نحو تحرير حلب الشرقية
غالب قنديل
عندما أعلن الرئيس بشار الأسد التصميم على تحرير كل التراب السوري من سيطرة العصابات الإرهابية كان واضحا ان المحطة الأولى الحاسمة في المسيرة الوطنية السورية ستكون عودة مدينة حلب إلى سيطرة الدولة السورية والجيش العربي السوري وفقا لتطلعات اهلها الذين عرفوا ويلات السطو العثماني وجرائم الغزو البربري لعصابات التوحش واللصوصية التي دعمها تحالف الحرب بقيادة الولايات المتحدة.
عوقب أبناء حلب جميعا بقسوة على موقفهم الداعم لدولتهم الوطنية منذ بداية العدوان واستهدفوا بجرائم بربرية نفذها الإرهابيون ضد المدينة وتراثها وأهلها الذين نهبت معاملهم بإشراف أردوغان ودمرت متاجرهم واستبيحت حقولهم وكل مرافق حياتهم الطبيعية وشرد قسم كبير منهم من بيوتهم ولكنهم صمدوا وواصلوا الحياة بإصرار في مناطق سيطرة الدولة السورية من المدينة وخارجها فقد كانت لمقاومتهم ضد الإرهاب معان كثيرة اولها انهم بذاتهم وبخياراتهم صاغوا قوة نافية لرواية حلف العدوان عن حربه الاستعمارية فسحقوا خرافة الانقسام الطائفي في سورية وما زالت حلب بمسلميها ومسيحييها وبمؤسساتهم الدينية وكتلهم الاجتماعية شهادة حية على المقاومة الشعبية السورية للعدوان الاستعماري .
غرف العمليات الأجنبية التي تقود الإرهابيين في حلب تقدم الصورة العملية لتلك الحرب من غير المساحيق الأميركية الخليجية والتركية والصهيونية فضباط الاستخبارات الذين أقاموا غرف العمليات القيادية داخل أحياء حلب الشرقية وفي الريف الحلبي والحشود القاعدية التي يقودها إرهابي سعودي ترسم ملامح ثورة مزعومة لمرتزقة وتكفيريين تحركهم المخابرات الأميركية وأزلامها في المنطقة وحيث تعمل واجهات المعارضات المتعاطفة من الخارج بالإمرة ذاتها وما زالت تبذل جهودا يائسة في رسم صورة كاذبة عن حقيقة ما يدور على الأرض بأدوات التباكي الإنساني وتلفيق الأكاذيب بواسطة أدوات الحرب الإعلامية.
القرار بتحرير الأحياء الشرقية يعني إعادة توحيد العاصمة الثانية بثقلها السكاني وبدورها المحوري اقتصاديا وبأهميتها الاسترتيجية وهي ستكون انعطافة كبرى في مسيرة سورية الوطنية إضافة إلى أبعادها الكبرى والاستراتيجية على الصعيدين الدولي والإقليمي بما فهيا من دلالات حول مستقبل الحرب الباردة الجديدة في العالم والمنطقة.
أعطت سورية وحلفاؤها كل الفرص لتحقيق الهدف بالوسائل السلمية فكان تأكيد متجدد عبر هدنات متلاحقة على فرص العفو للمسلحين وفتحت ممرات آمنة لخروج الأهالي وخلال الفترة التي حفلت بمبادرات وقف النار من طرف واحد وفتح الممرات تبلورت حقيقة نافرة وواضحة هي ان الإرهابيين المدعومين من الحلف الأميركي التركي السعودي الصهيوني وأذنابه يختطفون أهالي الأحياء الشرقية ويمنعونهم من المغادرة ليحتموا بهم في مجابهة أي عملية تحرير صارت عسكريا مكتملة الإعداد والتحضير لإنقاذ الأهالي المخطوفين ولتصفية أوكار الإرهاب داخل الأحياء.
ستكون إعادة توحيد حلب لحظة وطنية حاسمة في المسيرة السورية الكبرى نحو الخلاص التي يقودها الرئيس بشار الأسد ومعها سوف توطد الدولة الوطنية سيطرتها على مناطق سكانية رئيسية وتستكمل الإمساك بمزيد من موارد الثروات والحركة الاقتصادية في البلاد لتواصل كفاحها لاستكمال تحرير المناطق السورية الباقية بينما تترك الأبواب مفتوحة للعملية السياسية التي صدها الحلف الأميركي السعودي التركي وأفشلها بالتصعيد العسكري رغم انفتاح الدولة السورية وحلفائها على كل حوار ممكن .