داعش يتخذ سياسة “الارض المحروقة” في الموصل : سمدار بيري
نساء، رجال وشيوخ يفرون من بيوتهم ويرفعون الاعلام البيضاء، أطفال يحاولون الهروب للنجاة بأرواحهم وعائلات كاملة تفقد كل شيء على أن تبقى على قيد الحياة – هذه هي الصور التي تمزق نياط القلوب والتي نشرت في الايام الاخيرة من الموصل. وحسب التقارير، فانه في قيادة داعش يلوح انشقاق، ومئات المقاتلين الكبار والصغار يضغطون للوصول الى “اتفاق مصالحة” يبقيهم على قيد الحياة. وبالتوازي مع طوق الحصار المشتد على المدينة، يشتد أيضا لغز مكان اختباء زعيم التنظيم الارهابي الاجرامي، “الخليفة” ابو بكر البغدادي.
عشرات من مقاتلي داعش فروا منذ الان، بعضهم القى القبض عليهم مقاتلو التنظيم، وفي نهاية الاسبوع اعدم عشرات من اعضاء التنظيم ممن حاولوا الفرار من الموصل مع عائلاتهم. وتروي القصص الممزقة لنياط القلوب قصص تلك العائلات التي تفر للنجاة بأرواحها. وهذه هي إشارة للاستسلام، لقوة الهجوم أو لمقاتلي داعش. فهؤلاء، بأمر من البغدادي، اختطفوا في نهاية الاسبوع 550 عائلة من القرى المحيطة بالموصل بهدف استخدامهم كدروع بشرية، وهم يحتجزون كرهائن لدى التنظيم الارهابي الاسلامي. وحسب تقرير في شبكة السي.أن.أن فقد أعدم داعش 284 رجل وفتى وراكم جثثهم في قبور جماعية.
يبدي داعش بوادر ضغط ويتصرف باسلوب “الارض المحروقة”: فقد نشرت أمس تقارير عن اشعال متعمد من جانب مقاتلي داعش لمنشأة الكبريت في بلدة قيارة جنوبي الموصل. واشتكى الف شخص من مصاعب التنفس، وسحابة بيضاء ارتفعت فوق المصنع، واضطرت قوات النجدة الى استخدام الكمامات خشية التلوث.
وادعى أمس ضابط كبير في الجيش العراقي فقال: “رغم التقارير عن المعنويات المتردية داخل داعش والانشقاقات والجدالات الداخلية، فلا يمكن هزيمة داعش دون مساعدة من الداخل. فالتنظيم الاجرامي يتعامل بسرية، ونحن نقدر بأنهم يعملون تحت الارض، في أنفاق حفرت مسبقا لنقل الاشخاص والعتاد”.
والى ذلك، فقد ارسلت قوة طليعية خاصة من الاكراد، بمساعدة أمريكية للعثور على البغدادي، “فحسب سابقة صدام حسين في العراق والقذافي في ليبيا حسمت صور تصفيتهما المعركة في الميدان”.
ودحض وزير الداخلية في حكومة كردستان، كرين سنجار، أمس التقارير في وسائل الاعلام العربية والتي ادعت بان البغدادي نجح في الفار من الموصل الى الرقة في سوريا “عاصمة” التنظيم. وادعى سنجار بان “المجرم البغدادي شوهد في الموصل قبل ثلاثة ايام. فقد جاء لتشجيع القوات المقاتلة قبيل الهجوم على الموصل، وأمر باعدام 54 قائدا في تنظيم داعش”. ويقدر قادة البشمركا الكردية هم أيضا بأن البغدادي يختبىء في الموصل وأنه أعد لنفسه ثلاثة مسارات هروب. “اذا قرر الصعود على مركبة متخفيا، فيمكنه ان يهرب في رحلة سفر تستغرق بين 5 الى 7 ساعات”.
يديعوت