الرئيس عون: أول ما سنقوم به هو تأمين الحاجات البدائية للشعب من ماء وكهرباء
توجه رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمة له من القصر الجمهوري في بعبدا، الى الشعب، قائلاً: “كنتم شعبا عظيما، واصبحتم شعبا اعظم، ففي هذه الساحة التقينا في ظروف صعبة، ولكننا كنا فخورين وكان لدينا كل العنفوان والالم، وسقط منا شهداء نستذكرهم وهناك أناس مفقودين من جيشنا وأحبائنا العسكريين ولا يمكن بأي مناسبة وطنية الا ان نستذكرهم“.
واوضح عون اننا “نريد ان نكمل الحياة مع الاحياء، فالشهداء نذكرهم دائما ولكن الحياة يجب ان تستكمل، والساحة عرفتكم لمدى عامين، ولم تتركوها بأحلك الظروف، ولكن مع الاسف لعبة دولية كبيرة انتصرت علينا وتركت الجنود غير اللبنانيين يقتحمون بلدنا”، مشيراً الى أنه “حين استلمت الحكومة كان لبنان 20 قطعة، كان لبنان السوري ولبنان القواتي ولبنان الاشتراكي ولبنان الفلسطيني ولبنان الاملي، ونحن لم نحارب اللبنانيين ولا كان هدفنا الوصول الى السلطة، إنما كان هدفنا اعطاء الحرب معناها الحقيقي من اجل حرية وسيادة واستقلال لبنان“.
ولفت الى انه “ومن أجل هذا الهدف لم نحاول تجاوز خطوط التماس، لم نتجاوزها لاحتلال ارض او بيوت لبنانيين، لاننا كنا نعرف ان القضية لا تنتهي الا بالحوار، لذلك لم يكن هناك فهم للموضوع، وبقي الوطن مشرذم رغم اعلاننا الحرب للحرية والسيادة والاستقلال”، مؤكداً ان “الخروج من بعبدا لم يكن ذليلاً، فنحن خسرنا معركة ولكن لم ننسحق، وخرجنا من القصر، ابتعدنا عن لبنان وبقينا نجاهد من بعيد بعد انتهاء النضال المسلح وبدء النضال السلمي الذي بدأه الطلاب مع التأكيد على رفض العنف في المظاهرات لحوالي 15 سنة“.
وقال عون ان “أحداً لم يستطع ان يكبتنا لان الحرية من قيمنا الداخلية وما زلنا محافظين عليها حتى الآن، لأن الارث اللبناني يتكون خلال العصور، واليوم نستطيع ان نقف بكل عزة وعنفوان امام الناس والشعوب لاننا صنعنا وحدتنا الوطنية واليوم نبدأ رحلة ثانية وهي مرحلة بناء الوطن بعد انجاز نشاط كبير، واسسنا للتيار الوطني الحر في كل بلدان العالم”، موضحاً أن “وصولنا لرئاسة الجمهورية ليست الهدف، فالهدف ان نبدأ في بناء وطن قوي بوحدته الوطنية التي نريد تعزيزها اكثر واكثر، والوطن القوي يحتاج الى دولة قوية تديره، والدولة القوية هي التي تبنى على دستور يحترمه السياسيون، فلا يوجد رأس يخرق سقف الدستور“.
وشدد على ان “لبنان بني على الوحدة الوطنية التي ستعطينا الوحدة في وطننا، والشعب اللبناني يجب ان يحترم القوانين، ويجب ان تسهر على اللبنانيين قوى امن غير مسيسة وهي مؤتمنة على تطبيق القوانين، وهذه ليست شعارات فارغة”، مشيراً الى انه “بإنتظارنا مشاريع كبيرة والمجتمع اللبناني بحاجة الى متطلبات بدائية، وقد تمت عرقلة مشاريع المياه والطرقات والكهرباء وسنعمل على تأمين الحاجات بأسرع وقت ممكن“.
وأشار الى اننا “سنستثمر الموارد الاولية، والامال كبيرة والارادة متوفرة عند كل اللبنانيين، ولذلك وصلنا الى السلطة بخطط تنموية ولن نكون مرهونين لاي بلد آخر وهذا اهم شيء في حياتنا، ونحن سنتعاطى مع اي بلد آخر بصداقة، وسنتخلص من الوصايات الخارجية، وعلى الشعب مسؤولية كبيرة، فالنظافة ثقافة ونظافة الكف ثقافة وسياستنا يجب ان لا تبقى سياسة الشائعات والفساد، والبيئة ستعود نظيفة“.