واكيم للشرق الجديد: التقدم في حلب يؤهل سوريا وروسيا وايران لوضعية افضل قبل تسلم ادارة ترامب
رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور جمال واكيم ان التقدم الميداني الذي يحرزه الجيش السوري بدعم من الروس بالدرجة الاولى ومن الايرانيين يأتي في وقت يستفيد هذا المحور من عملية انتقال السلطة في الولايات المتحدة ما بين ادارة منتهية الولاية التي هي ادارة الرئيس اوباما وادارة جديدة ستتسلم السلطة قريبا وهي ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مع احتمالات التوجهات الجديدة في السياسة الاميركية في مجمل انحاء العالم وضمنها منطقة الشرق الاوسط.
وقال واكيم في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، “ان هذا يثبت ويعطي تقدم كبير للجيش والحكومة السورية في مواجهة الارهابيين من ناحية، ويؤهل من ناحية ثانية هذا المحور ليكون في وضعية افضل قبل تسلم الادارة الاميركية الجديدة خصوصا ان هذه الادارة سيكون معولا عليها ان تغير نسبيا من السياسات التي اتبعت في العقد والنصف الماضيين وان تتوصل الى تسويات بالنسبة الى عدد من الملفات الاشكالية مع الخصوم الذين هم بالدرجة الاولى الروس والايرانيين والصينيين، وبالتالي هذا يحقق انجازا كبيرا للحكومة السورية وللجيش العربي السوري”.
اضاف واكيم، “ان انهيار العصابات الارهابية يأتي ضمن هذه المرحلة الانتقالية بين ادارة اميركية كانت داعمة لهؤلاء الارهابيين وبين ادارة جديدة لم تحسم بعد كيفية التعامل معهم، فدونالد ترامب متحفظ حول التعامل مع هذه الجماعات وقد نشهد تراجعا عن السياسات السابقة التي تصنف سياسة القوة الناعمة ان كان عبر الوسائل غير العسكرية او دعم الجماعات المسلحة غير الاميركية اي عدم تورط اميركي مباشر، قد نجد في المستقبل تورط لأجهزة الاستخبارات الاميركية والجيش الاميركي اكثر في الصراعات والنزاعات في بعض هذه الاماكن على الاقل في الفترة الاولى على حساب اعطاء الاولوية لهذا النمط من الجماعات، وهذا ما يفسر الانهيار الكبير بقدرات المسلحين”.
وختم وايكم قائلا: “ما بعد حلب علينا ان ننبته اولا الى ان الاميركيين ثبتوا وضعهم في الموصل، ومن ناحية ثانية هناك تاريخيا مثلث الموصل الرحا حلب، هذا المثلث من يسيطر عليه في المنطقة يستطيع ان يقرر في ثلاث مناطق استراتيجية في الشرق الاوسط، وهي الشام الاناضول العراق. الأميركيون ثبتوا وضعهم في الموصل فقد انتزعوا حصة منها وعلاقتهم بحكومة العبادي علاقة متينة، ومنطقة الرقة في جنوب تركيا هي تحت سيطرة حليفهم، لذلك فان تقدم الجيش السوري في حلب يعطب القاعدة الثالثة لهذا المثلث ولكن الاميركيين يستطيعون الاستعاضة عن ذلك عبر تثبيت وضعهم في منطقة الرقة وهذا ما يعملون عليه، وبالتالي هم يحاولون تامين منطقة في شرق سوريا وغرب العراق وجنوب تركيا التي هي المثلث الموصل الرحا الرقة.