الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: خطاب القسم يرضي الجميع: حماية الطائف.. والمقاومة “الشعوب” اللبنانية ترحب برئيسها الجديد: فرح وخوف!

كتبت “السفير”: لم تكد تنتهي الساعتان الأطول في تاريخ الجمهورية الثانية، حتى تنفّس الجميع الصعداء: ميشال عون رئيساً للجمهورية بأكثرية 83 صوتاً.

كل التقديرات التي كانت تشي بأن “الجنرال” سينال أكثر من 86 صوتاً، أي أكثرية الثلثين من الدورة الأولى، فيُتوّج رئيساً خلال أقل من نصف ساعة، أطاحتها مجريات جلسة انتخابية لا مثيل لها منذ الاستقلال حتى الآن. احتاج الأمر إلى أربع دورات انتخابية: أولى نال فيها ميشال عون 84 صوتاً وثانية وثالثة ألغيت نتائجهما قبل أن تفرز، بسبب تجاوز عدد المغلفات عدد الحضور(128 مغلفاً بدلاً من 127)، فكان لا بد من دورة رابعة، مع إجراءات تكفل الأمان الانتخابي تولتها هيئة مكتب المجلس، على مرأى من رأي عام كان يتابع وقائع الجلسة على الهواء مباشرة في لبنان وشتى أنحاء العالم، وأيضاً في حضور سفراء الدول الكبرى والصغرى على حد ســواء.

كان السؤال الذي لم يفارق “الجنرال” وبعض المحيط القريب جداً منه: هل ثمة “قطبة مخفية” قد تطيح التفاهم السياسي المبرم لمصلحة مرشح آخر أو استمرار الفراغ وماذا إذا تم تهريب النصاب أو تم افتعال إشكال في مجلس النواب أو خارجه؟

كانت الأنفاس محبوسة والشكوك كثيرة، إلى أن ورد الرقم 65 في الدورة الرابعة. عندها تبدلت ملامح ميشال عون المتجهمة، لتقفز الضحكة من عينيه بينما كان التصفيق والفرح يمتدان من المجلس إلى كل مكان. فاز لا برئاسة، بل بحلم لم يبارحه منذ ثلاثة عقود من الزمن وربما أكثر، وتحديداً منذ جلسات دير سيدة البير، يوم جلس الضابط “المدفعجي” في الجيش يقارع أركان “الجبهة اللبنانية” في نهاية سبعينيات القرن الماضي، بعناوين الشراكة مع كل المكونات اللبنانية وبالنظرة إلى القضية الفلسطينية والعلاقة مع سوريا.

هو الرئيس الثالث عشر للجمهورية، لكنه الرئيس الأول الذي يكسر التقاليد (تجربة بشير الجميل لم تكتمل)، فيسبق الترحيب الشعبي، كل ترحيب رسمي وسياسي، من الداخل والخارج. هتف باسم ميشال عون عشرات آلاف اللبنانيين. بدا “التيار الوطني الحر” على صورته الأولى، وليس على طريقة بعض الخطاب الشوفيني العنصري بل الطائفي الذي صار يغرقه به بعض قيادييه في السنوات الأخيرة بعكس نشأته المدنية العلمانية. تيار فيه من كل الملل اللبنانية، برغم أرجحية الكتلة المسيحية. هذه الفرحة، لم يكن بمقدور أحد أن يتجاوزها، وبالتالي لا بد أن يحترمها وهي تضع رئيس الجمهورية أمام مسؤولية مضاعفة، لجهة تزخيم انطلاقة العهد الجديد وأن يلامس قضايا الناس الاجتماعية والمعيشية ومطالبهم المتواضعة جداً.

هذا الترحيب الشعبي لا يحجب حقيقة ثانية، هي أنّ شريحة كبيرة من اللبنانيين، وأيضاً من كل الطوائف والمناطق، بدت متهيبة أو خائفة أو لا مبالية، إزاء سيد العهد الجديد. شريحة تعتريها مشاعر متناقضة. لا تريد أن ترى الحاضر والمستقبل إلا بعين الماضي. هذه الاستعادة تجعلها تخشى من تكرار “حروب” خيضت سابقاً بالمدافع، وربما تخاض غداً بالسياسة والمفردات وبممارسات كيدية يمقتها اللبنانيون. هنا تقع المسؤولية أيضاً على الرئيس الجديد أن يطمئن هذه الشريحة، وأن يقدم نفسه رئيساً لكل اللبنانيين لا لفئة دون أخرى.

ولعل ميشال عون قد نجح في عدم تكبير حجر خطاب القسم الدستوري. أصلاً كان واضحاً أنه كان يرغب بأن يكتفي بالقسم فقط، لكنه أضاف إليه لزوم تثبيت تفاهمه مع سعد الحريري، وخصوصاً في قضايا سياسية، سيتكرر مضمونها إلى حد كبير في البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى. لذلك، تعمّد طمأنة “الخائفين” على اتفاق “الطائف”، في لبنان والخارج، بتأكيد حرصه على “ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني”، بكاملها من دون انتقائية أو استنسابية”، واستخدم تعبيراً قاله سعد الحريري في خطاب تبني ترشيحه بفتحه الباب أمام تطوير الطائف من خلال توافق وإجماع وطني.

هكذا، بدا أول المتمردين على الطائف.. وأول ضحاياه، في طليعة حماته اليوم، فور وصوله إلى الموقع الرسمي الأول في الجمهورية الثانية، لكأن “فخامة الرئيس” يريد أن يعترف بأن النظام في لبنان، مهما تم تجميله أو تعديله، يبقَ بمضمونه الطائفي التحاصصي، أقوى من كل قوى التغيير والإصلاح، وهذه هي حصيلة الكثير من التجارب منذ الاستقلال حتى يومنا هذا.

وعلى أهمية تشديده على “اعتماد قانون انتخابي يؤمن صحّة التمثيل”، كانت لافتة للانتباه دعوة عون “للابتعاد عن الصراعات الخارجية، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي”، مقابل تأكيده أنه “أما في الصراع مع إسرائيل، فإننا لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومةً، في سبيل تحرير ما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلّة، وحماية وطننا من عدوٍّ لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية”.

وإذا كان الرئيس نبيه بري، قد نجح، أمس، في إدارة جلسة الانتخاب، برغم ما اعتراها من “فاولات ديموقراطية”، فإن نجاحه الأكبر، تمثل في قدرته وحليفه سليمان فرنجية على توسيع هامش الأوراق البيضاء، حيث أظهرت نتائج الجلسة الرئاسية، وبالملموس، قدرة المعترضين على صبّ أصواتهم في اتجاه واحد، بل تمكنهم من تحقيق اختراق في “كتلة المستقبل” والنواب المستقلين، فارتفعت أرقام الأوراق البيضاء الى 36، وأظهرت عدم قدرة سعد الحريري على “المونة” على أكثر من عشرة نواب من كتلته الثلاثينية.

وبرغم ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي من انتقادات للنواب ولكل مجريات الجلسة الانتخابية، يمكن القول إن انتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية، كرس صورة حضارية للديموقراطية اللبنانية، برغم ما يعتريها من “تشوهات عضوية”، إذ إن بعض البلدان العربية التي شهدت “فصولاً ربيعية”، ها هي تجنح نحو الديكتاتورية، فيما تمكن نواب لبنان من انتخاب رئيس بأكثرية متحركة، في مواجهة معترضين، قرروا أن ينسجموا مع أنفسهم لا مع “تعليمة” درجت العادة أن تأتي اليهم كما تأتي لمن تصبّ أصواتهم لمصلحة الرئيس.. وهذه حال كل الانتخابات الرئاسية منذ الاستقلال حتى الآن.

ويسجل للرئيس بري أنه تمكن من “الثأر” لكرامته ولكرامة المجلس النيابي عندما رحّب بـ “فخامة الرئيس تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته الدستورية”، في إشارة مبطنة إلى أن “الجنرال” انتخب رئيساً بأصوات مجلس نيابي كان يردد دائماً أنه “غير دستوري”.

وعلى صورة الترحيب السياسي الجامع بانتخاب الرئيس، وسط مزاحمة “قواتية” واضحة لمصادرة “الفرحة” في الشارع المسيحي بعنوان “الشراكة” و “أم الصبي”، كان لافتاً للانتباه أن أول اتصال تلقاه عون بعد وصوله إلى القصر الجمهوري، كان من الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، متمنياً له التوفيق. ورد عون شاكراً للسيد نصرالله تهنئته، معتبراً أن الفرحة مشتركة.

ومن الخارج، تلقى الرئيس ميشال عون اتصالات تهنئة، أبرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والرئيس بشار الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر، كما صدرت مواقف غربية وعربية مرحّبة ..

البناء: الحرب الانتحارية لأنقرة تخرق المحرمات في حلب… وموسكو ودمشق للحسم رئيس للشعب رغم الشغب… عرس شعبي ووطني… والأسد يبارك عون وبري: جيش ومقاومة وقتال استباقي للإرهاب… وقانون انتخاب

كتبت “البناء”: الحرب الهسيترية التي تخوضها أنقرة في حلب بلغت حدّ المحرّمات باستخدام السلاح الكيميائي الذي حصد عشرات الشهداء، وفرض تشاوراً روسياً سورياً إيرانياً، وفقاً لمصادر واسعة الاطلاع، لقرار حسم نوعي تشارك فيه بقوة وعلى نطاق واسع، قوى محور المقاومة لإنهاء وضع شرق حلب وجنوبها وغربها، ووضع الجميع أمام أمر واقع عنوانه أنّ الحرب على النصرة قد بدأت من طرف واحد، ولا تنتظر فصلها عن جماعات ربطت مصيرها بها، وحكومات تدّعي شراكة في الحرب على الإرهاب، تقوم سراً وعلناً بالوقوف وراء الإرهاب، وتوفر له الغطاء حتى على منبر مجلس الأمن الدولي، عدا ما تفعله في الميدان وتقدّمه من سلاح ودعم لوجستي وناري.

وفقاً لمصادر دبلوماسية، الهسيتيريا ذاتها تفسّر الشغب والعبث اللذين طبعا سلوك الكتل النيابية التي ذهبت نحو الخيار الرئاسي اللبناني، عنوة، بقوة التوازنات الجديدة في المنطقة، ولم تستطع التأقلم، فمصدر القرار واحد، ولا يخفى أنّ أحد أهداف معركة حلب كان خلق توازنات تضخّ بعض الأمل بمواجهة الخيار الرئاسي للمقاومة، الذي يمثله رئيس الجمهورية المنتخب، وسط ألاعيب مراهقة صارت بعد الإفلاس السلاح الوحيد للمشاغبة على الإنجاز الكبير.

ما كتب قد كتب، وسحب تصويت سبعة نواب وعد رؤساؤهم بضمان تصويتهم للعماد عون، بعدما ظهر أنّ الكتل الوطنية والقومية ستمنح الرئيس المنتخب، فرصة الفوز من الدورة الأولى، فنجح المعرقلون بعرقلة الفوز في الدورة الأولى، كما نجحوا بإثارة الهرج والمرج في جلسة الانتخاب، لكنهم فشلوا في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، روائح الشغب والكيد كما روائح السلاح الكيميائي في حلب، تسبّب الاختناق، لكنها لن تجلب الإنعاش لمشروع يحتضر، ولن تمنع ولادة مشروع يشق طريقه نحو الضوء.

العماد ميشال عون رئيساً، بثلاثة وثمانين صوتاً، وكلّ ما جرى في جلسة الانتخاب يصلح للتندّر والتسلية، لكنه صار خارج السياسة، فالحقيقة السياسية الوحيدة بعد فضّ الجلسة صارت أنّ للبلد رئيساً اسمه فخامة الرئيس العماد ميشال عون.

التلاقي في عناوين كلمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وخطاب القسم للرئيس المنتخب، بدّد الكثير من التساؤلات، فالمقاومة والحرب الاستباقية على الإرهاب، وهما عنوانان واضحان لمفهوم التحالف مع حزب الله، بالإضافة لقانون انتخاب قبل موعد الانتخابات، تلاقت مع ما قاله الرئيس بري عن المقاومة والإرهاب وقانون الانتخاب، كعناوين للخط السياسي للعهد الجديد، من ضمن السعي الشاق لصناعة التوافق كشرط للإقلاع السلس والهادئ لآلة الدولة المتوقفة.

العرس الشعبي والوطني بعد الانتخاب، وتدفق التهنئة من مواقع إقليمية ودولية تقدّمتها تهنئة الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني حسن روحاني، تكفلت برسم صورة احتلت سريعاً مكان صورة “يا عيب الشوم” التي أطلقها الرئيس بري على بعض السلوك النيابي.

طوى لبنان أمس، مرحلة الفراغ الرئاسي وبات للبلاد رئيس وللقصر سيد بعد سنين عجاف عانى اللبنانييون خلالها الكثير من الشلل الحكومي والتعطيل النيابي والتشريعي والفوضى في أداء المؤسسات والإرباك في السياسة الخارجية وأزمات اقتصادية واجتماعية وأخطار أمنية داهمة.

فُتح طريق الإنقاذ أمام البلاد وعادت الحياة إلى قصرها الجمهوري الذي دخله الرئيس العتيد على سجادٍ أحمر آتياً من المجلس النيابي في موكبٍ رسمي على وقع موسيقى الجيش ولحن التعظيم والنشيد الوطني ورفع علم البلاد على السارية الرئيسية لمدخل القصر وطلقات المدفعية ترحيباً. مشهد نيابي سياسي وطني لم يعهدْه اللبنانيون منذ العام 2008، لكنه شرّع الأبواب أمام عهدٍ جديد عنوانه إعادة بناء الدولة وإصلاح المؤسسات ومعالجة القضايا المحلية، لكنه سيكون أيضًا في خضم وقلب المواجهة مع تداعيات الأزمات الإقليمية والدولية.

في الجلسة السادسة والأربعين وبـ 83 صوتاً وبثلاث جولات انتخابية متتالية انتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وذلك بعد وجود 128 ظرفاً في الصندوق لمرتين متتاليتين في حين أن عدد النواب الحاضرين 127، إلى أن وضع صندوق الاقتراع تحت إشراف مباشر من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحراسة عضوَيْ هيئة مكتب مجلس النواب مروان حمادة وأنطوان زهرا تلافياً لتكرار وضع ظرف إضافي، وانتقل النواب إلى وسط القاعة، حيث اقترعوا فيه، ليعلن رئيس المجلس بعد فرز الأصوات فوز العماد عون رئيساً للجمهورية.

وألقى الرئيس بري كلمة توجّه فيها إلى الرئيس الجديد بالقول: “انتخابكم بداية لا نهاية”، مؤكداً أن المجلس على استعداد لمدّ اليد لإعلاء لبنان، وقال: يسرّني يا فخامة الرئيس أن أرحّب بكم تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته اليوم، وقد أنجز مجلس النواب اللبناني الاستحقاق الرئاسي بانتخابكم، فإنه يعهد إليكم باسم الشعب قيادة سفينة الوطن إلى برّ الأمان، فيما الريح تعصف والأمواج تتلاطم من حولنا وتهدد بتقسيم المقسّم من أقطارنا ومن أقطار جوارنا العربي، ودخول المنطقة بحروب استتباع لا تنتهي وتفضي بالتأكيد إلى إسرائيليات على شكل فدراليات وكونفيدراليات طائفية ومذهبية وعرقية وجهوية وفئوية.

وبعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب ألقى الرئيس المنتخب خطاب القسم وتمثّل أبرز عناوينه في تمسكه بالتطبيق الكامل لا المجتزأ لوثيقة الوفاق الوطني، وتأكيده أن “لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة اليه. من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي”، ومعلناً أننا “لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدوّ لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية”. مؤكداً على أنه “تجب معالجة النزوح السوري سريعاً كي لا تتحول المخيمات إلى بؤر أمنية”. واعتبر أن “لا يمكن أن يقوم حل في سورية لا يبدأ بعودة سريعة للنازحين السوريين إلى بلادهم”.

وإذ لفت إلى أن “تعزيز الجيش هاجسي وأولويتي كي يصبح جيشنا قادراً على درء التعديات والحفاظ على السيادة”، قال الرئيس المنتخب: “لا يمكن أن نستمر من دون خطة اقتصادية شاملة”، مشدداً على إقرار قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل قبل الانتخابات النيابية المقبلة”.

الاخبار: خاسرون ومكابرون

كتبت “الاخبار”: سينشغل اللبنانيون قريباً بعملية سياسية كبيرة، هي تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال عون. لكن القوى السياسية الكبيرة ستنشغل بالمقاصّة الإلزامية لمرحلة انتخاب الرئيس، لمعرفة حجم الأرباح أو الخسائر.

وهي مقاصّة ستظهر خسارة قاسية جداً للبعض، وخسارة ممكن تحملها للبعض الآخر، وخسارة غير قابلة للتعويض لقسم ثالث. وهي الخسائر التي توجب على أصحابها إجراء مراجعة، وإلّا فسنكون كمن يصر على ضرب رأسه في جدار بعد جدار.

اللاعبون الكبار في لبنان، الذين يمثلون قواعد تمثيل سياسي ــــ طائفي، هم: كتلة شيعية تقودها حركة أمل، فيما لا يزال حزب الله نائياً بنفسه عن “المسألة اللبنانية”، بينما تضاءلت إلى حد الغياب كل قوى شيعية أخرى. والأصوات المنفردة، لا تشكل فعلياً الوزن المناسب لضمها إلى المشهد. وهناك، أيضاً، كتلة سنية كبيرة أيضاً، يقودها تيار المستقبل، وتنافسه في ساحتها قوى لا تزال تمثل منفردة عنصر ضغط أكثر مما تمثل عنصر تغيير. تماماً كما هي الحال عند المسيحيين، حيث تظهر “القوات اللبنانية” وريثاً غير شرعي لحزب الكتائب الغارق في عملية استنساخ لخلايا لا روح فيها. بينما ارتمت الشخصيات والقوى الصغيرة في أحضان الأحلاف الكبرى، بحثاً عن مكسب، غالباً ما يكون من الفتات.

وتبقى الكتلة الدرزية التي لا تزال الزعامة الجنبلاطية هي الأقوى نفوذاً وتأثيراً فيها، بينما تشظت الأصوات المعارضة له، ما يجعلها قوة مشاغبة لا قوة منافسة.

اليوم، تعرض الرئيس نبيه بري لعملية غش كبيرة، فمنعته المعطيات بين يديه من الرؤية الواضحة. وجاء تصويته بالورقة البيضاء أقرب إلى احتجاج، لا يعطل قراراً كبيراً بانتخاب عون. ورغم إدراكه، بقوة، أن العناصر المحلية ظلت هي المتقدمة على أي عنصر خارجي في هذه العملية. إلا أنه أصر على وجود تسوية خارجية، في خطوة أظهرته رافضاً لفكرة أن قوى محلية يمكن أن تتشكل وتكون قادرة على إنتاج واقع جديد. وهذا المنطق يجعله أكثر شراسة في مرحلة تأليف الحكومة. وهو، هنا، لن يتكل على قدرات غير معلومة لتحصيل مكاسبه، بل سيتكل، حصراً، على حليفه القوي حزب الله لانتزاع التزام بحقوقه، تماماً كالتزام الحزب انتخاب عون.

وإذا كانت المعطيات المحلية قد تتيح لرئيس المجلس تحصيل غالبية مطالبه، إلا أن المشكلة ستبقى في رفضه إجراء التقييم الذي يجب أن يقوده إلى تحديد نقاط الخلل التي لا يقتصر ضررها على شعبيته فقط، بل على مكانته في قلب معادلة الحكم. وهذا هو التحدي ــــ لا الجهاد ــــ الأكبر أمامه. علماً أن في يده السلاح الأمضى، إذا قرّر، فعلاً، ترك الحكومة والتفرغ لأكبر عملية مراقبة ومحاسبة للحكومة من خلال المجلس النيابي.

الديار: عون غمز من الطائف بلطف وبري غمز من شرعية مجلس النواب متوجهاً لعون عون والحريري لا يملكان برنامج عمل وخطة للحكم والانجازات ضعيفة بسبب الصعوبات

كتبت “الديار”: كان يوم أمس يوماً تاريخياً في تاريخ لبنان، وبعد فراغ رئاسي لمدة سنتين و5 أشهر، ودون وجود اي أمل بانتخاب رئيس للجمهورية وكان الرأي العام يربط اجراء الانتخابات وحصولها تارة بعد تقسيم العراق وطوراً بعد انتهاء الازمة السورية وكان الناس ضائعين اذا كان سيتم انتخاب رئيس جديد والبعض وصل الى حد القول بأن ميشال سليمان هو آخر رئيس للبنان، حصل انتخاب رئيس للجمهورية.

وهنا مضطرون لنقول ملاحظة وهي، كيف ان الرئيس السابق اميل لحود يمضي يومه بالرياضة والسباحة وصيد السمك وحكم 18 سنة بواسطة السوريين، لا يحضر انتخاب رئيس الجمهورية مع ان العماد الرئيس ميشال عون أسبق منه بالرتبة وبقيادة الجيش وبرئاسة الحكومة ولديه أكبر كتلة نيابية وله تاريخ عسكري قتالي أين منه تاريخ إميل لحود في هذا المجال، وقاطع لحود الاحتفالات وسابقاً كان يقول انا أقدم بالرتبة من الرئيس ميشال سليمان، لذلك لن أشارك باحتفال تسلّم مهامه الرئاسية وكان يقول أيضاً أنا أقدم بالرتبة من العماد جان قهوجي لذلك لا اشترك باحتفالات الاستقلال وتخريج الضباط لانني اقدم منه بالرتبة وبالخدمة العسكرية. ونحن نتحدث عن مرحلة ما بعد رئاسة إميل لحود للجمهورية، اما اليوم فكيف يفسر إميل لحود عدم مشاركته بالجلسة الرئاسية والعماد الرئيس ميشال عون أعلى منه رتبة وأقدم منه في الجيش اللبناني وكان رئيس حكومة موقتة وأقدم منه بالقتال والتاريخ العسكري وأعلى منه بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، وبالتالي لماذا “التشاوف والتكبر” من قبل العماد لحود بهذه العقلية الأنانية الاقطاعية على علم لبنان ورئيس لبنان وعلى الدولة كلها ولماذا هذا الاحتقار للشعب اللبناني حيث ان لحود اثناء حكمه كان يحتقر الشعب اللبناني لانه كان يستعمل العصا السورية لضرب اللبنانيين فما باله اليوم بعد ذهاب السوريين يحتقر الشعب اللبناني ولا يشارك بالمناسبات الوطنية حيث موسيقى التعظيم ورفع العلم اللبناني عالياً وإنارة قصر بعبدا وعودة رئيس الجمهورية الى الحكم عبر مسيحي قوي لكن هذا هو اميل لحود من دون مشاعر واحاسيس بل احتقار للشعب اللبناني.

انتهينا من الملاحظة حول العماد اميل لحود، وهو ان الناس كانوا خائفين وبسحر ساحر وضوء أخضر حصلت المعجزة وتم انتخاب رئيس جديد هو العماد ميشال عون لمدة 6 سنوات وحضر الجلسة كافة النواب على أساس 127 نائباً بدلاً من 128 لان الرئيس بري وحسب نظام المجلس اعتبر روبير فاضل مستقيلاً ونال العماد عون عدد اصوات هامة وهي 83 صوتاً رغم ان الرئيس بري وكتلته وكثيرين لم يصوتوا له ومع ذلك حصل على 83 صوتاً تقريباً هي السن الذي وصل اليه العماد عون بالعمر، اما الوزير سليمان فرنجية فلم يحصل بل نال اوراقا بيضاء عددها 36 تشكل له قاعدة ترشح في المرة القادمة لرئاسة الجمهورية، ولكن يبقى الدكتور سمير جعجع أقوى منه لأنه نال من دون اوراق بيضاء 48 صوتاً عندما ترشح في جلسة نيسان 2014 ومن دون استعمال اوراق بيضاء كما قلنا بالامس معركة رئاسة الجمهورية القادمة هي بين سليمان فرنجيه وسمير جعجع.

النهار: عون رئيساً يطمئن الجميع واستشارات ساخنة

كتبت “النهار”: على صعوبة تجاوز المجريات المفاجئة التي شهدتها جلسة 31 تشرين الاول والتي شكلت سابقة لم تعرفها أي دورة انتخابية رئاسية في تاريخ لبنان، فان استواء العماد ميشال عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية على كرسي الرئاسة الشاغر منذ سنتين وخمسة اشهر وخمسة ايام منذ ما بعد ظهر أمس شكل الحدث اللبناني الاستثنائي داخليا وخارجيا. لم تتأخر مفاعيل ملء لبنان فراغ رئاسته وانتخاب العماد عون رئيساً، اذ توالت بسرعة لافتة الاتصالات الدولية بالرئيس المنتخب مرحبة بهذا التطور، الامر الذي بدا بمثابة استعادة لبنان للثقة والاهتمام الدوليين به. أما في الداخل وعلى رغم ما واكب العملية الانتخابية من اطلاق رسائل مبطنة تحت عنوان “عبث مجهول” في أصول الاقتراع عقب مفاجأة أولى تمثلت في عدم نيل الرئيس المنتخب أكثرية الثلثين في الدورة الاولى، فان الاهتمام الواسع بمضمون خطاب القسم للرئيس عون اعادت الاعتبار بسرعة الى آفاق الحدث الرئاسي داخليا وخارجيا.

وفي جلسة انتخابية عدت الأطول في تاريخ الانتخابات الرئاسية نال الرئيس المنتخب 83 صوتاً، فيما صوت 36 نائباً بأوراق بيضاء واعتبرت سبع اوراق لاغية بينها خمس اوراق لنواب الكتائب الذين كتبوا عبارة “ثورة الارز في خدمة لبنان”، كما حملت ورقة اسم النائبة ستريدا طوق. اما التطور اللافت الغريب الذي تسبب باجراء اربع جولات اقتراعية، فتمثل في زيادة مغلف على عدد النواب الـ127 الحاضرين الامر الذي تكرر مرتين بعد الدورة الاولى الى ان انتظم الوضع واعلنت النتيجة الرسمية النهائية.

والحال ان الرئيس المنتخب بدا مدركاً تماماً الأثر الذي سيتركه خطابه على المستويين الداخلي والخارجي نظراً الى الالتباسات والشكوك الكثيفة التي طبعت ترشحه أساساً وخصوصاً بعد الاتجاه الى انتخابه في الفصل الختامي من أزمة الفراغ. وبدا واضحاً من ردود الفعل على الخطاب ومسارعة عواصم غربية وعربية واقليمية الى الترحيب بانتخابه انه اطلق دينامية طمأنة للمتخوفين من انتخابه اقله على مستوى التوجهات العريضة التي تعهدها في الخطاب. أول هذه التوجهات ابرزها الرئيس عون في حديثه عن “احترام الميثاق والدستور والقوانين من خلال الشراكة الوطنية التي هي جوهر نظامنا”، كما تشديده على “ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها من دون انتقائية أو استنسابية وتطويرها وفق الحاجة من خلال توافق وطني”، كما دعا الى اقرار قانون انتخاب ” يؤمن عدالة التمثيل”. أما على المستوى الخارجي، فان أبرز ما طبع الخطاب تشديد الرئيس المنتخب على “منع انتقال شرارة النيران المشتعلة في المنطقة الى لبنان وضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية والتزام ميثاق جامعة الدول العربية واحترام القانون الدولي”. وفي موضوع الصراع مع اسرائيل قال: “لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة”. كما شدد في موضوع اللاجئين السوريين على “تأمين عودتهم السريعة” من منطلق انه “لا يمكن ان يقوم حل في سوريا لا يضمن ولا يبدأ بعودة النازحين”. وبالاضافة الى العناوين الداخلية الاخرى للخطاب فان الخلفيات السياسية التي واكبت العملية الانتخابية برزت خصوصا في الكلمة التي القاها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل خطاب القسم الرئاسي اذ حرص على الترحيب بالرئيس المنتخب باشارة اكتسبت دلالة لاذعة بقوله ” يسرني يا فخامة الرئيس ان ارحب بكم تحت قبة البرلمان الذي انت احد اركان شرعيته” رداً على مواقف سابقة للرئيس المنتخب باعتبار المجلس غير شرعي. كما شدد على ان “انتخابكم يجب ان يكون بداية وليس نهاية وهذا المجلس على استعداد لمد اليد لاعلاء لبنان”.

المستقبل: ترحيب عربي ودولي بإنجاز الاستحقاق.. واستشارات التكليف تنطلق غداً عون رئيساً: الطائف والعروبة والنأي بالنفس

كتبت “المستقبل”: بين 13 تشرين و31 تشرين.. تاريخان متباعدان متعاكسان في الأرقام والأزمان والمعادلات، الأول سجّل خروج ميشال عون من قصر بعبدا قائداً عسكرياً منفياً من الجمهورية تحت هدير “سوخوي” الأسد الأب، ليسجّل الثاني عودته بعد 27 عاماً إلى القصر رئيساً منتخباً للجمهورية بينما “سوخوي” الأسد الابن تهدر قصفاً وقتلاً وتهجيراً فوق رؤوس السوريين دفاعاً عن “قصر المهاجرين”. أمس وبعد عامين ونصف العام من الشغور بات للبنانيين رئيس للجمهورية، وبات العماد عون ليلته الأولى في القصر الجمهوري رئيساً مفتتحاً عهده بقسم وطني واعد بمضامينه الدستورية والسيادية والحيادية، مكرّساً في “عناوينه الكبرى” وثيقة الطائف وعروبة لبنان والنأي بالنفس عن النيران المشتعلة في المحيط، فضلاً عن تأكيد مسؤولية الدولة في حماية مواطنيها ووجوب تعزيز قدرات الجيش لتمكينه من الحفاظ على السيادة الوطنية و”ردع كل أنواع الاعتداءات” عليها.

اللواء: عون رئيساً بـ83 صوتاً: تطمينات للعرب والمستقبل وحزب الله مطالبة عربية ودولية بالإسراع بتأليف الحكومة.. والإستشارات الملزمة غداً لتسمية الحريري

كتبت “اللواء”: في الدورة الثانية، وفي الجلسة رقم 46، وبـ83 صوتاً انتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وجاء هذا الانتخاب، تكريساً لتسوية انخرطت فيها مختلف التيارات والكتل الحزبية والسياسية والطائفية، تحت سقف ان الاستقرار الأمني والسياسي ومواجهة تحديات النزوح السوري والعمليات الإرهابية، والمخاطر التي تتهدد الثروة النفطية من قبل إسرائيل، وانتشال الوضع الاقتصادي من أزمة محدقة به، حاجات لبنانية وإقليمية ودولية يتعين عدم التفريط بها، والاستجابة لها.

الجمهورية: عون رئيساً.. والإستشارات تُسمِّي الحريري…وإنسجام مع بري

كتبت “الجمهورية”: في تشرين الأوّل 1990 خرج العماد ميشال عون من القصر الجمهوري مُكرَهاً، وفي تشرين الأوّل 2016 عاد إلى القصر رئيساً للجمهورية. بين التشرينين ستة وعشرون عاماً، تخللتها محطات ومطبّات وافتراقات وتقلّبات وتحالفات وتفاهمات في كلّ الاتجاهات، كلّها عبّدت الطريق إلى بعبدا، وطوَت صفحة الفراغ الذي احتلّ الموقع الأوّل في الدولة لسنتين ونصف، وصار للبنان رئيسٌ للجمهورية. رئيس يأمل أن يحقّق الكثير، ولقد توجَّه برسالة معبِّرة عبر تلفزيون الـ”أو تي في” قائلاً: “فليَطمئنّ اللبنانيون، فوعدي لهم أنّه ستكون لهم دولة، وأنّها ستُبنى على صخر وحدتِنا، وما يُبنى على صخر لا تهزّه ريح ولا يَخشى عاصفة”.

الحدث كان في ساحة النجمة، بولادة طبيعية تحت قبّة البرلمان للرئيس الثالث عشر للبنان، وفي جلسة انتخابية هي الأطول في التاريخ اللبناني، حملت فيها أصواتُ 83 نائباً زميلَهم “النائب” ميشال عون الى سدة الرئاسة. في مقابل 44 نائباً، وهي نسبة تزيد عن ثلث العدد الإجمالي للنواب (43 نائباً)، صوّتوا بغالبيتهم (36 صوتاً) اعتراضاً بالورقة البيضاء، فيما صوّت الباقون لشعارات “ثورة الأرز”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى