بقلم غالب قنديل

ملحمة حلب تقهر الغزاة

غالب قنديل

وتدنو لحظة النصر بعد أربع سنوات من الصمود والصبر تقاسمها الجيش العربي السوري وحلفاؤه مع اهالي حلب الذي رفضوا منذ بداية العدوان الاستعماري على بلدهم الانخراط في الحرب العدوانية وعبروا عن خيارهم الوطني المقاوم بمسيرات ضخمة أثارت غيظ وحقد حلف العدوان فاختاروا الثبات في مناطق سيطرة الدولة الوطنية داخل المدينة وخارجها وهم الأدرى بأن ما جرى في المدينة كان عدوانا همجيا لصالح الحلف الأميركي الصهيوني قادته على الأرض حكومات السعودية وقطر وتركيا التي فاضت اطماعها في سورية وفي حلب بالذات قبل سواها .

بعض اهالي حلب وقعوا أسرى ورهائن في الأحياء الشرقية التي خطفتها زمر الإرهاب والتكفير بقيادة غرف العمليات متعددة الجنسيات التي فضحها الإعلام الروسي واستهدفتها القوات الروسية والسورية فكشفت مكوناتها الصهيونية التركية القطرية السعودية وقيادتها الأميركية الفرنسية البريطانية.

المشهد الذي بثته القنوات الوطنية يوم أمس لبعض الناجين من تلك الأحياء وهم يتحدون رصاص الإرهاب خلال هروبهم الجماعي من الجحيم الدموي تضع نهاية لخرافات إعلام العدوان وتظهر بعضا من حقيقة ما جرى داخل الأحياء المختطفة من المدينة حيث ألقى حلف العدوان الاستعماري ثقله في وجه الجيش العربي السوري وحلفائه داعما عصابات الإرهاب بقيادة القاعدة.

في مسيرة تحرير حلب افتضحت كذبة المسلحين المعتدلين في مفاوضات الوزير سيرغي لافروف الذي صبر لأشهر على وعود جون كيري بالفك بين معتدلي واشنطن المفترضين وفصائل الإرهاب بينما ادارت الدولة الوطنية السورية الصراع بالشراكة مع حليفها الروسي في تلك الحرب المعقدة بكل دراية وحكمة وأثبتت حرصها على مواطنيها من الأهالي الرهائن ومن المتورطين بحمل السلاح من خلال سلسلة من التدابير والإجراءات التي انطلقت بفتح ممرات الخروج وبقرارات العفو الجديدة وبالمهل المتلاحقة لتكشف أمام العالم حقيقة ما يجري ولتفضح دجل المتفجعين ونهيق المتباكين عبر منابر التضليل والتزوير الإعلامي.

اهالي حلب يعرفون ان القوة التي خربت مدينتهم ونهبت ممتلكاتهم تضم خليطا تكفيريا متعدد الجنسيات يقوده ضباط استخبارات ومشايخ تكفير ظهروا وعرفوا في غير مناسبة وآخرهم السعودي المحيسني ورواياتهم عن الفصول الأخيرة لانهيار العصابات الجاري سوف تكشف الكثير المكتوم عن تلك الهجمة البربرية التي تخدم المستعمرين والغزاة الذين تربصوا بسورية وأرادوا لها الخراب.

حلب صمدت بقوة اهلها الذين رفضوا التحريض الطائفي وتمسكوا بهويتهم الوطنية والقومية وباستمرار مدينتهم قلعة عربية شامخة ضد الغزوات على مر التاريخ وتشبثوا بوحدتهم الوطنية رغم ما تعرضوا له من المذابح وعمليات النهب والتدمير الهمجية التي قاد موجاتها الأولى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قرصنة عالمية موصوفة تمثلت بتفكيك آلاف المعامل ونهبها ونقلها إلى تركيا مع سجلات تجارتها مع الخارج بينما دمر الغزاة معالم المدينة التاريخية وأسواقها وصمدت في وجههم قلعة حلب بفضل ثبات الجيش العربي السوري محتضنا من ناسه واهله في أحياء المدينة الغربية التي ظلت عرضة لمجازر القصف والعدوان الإرهابي.

لم يتحرك العالم لردع تلك الاعتداءات السافرة ونقل بعض الصناعيين مصانعهم ومؤسساتهم إلى مناطق سيطرة الدولة بينما انتظر بعضهم توسيع انتشار الجيش وتقدمه إلى الضواحي الصناعية ليعيدوا تشغيل معاملهم فأهل حلب كانوا وما يزالون رغم آلام العدوان ورغم خسائرهم قوة وطنية منتجة لا تعرف الكسل.

صمت العالم على جرائم حلف العدوان وتكرست جهود ومناورات كثيرة لحماية العصابات الإرهابية متعددة الجنسيات وآخرها كلام جاسوس فيلتمان دي ميستورا عن إدارة محلية للأحياء المحتلة في المدينة فالغرب ومعه عملاؤه في المنطقة استنفذوا جميع جهودهم وقدراتهم لاعتراض مسيرة الصمود الوطني والمقاومة التي يقودها الرئيس بشار الأسد لتخليص سورية والعالم من خطر الإرهاب والتوحش وحلب كانت أبرز العناوين والمواقع في ملحمة التحرير السورية.

الانهيار المتلاحق هو مصير العصابات امام بسالة الجيش العربي السوري وحلفائه من محور المقاومة وروسيا والتحول الجاري في الغرب هو ثمرة تلك الملحمة العظيمة والدماء والتضحيات الغالية في جميع انحاء سورية دفاعا عن استقلالها وعن هوية الشرق العربي ضد العدوان الاستعماري وعملائه وأدواته … عرس حلب على الطريق والمجد للشهداء الأبطال والتحية للحلفاء الصادقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى