الوثيقة الروسية: سنقاوم التدخلات في شؤون الدول لتغيير انظمتها
أكدت موسكو عزمها على مقاومة أي محاولات للتدخل في شؤون الدول بهدف تغيير السلطة فيها بطريقة غير دستورية.
وجاء في وثيقة “رؤية السياسة الخارجية الروسية” التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول، أن موسكو متمسكة بحل الأزمة في سوريا على أساس ضمان وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها.
وجاء في “الرؤية” أن تسوية النزاع في سوريا يجب أن تعتمد على الوثائق التي تبناها المجتمع الدولي بهذا الشأن.
وجاء في نص الوثيقة: تؤيد روسيا وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، كدولة علمانية وديمقراطية وتعددية، يعيش أبناء كافة المجموعات العرقية والطائفية فيها بسلام وأمان، ويتمتعون بحقوق وإمكانيات متساوية”.
وأشارت الوثيقة إلى أن تنامي تهديد الإرهاب الدولي يغدو من أخطر جوانب الواقع العالمي، وأن هذا التهديد بلغ مستوى نوعيا جديدا مع ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” ومثيلاته، مضيفة أن “تشكيل تحالف دولي واسع، على أساس قانوني راسخ وتعاون فعال ومنتظم بين الدول، بعيدا عن أي تسييس أو معايير مزدوجة، يجب أن يصبح اتجاها رئيسا في محاربة الإرهاب”.
العلاقات مع الناتو
كما تطرقت الوثيقة إلى مسألة العلاقات بين روسيا والناتو، مؤكدة نية موسكو بناء هذه العلاقات “آخذة بعين الاعتبار مدى جاهزية الحلف للشراكة المتكافئة” معها، مشيرة إلى أن روسيا تنظر نظرة سلبية إلى “توسع الناتو واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية وتفعيل نشاطاته العسكرية في مناطق متاخمة لروسيا”.
وجاء في الوثيقة أن موسكو تعتبر هذه التصرفات انتهاكا لمبدأ الأمن المتكافئ غير المجزأ وأمرا يقود إلى تعميق الخطوط الفاصلة القديمة وظهور خطوط جديدة منها في أوروبا”.
موسكو تحتفظ بحق الرد القوي على تصرفات عدائية
وجاء في الوثيقة أن روسيا لا تقبل ممارسة ضغوطات عليها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها، كما أنها تحتفظ لنفسها بحق “الرد القوي على تصرفات عدائية تجاهها، بما في ذلك تعزيز أمنها القومي” واتخاذ خطوات مضادة.
موسكو: الحوار مع واشنطن ممكن فقط على أساس المساواة
أما بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، فجاء في وثيقة “الرؤية” أن روسيا مهتمة ببناء علاقات متبادلة المنفعة معها، “مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الخاصة التي تتحملها الدولتان عن الاستقرار الاستراتيجي العالمي وحالة الأمن الدولي عامة، وكذلك امتلاكهما قدرات كبيرة على التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتقنيات وغيرها من أنواع التعاون”.
وتابعت الوثيقة أن “روسيا تنطلق من أن التطور المتنامي والقابل للتنبؤ في الحوار مع الولايات المتحدة ممكن فقط على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
الملف الأفغاني
كما يوضح نص “الرؤية” موقف موسكو من التسوية في أفغانستان، إذ تؤكد الوثيقة أن الوضع غير المستقر في هذه البلاد يشكل خطرا على روسيا والبلدان الأخرى في رابطة الدول المستقلة، خاصة على خلفية انسحاب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الدولية التي سبق أن كانت منتشرة في أفغانستان.
وتعهدت روسيا بأنها ستواصل بذل الجهود من أجل حل مشاكل هذه الدولة في أقرب وقت مكن، مع احترام حقوق كافة المجموعات الإثنية ومصالحها المشروعة وبغية إعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع، كدولة محايدة ذات سيادة محبة للسلام تتميز باقتصاد ونظام سياسي مستقرين.
وتلفت الوثيقة الانتباه إلى أن تنفيذ حزمة إجراءات متكاملة لمواجهة الخطر الإرهابي، يجب أن يصبح جزءا من هذه الجهود، علما بأن هذا الخطر موجه ضد دول أخرى، بما فيها جيران أفغانستان. ومن بين حزمة الإجراءات هذه خطوات للقضاء على الإنتاج غير الشرعي للمخدرات في أفغانستان والاتجار بها. ودعت روسيا، في هذا الخصوص، إلى تكثيف الجهود الدولية برعاية الأمم المتحدة من أجل دعم أفغانستان والدول المجاورة في التصدي لكل هذه التحديات.