مقالات مختارة

داعش يعربد: اليكس فيشمان

 

هل يدور الحديث هنا حقا عن صدفة نادرة؟ هل فقط بالصدفة أعد كمين لوحدة مختارة من غولاني بالذات في نقطة معينة على طول المئة كيلو متر من خط الحدود في هضبة الجولان، وبالصدفة فقط حامت في نفس الوقت في سماء الجبهة طائرات سلاح الجو، وحقا بالصدفة علقت في المكان خلية لداعش أطلقت النار نحو ذاك الكمين – فصفيت.

الجيش يصر على ان هذا حدث موضعي، يعبر عن الحراسة الدقيقة التي تقوم بها إسرائيل لحماية سيادتها على الحدود السورية. ولكن لا يمكن لنا أن نتجاهل حقيقة انه في الاشهر الاربعة الاخيرة ترتفع درجات الحرارة في مثلث الحدود إسرائيل ـ سوريا ـ الاردن. ثمة تخوف متصاعد من نوايا تنظيم «شهداء اليرموك» ـ وهو فرع من داعش في الهضبة ـ لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل: بداية ضد منفذي الاشغال على الحدود وانتهاء باهداف مدنية في الجولان. وتفترض المخاوف وسلوك داعش وباقي التنظيمات في الفترة الاخيرة من الجيش ان يستعد نحو «هجمة إرهابية متنامية» عبر الحدود بإخطار قصير، هذا إذا كان توفر مثل هذا الإخطار. أو ما يسمى باللغة العسكرية «المعركة ما بين المعارك». وفي هيئة الاركان يوجد إحساس بأن مستوى المعلومات الاستخبارية التي تتلقاها إسرائيل في الجبهات المختلفة، بما في ذلك في الجولان هو جيد جدا. الأمر الذي يسمح بالتصدي الناجح للتهديدات على الحدود الشمالية ـ مثلما حصل صباح أمس.

فهل هذه الصدف ستتفاقم بينما الجبهة حيال داعش في الجولان ستسخن؟ الاحتمال في أن يحاول داعش تحقيق انجازات في احدى الجبهات حيال إسرائيل قائم. فمنذ بداية السنة تبين جهد من التنظيم لنصب صواريخ لاطلاقها على بلدات في الهضبة.

في نفس الوقت انضمت إلى «شهداء اليرموك» عصبة من الاكراد والسنة المتطرفين تسمى «كتائب المثنى». وقد جعلت التهديد سواء للاردن ام لإسرائيل اكثر ملموسا بكثير ـ بل ومجنون.

فحسب تقارير في سوريا أحضرت هذه العصبة صواريخ مضادة للطائرات ايضا. وكي نفهم أكثر مدى الجنون: قبل نحو سنة، حسب منشورات أجنبية، سيطر رجال شهداء اليرموك على مخزون من قذائف الهاون التي تحمل رؤوسا كيميائية كانت تعود إلى لواء سوري في الجبهة ـ الامر الذي خلق تخوفا من ان يحاولوا اطلاقها نحو إسرائيل. وفي تلك الفترة تفجرت سيارت مفخخة في لقاء قادة «شهداء اليرموك». مؤسس وقائد التنظيم، الشيخ الخال ومجموعة قادة كبار قتلوا. وأخذ تنظيم إسلامي معارض في الجولان المسؤولية عن ذلك.

هناك انطباع بأن في هذه الجبهة من مثلث الحدود توجد مظاهر ما كانت لتخجل الحرب الباردة: فالاردنيون أنهوا مؤخرا جدارا في مواجهة داعش في الجولان يشبه الجدار الإسرائيلي.

وفي تموز/يوليو الماضي هاجمة مروحيات اردنية أهدافا لداعش في وادي اليرموك في جنوب الجولان. الولايات المتحدة والاردن لهما قيادة مشتركة تدرب الثوار في جنوب سوريا للقتال ضد داعش. وتعمل قوات خاصة واستخبارات اردنية في المناطق التي يتواجد فيها داعش لمنع انتقال رجاله إلى مخيمات اللاجئين في شمال الاردن.

ويهاجم الروس بين الحين والاخر مدينة درعا بهدف مساعدة اللواء السوري في المنطقة لاعادة السيطرة على مناطق في جنوب الجولان وقطع محاور التوريد لداعش من دمشق. ويمكن لنا أن نفترض بأن إسرائيل ايضا ليست غير مبالية لما يجري هناك.

معظم نشطاء داعش في الهضبة هم سكان محليون، واساس طاقتهم بذلت حتى الان في القتال ضد منظمات معارضة اخرى، بما في ذلك منظمات إسلامية سلفية كجبهة النصرة والتي ترى فيهم عدوا خطيرا على سيطرتهم في الجولان. اما الصراع ضد إسرائيل فيعتبر هناك حتى وقت اخير مضى هدفا ثانويا فقط.

هناك علاقة واضحة بين استيقاظ داعش في جبهة الجولان ضد إسرائيل وتزايد نشاطه في سيناء ضد مصر وضد إسرائيل، وبين ما يجري في جبهاته الشرقية في مدينة الرقة والموصل: فكلما ضغط داعش اكثر نحو الحائط في العراق وفي سوريا تكون التعليمات لفروعه في العالم، وتلك على طول الحدود الإسرائيلية هي زيادة الجهد لخلق نجاحات لتوازن الضربات القاسية التي يتلقاها التنظيم.

وبالفعل فإن داعش سيناء الذي كان يعيش حالة دفاع في مواجهة هجوم الجيش المصري ضده، استيقظ في الاسابيع الاخيرة، كشف عن قدرات كان يخيل انها نزعت منه ـ ونفذ سلسلة من الهجمات الفتاكة في سيناء. في مواقع الانترنت لداعش في سيناء يتهم التنظيم إسرائيل باعطاء مساعدة جوية للجيش المصري الذي يهاجم نشطائه في شبه الجزيرة ويهدد بمهاجمتها. هذه الصورة لاستيقاظ داعش في سيناء تكرر نفسها في هضبة الجولان ايضا.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى