هناك يهود ايضا قاموا بتنفيذ عمليات ارهابية ضد العرب وأضروا بالمساجد والكنائس. وهنا يدور الحديث ايضا عن قلة قليلة من بين مواطني اسرائيل اليهود. وهناك من يميل، لا سيما عندما يوجد توتر، الى اعتبار القلة التي تنفذ الاعمال الارهابية عينة تمثل كل الجالية، أو أنها تحظى بتأييدها. وهذا يضر بالعلاقة بين الجاليتين.

مع أخذ الوضع الراهن للصراع العربي – اليهودي والفلسطيني – الاسرائيلي في الحسبان، يجب علينا أن نكون على استعداد لعودة العداء في زمن العنف. ولمنع الضرر المتواصل في العلاقة بين اليهود والعرب يجب تجنيد كل شرائح المجتمع الاسرائيلي لحل هذه المشكلة.

يجب الطلب من المواطنين اليهود في اسرائيل الامتناع عن المبالغة وتوجيه الاتهامات الجماعية ضد العرب في اسرائيل. ويجب التأكيد على أهمية العلاقة بين الوسطين ويجب الايضاح للجمهور ما هو الضرر الذي يحدث في كل مرة ويلحق الأذى بمشاعر المواطنين العرب.

يجب تفسير هذا الامر لطلاب المدارس وطلاب مؤسسات التعليم العالي. ويجب التطرق لهذا الامر في وسائل الاعلام. ومع ذلك، هناك أهمية كبيرة في أن تبادر الحكومة الى ذلك. ومن واجب رئيس الحكومة أن يقول للجمهور إن العلاقة بين العرب واليهود توجد على رأس سلم الأولويات.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى