جابر للشرق الجديد: معركة حلب لا عودة عنها وتقدم الجيش السوري وحلفائه كان سريعا جدا
رأى العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات ان التقدم الميداني للجيش السوري وحلفائه في حلب كان سريعا جدا اكثر من كل ما توقعه المراقبين.
وقال العميد جابر في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، “ان هناك عدة عوامل ساعدت على هذا التقدم، اولا الخطة التي وضعها الجيش السوري مع حلفائه في الهجوم من عدة محاور، ثانيا، تقسيم حلب الشرقية الى عدة مربعات ،ثالثا، التضعضع الذي حصل في القيادة والسيطرة للمجموعات المسلحة، فمنها من ايقنت انها ستبقى وتقاتل ومنها من اقتنع انه لا جدوى من القتال، فاصبح هناك ما يشبه الخلل بين هذه المجموعات، يضاف الى هذا سيطرة عدة تنظيمات على مناطق في حلب الشرقية ولكن جبهة النصرة هي الاقوى، ومن العوامل ايضا، القصف الجوي، الحصار المطبق، وقوف الدول الداعمة للمجموعات المسلحة على الحياد، تحييد تركيا بالاتفاق مع الروس مقابل درع الفراق”.
اضاف جابر، “حلب محاصرة منذ ثلاثة اشهر تقريبا والجيش السوري يحقق انجازات، كل هذا ساعد على التقدم السريع غير المنتظر بهذه السرعة للجيش السوري، اليوم يمكننا القول ان المجموعات المسلحة لا تسيطر على اكثر من 35 كيلومتر مربع من حلب والجيش السوري يسيطر على اكثر من نصف المدينة الشرقية، واتوقع ان يخرج المسلحون من حلب لأنه لا جدوى من القتال ولكن السؤال كيف سيخرجون، لقد عرض عليهم في السابق اكثر من مرة الخروج عبر المعابر وابدى ديمستورا استعداده لمرافقتهم، الان هناك خلاف بين هذه المجموعات فمنهم من يريد الخروج ومنهم من لا يريد، وهذا يولد تضعضع، في النهاية خروجهم بأسرع وقت، خروج منظم الى ادلب يجنب حلب المزيد من القتال والتدمير والضحايا”.
ورأى جابر، “ان معركة حلب لا عودة عنها، فالقرار الاستراتيجي اتخذ، والذي يقرأ الخريطة الجيوسياسية جيدا ويطلع على الخريطة الميدانية كان عليه ان يفهم منذ اسبوعين او ثلاثة على ان القرار باستعادة حلب الشرقية قد اتخذ ولا عودة عنه، وكان المفروض بالمجموعات المسلحة ان تعرف هذا لقد كانوا يظنون انها عملية كر وفر ، لا، هذا ما قلناه منذ شهر تقريبا، وموسكو اعطت اكثر من هدنة اكثر من وقف اطلاق نار وقد تذرعت المجموعات المسلحة بالموضوع الانساني وقد لاحظنا انه لا يمكن فصل الموضوع الانساني عن الميداني اطلاقا، لأننا عندما نتكلم عن ايصال ادوية ومساعدات وغذاء ومحروقات كيف يمكن ايصالها بوجود المسلحين، الخبر الاخير مساء امس الذي وصلنا ان بعض المجموعات المسلحة اعلنت انها اوقفت اطلاقا النار من ناحيتها كأنها تطلب من الجيش السوري وموسكو ان يوقفوا اطلاق النار تمهيدا للتفاوض بشأن الانسحاب وهذا خبر جيد”.
وختم جابر قائلا: “ما بعد حلب لا يمكننا القول انه تم الحسم العسكري في سوريا، حلب مهمة جدا لأسباب استراتيجية وجيوسياسية ولأسباب اقتصادية وعسكرية، والاهم ان السيطرة على حلب واستعادتها هو ضمان عدم تقسيم سوريا لان وحدة سوريا تقوم على ثلاثة قواعد العاصمة الساحل وحلب لان سقوط حلب مع الشريط الكردي يعني تقسيم سوريا، الان بعد استعادة حلب اعتقد ان النظام سيكون لديه اوراق قوية للمفاوضات اذا انعقد مؤتمر جنيف 4 والا سيكون هناك عمليات عسكرية بالأولوية كريف حمص الشمالي ومعركة ادلب”.