واشنطن وتل أبيب: العودة إلى المسار الصحيح: غابي افيطال
ما الذي لم يكتب عن الانتخابات التي تجري في هذه الساعة في الولايات المتحدة؟ الكثير من الاوصاف والتسريبات. المراقبون يعتبرون أنه تم تجاوز الحدود اللائقة. ونحن نعتبر أن هذه الانتخابات تذكر بالانتخابات في إسرائيل. وبعد كل ذلك سينتخب من ينتخب، وإسرائيل جديرة بالعلاقات مع الولايات المتحدة، التي تعكس تاريخا مشتركا في كثير من المجالات.
على العكس من التعاطي مع إسرائيل، من قبل ممثلي البيت الابيض وخصوصا وزارة الخارجية، فإن تأييد 70 في المئة من قبل الجمهور يشير إلى العلاقة الاستثنائية تجاه الدولة الصغيرة جغرافيا والقوية في كثير من المجالات.
نظرة المواطن الأمريكي لا تتعلق فقط بالجانب السياسي الضيق، بل بالعلاقة العميقة والتاريخ الذي بدأ في حقبة الآباء، الآباء المؤسسون والروحيون لحريات الانسان والوصايا العشر والارض الموعودة.
نبشت قليلا في تاريخ العلاقة بين الدولتين ووجدت أنه منذ حرب سيناء بدأ التقارب، حتى لو كان على أساس المصالح. ورويدا رويدا تبينت قوة إسرائيل العسكرية والاستراتيجية إلى درجة أنه بدلا من القروض بمبلغ 40 مليون دولار سنويا، تم منح إسرائيل اموال مقابل الاستخبارات الكثيرة ومقابل كونها حاملة طائرات برية. من الناحية الجافة للعلاقة، وعلى الرغم من المعارضة المنهجية للبيت الابيض (بمساعدة مكثفة ومخيبة جدا من قبل اليهود)، فإن العلاقات تحولت إلى تحالفات دفاعية مرة تلو الاخرى.
تحليل آخر يُظهر أنه إذا حاول الرئيس الأمريكي التشدد تجاه إسرائيل، خصوصا في موضوع الدول العربية، فإن العلاقة الاقتصادية والامنية بين الدولتين ستزداد وتتغلب على المواقف الخاطئة، خصوصا من قبل رؤساء مثل روزفلت وكارتر وبوش الأب واوباما. صحيح أن الرؤساء يتغيرون، ولا يجب تجاهل قوتهم، لكن هناك من يبالغ في قوتهم بشكل متعمد من أجل الحاق الضرر بإسرائيل.
ليس سراً أن العلاقة الرسمية التي تجد تعبيرها بالتواصل بشكل كثيف أكثر قد تراجعت بسبب تعاطي اوباما المتعالي مع نتنياهو بشكل شخصي. حتى لو كان واضحا للكثيرين أن سلوك الرئيس قد تسبب بفوضى شديدة ومعاناة في الشرق الاوسط، فاوباما نفسه ما زال يؤمن بأن طريقه هي الطريق الصحيحة. وهو يبذل الجهد للعودة إلى الاكاذيب حول التحالف بين الدولتين، وليس التعامل على أن إسرائيل تحت رعاية الولايات المتحدة.
لينتخب من ينتخب، شريطة أن تكون قوة الرئيس والمجلسين واضحة أكثر وأكثر، نظرا لأن التعامل الذي يعطيه المحللون والخبراء حول القدرة غير المحدودة للرئيس الأمريكي يتسبب بالاهانة لاولئك الذين يتوقعون أن إسرائيل ستوضع في الزاوية. الولايات المتحدة تريد حليفا قويا. هذا ما كان عندما تم تجميد شراء 75 طائرة «اف 16» بعد قصف المفاعل النووي في العراق في العام 1990، صمم رئيس الحكومة بيغن على موقفه بشجاعة. وبعد نصف سنة لم يتم تحرير الصفقة فقط، بل ايضا تم التوقيع على اتفاق دفاع استراتيجي. ومع ذهاب اوباما نأمل أن العلاقات التي بنيت على مدى عشرات السنين ستعود إلى مكانها السليم.
إسرائيل اليوم