من الصحافة اللبنانية
السفير: عون مطمئن.. وبري: الحكومة “جبنة معتّقة”.. و”المردة”: لا تراجع هدايا “التيار”: سلة رسائل.. وضمانات
كتبت “السفير”: تحركت المياه الحكومية الراكدة خلال الساعات الماضية، على وقع بعض “الحصى السياسية” التي ألقيت فيها، إنما من دون ان تكون كافية حتى الآن لتوليد “الطاقة”، وإنهاء “الاشغال” في البنية التحتية للحكومة المرتقبة.
وقد تقاطع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس نبيه بري أمس، عند إطلاق إشارات إيجابية، مرفقة بشيء من التحفظ الاحتياطي، فيما بدا “تيار المردة” خارج تغطية “ترددات التفاؤل”، مع تأكيد أوساطه انه لم يتلق بعد عرضا وزاريا مرضيا، في وقت يتم التداول بإمكان ان ترسو”التربية” في نهاية المطاف عند ضفاف بنشعي، بقوة دفع من بري.
لكن بري لا يزال ينتظر بدوره التسليم بمطالبه المعروفة ومن أبرزها الاحتفاظ بحقيبة “الاشغال”، فيما المفارقة ان “القوات اللبنانية” تفترض ان هذه الحقيبة حُسمت لها، بل هي توحي بان الوزير المرشح لاستلامها يكاد يباشر في فلش الزفت وردم الحفر قبل ان تصدر مراسيم تشكيل الحكومة رسميا.
أما العلاقة بين عون والنائب سليمان فرنجية فلا تزال اسيرة رواسب الحرب الرئاسية، في انتظار ان يتم تبادل “الثقة المخطوفة”، في وقت يعتبر عون انه فعل ما هو مطلوب منه وأكثر، حين أطلق المبادرة “الابوية” لاحتضان اصحاب الهواجس.
واكد عون أمس انه “لا خوف من التأخير في تشكيل الحكومة، وهذا امر عابر”، آملا في ان “تتشكل قريباً لتحقيق الاهداف التي حددناها وفي مقدمها محاربة الفساد الذي ينهش قدرات الدولة”.
ولعل الكلمة المتلفزة للامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف مساء الجمعة المقبلة ستحمل معها الكثير من الاجوبة، في مواجهة سيل من التساؤلات المتصلة بموقف الحزب وخياراته، على صعيد العلاقة مع الحلفاء ومستقبل التوازنات الداخلية التي يعاد صياغتها بعد وصول عون الى الرئاسة.
أما بري، فأوضح امام زواره امس ان عجلة تشكيل الحكومة عادت للدوران بوتيرة أفضل، مشيرا الى ان هناك تحريكا للاتصالات، ولكن “ما تقول فول ليصير بالمكيول”.
وشدد بري على ان التحدي الاهم هو قانون الانتخاب، مشيرا الى ان الحكومة تصبح مجرد تفصيل قياسا الى هذا التحدي. واضاف: الحكومة صارت كالجبنة المعتّقة، وكل طرف يحاول ان يقتطع جزءا منها، أما قانون الانتخاب فهو الاساس في تكوين السلطة وبنيان الدولة.
وتابع: من هنا، أشدد باستمرار على أهمية وضع قانون جديد للانتخابات، وفق النسبية، وقد توافقنا مع التيار الوطني الحر على أكثر من صيغة في هذا المجال.
وأشاد بري بموقف باسيل بعد اجتماع تكتل “التغيير والاصلاح” حيال رفض “الستين” والتمسك بوضع قانون جديد على أساس النسبية، قائلا: أنا أؤيد كلام باسيل، ليس 50 بالمئة وإنما 100 بالمئة، ومن يوجه الينا تحية نرد عليها بأحسن منها.
ونبه بري الى ان البقاء على هذا المنوال من هدر الوقت وتأخير تشكيل الحكومة سيقودنا الى الأسوأ المتمثل في كونفيدرالية الطوائف التي ينتجها قانون الستين، ولو كنا ضمن جغرافيا واحدة.
وكان باسيل قد وزع أمس “هدايا ميلادية” أقرب الى “سلة” رسائل وضمانات، توزعت في كل الاتجاهات، معبرا بشكل او بآخر عن مناخ رئيس الجمهورية. وبعدما، كان “التيار الحر” قبل الرئاسة يطلب الضمانات، ها هو اليوم يوحي بانه أصبح في موقع من يمنحها لمن يحتاج اليها.
ولعل أهم الرسائل البرتقالية التي أطلقت امس من الرابية هي تلك الموجهة الى “حزب الله” و “حركة أمل”، بعد محاولة بعض القوى السياسية خلال الفترة الماضية، التسويق لمقولة ان صراعا شيعيا ـ مسيحيا قد نشأ على ضفاف العهد الجديد، فأتى كلام باسيل ليعيد تثبيت جذور تفاهم مار مخايل ويمد جسرا مع بري الذي أكد ان من يوجه الينا تحية، نرد عليها بأحسن منها.
وليس صعبا الاستنتاج بان “التيار” أراد من خلال إعادة تظهير ثوابت العلاقة مع المقاومة، التأكيد بان تفاهمه مع “القوات” لم يأخذه الى موقع مضاد استراتيجيا، وان وظيفته المركزية هي استعادة حقوق المسيحيين في الدولة، لا إعادة الامتيازات الى المسيحيين، كما يخشى المرتابون في دوافع مصالحة معراب.
وأبعد من العلاقة مع الثنائي الشيعي، حاول باسيل ان يحتوي هواجس القلقين من وجود نية مبيتة عند “التيار الحر” للاستقواء بالتحالف مع “القوات” من أجل الإبقاء على قانون الستين واستثماره في اصطفافات فئوية عازلة للآخرين، فكان اقتراحه بفصل مسار تشكيل الحكومة عن قانون الانتخاب، وتأكيده التمسك بالنسبية، على الرغم من ان “الستين” يمنح تحالف “التيار” و”القوات” الفرصة لاكتساح المقاعد المسيحية.
كما أعطى باسيل إشارة إيجابية في اتجاه بنشعي عبر إبداء الحرص على تمثيل “تيار المردة” في الحكومة الجديدة، وإن يكن في مكان آخر قد غمز من قناة “المردة” حين اعتبر ان التعاطي مع المقاومة والتلطي خلفها من اجل مقعد ومكسب، خيانة للمقاومة، وهو الامر الذي رد عليه مقربون من فرنجية بالقول ان المطلوب هو ألا يستقوي “التيار الحر” بـ “حزب الله” لحرماننا من حقيبة اساسية.
البناء: أردوغان يُبرم صفقة السيل التركي… ويلدريم يرى الحلّ السوري قريباً جداً لافروف لمسلّحي حلب: الانسحاب أو الموت… والجيش بعد الشعار إلى القلعة قبيل خطاب نصرالله… باسيل: حلفنا ثابتٌ والنسبية مشروعُنا والحكومة للجميع
كتبت “البناء”: الصدمات الإيجابية المتلاحقة جعلت سقف التوقعات يرتفع في الملفين الإقليمي والمحلي، فبينما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ينعى التعاون مع واشنطن مع اتهامها بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق ينتهي بسحب المسلحين من شرق حلب، كان يحسم موقف حكومة بلاده بعنوان عريض، لا مجال أمام مسلّحي شرق حلب إلا الاختيار بين الانسحاب أو الموت. وفي موسكو كان رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف يلتقي رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في إطار اللجنة المشتركة للبلدين لمراجعة التفاهمات الاقتصادية، بينما كان الرئيس التركي رجب أردوغان يُبرم اتفاقية السيل التركي لمد أنابيب الغاز الروسي نحو ساحل أوروبا، بما يحمله من مكاسب نوعية لتركيا في سوق الطاقة وصرف نظر تركيا عن البدائل الافتراضية التي رافقت الحرب في سورية وتورّط تركيا فيها، ليعلن يلدريم في ختام المحادثات أنّ الحلّ في سورية يبدو اليوم أقرب من أيّ وقت مضى، فينزل كلامه على رؤوس المسلحين ومسانديهم كالصاعقة بعد كلام لافروف، ويُترجَم بنتائج سريعة عبّرت عنها حالة الفرار الجماعي لمسلحي الأحياء الشرقية في حلب، الذين خرج منهم مساء أمس قرابة الخمسمئة، وسلّموا أسلحتهم للجيش السوري، الذي كان يواصل تقدّمه النوعي المتسارع، بعد إحكام قبضته على حي الشعار الاستراتيجي، متقدّماً بسرعة نحو قلعة حلب، مع توقعات بتحوّلات نوعية ستشهدها الأوضاع العسكرية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب خلال الأيام الفاصلة عن نهاية الأسبوع.
لبنانياً، كلام يدعو للتمهّل في قياس المهل الحكومية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتبديد للهواجس على لسان رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارحية جبران باسيل، في ملاقاة تدعو للتفاؤل للخطاب الذي يرتقبه الجميع من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي ينتظر أن يضع ثنائية التفويض المفتوح لرئيس المجلس النيابي نبيه بري في التفاوض حول الحكومة، والتحالف المؤسس على الثقة المطلقة مع التيار الوطني الحرّ بشخص زعيمه الذي صار رئيساً للجمهورية ورئيسه وزير الخارجية، وتمسّك بتطبيع العلاقات بين حلفاء المقاومة وخصوصاً العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة.
كلام باسيل أجاب بوضوح على التساؤلات المرافقة لمرحلة ما بعد الرئاسة تضمّن تمسكاً بالتحالف مع حزب الله فوق الثنائيات والانتخابات والرئاسات والحكومات، وبالتمسّك بتمثيل شامل للحكومة، القوميون والمردة والنائب طلال أرسلان وتمثيل سنّة الثامن من آذار والكتائب، وقانون للانتخابات على أساس النسبية يفصل مساره عن الحكومة، فلا مانع من السير به اليوم قبل الغد، يجمع التيار وحركة أمل كحليفين على البيان السياسي في دولة المواطنة.
مصادر متابعة قالت لـ “البناء” إنّ الاستثمار على كلام رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، بملاقاة كلام السيد نصرالله، سيتيح انطلاق مساعٍ حثيثة لحلحلة حكومية وبلورة قانون الانتخاب في الأسبوع المقبل، بالتزوّد بشحنة دافعة تتيح السيطرة على التعقيدات.
مع وصول مساعي الرئيس المكلّف سعد الحريري لتأليف الحكومة إلى طريق مسدود بعد أكثر من شهر على التكليف، وفي ظل تصاعد وتيرة الاشتباك السياسي وتصلّب موقف حزب “القوات اللبنانية” واتهام حزب الله وقوى 8 آذار بالتعطيل، يُطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة مساء الجمعة المقبل، لتوضيح الصورة الحكومية وتصويب المسار ووضع النقاط على الحروف ويتطرق فيها الى آخر التطورات والمستجدات السياسية الراهنة.
وسيبين السيد نصرالله بعد غدٍ موقف حزب الله من تشكيل الحكومة والأزمة السياسية والعلاقات بين الحلفاء والأطراف السياسية وسيردّ على اتهامات البعض للحزب بعرقلة ولادة الحكومة من دون تقديم الأدلة على ذلك.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن “كلمة السيد نصرالله مخصصة إلى الداخل اللبناني، وربما يتطرّق إلى الملف السوري في ختامها”، موضحة أن “جزءاً من مهمة خطابه هو احتواء التوتر بين الأطراف السياسية والدفع باتجاه حلحلة العقد لتشكيل الحكومة والردّ على مَن يريد إيقاع الفتنة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ”، متوقعة أن “يتضمّن الخطاب مبادرة على خط بعبدا بنشعي”. ولفتت إلى أن “حزب الله موجود على خطّ مفاوضات التشكيل ويطلع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التفاصيل”، وقالت إن “أمل وحزب الله وبقية الحلفاء يعتبرون أن العقدة الأساس أمام التأليف حتى الآن هي سعي حزب القوات الى تكبير حجمه السياسي والوزاري داخل الحكومة الذي لا يعادل ما يملكه في المجلس النيابي، فضلاً عن محاولاته تحميل العهد مسؤولية التقيد بإلتزامات معينة”.
وأكدت المصادر أن “شروط القوات تحت عنوان نيل حقيبة اسيادية هي التي أعاقت تأليف الحكومة وتمسكها بحقيبة الأشغال تعيقها الآن”، مبينة أن “مطالب القوات عقدة حقيقية أكثر من أي مطلب آخر لقوى 8 آذار إذ لا تزال حتى الآن متمسكة بالأشغال ولم تتنازل عنها للرئيس بري، ووفقاً للاتفاق مع الرئيس المكلف وتهدّد بالمطالبة بحقيبة سيادية من جديد إذا انتزعت منها وتعمل لتهميش المردة”، وتحدّثت المصادر عن “مساعٍ يبذلها حزب الله على أكثر من صعيد لتسهيل التأليف”.
وقال مصدر في كتلة التنمية والتحرير لـ”البناء” إن لا جديد على الصعيد الحكومي والأمور على حالها ووزارة الأشغال لا تزال تمثل أبرز العقد، فضلاً عن استعمال القوات الأسلحة والضغوط والإغراءات كافة لتهميش المردة لأهداف انتخابية”، مشدّداً على أن “الرئيس بري لن يتنازل عن الأشغال وأن تذليل العقد مسؤولية رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلّف وليس مسؤولية القوى السياسية الأخرى”. ولفت إلى “عودة التداول بصيغة الحكومة الثلاثينية لتمثيل الأطراف كافة كمخرج لولادة سريعة للحكومة”، محذّراً من “نيات مبيتة لتطيير قانون الانتخاب لفرض انتخابات على الستين كأمر واقع”.
الاخبار: تهدئة في انتظار نصراللّه
كتبت “الاخبار”: تكثّفت في اليومين الماضيين الاتصالات لتسريع ولادة الحكومة، وسط أجواء تفاؤلية قبل أيام من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله. التحليلات الكثيرة لا تزال تفتقر الى معطيات حسّية، باستثناء التصريحات الإيجابية التي أطلقها وزير الخارجية جبران باسيل، وتلقّفها الرئيس نبيه بري
دخل مخاض تأليف الحكومة شهره الثاني، وسط أجواء متناقضة ما بين إمكانية الإعلان عن ولادتها نهاية الأسبوع، واستمرار العقبات التي تقف في وجه تأليفها.
غير أن كل ما يقال مبني على تحليلات وليس معطيات عملية، مع ذلك تميل الدفّة نحو التفاؤل ربطاً بالخطاب الذي سيلقيه الأمين العام لحزب الله السيد حسّن نصرالله يوم الجمعة المقبل، وما سبقه من تهدئة في الخطاب أمس، عبّر عنها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح، وخاصة لناحية بعثه برسائل إيجابية إلى الرئيس نبيه بري وعدد من القوى التي يُتوقع مشاركتها في الحكومة. ورجّحت مصادر سياسية أن “تسريع حركة الاتصالات واللقاءات يهدف إلى إيداع السيد نصرلله نتائج حسيّة، يمكن أن يبني عليها في خطابه للإعلان عن انفراجة ما، أو على الأقل ضخ جرعة إضافية من الإيجابية”. في المقابل، دعت مصادر أخرى إلى عدم الإفراط في التفاؤل، خصوصاً مع “سرعة التقلبات في عملية التفاوض”، من دون إنكار أن “كلام باسيل أمس كان جيّداً جدّاً”، استُكمل مع ما قاله رئيس مجلس النواب لزوّاره أمس، واصفاً تصريح باسيل بـ”الإيجابي”. وقد اعتُبر ذلك “مدخلاً للحل”، في أعقاب اللقاء الذي جمع باسيل بمسؤول “لجنة الارتباط والتنسيق” في الحزب وفيق صفا، وكان هدفه بحسب مصادر مواكبة “تخفيف الاحتقان”، وقد ترجم هذا اللقاء بتأكيد باسيل أننا “في هذه الحكومة نسعى إلى تمثيل الجميع فيها، من تيار المردة إلى الكتائب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسنّة 8 آذار وغيرهم”، وأن “حكومة الـ24 تتسع للجميع، ونحن مع اتساع الجميع في هذه الحكومة، خاصة في هذه المرحلة، لأنها حكومة انتخابات”.
وإذ أشارت مصادر القوى المعنية بالتشكيل إلى أنه “لا شيء محسوماً حتّى الآن، تحديداً في ما يتعلّق بحقيبة التربية وإعطائها لتيار المردة”، أكدت أن العونيين “لا يزالون يسألون عن مقابل إعطاء الوزير سليمان فرنجية هذه الحقيبة”، وأن الرئيس برّي يرى أن “هذا الأمر ليس مقبولاً، لأن حصّة فرنجية لا تدخل ضمن حصص الآخرين، بل بصفته كشريك مع القوى الأساسية في الحكومة”. وفي المعلومات أن برّي “لا يزال يرغب في تأليف حكومة من 30 وزيراً، لأنها تضمن تمثيل كل القوى سياسياً، وستكون حكومة لكلّ الناس”، إلا أنه “ينتظر ما يمكن أن تؤول اليه الاتصالات، خصوصاً مع تمسّك الرئيس سعد الحريري بحكومة الـ24 وزيراً”. ونقلت المصادر عن برّي “تخوفّه من تحالف عوني ــ مستقبلي ــ قواتي جدّي”، خصوصاً أنه “لمس خلال لقائه الأخير مع الحريري والرئيس ميشال عون أن الأخير حريص على اتفاقه مع القوات اللبنانية، وأن الحريري بدوره حريص على أوطد العلاقات مع سمير جعجع”، والدليل أن “برّي كان قد لمس من الحريري تجاوباً لناحية إعطاء حقيبة التربية لفرنجية، لكنه عاد وتردّد بعد مراجعة القوات والعونيين”. وكان رئيس المجلس قد بعث، أمام زواره في عين التينة مساء أمس، آمالاً في تأليف الحكومة الجديدة بقوله إن “ثمة تحريكاً للاتصالات بوتيرة أفضل، لكننا لا نقول فول قبل أن يصير في المكيول”. وشدّد على أن “الخطر الأكبر هو على قانون الانتخاب، فهو الأساس والحكومة تفصيل. الحكومة كالجبنة المعتقة، كل واحد يريد أن يقتطع منها. قانون الانتخاب هو أساس تكوين السلطة”. وقال: “نؤكد دائماً على وضع قانون جديد للانتخاب مبنيّ على النسبية، وهذا ما توافقنا عليه مع التيار الوطني الحر، حتى إننا اتفقنا على أكثر من صيغة للقانون، بما فيها التأهيل على القضاء والنسبية على المحافظات الخمس. هنا أريد أن أقول إنني مع ما قاله الوزير جبران باسيل، ليس 50% بل 100%، وأُحذر من أنه إذا استمررنا على هذا المنوال، أي على قانون الستين، فإننا ذاهبون الى ما هو أسوأ لتكريس كونفدرالية الطوائف، وإن كنا على بقعة جغرافية واحدة”.
من جهة أخرى، شدّد باسيل على أن “حزب الله هو من الثوابت بالنسبة لنا، وهو أساس جاء نتيجة صدق والتزام وتضحية وجهد ودماء وضعت للوصول إلى ما نحن عليه، والخلاف الشيعي المسيحي لن يحصل، لا الآن ولا لاحقاً”. وأكد “عدم التفريط به، لا في انتخابات نقابية ولا نيابية ولا رئاسية ولا في حكومة، وهذا التفاهم ممنوع المس به، وعلاقنا مع الحزب أمتن من كل وقت مضى وفي أقوى حالاتها”.
وأكّدت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر لـ”الأخبار” أن “الأجواء تنحو الى التهدئة. ولكن، عملياً، لن نتنازل في المضمون”. وأوضحت أن “الأمور لا تزال عالقة عند مطلب الرئيس بري بحقيبة أساسية لا يهمنا الى من ستذهب. ولكننا نريد في المقابل حقيبة مماثلة، إضافة الى استمرار مشكلة حقيبة الأشغال والوزير الشيعي من حصة رئيس الجمهورية”. وأكّدت أن “الأهم من كل هذا أننا، من حيث المبدأ، لن نقبل بطريقة تعامل تكبّل العهد عبر القول لنا: هذه شروطي وإلا فلن أترككم تحكمون”.
ووصفت المصادر كلام باسيل بعد اللقاء الأسبوعي لتكتل الاصلاح والتغيير بأنه “رسالة انفتاح كبيرة على رئيس المجلس مفادها أننا معه، أكثر من غيره، قادرون على الاتفاق على دولة المواطنة والعلمنة الشاملة التي يسميها إلغاء الطائفية السياسية. وهذا يبدأ بقانون الانتخاب الذي يمكن أن نسير فيه معاً في مسار منفصل عن المسار الحكومي”. وفي الوقت نفسه، فإن باسيل “كان واضحاً بأن خلافنا لن يتحول في أي حال من الأحوال الى خلاف مسيحي ــ شيعي”.
الديار: هل تُسقط الميثاقية اتفاق الطائف وهل بدأ الحفر لتعديل الدستور
كتبت “الديار”: بعد سنة من الان يكون الطائف قد انتهى ودخلنا مرحلة جديدة سيلعبها الرئيس نبيه بري. الرئيس العماد ميشال عون لا يستطيع الحكم في ظل دستور الطائف، بل سيمارس صلاحيات بالتنسيق مع المجلس الدستوري الأعلى.
ليست القضية قضية حكومة، وليست القضية قضية ميثاقية، انها قضية تغيير دستور الطائف تدريجيا وخلال سنة سيكون دستور الطائف قد تم الحفر تحته، ليصيبه اليباس ويأتي دستور جديد يقره مجلس النواب برئاسة الرئيس بري ولو اعلن الرئيس بري 1000 مرة انه يريد الطائف.
واما بالنسبة للمسيحيين فلم يعودوا يقبلون تهميش دورهم مثل الأول، انهم يريدون التعاطي معهم ليس بعددهم بل بمناطقهم ودورهم التاريخي في لبنان، وسيطرتهم الجغرافية كبيرة جدا، فان اتخذ العماد ميشال عون قرارا واحتجّ عليه البعض، فان اضرابا قد يشلّ لبنان كله، ولا تستطيع أي طائفة الوقوف في وجهه، ذلك ان قضاء بشري يسيطر عليه المسيحيون، وقضاء زغرتا، والكورة والبترون وجبيل والمتن الشمالي وكسروان والمتن الجنوبي والاشرفية وعين الرمانة وفرن الشباك وكفرشيما والجية والدامور وقسم من قضاء عاليه، وصولا الى حدود صاليما في الجبل، والاشرفية بكاملها حتى الكرنتينا، إضافة الى زحلة وابلح والقاع ودير الأحمر وشليفا ورأس بعلبك، والقطاع الأوسط في زحلة، ومدينة زحلة بكاملها، فان اعلن الرئيس ميشال عون رفضه المرسوم وقام مجلس الوزراء بإصدار مرسوم نكاية بالرئيس العماد ميشال عون فان أي اضراب مسيحي يجري في هذه المناطق سيشلّ لبنان كله، والرئيس ميشال عون ليس بعيدا عن اتخاذ خطوة من هذا النوع اذا تم تحديه او محاولة كسر كلمته.
إضافة الى ان الشيعة لن يخوضوا معركة لحماية الطائف، كذلك الطائفة الدرزية لن تخوض معركة من اجل حماية الطائف، بل هنالك فئة من الطائفة السنيّة الكريمة سترفض وهي تيار المستقبل، الا ان الطائف سيتم تعديله من الان وحتى سنة، او يبقى اسمه الطائف لكن تتم الممارسة عكس ذلك، والدليل على هذا الامر ان رئيس الجمهورية هذه المرة العماد ميشال عون يقول انه غير مستعجل على تأليف الحكومة، ويحمل في يده القلم الذي يوقع مرسوم تأليف الحكومة، وهو الوحيد المسموح له بالتوقيع على تأليف الحكومة، فان لم يوقع فلا حكومة، والعماد عون لن يوقع على حكومة ما لم يكن راضيا عنها كليا.
وبالتالي تغيرت الأمور، وأصبحت المبادرة بيد رئيس الجمهورية مع انه لم يحصل تعديل على الدستور، ودائما كان رئيس الجمهورية يوقع مرسوم تأليف الحكومة، لكن العماد عون لا يستطيع التقيد باتفاق الطائف ولا يستطيع النهوض بالبلاد في ظل دستور يكبّل رئيس الجمهورية، ويخفف من صلاحياته، من هنا سيضطر لحضور جلسات مجلس الوزراء ويأخذ القرارات في مجلس الوزراء، وسـتكون الجلسات حامية.
النهار: قطار التأليف أمام ثلاث محطات
كتبت “النهار”: بدا أن عربة التأليف على وشك الانطلاق وان لم تكن تحركت بعد في انتظار بلورة مزيد من الاتصالات يمكن ان تفضي الى ازالة العراقيل من امام التشكيلة الحكومية المرتقبة. وبعد الرسائل الايجابية التي اطلقها الوزير جبران باسيل، رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره امس أن الاتصالات لتأليف الحكومة “تسير بوتيرة أفضل”. وقال إن “الخطر الأكبر يهدّد قانون الانتخاب وهو الاساس وليس الحكومة التي تبقى تفصيلاً، وهي تشبه الجبنة المعتقة التي يتسابق كل طرف على اقتطاع حصة منها. قانون الانتخاب هو الأساس في عملية تكوين السلطة، ومن هنا نؤكد ونشدد على قانون يعتمد النسبية وهذا ما توافقنا عليه مع التيار الوطني الحر، وبحثنا في أن يكون التأهيل على مستوى القضاء (الارثوذكسي) وان تكون الانتخابات في المحطة الثانية في المحافظات على أساس النسبية. وأنا مع ما قاله الوزير جبران باسيل اليوم (أمس) ليس خمسين في المئة بل مئة في المئة”.
وكان باسيل وجه رسائل ايجابية الى “تيار المردة” والحزب السوري القومي الاجتماعي، وأعلن “أن المسألة ليست قضية حقيبة، بل هي رفض البعض للمرحلة الجديدة التي نعود فيها الى الوضع الطبيعي، ونحن قوتنا الذاتية اوجدتنا وتربيح الجميلة مرفوض”. وأضاف: “نطالب ونعمل لتمثيل الجميع في الحكومة من كتائب ومردة وقومي وارسلانيين وسنة 8 آذار وحكومة 24 تتسع للجميع بلا أعراف أو ثوابت”. وأوضح أن “ثوابت المرحلة تبدأ بـ”حزب الله”، فالمقاومة وجدان شعب، والخلاف المسيحي – الشيعي لن يحصل لا اليوم ولا في أي يوم”. كما أكد التفاهم مع “القوات اللبنانية” من دون التحول ثنائياً مسيحياً في مواجهات ثنائيات أخرى.
وفي هذا الاطار، عرض مصدر متابع لـ”النهار” الاحتمالات الثلاثة لعملية التأليف، كالآتي:
أولاً – تأليف سريع لا يتجاوز الاسبوع المقبل تظهر إيجابيات سابقة له هذا الاسبوع، بعدما بلغت الرسائل قصر بعبدا، واتفق الوزير جبران باسيل وممثل “حزب الله” وفيق صفا على بدء ازالة العراقيل لانها لا تفيد أحداً، وأعلمه الاخير بان الحزب لن يتدخل مباشرة بين المسيحيين أولاً، وأيضاً مع الرئيس نبيه بري الا من باب التسهيل والدفع، لكنه لن يسحب من الأخير التوكيل المعطى له في هذا المجال. وقد رمى صفا الكرة في ملعب باسيل من غير ان يحدد خطوات ملموسة، بل تمنى عليه اخراج حل يحفظ كرامة الجميع. وهكذا يمكن ان تظهر مؤشرات انفتاح لم تبلغ بشائرها بعد “تيار المردة” كما أفادت مصادر قريبة من بنشعي “النهار”. واذا سارت الأمور على ما يرام تكون الحكومة هدية الميلاد.
المستقبل: الحريري يعزّي متضامناً مع الجيش. . وقهوجي لـ”المستقبل”: سنوقف المعتدين بالتأكيد تفاؤل رئاسي ورسائل حكومية: التأخير عابر والعهد سينطلق
كتبت “المستقبل”: بين بعبدا والرابية، سلك مسار التأليف أمس دروباً مُعبّدة بالتفاؤل و”الرسائل” علّها تجد طريقها نحو تذليل آخر العقبات والهواجس السياسية التي لا تزال تحول دون ولادة حكومة العهد. فبينما بدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حريصاً أمام زواره على تبديد “الخوف” من تأخير تشكيل الحكومة باعتباره “أمراً عابراً”، برزت بالتزامن سلسلة رسائل تطمينية وجّهها تكتل الرئيس النيابي توكيداً على حُسن النوايا الرئاسية باتجاه مختلف المكونات الوطنية وعلى نبذ أي “إلغاء أو عزل على الساحة المسيحية أو على أي ساحة أخرى” كما عبّر رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، مع التشديد في الوقت عينه على حتمية ولادة الحكومة العتيدة ضمن “سقف زمني معروف ومحكوم” بمعايير تقوم على معادلة: إعطاء كل ذي حق حقه “من دون السماح لأحد بقتل الانطلاقة الجديدة” للعهد.
اللواء: التيار العوني يجدّد الأزمة: ربط نزاع مع برّي وفصل المقاومة عن الحزب! باسيل يلوّح بالعودة إلى القانون الأرثوذكسي.. وتبادل الحقائب مخرج جديد لمعالجة العقد
كتبت “اللواء”: بفاصل زمني يتخطى الـ72 ساعة من إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف من مساء الجمعة، من على شاشتي “المنار” وO.T.V والشاشات الأخرى، خرج وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بوصفه رئيس “التيار الوطني الحر” ورئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” خلفاً للرئيس ميشال عون، بعد اجتماع التكتل في الرابية عصر أمس، ليرسم موقفاً بانورامياً باسم الرئيس عون، من دون ان يعلن ذلك صراحة، بعد مرور 36 يوماً من انتخابه رئيساً للجمهورية، وأقل بذلك بثلاثة ايام من تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل اول حكومة في العهد الجديد، وليحدد جملة من الخيارات، بطريقة بدا فيها انه هو “المرشد الأعلى للجمهورية”، وللمسار السياسي في البلاد، ليس في ما خص الحكومة فقط، بل لجهة العلاقات بين القوى السياسية وقانون الانتخاب وبناء الدولة، وسوى ذلك من أمور تتعلق بالخيارات والأعمال اليومية.
الجمهورية: “نسمات” إيجابية تلفَح التأليف… وبرّي و”الــحزب” يُرحِّبان بكلام باسيل
كتبت “الجمهورية”: مع عودة أضواء شجرة الميلاد والمغارة إلى أرجاء قصر بعبدا وساحاته بعد غياب قسريّ بسبب الفراغ الرئاسي، برزت مواقف في الساعات الأخيرة أوحت بأنّ مناخ السلبيات الذي ساد على خط التعطيل، لفحَته نسمات إيجابية، يؤمل أن تعطي قوّة دفعٍ جديدة لعجَلة التأليف، بما يَرفع من احتمال وضعِ الحكومة على سكّة الولادة في مدى غير بعيد. وهذه الإيجابيات يُفترض أن تسحب نفسَها بحثاً جدّياً عن مخارج أكثر جدّية للعقَد المتبقّية أمام إتمام الصيغة شِبه الجاهزة والمتمثّلة حصراً بحقيبة تيار “المردة”، حيث توحي المؤشّرات بأنّها لم تعُد مستعصية، وإنْ كان البتّ بها باتَ مسألة وقتٍ قصير، خصوصاً أنّ أجواء المقارّ الرسمية والسياسية تؤكّد هذا المنحى. بالإضافة إلى التعبير صراحةً عن الصورة الجامعة للحكومة، وهو ما تضمَّنه الموقف الصادر عن رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بعدم استبعاد أيّ طرف. وهذه الأجواء المشجّعة حكومياً، إنْ تُرجمت عملياً تطلِق إيجابيةً من شأنها إضاءة الطريق أمام محاولة تحقيق الهدف الأوّل للحكومة، والمتمثّل بقانون جديد للانتخابات النيابية في اعتباره البندَ الأكثر إلحاحاً في مرحلة ما بعد التأليف.
قالت مصادر واسعة الاطّلاع لـ”الجمهورية” إنّ مراوحة التأليف قد كُسِرت، جرّاء مناخ الإيجابيات الذي عاد ليسيطر على المشهد السياسي العام. وهو ما عبّرت عنه المواقف الصادرة عن القوى السياسية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.