مقالات مختارة

إفلاس سياسة البيت الأبيض في القضية الاسرائيلية- الفلسطينية: ساندي تولان

 

لم تعد واشنطن تبذل المزيد من الجهود لتفعيل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الا ان هذه الاعترافات ليست موجودة في المحاضر الرسمية. فالولايات المتحدة لا تزال توحي بانها تدعم “حل الدولتين” لإنهاء الصراع وتسعى ظاهريا “للسلام”، وهي في المقابل تتعهد بتقديم 38 مليار $ لتجديد ترسانة إسرائيل العسكرية، وهذا ما يوضح مدى إفلاس تلك السياسة .

لعقدين من الزمن، القادة الإسرائيليين ومؤيديهم من المحافظين الجدد، كانوا عازمين على بناء وتوسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، وعملوا على تقويض الجهود الأميركية المعلنة – ودفعها بأي ثمن.

وكان التحالف العسكري بين الولايات المتحدة واسرائيل منذ فترة طويلة يتناقض مع النوايا المعلنة للإدارات المتعاقبة في واشنطن لتعزيز السلام في الأرض المقدسة. وكان البيت الابيض يفضل “حل” ذو اتجاهين: دعم حل الدولتين، ومنح الأسلحة الفتاكة.

بدت هذه الازدواجية أكثر سريالية في الأسابيع القليلة الماضية. أولا: وافق الرئيس أوباما على الصفقة العسكرية الجديدة، واعدا بتسليم الطائرات المقاتلة والاجهزة الاخرى، ومؤكدا على ان التحالف العسكري الأميركي “لا يتزعزع” مع إسرائيل. في الأسبوع التالي، اعلنت الأمم المتحدة، انه “يجب على إسرائيل أن تدرك أنه لا يمكنها أن تستوطن وتحتل الأرضي الفلسطينية كما تريد”. ولاحقا توجه الى اسرائيل للمشاركة في جنازة شمعون بيريز، الرئيس الإسرائيلي السابق الحاصل على جائزة نوبل.

ولم يمض وقت طويل بعد الجنازة، حتى وافقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقاحة على بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، مما دفع وزارة الخارجية الاميركي لإدانة هذا العمل بشدة مؤكدة انه “مقلق للغاية“.

كلمات التوبيخ هذه لا تعني شيء في مواجهة رقم واحد: 38 مليار$. أحدث الوعود العسكرية الاميركية، سمحت بإفلات اسرائيل من العقوبات، على استعمارها الذي لا نهاية له للأراضي الفلسطينية، والاحتلال العسكري للضفة الغربية، وهجماتها الدورية بمقاتلات الـ F-16 وطائرات الأباتشي وصواريخ هيلفاير على المدنيين في غزة.

نعم، صواريخ حماس القاتلة أحيانا تثير النيران الإسرائيلية، الا ان تحقيقات منظمات حقوق الإنسان وجدت أن كلا الجانبين ارتكبا جرائم حرب. لكن قوة إسرائيل التفجيرية في حرب غزة العام 2014، تغذيها المساعدات العسكرية الأمريكية والدعم السياسي تجاوز اختراقات حماس بنسبة تقدر بـ 1500 إلى 1. وحسب أحد التقديرات، صواريخ حماس، تقاس في القوة التفجيرية بـ 12 قنبلة اسرائيلية تسقط على قطاع غزة.

الآن، مع حصار غزة وفصلها عن الضفة الغربية، يواجه الفلسطينيون موجات جديدة من الاستيطان وسط احتلال عسكري طويل دام لنصف قرن من الزمن، فقد اختارت الولايات المتحدة عدم الضغط على حليفتها، وبدلا من ذلك تم إمدادها بالأسلحة بطريقة واسعة النطاق. وبعد كل هذه التعديات، ينبغي الآن رسميا اعلان “حل الدولتين“.

وبعبارة أخرى، منحت إدارة أوباما زعماء إسرائيل والمحافظين الجدد انتصارا سعوا اليه لأكثر من عقدين من الزمن.

قبل عشرين عاما، اليمين المتشدد المؤيد لإسرائيل في أميركا كان مصمما على اتباع استراتيجية أساسية تساعد في هذا الرضوخ الأميركي. في العام 1996، اصدرت فرقة عمل من قبل المحافظين الجدد بقيادة ريتشارد بيرل (أحد كبار مستشاري وزير الدفاع الأميركي ورئيس مجلس سياسات الدفاع التابع لوزارة الدفاع الأميركية)، ديفيد وورمسر (المستشار السابق لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني)، ودوغلاس فيث (المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية نائب وزير الدفاع السابق)، وغيرهم الورقة السياسية التي تهدف إلى استقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. “الانفصال التام: استراتيجية جديدة لتأمين المملكة” التي تنادي بأن إسرائيل تسير بعيدا عن احتضانها لعملية أوسلو للسلام والتركيز على التنازلات الاقليمية. وتشمل المكونات الأساسية إضعاف الدول المجاورة لإسرائيل عن طريق تغيير النظام في العراق في عهد صدام حسين و “دحره” في سوريا وإيران. وتحولت توصيات المؤلفين إلى أن تكون أي شيء الا قائمة ترغب في ذلك.

وكتب الصحفي جيم لوب في العام 2007:

قائلا “إن القوة، التي كان يرأسها ريتشارد بيرل، لتغيير النظام في العراق – والتي كان دوغلاس فيث أشد المتحمسين لها داخل البنتاغون – ستمكن إسرائيل والولايات المتحدة من تحويل ميزان القوى في المنطقة حتى أن إسرائيل قد تتحدث عن “الانفصال” عن عملية أوسلو (أو أي إطار قد يلزمها التخلي عن “الأرض مقابل السلام”)، وبهذه الطريقة، “تؤمن الدعم العالمي” ضد المطالبات الإقليمية الفلسطينية “.

وبعبارة أخرى، في وقت مبكر من العام 1996، كان المحافظون الجدد يتخيلون ما سينتج عن الغزو الكارثي للعراق في العام 2003. و بالطبع، أيا من هؤلاء ولا حتى نتنياهو لم يتوقع الفوضى التي ستتبع، من تقسيم العراق وتوسيع الحرب على سوريا لتصبح حرب مروعة مع أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية تجتاح أوروبا والعالم. ولكن اليس تغيير النظام والفوضى هما جزءا أساسيا من العمليةالتي يسعى اليها المحافظين الجدد ؟..

لا يمكن للمرء إلا أن يأمل بان تنتقل المنطقة إلى مرحلة افضل بوقت أسرع”، وكتب مايكل ليدين (استاذ و باحث في معهد اميركان انتر برايز عضو مجلس مستشارين المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي واحد مستشاري بوش الابن المقربين) “الحرب لن تنتهي في بغداد”، “يجب علينا إسقاط دول الإرهاب في طهران ودمشق“.

حصل المحافظون الجدد على أكثر مما كانوا يتمنون في العراق، وعلى أقل بكثير مما أرادوا في سوريا وإيران. المحاولات الأخيرة من نتنياهو لمنع صفقة ايران النووية مع إدارة أوباما، على سبيل المثال، خفضت السنة اللهب. ومع ذلك، فإنه لأمر مذهل أن نفكر في استراتيجية تغيير النظام والفوضى التي ساعدت في تدمير عالمنا والشرق الأوسط. فالهدف في نهاية المطاف، او على الأقل في الأيام الأولى، كان في جزء كبير منه الابقاء على حاجة اسرائيل لتحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين. بالطبع، هناك فوائد أخرى يتصور المحافظون الجدد آنذاك انه تم الحصول عليها وهي المحاولة التاريخية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. السيطرة على بعض احتياطيات النفط الهائلة في تلك المنطقة كان واحدا منهم، ولكن بالطبع هذه “المهمة أنجزت”، وفقط الجزء الإسرائيلي من الخطة بدا أنه نجح كما تم تصوره.

لذلك نحن هنا بعد 20 عاما، في جميع أنحاء الأرض المقدسة، دول تنهار أو على الأقل أساساتها تتداعى، وتصرفات إسرائيل توضح أنها ليست على وشك أن تساعد في تحسين الوضع بأي شكل من الأشكال. وتعتزم بوضوح اتباع سياسة الاستعمار، والانتهاك الدائم لحقوق الإنسان، والسيادة المطلقة على الفلسطينيين. هذه هي الحقائق على الأرض رئيس الوزراء السابق ارييل شارون ونتنياهو واليمين الإسرائيلي، والمحافظين الجدد حاربوا بجد للإبقاء على ذلك. وقد لعب الحمقى – عدد من الزعماء في واشنطن – هذه السياسة نفسها.

منذ اتفاق أوسلو عام 1993، والذي اعتقد البعض أن من شأنه أن يضع اسرائيل والفلسطينيين على طريق السلام، ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 109000 إلى ما يقرب من 400000 (حوالي 15٪ منهم من أميركا). والقدس الشرقية التي كان من المفترض ان تكون عاصمة الدولة الفلسطينية الآن فيها 17 مستوطنة يهودية. ويسيطر الفلسطينيون اسميا فقط على 18٪ من مساحة الضفة الغربية (المعروفة أيضا باسم المنطقة أ)، أو 4٪ من أرض إسرائيل / فلسطين.

الفلسطينيون لديهم الان وطن متقلب مع قواعد عسكرية ومستوطنات وطرق للمستوطنين فقط، والمئات من نقاط التفتيش والحواجز – الضفة الغربية هي في حجم ولاية ديلاوير، ثاني أصغر دولة لدينا. فيها 40٪ من الفلسطينيين الذكور البالغين، والآلاف من الأطفال، قد دخلوا السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وكثير منهم يقبعون هناك من دون محاكمة.

وقد أنشأت إسرائيل على قوانين جيم كرو (قوانين تقضي بفصل الأعراق في كثير من الأماكن العامة، ولكن أُعلن عن عدم شرعية أغلب هذه القوانين في الولايات المتحدة، وذلك بموجب قرارات أصدرتها محاكم عليا متعددة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين الميلادي، وقوانين الحقوق المدنية لعام 1964م و1968م). على قوانين: “حل” الدولة الواحدة” وقد فعلت الولايات المتحدة تقريبا الشيء نفسه حين سارت حليفتها دون رادع إلى الأمام. وذلك قبل ان يصبح جيمس بيكر وزيرا للخارجية في عهد الرئيس بوش الأب. هدد كل زعيم للولايات المتحدة بوقف التمويل ما لم توقف اسرائيل بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية الا ان ذلك لم يحصل.

التزام صريح” في العام 2016 قدمه اوباما بـ 38 مليار $ لتقديم اكثر تكنولوجيا الأسلحة تقدما في العالم، وهذا يشمل طائرة F-35 جوينت سترايك فايتر ، و 200 مليون $ كجزء من نظام الأسلحة، 1.5تريليون $ دعم من قبل دافعي الضرائب في الولايات المتحدة.

وهناك اجهزة اخرى توجهت إلى إسرائيل: طائرات شحن وطائرات مقاتلة من طراز F-15، دبابات وناقلات جند مدرعة، فئة جديدة من السفن الحربية التي تحمل صواريخ موجهة مما لا شك فيه أنها تهدف بصورة مباشرة إلى غزة، وأكثر صواريخ هيلفاير لوكهيد.

وهناك حاجة إلى إضافة مواد جديدة من القنابل والقنابل اليدوية والطوربيدات وقاذفات الصواريخ ومدافع الهاون ومدافع هاوتزر ورشاشات وبنادق ومسدسات، وحراب. وكجزء من الاتفاقية، سيقوم مصنعي الأسلحة الأمريكية بتزويد 100٪ من تلك الأسلحة، في حين سيتم تسليم مصنعي الأسلحة الإسرائيلية المساعدات العسكرية الأمريكية على مراحل. وقال أحد مساعدي البيت الأبيض لصحيفة هآرتس الإسرائيلية “انه فوز للجانبين لأمن إسرائيل ولاقتصاد الولايات المتحدة“.

كلينتون (ترامب) البيت الأبيض وإسرائيل

السياسة الحالية، -إذا كانت هذه هي الكلمة الصحيحة-، ربما يمكن تلخيصها على النحو التالي: أسلحة، وأسلحة، والمزيد من الأسلحة، بينما واشنطن تغسل يديها من ما كان يعرف دائما “بعملية السلام” (على الرغم من أن ورقة التوت لا تزال في مكانها). اليوم وظيفيا ليس هناك مثل هذه العملية، ومن غير المحتمل ان يتغير ذلك في ظل رئاسة كلينتون أو ترامب، بل قد ستزداد الامور سوءا.

وخلال الحملة التمهيدية للحزب الديمقراطي، على سبيل المثال، وعدت هيلاري كلينتون بدعوة نتنياهو الى البيت الابيض “خلال الشهر الأول لتوليها المنصب “من أجل التأكيد” على التزام واشنطن “بالسندات غير قابلة للكسر مع إسرائيل”. وفي خطاب امام لجنة (ايباك)، “اللوبي الأميركي المؤيد لإسرائيل،” لم تثر أي نقطة حول قضية المستوطنات الإسرائيلية، إلا أنها وعدت مجددا بحماية إسرائيل من انتهاكاتها للقانون الدولي، وانتقدت ترامب لبقائه “محايدا” بشأن قضية إسرائيل وفلسطين.

في العام 1990 السيدة الأولى هيلاري كلينتون أثارت جدلا واسعا قبل أن تنطق كلمة “فلسطين” وتقبيل أرملة ياسر عرفات، سهى، على خدها. وهي الآن تحتضن تماما أولئك الذين يعتقدون ان اسرائيل لا تخطأ ابدا، بما في ذلك حاييم سابان، الذي تبرع بمبلغ 6.4 $ مليون على الأقل لحملتها الانتخابية، وملايين أخرى لمؤسسة كلينتون واللجنة الوطنية الديمقراطية. سابان: هو إسرائيلي أميركي جاءت ملايينه إلى حد كبير من امتياز مورفن باور رينجرز، ويصف نفسه بأنه “رجل القضية الواحدة، والقضية هي اسرائيل.”

في العام الماضي، كان قد عقد اجتماعا سريا في لاس فيغاس مع زميله الملياردير شيلدون أديلسون، الممول لمجموعة كاملة من المرشحين الجمهوريين والمؤيد للمشروع الاستيطاني الاسرائيلي. هدفهم اللقاء: مقاطعة المؤيدين للفلسطينيين وسحب الاستثمارات منهم، وفرض العقوبات عليهم الحركة، وتستهدف هذه الحركة مقاطعة المؤسسات والشركات الثقافية بما في ذلك تلك التي تستفيد من احتلال الضفة الغربية، نهجها هو أقرب لفرض العقوبات على جنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري.

ملايين سابان دفعت كلينتون للتعبير عن “انزعاجها” من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، ودعت الى العمل بأفكار وتوصيات جديدة لمواجهة المنظمة مع انها حركة غير عنيفة تهدف إلى مواجهة إسرائيل وانتهاكات حقوق الإنسان من خلال الضغط الاقتصادي والسياسي المباشر، وليس من خلال البنادق أو الهجمات الإرهابية.

هل تفضل كلينتون الانتحاريين والصواريخ؟. ناهيك عن أن تلك الحركة متواضعة نسبيا وقد أقرتها مجموعة متنوعة من النقابات الدولية والجمعيات العلمية، والجماعات الكنسية، والصوت اليهودي للسلام، والحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو. كلينتون ألمحت الى ان تلك المنظمة معادية للسامية. وكتبت، “نحن بحاجة إلى نبذ جهود النيل وتقويض إسرائيل والشعب اليهودي“.

أما بالنسبة لترامب، قام بتشجيع بعض الفلسطينيين من خلال بيانه إلى جو سكاربورو بأنه قد “يكون رجل محايد” حول هذه المسألة. وقال لوكالة اسوشييتد برس: “لدي سؤال عن حقيقية ما يريده الجانبان”. هناك الكثير للقيم به تجاه إسرائيل ولكن المؤكد انها معنية بالقبول في الصفقة – على إسرائيل التضحية ببعض الأشياء. ومع ذلك ترامب سقط في وقت لاحق فمن بين أمور أخرى تعهد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، كاختبار لأنصار اليمين المتشدد في إسرائيل، والضمان بأن القدس الشرقية، مركز الحلم الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية، سيبقى في يد اسرائيل.

وعلى المدى القصير، فإن احتمال السلام بوساطة أمريكية-عادلة قد يكون قاتما كما في أي وقت مضى – على الرغم من ان المسؤولين الامريكيين يعلمون جيدا لحل النزاع الذي من شأنه أن يزيل أداة التجنيد الأولية للجهاديين، في السنوات المقبلة، القيادة الأمريكية سوف تدعم الوضع الراهن، وهذا ما يعني الجمع بين الاسلحة والاستيلاء على الأراضي بين إسرائيل.

مع الصبر، سوف يأتي التغيير

ومع ذلك، مثل جيم كرو، مثل الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الوضع الراهن ببساطة لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. في نهاية المطاف، لن يتم ترك مستقبل المنطقة إلى “الوسيط النزيه” اي واشنطن التي نصبت نفسها كمحاضر للفلسطينيين حول الأشكال المناسبة للاعنف، في حين لم تقدم أية بدائل حقيقية للاستسلام. وبالنظر إلى تاريخ المقاومة الفلسطينية الطويل، فمن التهور أن نتوقع مثل هذا الاستسلام الآن، وليس من الحكمة تشويه حركة المقاومة اللاعنفية – لا سيما في ضوء ما نعرفه عن أنواع المقاومة الممكنة.

سواء عن طريق المقاومة السلمية أو أي وسيلة أخرى، فإن الوضع الراهن تغير، في جزء منه لأنه ببساطة يجب ان يتغير: الهيكل الملتوي لا يمكن أن يقف على قدميه إلى الأبد. محاولات ايباك لإفشال الصفقة مع ايران شكلت هزيمة مذلة قد تتكرر في المستقبل عاجلا أو آجلا، الشاب الاميركي، بما في ذلك الشباب اليهودي، يعارضون بشكل متزايد سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وداعمة بشكل متزايد لحركة المقاطعة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ميزان القوى في المنطقة آخذ في التحول. لا يمكننا أن نعرف كيف ستعمل روسيا والصين وتركيا، وإيران في السنوات القادمة، ولكن في خضم الفوضى المستمرة، نفوذ الولايات المتحدة يضعف بلا شك مع مرور الوقت.

الصبر، سوف يأتي بالتغيير والجميع سيكونوا في وضع أفضل.

ربما سوف يكون مفيدا في النهاية التخلي عن أوهام حل الدولتين، على الأقل المتوخى في عملية أوسلو. في لغة تلك الاتفاقات، بعد كل شيء، عبارة “الحرية” و “الاستقلال” تظهر أبدا، في حين تذكر “الأمن” 12 مرة.

قوض الإسرائيليون السيادة الفلسطينية بشكل مطرد بمساعدة وتحريض وإذعان الولايات المتحدة في المشروع الاستيطاني الإسرائيلي المتواصل. الآن، على الأقل، هناك فرصة لوضع أسس لنوع جديد من الحلول الذي يرتكز على حقوق الإنسان، وحرية التنقل، ووقف كامل لبناء المستوطنات، والمساواة في الحصول على الأراضي والمياه، وأماكن العبادة. فلا بد لها أن تكون على أساس واقع جديد، وسيكون على إسرائيل والولايات المتحدة المساهمة في خلق هذا الواقع.

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان

http://www.tomdispatch.com/post/176199/tomgram%3A_sandy_tolan%2C_the_death_of_the_two-state_solution/#more

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى