القرضاوي يعتبر أن اردوغان هو خليفة العالم الاسلامي: افرايم هراره
دائما كانت مواقف الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، قريبة من مواقف الاخوان المسلمين، وهو يدافع عنهم بشكل منهجي. في السنة الماضية استنكر بشدة قرار حكم الاعدام الذي صدر ضد محمد مرسي، الرئيس المصري المعزول. وقد قال: “مرسي هو الرئيس المصري وليس السيسي”. ورجال حماس هم أبناء محليين في تركيا. فمنذ العام 2012 تم استقبال اسماعيل هنية باحترام الملوك من قبل اردوغان ووزير خارجيته. وفي حينه وعدت تركيا بأن تعمل من اجل اخراج حماس من قائمة المنظمات الارهابية في الغرب. ومن هنا فان اقواله في مقابلته مع ايلانا ديان في هذا الاسبوع بأن حماس ليست منظمة ارهابية، لم تكن مفاجئة أبدا.
في العام 2009 ترك اردوغان بغضب النقاش في مؤتمر دافوس، حيث اتهم الرئيس المتوفى شمعون بيرس: “عند الحديث عن القتل، أنتم تعرفون كيف تقتلون”. وفي الصيف الماضي استضاف اردوغان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس. وهذا برهان آخر على التنسيق الكامل بين تركيا وبين المنظمة الارهابية التي تسيطر على غزة. وفي مكاتب حماس في اسطنبول تم التخطيط كما يبدو لقتل الفتيان الاسرائيليين الثلاثة في منطقة الخليل في العام 2014 وقتل الزوجين هنكين في السنة الماضية. إن حماس مدينة الجميل لرئيس تركيا، وأكثر من ذلك، يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للاخوان المسلمين (المنظمة التي تنتمي لها حماس) يعتبر اردوغان الخليفة القادم للعالم الاسلامي، وأنه هو الذي سيفرض الاسلام على كل العالم.
وهذا ما قاله لوسائل الاعلام: “اتحاد فقهاء الاسلام أعلن أن الخلافة يجب أن تتشكل في اسطنبول لأنها عاصمة الخلافة… تركيا الجديدة هي التي تدمج بين الدين والدولة، القديم والجديد، العربي وغير العربي وتوحد الأمة في افريقيا وآسيا واوروبا والولايات المتحدة وكل مكان. الشخص الذي أحدث ذلك في تركيا هو رجب طيب اردوغان… هو القائد الذي يعرف الله ويعرف نفسه ويعرف شعبه ويعرف الأمة ويعرف العالم. عليكم الوقوف الى جانب هذا الشخص وتقديم الولاء له والقول له: سر الى الأمام”.
على خلفية ذلك، ليس غريبا أن مواقف اردوغان من اسرائيل تناسب مواقف الاخوان المسلمين التي لا تهتم بقوانين المنطق. وبالنسبة لهم، اسرائيل تتعامل مع الفلسطينيين مثلما تعامل هتلر مع اليهود في الكارثة. وليس غريبا ايضا أن “كفاحي” هو الكتاب الأكثر مبيعا في تركيا.
إن تركيا شريكة في حلف الناتو. وللوهلة الاولى تبدو دولة معتدلة. ولكن من يتابع سياسة اردوغان سيكتشف أنه نجح في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في قمع أي مقاومة داخلية بشكل فظ، وقد قام باقالة عشرات موظفي الدولة، بما في ذلك صحفيين، وقام باغلاق وسائل الاعلام المعارضة وهو يحارب الاكراد بشكل عنيف.
اوروبا تتعاون بسذاجتها مع تركيا بعد أن تعهدت الاخيرة بكبح موجات الهجرة الاسلامية الى اوروبا. ولكن الثمن الذي وضعه اردوغان مرتفع وخطير: منح إذن دخول بدون تأشيرات للمواطنين الاتراك الى اوروبا. واذا تحقق هذا الاتفاق فمن المتوقع أن يزداد بسرعة عدد المسلمين الاتراك الذين يعيشون في غرب اوروبا. وتقول التقديرات إنه يعيش في المانيا الآن بين 2 – 2.5 مليون تركي. وعدد مشابه يوجد في فرنسا، هولندة، بريطانيا والنمسا. ويتوقع أن تكون فائدتهم مثل خسارتهم.
إن الدرس لاسرائيل واضح: إشتبه به واشتبه به.
اسرائيل اليوم