بقلم غالب قنديل

محور سورية وأولوية حلب

غالب قنديل

بينما يسود الترقب لمستقبل العمليات القتالية أحكم الجيش العربي السوري مؤخرا طوقه على الجماعات الإرهابية التي تحتل احياء حلب الشرقية وتختطف سكانها كرهائن منعتهم بالقوة من الخروج عبر المعابر التي تم فتحها وقدمت الدولة السورية فيها جميع الضمانات القانونية والأمنية لسلامة العابرين وقد واصل هذا الجيش تحرير المزيد من المساحات في قلب الأحياء ومحيطها عبرعملية قضم وهضم مهمة رغم وقف الغارات الجوية الروسية والسورية فأثبت بذلك جدارته القتالية على الأرض وأسقط خرافة عواصم العدوان والجماعات المسلحة التي نسبت تفوق الجيش ومكاسبه السابقة إلى سلاح الجو الذي لم يكن العنصر الوحيد في توازن القوى.

القدرة القتالية للجيش العربي السوري تصاعدت وتطورت في مجابهة وحدات محترفة من محاربي جبهة النصرة وغيرها من تشكيلات القاعدة والأخوان التي تم تدريبها في تركيا والأردن والتي تتحرك بقيادة غرف عمليات يقودها ضباط اميركيون وإسرائيليون وفرنسيون وبريطانيون وتلك الغرف موجودة في جميع جبهات القتال الرئيسية على امتداد الأرض السورية وهي تستخدم شبكات اتصالات حديثة ومتطورة ترتبط بأقمارصناعية اميركية وإسرائيلية مستأجرة بالمال السعودي والقطري .

منذ اجتماع وزراء الدفاع السوري والإيراني والروسي في طهران قبل أشهر انبثقت آلية مشتركة لقيادة الحرب على الإرهاب في سورية وتطورت مستويات التنسيق السياسي والعسكري المكرس لدعم الدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة بالتعاون الوثيق بين الدول الثلاث وشريكها الرابع حزب الله وغير بعيد عن تلك الأولوية يجري التنسيق بين هذا المحور والحكومة العراقية في مواجهة داعش وحيث تحركت قوات الحشد الشعبي لسد منافذ الانتقال بداعش إلى شرقي سورية وفقا للخطة الأميركية التي منيت بإحباط كبير.

من خلال الإطار القيادي المشترك يتم تحديد الأولويات وترسم الخطط السياسية والعسكرية وتتم إدارة الصراع بجميع مستوياته وصولا إلى تحقيق الهدف المشترك وهو تحرير سائر الأراضي السورية من هيمنة الإرهاب التكفيري بجميع تشكيلاته ويافطاته التي يدعمها الحلف المعادي بقيادة الولايات المتحدة وفقا لما أعلنه الرئيس بشار الأسد بكل وضوح وعاهد شعبه عليه.

التحرير الكامل لحلب المدينة والريف هو قلب المرحلة الراهنة من مسيرة الخلاص الوطني في سورية ولا شك ان الدولة الوطنية السورية وحلفاءها مصممون على حسم هذه الحلقة الفاصلة استراتيجيا خلال الأسابيع المقبلة ولن يصرفهم عن ذلك الهدف أي تحرك مناور تقوم به الولايات المتحدة بواسطة عملائها والوحدات الكردية المرتبطة بها والتي دفعت على الأرض في اتجاه مدينة الرقة او من خلال القوات التركية التي تحتل قشرة من الريف الحلبي وتتوعد بالتقدم مع الميليشيات التابعة لها بخليطها التكفيري نحومدينة الباب .

للجيش العربي السوري وحلفائه اولوية حاسمة هي استكمال تحرير حلب فتلك هي الحلقة المركزية الراهنة التي سيكون ما بعدها غير ما قبلها وسيرتب إنجازها نتائج فاصلة عسكرية وسياسية واقتصادية ومعنوية من شأنها التغيير جذريا في توازن القوى وتوفير الأرضية المناسبة لإنجازات متلاحقة على طريقة الدومينو في أكثر من منطقة وجبهة.

رغم إنشغاله بأولوية حلب يتابع الجيش العربي البسوري تحقيق إنجازات جديدة في الغوطة والجولان وفي ريف حماة وعلى جبهة الجنوب وسيكون لفائض القوة بعد الإنجاز الكبير في حلب أثر حاسم على تلك الجبهات حيث ستنبثق معادلات جديدة تكون فيها الغلبة للدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة .. بكلمات إننا على أبواب مرحلة جديدة في مسيرة نهوض سورية وهزيمة الحرب الاستعمارية التي تستهدفها من ست سنوات بالتوازي مع تحولات عالمية وإقليمية تعمل جبهة حلفاء سورية على استثمارها في جميع الاتجاهات فمن سورية فرضت روسيا مهابتها واستنادا لسورية ولصمودها انتزعت إيران الاعتراف بحقوقها وكذلك ارتكزت الصين إلى صمود سورية في الوقاية من الإرهاب وفرض تحولات دولية تنهي الرهان على استنزافها بإعادة توجيه داعش والقاعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى