مقالات مختارة

كلينتون و”قنبلة تشرين الاول” نموذج 2016؟: ابراهام بن تسفي

 

في 29 تشرين الاول 2004، قبل اربعة ايام من الانتخابات في الولايات المتحدة، حدثت “مفاجأة تشرين الاول” التي مهدت طريق الرئيس جورج بوش الابن لولاية ثانية. وكانت القنبلة على شكل فيلم فيديو. في هذا الفيلم وعد المخرب الكبير اسامة بن لادن بالاستمرار في حملة القتل ضد الاهداف الامريكية، ووفر بذلك دليلا للأمة الامريكية حول ضرورة الحرب ضد الارهاب الدولي، التي وضعها الرئيس على رأس اولوياته القومية والامنية. وبعد دزينة من السنوات، في 28 تشرين الاول 2016، وقبل الانتخابات بأسبوع ونصف، حدث أمر دراماتيكي آخر، يمكن أن يدخل في كتب التاريخ كمفاجأة تشرين الاول.

المقصود هو ابلاغ رئيس الـ اف.بي.آي جيمس كومي مجلس الشيوخ حول استئناف التحقيق في موضوع استخدام هيلاري كلينتون بريدها الالكتروني الخاص حينما كانت وزيرة خارجية. وهكذا، بلحظة واحدة، اتسعت نافذة الفرص للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الامر الذي سيساعده على الوصول الى القمة. على خلفية تقلص الفجوة بين المرشحين في الاسبوع الماضي، الامر الذي عكس قرار ناخبين مستقلين ومترددين، بترك حيادهم والانضمام للحزب الجمهوري، يمكن أن يزيد قرار الـ اف.بي.آي هذا التوجه، الامر الذي قد يحسم المعركة كلها.

الاستطلاعات الاخيرة التي نشرت في نهاية الاسبوع تشير الى التعادل بين المرشحين، الامر الذي يؤكد التوجه. نحن أمام هزة ارضية، نظرا لأن هذا التطور يشكل غيمة في طريق المرشحة الديمقراطية نحو القمة. رغم أنه كان يبدو أن الـ اف.بي.آي حسمت امرها في تموز تجاه هذه القضية، إلا أن آلاف الرسائل الالكترونية استمرت في التحليق في فضاء السياسة، واثارة الاسئلة حول مصداقية كلينتون. الآن، حين تبين في التحقيق أن مجموعة اخرى هي أكثر من ألف رسالة تم الكشف عنها في الحاسوب المشترك مع مستشارة كلينتون، هوما أفدين وزوجها السابق انتوني وينر، صاحب المخالفات الجنسية، انهار السد.

نحن أمام لبنة اخرى دراماتيكية من شأنها أن تنقش في الوعي الجماعي كتعبير عن خدعة المرشحة الديمقراطية. وهذا قبل أن يتم تمرير جوهر الرسائل الجديدة ونشرها. من هذه الناحية، مجرد الاعلان عن استئناف التحقيق قد يمنح الصلاحية لوثائق “ويكيليكس″ التي تثير الشعور المتعاظم للتحفظ لدى الجمهور، لا سيما على خلفية الشعور بالطابع الحقيقي لصندوق الصدقات لعائلة كلينتون، الذي تحول الى رافعة للثراء السريع بالنسبة لهم.

   اعلان كومي وفر الذخيرة لادعاءات ترامب، التي تقول إن المؤسسة السياسية والاقتصادية بشكل عام، وكلينتون بشكل خاص، فاسدين. والامر الواضح هو أن قنبلة تشرين الاول أعادت الى مركز النقاش موضوع شخصية كلينتون، الامر الذي قد يؤثر على الاستعداد والالتزام من قبل بعض مؤيديها.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى