انتفاضة مكتب التحقيقات الفدرالي وتراجع كلينتون
واشنطن – خاص بالشرق الجديد
قيل ايام من الإنتخابات الأميركية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء المقبل ,فجر مكتب التحقيقات الفدرالي قنبلة بوجه المرشحه الديموقراطيه”هيلاري كتينتون” ,عبر قيام رئيسه “جيمس كومي” بإبلاغ الكونغرس,بالعثور على مزيد من البريد الالكتروني العائد لكلينتون على الحاسوب الخاص بالزوج السابق لمساعدتها “اوما عابدين”.
لم يحدد كومي طبيعة هذه المراسلات,إلا ان مجرد الإعلان,دفع في إستطلاعات الرأي لتعزيز وضعية المرشح الجمهوري “دونالد ترامب”,مما جعل المنافسة بين المرشحين, تحتدم مجددا بعد ان كانت كلينتون متقدمة بفارق مريح ,ومع إقتراب ترامب من منافسته ,قي فلوريدا ونورث كارولينا,والولايه الأهم اوهايو إضافة الى نيو هاميشاير ,فإن الفوز في هذه الولايات جميعها قد يدخله الى البيت الأبيض.
السؤال هو لماذا اختار رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي هذا التوقيث بالذات ؟ علما انه من المتعارف عليه ألا تقوم أي جهه رسمية ومهما كانت الآسباب بالإشارة الى اي مرشح للإنتخابات الرئاسية.خصوصا مع إقتراب موعد التصويت.
قبل أسابيع ظهر “رودي جولياني” عمدة نيويورك الأسبق , وأحد مستشاري ترامب على شاشة “فوكس نيوز” ,وأعلن ان شهر “اوكتوبر” سوف يحمل عدة مفاجأت جميلة لمرشحه, ليعود مجددا” ويكشف منذ عدة أيام , أنه كان على تواصل مع عملاء سابقين في مكتب التحقيقات الفدرالي, أكدوا له , ان جملة من الثسريبات سوف تحصل , وأن قرار رئيس المكتب ” جيمس كومي” بوقف التحقيقات قي قضية البريد الإلكتروني العائد للمرشحة الديموقراطية “هيلاري كلينتون ” لن يمر بسهولة” مع الكثيرين داخل المكتب فيما بدا أنه “ثورة داخل الــ” إ ف بي أي”.
مع إشتداد الضغط على “كومي” , وخوفا” من ان يظهر بموقع المدافع عن كلينتون (علما أنه شارك شخصيا” بالتحقيق معها في اوائل التسعينات , فيما عرف وقتها ب”فضيخة وايت واتر”).وخشية ردة فعل ترامب إذا ما فاز يإلإنتخابات الرئاسية , خصوصا وأن الأخير انتقده في أكثر من مناسبة,ذلك هو ما دفع كومي الى الإعلان عن عزم مكتبه على التحقيق بالجديد من بريد كلينتون الإلكتروني.مما ثقدم يمكن إستخلاص ما يلي:
اولا: بغض النظر عن موقف رئيس “مكتب التحقيقات الفدرالي” من المرشحين الرئاسيين فإنه كان يتوجب عليه أن يراعي الأعراف المثفق عليها ,فيما يتعلق ب” حساسية المرحلة الإنتخابية”. مما يطرح علامة إستفهام حول حقيقة التقارير الصحافية التي اشارت إلى أن غالبية عملاء ال”إف بي آي” يريدون رؤية ترامب في البيت الأبيض وليس كلينتون , يل اكثر من ذلك سوف يعملون على التشكيك بنتائج الإنتخايات في حال فوز منافسته.
ثانيا”: بدل مهاجمة مكتب التحقيقات الفدرالي واتهامه بالتدخل في الإنتخابات الرئاسية , عمدت حملة هيلاري كلينتون الى إلقاء اللوم على روسيا وإتهامها بأنها وراء الكشف عن بريدها الإلكتروني .
ثالثا”: كشف ما يمكن تسميته ب”إنتفاضة ال”إف بي آي” عن مدى الإنقسام داخل المجتمع الأميركي حول الموقف من التعددية العرقية التي تعتبر من اهم مميزات هذا المجتمع كون السلطة الأمنية من المفترض ان تقوم بحماية المواطنين سواسية , بمعنى آخر عندما تقف الى جانب من يشارإلى خطابه ومواقفه بالعنصرية فإنها تفقد موقعها المحايد , مما يبشر بمزيد من القمع والإستبداد.
رابعا”: كشف التراجع السريع في معدلات تأييد كلينتون , الى مشاكل جوهريه تعاني منها حملتها الإنتخابية أقله عدم الحماسة لها , على عكس شعورهم تجاه اوباما , هذا الى جانب عدم الثقة , لم يتبق ما يكفي من الوقت لتستطيع هيلاري كتينتون تحسين صورتها ,وآخر أمل يمكن أن تتسلح به للقوز في الإنتخابات الرئاسية ,هو الإقبال على الإقتراع في صفوف الأقليات العرقية , وقي مقدمها الأفارقة الأميركيون, والأسبان, فهل تنجح ؟