حطيط للشرق الجديد: حلب ستكون مفصلا فيها تسقط مشاريع الهيمنة على سورية وما بعدها سيكون سهلا
اشار الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط الى ان من يتابع مجريات حلب لا يستطيع ان يفصل ما يجري اليوم عما كان خطط من قبل القيادة السورية والحلفاء لمعركة حلب منذ حزيران الماضي.
وقال حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، “لقد وضعت القيادة السورية خطة محكمة في هذا المجال كانت قائمة منذ البدء على ثلاثة مراحل نفذت بشكل محكم ومتقن ووفقا للبرنامج الموضوع”.
وأضاف حطيط، “الكل يعلم ان معركة حلب لم تبدأ اليوم، لقد بدأت عندما انتهكت القوى التي تعتدي على سوريا الهدنة التي اعتمدت في 27 شباط الماضي، وحاولت ان تستثمر هذه الهدنة من اجل وضع اليد على حلب، ولكن الدولة السورية استطاعت يومها مع الحلفاء ان تستوعب الهجوم الغادر الذي قامت به المجموعات المسلحة بتوجيه تركي وأميركي، وبعد ذلك وضعت خطة تحرير حلب مهما كانت الظروف، هذه الخطة كانت تقضي في المرحلة الاولى تحشيد القوى اللازمة وتهيئة الميدان لها، الخطوة الثانية، تهيئة البيئة العملانية والقتالية وتسوية النتوءات في خطوط التماس، وهاتين الخطوتين تحققتا بدقة واحكام، والمرحلة الثانية وضع لها ايضا برمجة للتنفيذ وهو التحرير الكلي على خطوات ثلاث: الخطوة الاولى، كانت تقضي تضييق الخناق والضغط النفسي، والخطوة الثانية كانت تقضي بالضغط الناري على مراكز المسلحين لمنعهم من الاتجاه نحو المعركة الدفاعية الضارية، والمرحلة الثالثة كانت تقضي بالقضم المتدرج والتطهير المتتابع ، ونحن الان في الخطوة الثالثة من المرحلة الثالثة والتي تحصل ايضا بعد ان تمت المراحل والخطوات السابقة بنجاح كلي”.
وتابع حطيط قائلا: “من الوجهة العسكرية والاستراتيجية نستطيع ان نقول ان معركة حلب حسمت وان سوريا على قاب قوسين او ادنى من استعادة المدينة بكاملها، وما تبقى هو مسألة وقت تتحكم به القيادة السورية والحلفاء من اجل أمر واحد فقط هو خفض مستوى الخسائر في صفوف القوى العسكرية التي تنفذ المهمة وخفض الخسائر ايضا في صفوف المدنيين وحتى المسلحين، لذلك الذي يحكم التوقيت هو هذه النية الانسانية الموجودة لدى القيادة السورية والحلفاء لخفض الخسائر”.
وختم حطيط، “ان حلب ستكون مفصلا في الازمة السورية، لان في حلب تسقط مشاريع الهيمنة الاميركية على سوريا ويسقط مشروع التقسيم بعاموده الفقري، لكن يبقى هناك مخاطر الاستنزاف والمراوغة في الميدان ، لذلك اعتقد ان هناك ثلاثة اهداف سيخرج لها الجيش السوري هي، المنطقة الشرقية الممتدة من شرقي حلب الى دير الزور وهذه ستوضع لها خطة تحرير مبرمجة ومرحلية، المنطقة الثانية، هي مثلث ادلب جسر الشغور سهل الغاب، والمنطقة الثالثة، هي المنطقة الجنوبية، ها هي المناطق التي تتبقى بعد حلب ولكل من هذه المناطق خصوصيتها، ولكن جميعها تبدو بالنسبة للمراقب وللخبير العسكري والاستراتيجي ستكون اسهل من المعارك الماضية، فالدولة السورية مع الحلفاء سينطلقون الى هذه البقع الثلاثة بالأهداف العملانية والاستراتيجية بأريحية اوسع واكبر وبثقة عالية بالنفس اكثر وبقدرات متجمعة اكثر بكثير”.