ساعة الحساب تقترب
غالب قنديل
شكل التضليل الاعلامي والسياسي الذي واكب انطلاق العدوان الاستعماري على سوريا ظاهرة من الفجور والتحريض والخروج عن المهنية في الاداء الاعلامي غير مسبوقة ولم تعرف التجارب الاعلامية السابقة مثيلا لها حتى ان مؤسسات اعلامية كبرى في العالم كانت تشتهر بما عرف عن رصانتها المهنية وقعت في استعمال الافلام المفبركة ودس المعلومات المزورة وترويج الشائعات والاكاذيب واضطر بعضها لتقديم عشرات الاعتذارات للرأي العام الذي صدم بانهيار ايقونات الاداء الاعلامي المهني من مثيل الـ”بي بي سي” وغيرها من المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم ربما ما عجل بسقوط تلك الطواطن والرموز الاعلامية التي صنعت ومولت على اوسع نطاق في سبيل ترويج الاكاذيب عن سوريا درجة الوعي الشعبي التي فككت المنظومات الافتراضية والافلام المفبركة وعاينت الوقائع بقوة وفي هذا السبيل كان دور حاسم لجميع الاعلاميين ووسائل الاعلام الذين تصدوا من اللحظة الاولى للعدوان على سوريا لتعرية حقيقته وتفكيك منظومات الكذب والدجل.
هذا الكلام قد لا يكون جديدا لكن مناسبة التأكيد عليه هو ما بلغته مقاومة سوريا شعبا ودولة وجيشا للعدوان الاستعماري من تقدم فالفصول الجارية اليوم في مدينة حلب وفي الغوطة تبدو وكأنها اقتراب كبير من خاتمة تكرس انتصار الدولة السورية والشعب السوري.
مشاهد الدمار والنتائج المفجعة للمذابح واعمال القتل والنهب والسلب التي شهدتها سوريا تستدعي تحميل مسؤوليات واضح والمسؤوليات هنا ليست فحسب على حكومات العدوان الاستعماري بدءا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وصولا الى تركيا وقطر والسعودية بل ايضا على عصابات الارهاب والواجهات السورية التي روجت الاكاذيب واشتغلت ابواقا عند عصابات القاعدة وداعش طيلة السنوات الماضية واكثر واكثر المسؤولية تقع على طابور من الكتاب الذين باعوا عقولهم وكتبوا بالفاتورة مقالات التزوير والتضليل ووسائل الاعلام التي سخرت بقرار الاستخبارات لتكون ابواقا تضخ الكذب والتضليل ايضا لتستدرج السوريين الى حمل السلاح ضد دولتهم.
سقطت كذبة الثورة المزعومة وانكشفت الامور على حقيقتها امام كل من يريد ان يرى اما بعض الببغاوات من الساسة اللبنانيين ومن المرتزقة الاعلاميين فهؤلاء لا يجب ان يقام لهم حساب لانهم على مذهب أسيادهم في الرياض والدوحة يواصلون علك كلامهم المضجر المشحون بالأكاذيب والاحقاد عندما يتطاولون على قامة كالرئيس الاسد باتت من اليوم مرشحة لتعلن زعامة عالمية كبرى وليس فحسب على المستوى الاقليمي.
ثمة حساب يجب ان يقام في وسائل الاعلام وامام الرأي العام مع كل من دجل وكذب وسوق الاكاذيب ومع كل من لم يمارس نقدا ذاتيا صريحا وقاسيا بحق عقله البليد والبائس الذي انساق في موجة احقاد وتحريض طائفي ومذهبي وسياسي ضد الدولة السورية والرئيس بشار الاسد وهذا يشمل بالتأكيد كمية من الزعماء والاعلاميين والصحافيين والكتاب وغيرهم ممن شاركوا في طابور المهزلة الكبرى التي تنكشف حقيقتها اليوم.
من قيل انهم ثوار تبين انهم مرتزقة ومن قيل انهم يريدون التغيير الديمقراطي تكشفوا عن استبدادية التكفير والالغاء والحذف ومن قيل انهم يريدون الاستقلال والمجتمع المدني تبين بكل وضوح انهم مرتزقة عند الجهات الغربية والخليجية المتآمرة على سورية وكل هؤلاء لم يكونوا يريدون الخير للشعب العربي السوري بل ارادوا خدمة اسيادهم ويتربع في قمة الاسياد الكيان الصهيوني.
على الناس ان تحاسب على وسائل الاعلام ان تحاسب على كل من يزعم المهنية والتقيد بالتقاليد المهنية ان يراجع كل رواية وكل مقال وكل نص وكل كتاب وكل تصريح صدرت بشان الوضع السوري وانطوت على كذب وتضليل ودجل وتلفيق.
جاءت ساعة الحساب ليعرى الدجالون اليوم ويوضعون امام الناس بعرائهم فتنكشف ألاعيبهم ولا تنطلي مرة اخرى على البسطاء ولا تمر مجددا على عقول الناس فالكارثة الكبيرة والدامية التي فرضت على سوريا وشعبها هي من صنع ايدي هؤلاء والسنتهم لقد اشتغلوا على الفاتورة مع السعودية وقطر وتقاضوا الاموال وكان الاميركي يعمم التوجيهات والنصوص والتلفيقات المتكررة حول حقيقة ما يجري في سوريا، اليوم وفي احياء حلب الشرقية تبان فضيحة كل هؤلاء ويظهر بكل وضوح ان القاعدة كانت هي القوة الاساسية المحركة للقتال ضد الجيش العربي السوري وداعش هي القاعدة نفسها بثوب اخر كما هي جبهة النصرة وكل الفصائل والالوية والجماعات التي بدلت راياتها واسماءها وثيابها في لعبة مشهدية خطيرة كانت تستهدف وعي السوريين .
ساعة الحساب جاءت وهي لا تؤدى بمقال ان حملة يجب ان تجري وتنطلق في كل مكان من الوطن العربي وفي العالم لصالح المهنية في الاعلام التي تحظر الكذب والتسويق للكذب والاختراع والتشهير والدعاية المنظمة على طريقة البروباغندا النازية، انقاذ العالم من مرتزقة العمل الاعلامي هو مهمة راهنة على الاعلام الحر ان يشمر ساعديه لينطلق بها.