من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : موفد ملكي إلى بيروت.. يمهّد لنزع “الشمع الأحمر” عن هبة التسليح السعودية في لبنان مجدداً: تحشيد للمواجهة أم التسوية؟
كتبت “السفير “: جمود حكومي لا أحد يرغب بكسره. وفي الوقت نفسه، لا أحد يرغب بتقديم المزيد من التنازلات، بل ربما هناك من يريد العودة إلى ما قبل انطلاقة مفاوضات التأليف، وهناك مَن يرسم خطوطاً حمراء جديدة للحصص والحقائب، أما مَن يملك القدرة على التأثير، فلا يريد أن يتدخّل طالما أنه فوّض غيره بالملف التفاوضي، اللهم إلا إذا قرّر سعد الحريري أن يجتهد أكثر فأكثر، فيبادر إلى دعوة قيادات “8 آذار” إلى اجتماع في “بيت الوسط” لتنظيم خلافاتها وحصصها، برعايته المباشرة، طالما أن “القوات” محظية بمَن يدافع عنها بشراسة أكثر منه في هذه الأيام.. بينما صارت “14 آذار” مجرد تذكار!
وسط هذه الأجواء التي لا تشي بولادة قريبة للحكومة الحريرية، تستقبل بيروت في نهاية الأسبوع موفداً ملكياً سعودياً يحمل رسالة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تتضمّن دعوة له لزيارة العاصمة السعودية، علماً أن وزير الخارجية جبران باسيل، كان قد أبلغ السعوديين بأن الرئاسة اللبنانية ستلبي الدعوة بعد وصولها، لكن ثمة محطة فرنسية أولى، على أن تليها محطة الرياض، برغم تحسّس المصريين الذين كانوا يطمعون بأن تكون رحلة عون العربية الأولى إلى القاهرة، وذلك من زاوية تعزيز رغبة مصر بتأدية دور سياسي جديد في العالم العربي من جهة وأهمية أن يختار الرئيس العربي المسيحي الوحيد، تدشين إطلالته العربية من بوابة القاهرة والأزهر الشريف من جهة ثانية.
ما كُتب قد كُتب. ولكن هل يعكس التجاذب السياسي حول تأليف الحكومة، بشكل أو بآخر، أية مناخات أو تجاذبات خارجية أبعد من صراع القوى المحلية على السلطة؟
يطرح ذلك أسئلة بديهية من نوع هل يمكن أن تكون مثلاً دمشق متحمّسة لطريقة تعامل العماد عون مع زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهل دمشق متحمّسة للانجذاب العوني لإعطاء “القوات” مطالبها كاملة، بينما يعيب البعض على القوميين والبعثيين وطلال أرسلان وفيصل كرامي أن ينالوا حصة في الحكومة؟
قد يكون الجواب السهل، أن لا ميشال عون يريد أن يضع نفسه في موقع كهذا، ولا دمشق راغبة بالتدخل في الوضع اللبناني، لكن الترابط العضوي بين لبنان وما يجري في المنطقة، يستدعي عدم إهمال العامل الخارجي.
ومَن يراقب تعامل السعودية مع الملف اللبناني من صمتها حمّال الأوجه، مع ارتسام معالم الصفقة الرئاسية، الى مراجعة مجمل تعاملها مع الملف اللبناني، وصولاً الى حماستها لأن تستضيف رئيس الجمهورية، يستدعي طرح أسئلة لمناسبة زيارة الموفد الملكي الى بيروت:
هل تشعر القيادة السعودية بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض أن مرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأميركية ستبدأ وربما تكون من أصعب المراحل وأكثرها تأزماً وتعقيداً؟
إذا كان هذا الشعور موجوداً عند السعوديين، هل قرروا إعادة النظر في مجمل سياساتهم الإقليمية، بدءاً من الملفات الحيوية في اليمن والبحرين مروراً بالعراق وسوريا ولبنان وصولاً الى مصر ودول شمال أفريقيا؟ وهل استفادوا من دروس اليمن والعراق وسوريا ولبنان أم أنهم يريدون التوغل أكثر في حروب؟
الى أين يمكن أن تقود إعادة النظر السعودية، هل نحو المزيد من التشدّد والمواجهة، رداً على استمرار الاستراتيجية الهجومية لإيران في العراق والدفاعية في سوريا والتوافقية في لبنان، أم نحو المزيد من الواقعية والانفتاح، لإعادة فتح أبواب الحوار مع طهران وتعميم التجربة التوافقية في لبنان في أكثر من ساحة عربية؟
هل يصح القول إن السعوديين كسبوا بوصول عون إلى رئاسة الجمهورية من خلال الآتي: أولاً، عودة رمز السعودية الأول لبنانياً إلى السلطة (سعد الحريري). ثانياً، إعادة تثبيت اتفاق الطائف. ثالثاً، دفن “اتفاق الدوحة” ومعه معادلة “الثلث المعطل”. رابعاً، تحييد ميشال عون بترئيسه بعدما فشلت كل المحاولات السابقة للفصل بينه وبين “حزب الله”. خامساً، تثبيت “قانون الستين”، أي إعادة إنتاج موازين القوى نفسها. سادساً، تحييد لبنان باتباع “النأي بالنفس” عن أزمات المنطقة كلها. سابعاً، إعادة الاعتبار الى القرارات الدولية كلها؟
من الواضح أن ثمة مقاربة سعودية جديدة للعلاقات مع لبنان، سيتم إرسال أولى إشاراتها بتعيين سفير سعودي جديد في بيروت قبل نهاية العام الحالي، ومن ثم جعل مناسبة زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة مناسبة لنزع “الشمع الأحمر” عن هبة الثلاثة مليارات دولار أميركي لتسليح الجيش اللبناني.
ومن حسن حظ الجيش اللبناني أن هذه الاتفاقية أبرمت بين الحكومتين السعودية والفرنسية، ولم يكن دور لبنان فيها سوى إرسال لوائح الأسلحة والذخائر الى هيئة الأركان في الجيش السعودي، وهي بدورها ترسلها الى الفرنسيين عن طريق شركة “أوداس” التي تدير الصفقة. في هذا السياق، تقاطعت معلومات مصدرَيْن فرنسي وسعودي عند القول إن فرنسا تواصل الالتزام ببرنامج تسليح الجيش اللبناني، وإنها قامت بتصدير أسلحة وذخائر تمّ توضيبها في مستودعات الجيش السعودي في السعودية.
هنا يصبح السؤال: هل سيتمّ تحويل هذه الأسلحة مباشرة وبالتالي سيستأنف الفرنسيون توريد الدفعات المتبقية إلى لبنان مباشرة؟
يقول مصدر ديبلوماسي في بيروت إن “السعودية أبلغت الحلفاء والأصدقاء اللبنانيين أنها ليست بصدد دفع الأموال في الساحة اللبنانية وغيرها من ساحات المنطقة، كما كانت تفعل في السابق، وأن جلّ ما تستطيع فعله هو إعادة تحريك الهبة للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار (دفع السعوديون من أصلها حوالي 700 مليون دولار للفرنسيين)، لكن بشروط ترتبط الى حد كبير بهوية من سيكون وزيراً للداخلية ومَن سيكون وزيراً للدفاع ومن سيكون قائداً للجيش في المرحلة المقبلة”.
البناء : ترامب يعيّن فريقه الأمني… وحلب تبدأ أيام الحسم… والسعودية تحمي هادي الحكومة بين خياري تطبيق “تفاهم التيار والقوات” و”حصة الرئيس” بـ 30 أو تمثيل أطراف الحوار الوطني بقياس نسب التمثيل النيابي في صيغة الـ24
كتبت “البناء “: بينما بدأت أوراق الإدارة الأميركية الجديدة تتكشف مع تعيين الفريق الأمني المصغّر المحيط بالرئيس دونالد ترامب الذي يضمّ جيف سنشيز وزيراً للعدل ومايك بومبيو لإدارة المخابرات ومايكل فين مستشاراً للأمن القومي، حيث سيتولى فين كما يبدو دور رجل العهد الجديد نظراً لمكانته السابقة كقائد سابق للقوات الأميركية الخاصة ورئيس سابق للمخابرات العسكرية، وصاحب نظريات في الاستراتيجية الخارجية والأمنية ترشحه لدور يشبه دور غونداليسا رايس في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، فيما تكشف المواقف الموثقة لفين تطابقاً مع المواقف التي قالها ترامب على طريقته في حملته الانتخابية، لتبدو سياسات واستراتيجيات عميقة ومحسوبة في مقاربات فين، من العلاقة التعاونية مع روسيا في الحرب على الإرهاب، إلى تحويل هذه الحرب كبوصلة حاكمة للتدخلات الأميركية في الخارج والتخلي عن سياسات تغيير الأنظمة، وتحديد مساحات التعاون والخلاف مع الدول الصديقة وغير الصديقة على أساس هذه البوصلة، وصولاً لرسم سياسات قانونية داخلية، وخصوصاً تجاه المهاجرين تنطلق من هذه البوصلة، فيصير ثابتاً أنّ ما بشر به ترامب ليس مجرد غضب واحتجاج وصرخة فش خلق، بل تعبير عن تحوّلات عميقة في المؤسسة الأمنية الأميركية الأهمّ التي تمثلها المخابرات العسكرية والتي قادها فين وغادرها دفاعاً عن هذه المفاهيم التي جمعته بترامب وجعلته مسانداً رئيسياً له في حملته.
على جبهات حرب اليمن وسورية لا يزال المشهد العسكري طاغياً، فالتفاهم الذي أقرّ في مسقط بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووفد أنصار الله برعاية سلطان عُمان وموافقة السعودية ودولة الإمارات لم يبصر النور بعدما أرجأت السعودية التنفيذ وواصلت الحرب لضمان منع انهيار جماعة منصور هادي، وتمهيداً لضمّها إلى التفاهم، بينما في سورية لا مكان للسياسة قبل حسم حلب وفقاً لمصادر على صلة بمناقشات موسكو التي ضمّت وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية قبل أسبوعين، وهذا ما تقوله الوقائع الميدانية سواء بحجم التحركات الروسية والكثافة النارية المسدّدة بدقة لمواقع جبهة النصرة والجماعات المسلحة التي تقاتل تحت قيادتها، أو ما تنبئ به حالات التقدّم النوعي التي يحققها الجيش السوري والحلفاء في أطراف الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في شرقي حلب، حيث التقدّم نحو مساكن هنانو من جهة بستان القصر حقق توسعاً في انتشار الجيش السوري بالتوازي مع التقدّم في الراشدين وباتجاه حي الشيخ سعيد.
لبنانياً تراوح حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري بين خيارين يفترض أن يحسما في عطلة نهاية الأسبوع بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث تشكيل حكومة وحدة وطنية بصيغة الـ 24 وزيراً وضمان اتساعها لجميع المكونات يصطدم في بعض الأماكن بحصة رئيس الجمهورية ويصطدم في أماكن أخرى بالتفاهم القائم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الذي يلغي التوازن في التمثيل للكتل النيابية ضمن الحكومة بقياس أحجامها، ما يستدعي اختصار حصة الرئيس بوزيرين بدلاً من ثلاثة من جهة وحصة القوات بوزيرين بدلاً من ثلاثة من جهة مقابلة طالما حازت على منصب نائب رئيس الحكومة بينها وحازت توزير أصدقاء مشتركين مع التيار الوطني الحرّ كوزير الدفاع المقترح أنطوان شديد والوزير ميشال فرعون، وفي هذه الحالة يمكن أن تتسع الحكومة لتمثيل مقبول للأطراف السياسية، وإلا العودة إلى صيغة الحكومة الثلاثينية وتطبيق توزيع للحصص الوزارية بقياس الأحجام النيابية، بحيث يكون لتيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ما يعادل نصف الحكومة، بحجم ما يمثلون نيابياً، ولهم أن يتنازل أحدهم للآخر ضمن هذه الحصة، بينما يوزع النصف الآخر على حصة الرئيس بثلاثة وزراء من ألوان طائفية يتسع البحث بها براحة التبادل مع الأطراف وفقاً لخيارات الرئيس، وتبقى دزينة وزراء لسائر الأطراف الموجودة على طاولة الحوار الوطني بواقع ستة وزراء من طائفة واحدة أو أكثر، لتكتل حركة أمل وحزب الله يوازي حجمهما النيابي، وستة لتمثيل سائر الأطراف منها ثلاثة للنائب وليد جنبلاط ومعه النائب طلال إرسلان كتكتل نيابي موحد، ووزير للمرده ووزير للكتائب ووزير للحزب السوري القومي الاجتماعي.
بين هذين الخيارين يتراوح البحث للحفاظ على حكومة وحدة وطنية أو يتمّ الذهاب لحكومة يؤخذ عليها نقص التمثيل، وربما تحفّظ قوى وازنة مثل حركة أمل أو حزب الله على المشاركة بسببه.
يبدو أنّ المنصّة الرسمية في شارع شفيق الوزان في احتفال عيد الاستقلال لن تقتصرعلى ثلاث كراسي، إذ بات من المرجح ان يوضع عليها أربع كراسي، لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري.
وتشير مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أنّ الاشتباك بين بعبدا وعين التينة يحتاج إلى وقت للمعالجة رغم أنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي اتخذ موقفاً استدراكياً من مطار بيروت الدولي قبيل مغادرته الى روما. وأكدت أنّ الحلّ بحكومة ثلاثينية قصر الزمن أو طال، تسمح بحصول رئيس الجمهورية على وزير سني مقابل وزير مسيحي للحريري، ويتمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي بالحقيبة التي يريدها والمرشح الذي يحدّده لها مقابل وزير شيعي لرئيس الجمهورية، ويدخل تيار المرده من الحصة المسيحية، إلا اذا كانت بعض القوى تعمل على أكل الوقت تلاعباً على المهل وعلى مسألة إجراء الانتخابات وفق الستين. وشدّدت المصادر على أنه لا يجوز لتنظيم سياسي لديه 8 نواب في البرلمان ان يحصل على خمسة وزراء في حكومة من 24 وزيراً، 3 وزراء قواتيين بيار ابي عاصي، ملحم رياشي وغسان الحاصباني ووزيرين يدورون في فلكه السفير انطوان شديد والوزير ميشال فرعون ، مشيرة إلى أنّ الأزمة الكبرى تكمن هنا.
وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي “أنّ علاقته مع الرئيس نبيه بري ممتازة جداً ونحن على اتصال مع بعضنا بعضاً، وعلاقتنا أيضاً مع الشيخ عبد الامير قبلان هي أحسن وأحسن، لذلك أقول وأردّد ما حِمْيت لكي نبرّدها”. وتابع: “علاقتنا مع الرئيس بري والشيخ قبلان ممتازة”. وعن اتصال بينه وبين الرئيس بري أو الشيخ قبلان لتوضيح الأمور، أجاب: “إذا كان من الضروري أن نتصل بدولته نحن على استعداد للاتصال به، ليس لدينا أيّ مشكلة ونحن على اتصال مستمرّ”.
الأخبار : الحريري يتعثّر… ويساند بري: عودة إلى لحظة التكليف
كتبت “الأخبار “: تعثّر الرئيس سعد الحريري في مسعاه إلى تأليف حكومة بوقت قياسي. لا تظهر أمامه أي تطورات إيجابية. على العكس من ذلك، تتراكم السلبيات أمامه. تقسيم الحصص الطائفية لم يُحسم، تماماً كما توزيع المقاعد الوزارية. يُضاف إلى ذلك الخلاف المُستجد بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري. وبعدما كانت ولادة الحكومة متوقعة خلال ساعات، أصبح احتمال ترحيلها إلى ما بعد عيد الاستقلال غالباً
يوم “تنصل” رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الحكومة التي يسعى جاهداً الرئيس المُكلف سعد الحريري إلى تأليفها، على اعتبار أنّ “هذه الحكومة ليست حكومة العهد الأولى، بل هي الحكومة الأخيرة لمجلس عام 2009، فيما حكومة العهد الأولى ستنطلق بعد الانتخابات النيابية المقبلة”، توقع البعض أن يؤدي ذلك إلى لينٍ أكثر في المواقف لجهة الحصص والحقائب، وخاصة أنّ آخر حكومات مجلس الـ 2009، ستكون ولايتها قصيرة نسبياً وتقتصر مهماتها على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة. إلا أنّ الكلام أمر، والوقائع السياسية، التي يغيب عنها المنطق، أمرٌ آخر.
كلّ فريق سياسي يلقي التهم بالتعطيل على الفريق الآخر. يريد التيار الوطني الحر أن “يرد الصاع” لتيار المردة الذي عانده في الملف الرئاسي، فيُعرقل حصوله على حقيبة ترضيه وتخدمه. في حين أنّه يُساهم في تذليل العقبات التي توضع أمام القوات اللبنانية ولا يُمانع تعويضها بثلاث حقائب ومنصب نائب رئيس الحكومة، عوض عدم حصولها على حقيبة سيادية، وهي التي لديها كتلة نيابية لا تتعدّى النواب الثمانية. وللمفارقة، أنّ حزب الله الذي لديه كتلة نيابية من 13 نائباً وكان الداعم الأول لانتخاب عون رئيساً سيرتضي بحقيبة واحدة. يفرض ثنائي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية اتفاقهما على باقي القوى السياسية من خلال “الاستئثار” بالحقائب “المسيحية”، بينما لا يجدان مانعاً من أن يسمي رئيس الجمهورية وزراء من طوائف أخرى. تُمارس القوات اللبنانية الإقصاء تجاه حزب الكتائب، الذي يجد نفسه مضطراً إلى فعل المستحيل للحفاظ على وجوده، فيُسلّم أمره الوزاري إلى الحريري ويضع خدماته بتصرف عون. وما بين الصراع على الحصص والحقائب، أتى الاشتباك الكلامي بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ليُعيد فتح جرحٍ ظنّ كثيرون أنه طُوي، فتعقدت معه أكثر التشكيلة الحكومية. القصة لم تعد محصورة بحقيبة للمردة وأخرى للقوات، بعدما قرّرت المرجعيات الدينية المسيحية والشيعية الدخول على الخط أيضاً.
وقالت مصادر في تيار المستقبل إنّ “الأمور تعقدت أكثر بعد السجال بين عون وبرّي، حتى باتت عقدة حقيبة المردة الأبسط”. ولفتت المصادر إلى أن المفاوضات عادت إلى ما كانت عليه في اللحظة الأولى بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة. ولم تجزم المصادر بما إذا كان الحريري سيزور قصر بعبدا اليوم للتشاور مع الرئيس ميشال عون. ولفتت المصادر القريبة من الحريري إلى أن الأخير “يساند الرئيس بري في مطالبه”.
أمام كلّ ما تقدم، لا تظهر بوادر إيجابية لإمكان إعلان التشكيلة الوزارية قبل عيد الاستقلال. ولكن لا شيء محسوم في بلد تتسارع فيه التطورات السياسية بشكل دراماتيكي، مع تأكيد معظم القوى أنه “لا نزال ضمن المهل المنطقية”.
وعلى الرغم من أنّ بري أكد أنه لم يتبرع بحقيبة الأشغال العامة والنقل لأحد، بل يتمسك بها نهائياً، صرّح النائب أنطوان زهرا أمس لـ”المركزية” بأنّ حصة القوات اللبنانية من الحقائب والأسماء قد حُسمت. ووصف زهرا رئيس المجلس بأنه من “المتعاونين لتشكيل الحكومة، وإذا كان يرفع السقف في بعض المواقف، فحرصاً على حلفائه”. ووفقاً لمعلومات “الأخبار”، فإنّ الحقائب التي تحسبها القوات “لها” هي: الأشغال والنقل، الشؤون الاجتماعية والإعلام. وتتصرّف القوات كالخارج منتصراً من صراع نالت في نهايته حصة أكبر بكثير من حجمها، وهي تفخر بأنّ “سمير جعجع الذي لا يريد أن يظهر كمن يُعطل العهد، كشف أنّ العقدة هي لدى فريق حزب الله ــ حركة أمل، فليعملا على حلها. واضح من هو الطرف الذي لا يريد النجاح للرئيس القوي. هل يتحملون تعطيل العهد؟”.
الديار : هل سيتم حكم لبنان من بعبدا ام عين التينة … عون او بري تعرقل تشكيل الحكومة والصراع بين “القوات” وباسيل من جهة والمردة من جهة أخرى الحريري يدفع ثمن ترشيحه لفرنجيه ثم تأييده لعون والجميع ينتظرون سياسة ترامب
كتبت “الديار “: ينتظر السياسيون اللبنانيون تاريخ استلام الرئيس الأميركي الجديد للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، وما هي السياسة التي سيتبعها بشأن الأوضاع في المنطقة وتحديداً في سوريا والعراق وخاصة لبنان؟ لان الرئيس الاميركي ترامب لم يأت بأي كلمة عن لبنان، في كل تصريحاته، وتحدث عن سوريا والعراق والمنطقة، ومعروف ان ترامب يدعم اسرائيل الى أقصى الحدود وهو قد عيّن حسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاميركية بأن المليونير جاريد كوشنير، زوج ايفانكا ترامب، ابنة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، قد يشغل منصب مستشار في الادارة الرئاسية الجديدة.
كما أصدر ترامب قراراً بتسمية مايكل فلين مستشاراً للامن القومي ومايك بومبيو مديرا للسي آي ايه وجيف سيشنز وزيرا للعدل، وهؤلاء من الاميركيين الارتوذكس الداعمين للكيان الصهيوني ولسياساته.
الرئيس الأميركي ترامب قام بتوجيه دعوة الى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لزيارة واشنطن وأكد له على الدعم الأميركي للعراق بشكل كبير، وبأن واشنطن ستدعم العراق بكل ما يريده، وبالنسبة لسوريا ووفق وكالة “سبوتنيك” وكالة الانباء الروسية فقالت ان حديث الرئيسين الروسي بوتين والاميركي ترامب تركز بشكل أساسي على الازمة السورية وانه لا يمكن حل الازمة السورية بالقوة بل عبر حلها سلمياً، وبمؤتمر تشارك فيه دول عدة خاصة تركيا وايران.
في بيروت ينتظرون سياسة ترامب والسفارة الاميركية ملتزمة الصمت والزوار الذين قصدوا السفارة الاميركية خلال اليومين الماضيين وجدوا صمتا مطبقا لدى السفارة الاميركية وتعليقات اننا نحن ننتظر كيف سيتصرف المسؤولون اللبنانيون في المرحلة المقبلة لأن اميركا لن تتدخل مباشرة في لبنان بل ستدعم بشكل كبير الجيش اللبناني وستقدم له الأسلحة الذي يحتاجها.
اما بالنسبة للطبقة السياسية فهي لا تعنينا، اما بالنسبة لرئيس الجمهورية فخامة الرئيس ميشال عون فانهم مع الشرعية ومع دعم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري والمؤسسات وتحديداً الجيش لكن الاشارات التي اعطتها السفارة الاميركية انه وخلال سنة 2017 واذا لم يجرِ حل حقيقي في لبنان فانه سائر نحو اتجاه خطير، حتى ان واشنطن لن تتدخل وروسيا ايضاً وأوروبا غير قادرة على فعل أمور هامة، وبالتالي فان نهاية عام 2017 ستكون المؤشر الحقيقي للبنان حتى بشأن استمراره اما بدولة موحدة أو بدولة منقسمة وقد تنتقل نار العراق وسوريا الى لبنان خلال سنة 2017 اذا غاب الوفاق السياسي ولن يتم دعم الجيش بالقوة لأن الضامن لوحدة لبنان هو الوفاق السياسي، والادارة الفعلية لتأمين وضمان الوفاق السياسي هو الجيش اللبناني وتعزيز اجواء الوفاق والوحدة.
الرئيس نبيه بري اعتاد على الزعامة السياسية في لبنان، ورغم ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان مدعوماً من دول كبيرة ومن كل الجهات، لكنه لم يستطع ان يتجاوز الرئيس نبيه بري، وعلى هذا الاساس كان تحالف الرئيس نبيه بري مع الشهيد رفيق الحريري، لكن الميزان كان لصالح عين التينة، حتى ان الرئيس سعد الحريري الذي غاب عن لبنان لسنوات وعاد الى بيروت لم يستطع بدوره تجاوز الرئيس بري وعاد وتفاهم معه، خصوصاً أن مفتاح مجلس النواب هو في جيب الرئيس نبيه بري، عندما قال الرئيس نبيه بري ان تأمين النصاب الرئاسي هو في جيبي الكبير كانت كلمة كبرى واعتبر ان انتخاب الرئيس العماد عون يمر من خلال هذه الورقة التي هي في جيب الرئيس نبيه بري، وهذا لم يجعل العماد عون يرتاح لهذه العبارة فرد بعدة مواقف أهمها ما قاله في الصرح البطريركي “ان التمديد والتمديدات الاخرى هي التي اساءت للمؤسسات واصابتها بالوهن” وبسرعة كبيرة رد الرئيس نبيه بري على كلام عون قائلاً: “صحيح ان التمديد هو الذي ادى الى الوهن في المؤسسات ولكن تأخير انتخاب رئيس الجمهورية لفترة طويلة هو اسوأ”، وما ان انتهى الرئيس نبيه بري من خطابه حتى كان الرد من المفتي عبد الامير قبلان على ما قاله البطريرك الراعي بشأن دعم الرئيس عون وبأنه لا يجوز وضع فيتوات او حصر وزارة بطائفة معينة”، وقال الشيخ قبلان “ان حرمان الطائفة الشيعية يعود الى عشرات السنوات وبالتالي فان الشيعة لحقها الغبن جدا واذا كان المسيحيون يتحدثون عن ضعف في صلاحياتهم او في امور اخرى فالشيعة كانوا محرومين ومهمشين كلياً”.
النهار : التشكيلة الحكومية عالقة وموفدان سعوديان
كتبت “النهار “: ساد صمت ثقيل أمس معظم المواقع الرسمية والسياسية حيال “الانتكاسة ” التي اصابت عملية تأليف الحكومة الجديدة، وسط تنامي التساؤلات والشكوك في شأن حظوظ اعادة تعويم المشاورات والتوصل الى انجاز عملية التأليف قبل عيد الاستقلال الثلثاء المقبل. واذ استرعى الانتباه انقطاع خطوط المشاورات علنا على الاقل في الساعات الاخيرة، تضاربت المعطيات المتصلة بامكان تذليل عقبات التأليف في هذه الفترة. وكشفت مصادر معنية بتأليف الحكومة لـ”النهار” ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري آثرا تهدئة الاجواء المتشنجة التي نشأت عن ردي رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على كلمتي الرئيس عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أول من أمس، فيما تواصلت المساعي ضمنا لمعالجة ما تبقى من عقد أمام استكمال عملية تأليف الحكومة ومنها تمثيل “المردة” وحزب الكتائب. ولم تستبعد المصادر ان تعاود الاتصالات اليوم والتي في حال توصلها الى معالجة العقد المتبقية يصير من الممكن توقع تأليف الحكومة قبل الثلثاء.
وعلمت ” النهار” أن التباين مع عين التينة والذي أعقب كلام رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني في بكركي والردّ عليهما قد طوّق مبدئيا بفعل تدخل اصدقاء مشتركين (منهم “حزب الله”)، بما يفترض ان هذا الامر لن يترك تأثيراً على اتصالات التأليف الحكومي.
واعتبرت مصادر مواكبة لأجواء تأليف الحكومة ان لا تأخير في عملية التأليف التي لا تزال ضمن المهل، وان المسودة التي عرضها الرئيس الحريري على رئيس الجمهورية لم تكن مكتملة لا من حيث الاسماء ولا من حيث عقدة حقيبة “المردة”، أو في معالجة مسألة الوزراء الثلاثة الذين يريد الرئيس عون تسميتهم وخصوصاً الوزيرين الشيعي والسني بالاضافة الى ممثل الاقليات المسيحية. ولم تنف المصادر ان تسمية الاخير لم تبت? بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف الذي يعتبر توزير النائب السابق غطاس خوري من باب تحصيل الحاصل، ويريد اليه مسيحياً آخر ممثلاً لكتلة “المستقبل” التي لا يقتصر نوابها على السن?ة فحسب، ولم يعرف ما اذا كان يريد لهذا المركز النائب عاطف مجدلاني أم النائب باسم الشاب.
اللواء : “الثنائي الشيعي” يطالب عون بإيقاف باسيل عند حدّه حركة التأليف تُجمَّد.. وحزب الله للإقلاع عن “الكيدية”: واحترام مكانة فرنجية
كتبت “اللواء “: هل فشلت مقاربة العهد الأولى لتشكيل الحكومة؟
وهل فعلاً، أوقف الرئيس سعد الحريري تحركه لتأليف الحكومة؟
المتفق عليه ان أزمة ما تواجه عملية التأليف، والمتفق عليه أيضاً ان ثمة مسؤولية على الفريق الذي يحاول رعاية ميسرة العهد، ممثلاً بتفاهم معراب بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”.
وفي ضوء ذلك بات بحكم الصعب صدور مراسيم الحكومة بين اليوم أو غداً أو الاثنين.
وغداً، يصادف عيد العلم في 20 تشرين الثاني، ويتسلم الرئيس ميشال عون العلم العملاق الذي تسلمه في العام 1989، على ان العين تبقى مشدودة إلى استئناف مسيرة تأليف الحكومة، ولكن ضمن أية معطيات، ووفق أية مقاربة جديدة، انقاذاً للايجابيات التي وفرها انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس الحريري؟
الجمهورية : مساعٍ لتبريد يُعيد حكومة الثلاثين لتذليل عُقَد الحصص والمبادلات
كتبت “الجمهورية “: ساد انطباع أمس أنّ تأليف الحكومة رُحّلَ إلى ما بعد عيد الاستقلال، على أمل ألّا يطول به الحال إلى ماهو أبعد، والسبب في هذا الترحيل هو الاشتباك السياسي بين بعبدا وعين التينة، الذي عبّر في رأي المراقبين عن قلوب ملآنة. فلذلك سينتظر التأليف تبريداً للحماوة السياسية، ومن ثمّ إعادة لملمة ما تأثّر على الجنبات نتيجة التشكيلات الوزارية التي أثارت تبايناتٍ وغباراً لم يكن في حسبان كلّ المتفائلين بالولادة الحكومية القريبة. وعلمت “الجمهورية” أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينكبّ على وضعِ عناوين “رسالة الاستقلال” الأولى في عهده إلى اللبنانيين والتي ستركّز على القضايا التي تضمَّنها خطاب القسَم، وسيحدّد موقفَه من قضايا محلية وإقليمية ودولية، ومنها العلاقة بين لبنان والدول العربية، والأزمة السورية.
نقلَ زوّار قصر بعبدا لـ”الجمهورية” أنّ رئيس الجمهورية ينتظر حصيلة المشاورات واللقاءات التي يعقدها الرئيس المكلف سعد الحريري لتذليل بعض العقد التي استجدّت منذ اللقاء الأخير بينهما منتصف الأسبوع الجاري.
وقالت مصادر تواكب التأليف لـ”الجمهورية” إنّ ما رافقَ ردّات الفعل على مواقف صدرَت في بكركي لم تهدّد مساعي التأليف، لكنّها فَرملت الحركة المعلنة وأبعَدتها عن الأنظار. وهو ما عكسَته أجواء “بيت الوسط” التي تحدّثت عن تكتّم الحريري عمّا يقوم به من اتّصالات ومعه مستشاراه نادر الحريري وخوري، اللذان واصَلا اتصالاتهما مع مختلف الأطراف الذين يتعاونون في هذا الملف.