من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: النصرة وحلفاؤها يهاجمون غرب حلب… والسعودية تتهم الحوثيين بقصف مكة
جنبلاط حسم خياره لعون… والحريري كشف خطة حربه على حزب الله
نصرالله يطلّ اليوم بقاعاً… التنسيق والتكامل مع بري استراتيجية لا تتغيّر
كتبت “البناء” : تخيّم مناخات التصعيد اليائس لدى أطراف المحور الذي تقوده السعودية في المنطقة، وترعاه واشنطن، بينما ترتبك تركيا في خططها للتوغل في سورية والعراق، مع الإنذار السوري بالمواجهة لكلّ انتهاك تركي براً وجواً للسيادة السورية، والتقدّم الذي بدأه الحشد الشعبي في العراق نحو تلعفر، فقد بدأ أمس هجوم جبهة النصرة على غرب حلب، ومعها كلّ الذين تسمّيهم واشنطن بالمعارضة المعتدلة، وكانت تبكي وتنوح على الشأن الإنساني في حلب ومعها كلّ الغرب، لتأمين فكّ الحصار عنهم، وتسهيل مشاركتهم في الهجوم، بينما كانت موسكو تحذر من هذه الاستعدادات وتتهم الغرب عموماً وواشنطن خصوصاً بالوقوف وراء التحضير لهجوم على حلب تشنّه الجماعات الإرهابية، توظف في خدمته الحملة الإعلامية والدبلوماسية بذريعة الشأن الإنساني، وفيما كان الهجوم في ذورته على ضاحية الأسد غرب حلب، ويلقى المهاجمون نيران الجيش السوري والحلفاء ويتكبّدون عشرات القتلى وخسارة معظم الآليات المهاجمة، كانت الرياض تنظم حملة إعلامية للتباكي على المقدسات الدينية بذريعة اتهامها للحوثيين بقصف مكة المكرمة، وهو ما يكذّبه الصاروخ الذي تحدّث عنه السعوديون وسقط في جدة، في قاعدة الملك عبد العزيز، وما ردّ عليه أنصار الله والجيش اليمني ببيان مفصل يفنّد ما يتضمّنه الاتهام السعودي من فبركة.
مناخ التصعيد ذاته نقله الرئيس سعد الحريري في حوار تلفزيوني مخصّص للحديث عن خياره السير بالتسوية التي تضمّنت سيره بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مقابل ضمان عودته لرئاسة الحكومة، بعدم ممانعة من حزب الله، فحوّل المناسبة لشنّ حملة عدائية على حزب الله وسورية ورئيسها، بصورة مفتعلة لا تنسجم مع ادّعاءات السعي للتوافق وما يستدعيه من تخفيض لسقوف التوتر السياسي المعلوم المصادر والعناوين، والتي يشكل الموقف من سورية والحرب فيها أبرز محاوره، وعبرها دور حزب الله في القتال ضدّ الجماعات الإرهابية المدعومة من السعودية هناك.
كشف تصعيد الحريري هشاشة التسوية التي ينتظر اللبنانيون أن تمنحهم فرصة إعادة الحياة للدولة ومؤسساتها، ويظهر التعقيدات التي ستحول دون ولادة سريعة للحكومة المقبلة، بمحاولة فرض مواقف عدائية لسورية، لا يملك أيّ رئيس حكومة في لبنان أن يفرضها أو يسلكها، فيما لبنان يحتاج التنسيق مع سورية، في ملفات الحرب على الإرهاب على الحدود المشتركة للبلدين، وملف النازحين السوريين، كما يحتاج لبنان لدور حزب الله في حماية أمنه من خطر الإرهاب عبر التضحيات التي يقدّمها في سورية نيابة عن كلّ اللبنانيين، وفيما لم يكن منتظراً من الحريري ان يبارك هذا الدور ولا أن يبادر للحديث الإيجابي عن العلاقة اللبنانية السورية، ولا أن يصل لحدود المسؤولية الوطنية التي تتصرف على أساسها قوى المقاومة بعدم فرض مواقفها من السياسات السعودية على الدولة والحكومة، وكان أقلّ المتوقع لمن يقول إنه قدّم التنازلات والتضحيات لأجل الدولة والوطن، أن يكتفي القول إنّ العلاقة مع سورية موضوع خلافي وكذلك قتال حزب الله هناك، ونأمل مع الحكومة الجديدة التوصل لتفاهمات لا تعبّر عن مواقفنا كأطراف بل عن مصلحة لبنان التي تجمعنا، لكن كان واضحاً حجم النبض العدائي في كلام الحريري، ما يكشف خطة حرب على حزب الله، تفسّر الفقرة التي وضعها في مطلع بيان الحكومة السعودية، وزير الدولة السعودية ثامر السبهان قبل مجيئه إلى بيروت، والمخصصة لاعتبار المواجهة مع حزب الله تتقدّم سواها من الاهتمامات في السياسة السعودية.
لم يخف الحريري سعيه لوضع العماد عون كرئيس للجمهورية بوجه تحالف حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، والإيحاء بأنّ هذا هو رهانه المشترك مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما كان الحدث أمس إعلان النائب وليد جنبلاط عن سيره مع نواب الحزب التقدمي الإشتراكي وأغلبية نواب اللقاء الديمقراطي في خيار التصويت للعماد ميشال عون، وسيكون الحدث اليوم ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إطلالة مخصصة للوضع في البقاع، عن الثنائية القائمة على التكامل بينه وبين الرئيس بري، كعلاقة استراتيجية لا تتغيّر بتغيّر الأحوال ولا فكاك فيها ولا تردّد، بما يشكل رسالة للمرحلة المقبلة واستحقاقاتها ما بعد جلسة الانتخاب، والدور الذي سيتولاه الرئيس بري بالنيابة عن حركة أمل وحزب الله معاً.
حسم رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط موقفه بشأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وأعلن بأن غالبية نواب “اللقاء” توافقوا على تأييد ترشيح العماد ميشال عون رئيساً وأن الأمر سيترجم في جلسة الانتخاب الاثنين.
وبعد زيارة قام بها عون الى كليمنصو مساء أمس يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل، وبحضور كتلة اللقاء الديمقراطي، أشار جنبلاط إلى أن “نواب اللقاء الديمقراطي توافقوا على تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية”. أضاف: “سيترجم هذا الأمر عملياً نهار الاثنين في المجلس النيابي، وغداً سيكون اجتماع أخير للتشاور مع اللقاء الديمقراطي، وهناك من قد يعترض أو لا يوافق، ولكن أغلبية اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي مع ترشيح العماد عون”. وتابع: “بعد انتظار عامين ونصف العام، آن الأوان كي نخرح من هذا المأزق، ويبدو أن ظروفا محلية، صُنع في لبنان، لكن أيضاً هناك ظروفاً دولية وإقليمية تساعد في هذا الأمر”. وتمنى جنبلاط للعماد عون “كلّ التوفيق”، وقال: “نحن نقف بجانبه من أجل مصلحة لبنان”.
بدوره قال عون: “جئت لأشكر وليد بك على تأييده لي لموقع رئاسة الجمهورية، وفي الوقت نفسه تحدّثنا عن المستقبل أثناء ولايتي في هذا الموقع، وسنتعاون سوياً لبناء لبنان ولتحسين الواقع الاجتماعي والوحدة الوطنية، فشكراً لك وليد بك على هذا التأييد”.
وشدّدت مصادر مطلعة لـ”البناء” على أنّ “اللقاء بين عون وجنبلاط كان جيداً ويؤسّس لمرحلة جديدة من الثقة والتعاون بين الطرفين للنهوض بالوطن”، مشيرة الى أنّ عون منفتح على كافة القوى السياسية ويعمل على تذليل العقبات وتبديد جميع الهواجس وسيفصل بين أدائه في موقع الرئاسة الاولى وبين الخصومة السياسية”.
الاخبار: وساطة مع التيار الوطني الحر لايجاد مخرج لسحب ترشيح فرنجية… عون رئيساً بأكثر من الثلثين؟
كتبت “الاخبار”: لم يعد اسم الفائز بالانتخابات الرئاسية يوم الاثنين المقبل خاضعاً للنقاش. إنه الجنرال ميشال عون. لكن البحث صار متركزاً على عدد الأصوات الذي سيناله في الدورة الأولى، فيما تجزم مصادر التيار الوطني الحر بأن العدد سيتجاوز الثلثين
بات الأمر خارج النقاش. العماد ميشال عون سيُنتَخَب رئيساً للجمهورية بعد غد الاثنين. في السياسة، القضية محسومة إلى درجة أن السعودية “استلحقت” نفسها وقررت الدخول في موكب المهنئين وغير المعطلين، عبر وزيرها ثامر السبهان الذي جال على الشخصيات السياسية أمس، مرحّباً “بما يتفق عليه اللبنانيون”.
القوى السياسية انشغلت أمس باحتساب الأصوات التي سيحصل عليها عون، مرجّحة إمكان فوزه من الدورة الأولى. فحتى الآن، يحظى عون، بصورة شبه مؤكدة، بتأييد 84 نائباً على الأقل، وفق الآتي:
كتلة تيار المستقبل: 27 صوتاً من أصل 33 نائباً،
تكتل التغيير والإصلاح: 23 صوتاً (20 نائباً من كتلة التيار الوطني الحر ونائبان من كتلة الطاشناق، والنائب إميل رحمة)،
كتلة الوفاء للمقاومة: 13 نائباً،
اللقاء الديموقراطي: 9 نواب (من بينهم النائب هنري حلو)،
كتلة القوات اللبنانية (8 نواب)،
النواب محمد الصفدي وقاسم عبد العزيز ونقولا فتوش وميشال فرعون.
ويبقى في خانة المترددين أحد نواب كتلة المستقبل المعترضين، والرئيس تمام سلام، ونائبا الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب طلال أرسلان والنائب ميشال المر، رغم أنه أبلغ التيار الوطني الحر بأنه سيمنح صوته لعون. ويحتاج الأخير إلى صوتين إضافيين لضمان حصوله على أكثرية الثلثين (86 نائباً).
لكن مصادر التيار الوطني الحرّ أكدت لـ”الأخبار” أن “البوانتاج” الأخير يشير إلى أن العماد عون “سيكون في جلسة الاثنين رئيساً بأكثر من الثلثين”، ما يعني فوزه حكماً من الدورة الأولى، من دون الحاجة إلى السجال بشأن ما إذا كانت الجلسة المقبلة ستُفتتح بدورة أولى أو ثانية. ولفتت المصادر إلى أن عدد النواب المستقبليين الرافضين لانتخاب عون قد ينخفض إلى ما دون الستة.
إلى ذلك، علمت “الأخبار” أن هناك محاولات جسّ نبض تقوم بها أطراف جدية مع التيار الوطني الحرّ لإيجاد مخرج لسحب الوزير سليمان فرنجية ترشيحه قبل جلسة الاثنين المقبل. وفي المعلومات أن أصحاب الوساطة فاتحوا فرنجية بالأمر قبل دق أبواب التيار. كذلك علمت “الأخبار” أن “حريصين على فرنجية” يتحدّثون عن إمكان انسحابه، إذا تيقن من أن عدد الأصوات الذي سيحصل عليه سيكون أقل من العدد الذي حصل عليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عام 2014. وحصل جعجع حينذاك على 48 صوتاً. وبحسابات مختلف القوى، فإن فرنجية لن يحصل على هذا الرقم، حتى لو صوّت له غالبية من أعلنوا اقتراعهم بورقة بيضاء.
في هذا الوقت، استكمل الموفد السعودي ثامر السبهان جولته على القوى السياسية، فتحدّث مع مستقبليه بشكل عام، من دون تسمية عون. لكنه شدد عندما التقى شخصيات سياسية من الطائفة السنية على ضرورة “توحيد كلمة الطائفة، والابتعاد عن التوتر”. وعلمت “الأخبار” أنه سمع كلاماً عن مخاطر انتخاب عون من كل من الرؤساء تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة.
من جهة أخرى، يزور الرئيس سعد الحريري البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم، لوضعه في صورة تطورات الملف الرئاسي، وشكره على مواقفه. لكن يبقى الحدث الأبرز أمس إعلان النائب وليد جنبلاط تصويت غالبية أعضاء اللقاء الديموقراطي لعون. وأتى إعلان جنبلاط بعد استقباله عون في كليمنصوه، فقال: “إن نواب اللقاء الديموقراطي توافقوا على تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية”. وأضاف: “سيترجم هذا الأمر عملياً نهار الاثنين في المجلس النيابي، وغداً سيكون اجتماع أخير للتشاور مع اللقاء الديموقراطي، وكما سبق وذكرت هناك من قد يعترض أو لا يوافق، ولكن أغلبية اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي مع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية”.
السفير: الحريري لن يسمح لوزراء حكومته بزيارة سوريا… التشاور بين دمشق وعون.. مفتوح
كتبت “السفير”: اختيار نزيل لبناني لقصر بعبدا، شأن لا تزال تسأل عنه دمشق، برغم سنوات أزمتها الست الدامية وانكفائها عن لبنان والإقليم. مع ذلك، يدرك السوريون بواقعية أن الإسهام السوري في الاستحقاق الرئاسي الحالي، لا يمكن مقارنته بالعهود الماضية، خصوصاً المرحلة التي تلت انتخاب الرئيس الياس سركيس في العام 1976، قبل أن تكرّ بعدها سبحة الاستحقاقات الرئاسية، التي لم يكن لها أن ترى النور من دون موافقة دمشق إلى حد كبير.
لم يحجب الحريق السوري الداخلي النظر إلى الإقليم وتوازناته، كما يقول مسؤول سوري، ومن خلاله إلى استحقاقات تبرز معالم قوة دمشق في إدارة النزاعات حولها أو الإسهام في حلها، أو انتهازها لتحقيق التوازن المطلوب، ومنها بطبيعة الحال حماية خاصرتها اللبنانية.
وقد يكون نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، آخر مسؤول سوري، يتناول الاستحقاق الرئاسي اللبناني بمزاج واضح بمجرد فراغ قصر بعبدا قبل سنتين ونيّف. وقتذاك، علّق المقداد على أحاديث أميركية ولبنانية، في ذروة الأزمة السورية وتراجع قدرة دمشق على التأثير في مثل هذا الاستحقاق بالقول، بالتزامن مع وجود جون كيري في بيروت، “إن من يفترض أن سوريا مستبعَدة من موضوع الرئاسة اللبنانية لا يفهم، ومخطئ أيضاً من يعتقد انه يمكنه إجراء مشاورات مع كل العالم ولا يتشاور مع سوريا”.
المقداد لم يبالغ بتقدير الحضور السوري في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. صحيح أن دمشق كما طهران، تعطي تفويضاً مطلقاً للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، في كل أمر يتصل بملف لبنان، إلا أن ذلك لا يمنع دمشق من قول رأيها بعكس ما يفترض كثيرون. السوريون أقاموا علاقاتهم المباشرة وقنوات الاتصال التي لم تتوقف عن العمل مع أصدقائهم من المرشحين الرئاسيين. كما لم يتوقفوا عن نسج شبكة علاقاتهم مع الجنرال ميشال عون، في ذروة الأزمة والانكفاء للتعويض عن قدرتهم على التدخل المباشر، بدءاً من لحظات المصافحة الأولى في قصر الشعب الدمشقي، بين زعيم الأكثرية المسيحية اللبنانية والرئيس السوري بشار الأسد في الثالث من كانون الأول 2008، وبعد أشهر قليلة من اتفاق الدوحة الذي أتى بالرئيس السابق ميشال سليمان إلى سدة الرئاسة بمباركة عون.
خصومة شريفة مع عون خُتمت بمصالحة شريفة آنذاك، كما قال الرئيس الأسد، والأهم أن تلك العلاقات نشأت أيضاً على قاعدة من الندّية الواضحة وتحت الضوء، وتطورت قبيل أن تدلهمّ ليالي سوريا، وتُدمى ميادينها. أسبغت تلك المصالحة “زعامة مسيحية مشرقية” على عون، عبر السير على خطى القديس مار مارون إلى مرقده في براد السورية. “التكريس” سبق بشهر واحد اندلاع المحنة السورية، قبل أن يعود احتفال براد على “الجنرال” وعلى دمشق، خلال الأزمة بفوائد مشتركة: لدمشق إسهامها في الدفاع عن آخر بقاع الحضور المسيحي في المشرق العربي، ولكن من دون الانحدار إلى أحلاف الأقليات، ولـ “الجنرال” ظهيره الذي لن ينسى مواقفه المدافعة عن دمشق، حتى في عز أزمتها.
لا كلام سورياً علنياً عن ترشيح عون. لكن الخطوط بين المرشح الرئاسي والمسؤولين في دمشق لا تزال مفتوحة للتشاور حتى الأيام الأخيرة. ويرى مسؤول سوري أن وصول العماد عون “يشكل انتصاراً كبيراً لسوريا بعد محاولة إجبارها على الانكفاء. وهو انتصار أيضاً لأن من سيُعقد له النصاب رئيساً هو حليف موثوق سيعيد التوازن المطلوب في أداء المؤسسات اللبنانية الرسمية تجاه دمشق، بعد أن جعل فريق الرابع عشر من آذار مؤسسات لبنانية معاديةً خلال الأعوام الأخيرة”.
ويتساوى تقييم دمشق مع تقييم حليفها “حزب الله” في النظر إلى صعود رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري مجدداً إلى رئاسة الحكومة، باعتبار هذه الخطوة “تضحية مطلوبة لتسهيل وصول عون وخروج لبنان من الفراغ الدستوري”. وليس سراً أن دمشق تنظر هي أيضاً بقلق إلى فرضية عودة الحريري إلى لعب دور أساسي، خصوصاً أنه يعود مشترطاً في الملف السوري، تأجيل أي تطبيع للعلاقات مع دمشق، إلى حين قيام تفاهم سوري ـ سوري، وتحييد لبنان عن الصراع السوري، وهو ما يعني الإبقاء على ملف وجود “حزب الله” في سوريا على الطاولة. ويقول مصدر مطّلع إن دمشق لا تعتقد بوجود أية صفقة، قد يكون عقدها الرئيس المقبل مع الحريري، وقد تبلّغ مسؤول سوري كبير تطمينات أنه لم تُعقد أية صفقة تخرج عن نطاق المشاورات والتفاهمات مع دمشق.
وقال مسؤول سوري إن الانتصار الذي يتحقق بوصول الجنرال ميشال عون إلى الرئاسة في لبنان، تغشاه مخاوف من بعض الحلقة الأولى المحيطة به، وإن الموقف من عون، ليس الموقف نفسه من بعض المحيطين به.
ويقول مصدر مطلع إن عون يمثل مع ذلك ضمانة للتوازنات المطلوبة، وهناك الكثير من الأوراق التي لا يزال بالإمكان استخدامها للحفاظ على الانتصار الذي تحقّق، واستعادة التوازنات، لا سيما في المرحلة التي تلي انتخاب الرئيس، وبدء البحث بتشكيل الحكومة المقبلة.
ويشير المصدر نفسه إلى أن عون “كان صريحاً” مع الحريري، كما فهمنا منه، بأنه دعا رئيس “تيار المستقبل” إلى عدم الخوض في ملف سوريا ومشاركة “حزب الله” في قتال التكفيريين “فهناك حرب عالمية تشارك فيها أكثر من 80 دولة، ومسؤوليتنا أنا وأنت أن نمنع وصول النيران إلى بلدنا وأن نحمي استقراره”.
من جهته، قال الحريري الذي ترأس، أمس، اجتماعاً لكتلته النيابية، إنه يترك للعماد عون أن يتخذ القرار المناسب في حال قرر الرئيس الأسد زيارته في القصر الجمهوري لتقديم التهاني، وأكد أنه سيعارض استقبال أي موفد سوري للتهنئة في بعبدا. وجدّد اتهامه للأسد بأنه مجرم حرب، واعتبر أن النظام السوري قد سقط و “الأسد سيترك عاجلاً أم آجلاً”. وقال في مقابلة مع برنامج “كلام الناس” ليل أمس، إنه اتفق مع عون على تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وأكد أنه لن يزور سوريا ولن يسمح لأيٍّ من وزراء حكومته بزيارتها أيضاً للتعاون مع النظام الحالي فيها. وشدد على أنه لا يمانع عودة الأمور إلى مجاريها في الشأن السوري بعد أن يكون الشعب قد حسم أمره (…)، وتمنّى على إيران وقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية وأن تكون علاقتها طيبة مع كل الدول العربية وكل اللبنانيين وليس فئة منهم، وسأل: “هل رأيت الجنرال عون يوماً يحييّ الوجود في سوريا أو اليمن؟ ولا مرة، فلماذا نقوّل الرجل كلاماً لم يقله”؟
وأكد أنه أنجز، أمس، مسودة البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وقال إنه اتفق مع عون على الحفاظ على الدستور وإن أي تعديل دستوري يجب أن يحوز على إجماع اللبنانيين، كما نفى التوافق مع عون على قانون الانتخابات أو ملف النفط أو تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان أو قائد جديد للجيش أو تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن، وأشار الى أنه لم يتطرق معه الى هذه المواضيع.
وقال إن “حزب الله” مشكور، لأنه لا يمانع عودتي إلى رئاسة الحكومة، وأكد انفتاحه على الرئيس نبيه بري، وقال: “سأبقى معه ظالماً أو مظلوماً، ومشكلته ليست معي إنما هي في مكان آخر”.
وحول إصرار “8 آذار” على امتلاك “الثلث المعطل” وفق اتفاق الدوحة، سأل الحريري: “ألا يثقون هم بميشال عون وأريد أن أسأل سؤالاً هل نخترع ثلثاً معطلاً على شو، كل ما قمنا به هو خلط للأوراق
الديار: الحريري حتى الان لم يتبلغ رسميا التزام حزب الله ترشيحه… جنبلاط ايّد عون… بري من الثلاثاء شخص آخر… عون رئيساً الاثنين… “القوات” يريدون “الداخلية” وعون “الدفاع” وبري “المالية”.. و”المستقبل” “الخارجية” لكن هناك فيتوات
كتبت “الديار”: بدأ الحديث عن تشكيل الحكومة. القوات اللبنانية طالبت بوزارة سيادية هي وزارة الداخلية على أن يتسلمها العميد المتقاعد من عائلة نبهان، اما بالنسبة للعماد ميشال عون فأبلغ الحريري والاطراف السياسية انه يريد وزارة الدفاع، وبالنسبة للرئيس بري فهنالك تفاوض بينه وبين تيار المستقبل بشأن وزارتي المالية والخارجية، ذلك ان مواقف الوزير باسيل الخارجية أزعجت تيار المستقبل ولا يريد الرئيس بري أن يأتي وزيراً من “المستقبل” يأخذ مواقف خارجية عكس مواقف الوزير جبران باسيل او في منتصف الطريق، بل ان بري يريد وزيراً للخارجية يأخذ نفس المواقف التي اتخذها في اجتماعات اتحادات البرلمانات في دول العالم، حيث كان موقف الرئيس بري مبنياً على الاعتدال والتوازن حتى بين ايران والسعودية، ولذلك اذا وافق تيار المستقبل على الالتزام بالسياسات الخارجية التي يريدها الرئيس بري سيأخذ الحريري الخارجية والرئيس بري المالية، والا سيأخذ بري الخارجية والحريري المالية، ويفكر العماد عون والحريري مع الوزير جبران باسيل بالاتيان بوزراء شبان اعمارهم تتراوح بين 35 و40 سنة وقد اختار حتى الآن الوزير جبران خمسة وزراء لم يعلن عنهم وسيترك الاعلان لما بعد الاستشارات النيابية بشأن رئيس الحكومة المكلف كي لا تحصل ردة فعل سلبية ضده.
ونعود الى الموضوع الأساسي وهو ان سماحة السيد حسن نصرالله قال: “فلتحصل اتفاقية شاملة بشأن رئيسي الجمهورية ورئيس الحكومة وتشكيلها ضمن انتخاب رئيس الجمهورية”، لكنّ أحداً في حزب الله وحتى الآن لم يقم بتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة والأكيد هو أن مجلس قيادة حزب الله لم يبلغ سعد الحريري التزامه بترشيحه لرئاسة الحكومة حتى ان حزب الله يحتفظ بهذا السر حتى لحظة الاستشارات النيابية وتكليف رئيس الحكومة القادم، واذا كان الدستور يُلزم بتسمية المرشح بالاسم وليس وضع أوراق بيضاء، فمَن يدري وقد تحصل مفاجأة وهو ان يعلن حزب الله وضع اصوات كتلته بتصرف العماد ميشال عون لاختيار رئيس الحكومة المقبل، رغم ان هذا الأمر مستبعد حالياً لكن يبقى وارداً والسبب هو انه قبل 48 ساعة من معركة رئاسة الجمهورية لم يعلن حزب الله رسمياً ولا قام بتبليغ الرئيس الحريري رسمياً او صدر بيان رسمي عن حزب الله في هذا المجال انه سيرشح الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، اضافة الى ان الامر مرتبط بنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستحصل، وعدد الاوراق البيضاء واسم الوزير سليمان فرنجيه وعدد الاصوات التي سينالها المرشح الثاني لرئاسة الجمهورية.
عند الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس وصل العماد ميشال عون الى كليمنصو حيث استقبله جنبلاط بكلمة “مبروك” وأبلغه القرار التالي، وهو ان اكثرية اعضاء اللقاء الديموقراطي سيؤيدون العماد عون اما نواب الحزب التقدمي الاشتراكي فهم ملزمون وملتزمون بتأييد العماد عون لرئاسة الجمهورية. وجرى تبادل الحديث عن دور جنبلاط في المرحلة المقبلة ودور الرئيس عون ولفت النظر ان جنبلاط اراد تمرير رسالة وهي انه طبعاً سينسق مع العماد عون لكنه ذكر اسم الرئيس بري واسم الرئيس الحريري كرئيسين للتنسيق معهما ايضاً، وجنبلاط اخذ قراره بشأن الانتخابات الرئاسية بتأييد عون لأنه يعتقد ان الانتخابات النيابية لن تجري على اساس النسبية، ولن يتم اقرار هذا القانون وبالتالي ستحصل الانتخابات على اساس قانون 1960، وهكذا ربح جنبلاط السنة في اقليم الخروب عبر دعم الحريري لرئاسة الحكومة وربح المسيحيين في الجبل عبر دعمه للعماد عون، وبالتالي اصبح النائب جنبلاط الاقوى على الاطلاق في شكل لا مثيل له سابقاً الا في حرب الجبل سنة 1985 سواء في عاليه ام في الشوف وسينعكس ذلك لاحقاً على راشيا وحاصبيا.
بعد الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين وبعد وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية سنرى الرئيس نبيه بري شخصا اخر ابتداء من يوم الثلاثاء والرئيس نبيه بري الذي اعلن انه سيعارض وسيخوض “الجهاد الأكبر” سيلعب دوراً ايجابياً جداً ولن تحصل معارضة جدية من قبله بل سيشارك في الحكومة وسيعمل على تحقيق انجاز قانون جديد للانتخابات النيابية على اساس النسبية، وهنا سيختلف مع الرئيس الحريري بشأن النسبية. اما بالنسبة للعماد عون فهو متفق مع بري على النسبية وكذلك القوات اللبنانية لكن تيار المستقبل لا تناسبه النسبية لذلك سيكون بري شخصا آخر، يؤيد هنا ويعارض هناك وحتى في اليوم الواحد سيكون له عدة تصريحات ومواقف لأن الاحداث ستكون سريعة ودقيقة، وبري لا يريد تضييع الوقت، وكل ما قيل قبل الجلسة عن معارضة وانشاء كتلة معارضة ولا نعرف من يعارض الرئيس بري فهل يعارض عون ام الحريري ام سيعارض الاثنين، لكن الارجح سيدخل الحكومة لأن السر الذي قاله ليل امس للوزير وليد جنبلاط وبينهما فقط انه سيدخل الحكومة هو والحزب التقدمي الاشتراكي ويكون لهما دورهما المشترك داخلها.
النهار: الحريري يمدّ اليد لمرحلة الجهاد الحكومي
كتبت “النهار”: شكلت السرايا الحكومية ودارة رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط مساء أمس المحطتين الأخيرتين مبدئياً لجولة العماد ميشال عون على القيادات السياسية بصفته رئيسا لـ”تكتل التغيير والاصلاح” ومرشحاً رئاسياً قبل جلسة الاثنين المقبل التي بدا واضحاً ان العماد عون يتعمد تقليل الكلام والتصريحات قبل انعقادها استعداداً لالقائه خطاب القسم عقب انتخابه الرئيس الثالث عشر للجمهورية. ولم تحمل تطورات الساعات الاخيرة جديدا مفاجئا لجهة اتساع قاعدة تأييد كتل سياسية ونيابية كبيرة لانتخاب عون باعتبار ان موقف النائب جنبلاط سبقته مؤشرات تدل على ميله الى السير في خيار انتخاب عون وان تكن أصوات “اللقاء الديموقراطي” لن تذهب كلها الى هذا الخيار. ومع ذلك فان اعلان جنبلاط ان نواب اللقاء “توافقوا على تأييد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية” رفع تلقائياً نسبة التصويت المحسوب لمصلحة عون وسط ازدياد تفاؤل الفريق العوني بامكان انتخابه في دورة الاقتراع الاولى بأكثرية الثلثين. وتفاوتت “البوانتاجات” التي أجريت للتصويت بين توافر أكثرية 79 و86 صوتاً لمصلحة عون الامر الذي عكس تحفظاً لدى معظم الجهات المعنية عن الجزم باتجاهات الجلسة، خصوصاً ان حجم التصويت لمصلحة النائب سليمان فرنجية والتصويت بالاوراق البيضاء لا يزال عرضة لتقديرات غير ثابتة، الامر الذي يصعب معه تبين الاتجاهات النهائية الا في الجلسة نفسها. وتقول مصادر معنية بهذه الحسابات إن ما لا يقل عن 47 نائباً يتوزعون حتى الآن بين تأييد فرنجية والتصويت بأوراق بيضاء الامر الذي يبقي احتمال عدم نيل عون اكثرية الثلثين من الدورة الاولى قائما الى حين انعقاد الجلسة، الا اذا تبين ان بعض النواب المترددين قرروا التصويت لعون في نهاية المطاف.
ومع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الى بيروت، لوحظ ان جنبلاط حرص على لقائه قبل زيارة عون لكليمنصو حيث أبلغه “حيثيات موقفه من الانتخاب الرئاسي”. ولفت جنبلاط الى انه “وان بدا هناك بعض التفاوت فهذا التفاوت شكلي (بينه وبين بري) وفي النهاية هناك تاريخ عريق وقديم بيننا… ويبقى الرئيس بري رجل الدولة الاول الحريص على الدولة اللبنانية وعلى الاستقرار”. وأوضح جنبلاط عقب استقباله عون ان اجتماعاً اخيراً سيعقد اليوم لـ”اللقاء الديموقراطي” وان “هناك من قد يعترض أو لا يوافق لكن غالبية اللقاء والحزب التقدمي الاشتراكي مع ترشيح العماد عون وآن الاوان كي نخرج من هذا المأزق ويبدو ان ظروفاً محلية، صنع في لبنان، لكن هناك أيضاً ظروفاً دولية واقليمية تساعد في هذا الامر”. واكتفى عون بشكر جنبلاط قائلاً “اننا تحدثنا عن المستقبل اثناء ولايتي هذا الموقع وسنتعاون سويا لبناء لبنان وتحسين الواقع الاجتماعي”.
المستقبل: السبهان يواصل جولته على المسؤولين.. وجنبلاط يستقبل عون وينتخبه رئيساً
الحريري: ننتصر للطائف والناس.. وبري “بمون”
كتبت “المستقبل “: قبل 48 ساعة من الاثنين الرئاسي، وبعدما فتحت مبادرته الوطنية الباب واسعاً أمام إقصاء الفراغ “المرشح الفعلي لحزب الله”، أطلّ الرئيس سعد الحريري في حلقة استثنائية من “كلام الناس” أمس ليؤكد بشفافيته المعهودة أن الدولة والناس هما الدافع الأساس وراء كل مبادراته وخطواته السياسية، متطلعاً بروح من الإيجابية والتفاؤل إلى مستقبل البلد بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وفي معرض الإعراب عن شعوره بالاعتزاز والفخر إزاء كل خطوة إنقاذية يخطوها للحفاظ على الجمهورية، لفت الحريري إلى أنه لا يستسلم ولا يخضع إلا لقناعاته الراسخة بأنّ “لبنان أهم من أي شخص ومن أي قيادة سياسية”، وإلى أنّ أي انتصار يحققه إنما هو انتصار للدولة والطائف والناس، مع تشديده في ما يتعلق بموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري المعارض لتأييد ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على كون مشكلة بري ليست معه بل ربما كانت مع “حزب الله” الذي عطّل الانتخابات الرئاسية طيلة عامين ونصف العام، مبدياً في الوقت عينه احترامه الكبير لرئيس المجلس بوصفه “أخاً كبيراً” وقال: “الرئيس بري “بمون” وسأبقى معه ظالماً أو مظلوماً”.
اللواء: الحريري إنتخاب عون لمصلحة لبنان والسعودية وتحييد الدولة عن الملف السوري
نواب جنبلاط ينتخبون “الجنرال”.. والسفارة الكندية تنصح بالتموين لأسبوع
كتبت “اللواء “ : بدءاً من منتصف الليلة، تؤخّر الساعة ساعة واحدة، مع دخول البلاد التوقيت الشتوي، وبدءاً من منتصف بعد غد الاثنين من المفترض ان ينتهي الشغور الرئاسي الذي تجاوز الثلاثين شهراً، بمباركة عربية عكستها زيارات الموفد السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، والتي شملت في يومها الثاني الرؤساء: سعد الحريري، وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي والمرشح الرئاسي النائب ميشال عون ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إضافة إلى الرؤساء الروحيين: مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والبطريرك الماروني بشارة الراعي ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، على ان يزور الرئيس نبيه برّي اليوم والمرشح الرئاسي الثاني النائب سليمان فرنجية ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ويولم له مساءً الرئيس الحريري في “بيت الوسط”، من دون ان يجزم مصدر واكب الزيارة ما إذا كان الوزير السبهان سيحضر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قبل ان يغادر لبنان.
الجمهورية: المشاورات بلغت ذروتها عشيّة الاثنين الكبير والقوى حسَمت خياراتها ومواقفها
كتبت “الجمهورية” : مع دخول البلاد في مدار “الاثنين الكبير” الذي سيطلِق مرحلة سياسية جديدة، تنبئ المعطيات أنّ جلسة الانتخاب السادسة والأربعين بعد غدٍ الاثنين لن تشبه سابقاتها، وتدلّ المؤشرات إلى أنّ الشغور الرئاسي الذي امتدّ لعامين ونصف عام سيُملأ بانتخاب رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب م?شال عون رئيساً للجمهورية، فيَدخل قصرَ بعبدا مجدّداً في 31 تشرين الأوّل 2016، بعدما خرج منه في 13 تشرين الأوّل 1990، مُتسلّحاً بنسبة أصوات مرموقة، بعدما كرّرَت المملكة العربية السعودية مباركتَها ما يتّفق عليه اللبنانيون، فيما أكّدت كتلة “المستقبل” تأييدَ خيار الرئيس سعد الحريري دعمَ ترشيح عون، وكذلك رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط. وتزامناً واصَل “التيار الوطني الحر” استعداداته للاحتفالات وأعلن وزير التربية الياس بوصعب إقفالَ المدارس والجامعات يوم الانتخاب. وستترقّب الأوساط الموقفَ الذي ستعلنه كتلة “التنمية والتحرير” اليوم إثر اجتماعها برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه برّي العائد من جنيف.
مع بدء العدّ العكسي لجلسة الانتخاب الرئاسي، حفلت الفترة الفاصلة عنها بالمشاورات والحراك السياسي والديبلوماسي في كلّ الاتجاهات بغية توفير مناخات إيجابية وتأمين التوافق قبل الجلسة.