حكومة الإنقاذ اليمنية تقلب الطاولة
غالب قنديل
بلغة هستيرية علق الموفد الأممي ولد الشيخ على إعلان حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء وهدد وتوعد وهذا التصريح يؤكد كون الأمم المتحدة مستعمرة أميركية ويجزم بان القيادات الوطنية اليمنية سارت في الاتجاه الصحيح عندما اتخذ المجلس السياسي الأعلى قراره بتشكيل الحكومة انطلاقا من الشرعية الدستورية للبرلمان اليمني الذي انعقد في صنعاء ليكرس المجلس الأعلى كسلطة سيادية مؤقتة اولى في البلاد.
عندما يتحدث ولد الشيخ بهذه الطريقة فمعنى ذلك أن واشنطن والرياض تخشيان الآتي وان الخطوة الجريئة التي اتخذت تصيب مقتلا في حلف العدوان والواقع انها كذلك فقد تكرست الشرعية الدستورية والوطنية في صنعاء وعبر حكومة الإنقاذ وسحبت اوراق ابتزاز كثيرة من حلف العدوان الذي يتلطى خلف رئيس مستقيل منتهي الولاية والصلاحية وفريق عمله البائس الذي نزعت عنه أي صفة تمثيلية وازنة بعد إعلان حكومة الإنقاذ التي تضم معظم القوى السياسية الحية في الشمال والجنوب على السواء وبصورة تكرس التضامن الوطني والوحدة الوطنية وتعزز القدرة على مقاومة العدوان ومواصلة معركة الدفاع عن استقلال اليمن.
منذ تكوين المجلس السياسي الأعلى باتفاق بين حركة انصار الله والمؤتمر الوطني وبمشاركة اطراف يمنية وشخصيات عديدة لها وزنها التمثيلي تكرست قوة هذه الصيغة الجبهوية بمسيرات شعبية مليونية ستلاقي حكومة الإنقاذ بناء على دعوة وجهها السيد الحوثي يوم امس والمفاجيء في الحكومة التي ستحظى بتفويض شعبي ومن ثم بتفويض برلماني هو تكوينها الوطني الجامع والمتوازن بحيث ضمت سائر القوى الحية بما في ذلك الحراك الجنوبي وهو ما يعطيها صفة وحدوية تسقط اللعبة السعودية التي نقلت منصور هادي وفريقه إلى عدن في ظروف تعثر العدوان وعجزه عن التقدم بل ومع انتقال الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى عمل هجومي متواصل عبر الحدود نقل المأزق ونيران الحرب إلى الداخل السعودي.
تشكيل الحكومة والمضي في إجراءات تثبيت الشرعية الوطنية الشعبية عبر مجلس النواب يقلب الطاولة السياسية في اليمن ويتوج الصبر السياسي الذي اظهرته القيادات الوطنية في عشرات جولات التفاوض العقيمة والصفرية التي عطل فيها حلف العدوان أي تقدم نحو الحل السياسي رغم المرونة التي اظهرها الفريق الوطني فاستحقت هذه الصفعة الاستراتيجية لحلف العدوان ولعملائه.
هذه الحكومة التي تعزز التلاحم الوطني في مقاومة العدوان هي فرصة تاريخية لتفعيل معركة الدفاع عن استقلال اليمن بتوفير مستلزمات الصمود الشعبي وبالانتقال إلى العمل السياسي الهجومي في الداخل والخارج استنادا إلى مناخ التماسك الوطني والشعبي وسيكون على محور المقاومة وحلفائه في العالم أي روسيا والصين المبادرة إلى تحرك عاجل لملاقاة إعلان الحكومة ولتثبيت شرعيتها الدستورية عبر البرلمان اليمني وأي تقصير في هذا المجال سيلحق الضرر بالمعركة ضد الهيمنة الأميركية في المنطقة .
يجب من اليوم ان نتوقع من إيران وسورية والمقاومة والعراق إدراج اليمن على رأس جداول الأعمال في لقاءات تشاور ونقاش دولية تتضمن إجراءات وتدابير ملحة لنصرة الشعب اليمني ولإسقاط الحصار ولرفع الغطاء الأممي عن حلف العدوان لإرغامه على احترام إرادة الشعب اليمني ووقف جرائمه المشينة ضد الشعب اليمني المحاصر والمحكوم بالموت والمجاعة.
الشرعية اليمنية في صنعاء والإرادة الشعبية تعبر عنها حكومة انقاذ واتحاد وطني مؤهلة لقيادة معارك الصمود والدفاع وكسر الحصار إنها مرحلة جديدة في ملحمة اليمن تقلب الطاولة على رؤوس المعتدين وعملائهم.