كوابيس نتنياهو وهلوسة أردوغان
غالب قنديل
تعيش القيادة الصهيونية أسوأ كوابيسها مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأرض وهي الشريك الرئيسي الخفي والظاهر في حلف العدوان على سورية بل والمستثمر الأهم في خطة تدمير الدولة الوطنية السورية التي تمثل الركن الرئيسي في محور المقاومة الذي غير البيئة الإقليمية وتوج تراكم القوة في انتصار تموز بنزع هيبة الردع الصهيونية .
المخابرات الصهيونية موجودة ومشاركة في جميع غرف عمليات قيادة الحرب على سورية فهي حاضرة في عمان واسطنبول وفي قلب مناطق سيطرة الإرهاب على الأرض السورية إلى جانب اجهزة الاستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والألمانية والثلاثي التركي القطري السعودي وليس المظهر الوحيد لحضور إسرائيل العسكري في الغارات المتلاحقة لطيران العدو التي تنتحل ذريعة منع انتقال أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله .
إن العديد من تلك الغارات كانت لها وظائف ميدانية خلال السنوات الماضية بتمهيد الطرق لحملات عسكرية شنها الإرهابيون على مواقع للجيش العربي السوري وبعدما تكفل الإرهابيون باستهداف دفاعها الجوي والغارات التي شملت مسرح العمليات الإرهابية في جنوب سورية وفي محيط دمشق خلال السنوات الماضية لم تكن اداة التدخل الوحيدة التي استخدمها الكيان الصهيوني في سورية بل إن الارتباط العضوي بين كيان العدو وداعش والقاعدة ظهر بارزا في جبهة الجولان بالشراكة مع كل من المخابرات السعودية والأردنية والتركية والقطرية في توزيع للأدوار المالية والعسكرية والتدريبية واللوجستية وهو امر لم يعد سرا بل جاهر به القادة الصهاينة علانية وتفضحه الوقائع العملية.
بعدما تمكن الجيش العربي السوري من تثبيت توازنات جديدة صرح قادة الاستخبارات الصهاينة ببعض مخاوفهم من نهوض الدولة الوطنية السورية وصبوا جهودهم مع حلف العدوان وقيادته الأميركية لإطالة امد الاستنزاف خوفا من نهوض سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وتحول انتصار الأسد منذ الانخراط الروسي المباشر إلى كابوس صهيوني عبر عنه قادة ساحات الاستخبارات في التقدير الإجمالي الذي نشر في اواخر نيسان الماضي حيث تركزت المخاوف الصهيونية على امرين هما انتصار الأسد وتسارع عمليات الحسم العسكري في الميدان وتعاظم قدرات حزب الله بفعل تحويل تواجده في سورية إلى رافعة لتصاعد دوره الإقليمي وتمكنه من تطوير منظومة قتالية مشتركة مع الجيش العربي السوري تمثل كابوسا لجيش العدو مع الخشية من تثبيت وضع جديد على جبهة الجولان يوسع نطاق الجبهة القتالية في أي حرب مقبلة وليس فحسب من خلال انبثاق مقاومة سورية مقاتلة ضد الاحتلال.
كوابيس نتنياهو الممتدة في سورية تعاظمت مع معارك حلب فهناك البؤرة الرئيسية التي عول حلف العدوان على استنزاف الجيش العربي السوري وحلفائه من خلالها بعد تقهقر ادوات العدوان في محيط دمشق والوسط والجنوب ويعرف القادة الصهاينة اكثر من سواهم ما سيعنيه تحرير حلب وتطهيرها كليا من فلول الإرهاب التي ادارتها غرف العمليات المشتركة وهم يعلمون ان العويل الفرنسي والغربي عموما والتحايل الأميركي لن يثنيا الرئيس الأسد وحلفاءه عن مواصلة القتال وفقا للخطط التي وضعت لاستكمال تحرير المناطق السورية والقضاء على الإرهاب والنتيجة ستكون محطة انتصار فاصلة للدولة الوطنية السورية ولمحور المقاومة ولروسيا وبالتالي قيام توازن قوى إقليمي جديد يعود معه وبقوة حضور الأسد القيادي في معادلات المنطقة وهذا ما يفسر التصريحات الصهيونية عن الخشية من نتائج تراجع داعش والنصرة وتعاظم قوة الجيش السوري وحزب الله وهو امر لا تكفي لتبديد نتائجه في صفوف العصابات وواجهات العدوان عنتريات هولاند او غارات الطيران الصهيوني او التسريبات المشبوهة عن استهداف الرئيس بشار الأسد في غارة الصبورة فتلك ألعاب المهزومين والخاسرين التي لاتعوض انكساراتهم في الميادين .
أردوغان يعيش الحالة نفسها بطريقته فالخيبة الثقيلة والمرة للوهم العثماني ميزانها مصير حلب التي كانت مركز التدخل التركي الأهم في خارطة العدوان على سورية وضمن توزيع الأدوار الذي رسمه الأميركيون لعملائهم في استهداف الدولة السورية ورئيسها الذي ما يزال سلطان الوهم مهلوسا بالنيل منه كغاية لكل ما قام به من أفعال إجرامية مشينة ضد سورية وشعبها واقتصادها وجيشها فهو لص الحرب الذي سرق النفط بالشراكة مع داعش ونهب معامل حلب بمعونة الإرهابيين واللصوص الذين دعمهم لتخريب سورية وهومضيف غرف العمليات ومستودعات السلاح ومعسكرات تدريب الإرهابيين وهو من تقاضى المليارات السعودية والقطرية ليكون رأس الحربة في العدوان على قلعة المقاومة والحرية وآخر ما في جعبته كان العدوان السافر لمحاولة اقتطاع جيب داخل الأراضي السورية.
تقترب هزيمة حلف العدوان ويعلو العويل الصهيوني والعثماني والثابتون في القتال وبإرادة المقاومة يغيرون وجه المنطقة والعالم حيث تعيد العواصم الكبرى حساباتها بعد الفشل والهزيمة وتبحث عن مسالك الالتفاف على خسائرها وفضائحها وبعد هزيمة حزب الحرب الأميركي ستأتي البقية والحقيقة الناصعة ان صمود سورية وحلفائها الكبار يغير وجه المنطقة والعالم .