فضيحة العويل على حلب
غالب قنديل
لم يهدأ الصراخ والعويل الغربي بقيادته الأميركية وجوقته السعودية القطرية التركية منذ تقدم الجيش العربي السوري في مدينة حلب بعد إحكامه الطوق على الأحياء الشرقية المحتلة وهذا الفصل من الحرب الإعلامية مبني على الكذب والتضليل كما كانت الحال منذ بدء العدوان الاستعماري على سورية .
“حلب تحت الحصار” يافطة خادعة هدفها تصوير ما يجري على انه حصار لمدينة بأكملها بينما استهدفت تدابير الجيش السوري من البداية بعض احياء المدينة التي تختطفها فصائل إرهابية تتقدمها جبهة النصرة أي القاعدة ومن حولها جماعات مشابهة بتسميات متعددة في حين يعيش مئات آلاف الحلبيين في أحياء المدينة المحررة ويتعرضون للقصف وعمليات القتل الجماعي دون همسة استنكار واحدة.
مآثر حلف العدوان قديمة وكثيرة فعلى سبيل المثال لم يتكلم احد من حكام الغرب عن تدمير عصاباتهم الإرهابية للمعامل التي سطوا عليها بإمرة أردوغان ولا تفجيرهم للمباني التراثية القديمة في حلب وتهديدهم بتفجير قلعة حلب أو عند حفرهم الأنفاق التي فجروها من حول القلعة لهذه الغاية بعد اقتلاع العديد من المباني والأسواق القديمة وبالطبع فاليونيسكو كانت مشغولة بتكريم اولياء النعم من شيوخ النفط .
على الكذبة نفسها تبنى اكاذيب وتعابير كثيرة تتفرع عنها فتصبح الغارات الروسية والسورية على مواقع الإرهابيين داخل الاحياء الشرقية للمدينة قصفا للسكان وتفيض مخيلات الإعلام الكاذب باجترار ذكر البراميل التي لم يعد سلاح الجو السوري بحاجة إليها مع تحديث ترسانته بذخائر متطورة وبالتأكيد فالطيران الحربي الروسي لا يحتاجها ولديه ما يكفي من القنابل الذكية المؤهلة تقنيا لتحقيق إصابات دقيقة في الدشم ومستودعات السلاح التي يمهد تدميرها لتقدم الجيش العربي السوري على الأرض ونجاح روسيا وسورية في الحملة الجوية على معاقل الإرهابيين يفقد الغرب وعملاءه صوابهم لأنه يجهز على عدة الشغل الجهنمية التي كلفتهم مليارات.
منذ شهرين شرعت الخرافات تنهار في حلب بالوقائع بعد انطلاق المبادرات الروسية السورية لوقف الأعمال القتالية التي رفضتها العصابات التكفيرية ومجرمو الحرب الذين يشغلونها ويمدونها بالسلاح والمال منذ حوالي ست سنوات وقد اكتملت ملامح الفضيحة وتكشفت الأكاذيب خلال الأيام القليلة الماضية عندما قررت القيادة العسكرية السورية فتح معابر لخروج الأهالي والمسلحين من أحياء حلب الشرقية وبكل بساطة ظهر المشهد واضحا بملامح نافرة لايمكن معها تجاهل ما تفضحه من حقائق :
اولا لأن تحرير حلب وعودتها بالكامل لحضن الدولة يمثل تحولا ضخما وحاسما فالعويل والاتهامات التي حملتها تقارير ومقالات وتحقيقات بالآلاف وعبر مختلف وسائل الإعلام في العالم والمنطقة غايتها توليد ضغط معنوي لمنع تقدم العمليات العسكرية إلى تحرير احياء حلب الشرقية وتصفية معاقل الإرهاب فقد تبين في جميع الاتصالات ان ما يهم دول حلف العدوان على سورية بقيادة الولايات المتحدة هو إخراج الإرهابيين وحمايتهم لنقلهم إلى امكنة اخرى بهدف استعمالهم وليس إنقاذ السكان .
ثانيا ما يجري داخل الأحياء الشرقية من إرهاب وتنكيل لمنع الأهالي من الخروج عبر المعابر التي فتحها الجيش حيث اتخذ تدابير لحماية المدنيين وإيوائهم هي جريمة اختطاف جماعي تستوجب الإدانة فاليوم ثمة عشرات آلاف السوريين في حلب هم رهائن تحتجزهم جبهة النصرة وأعوانها من المسلحين الذين يدعمهم الغرب والحكومات العميلة في المنطقة بهدف المساومة عليهم وابتزاز السلطات الوطنية السورية وهذه فضيحة تنبغي إثارتها واستثمارها على اوسع نطاق.
ثالثا تمكنت القيادتان الروسية والسورية من كشف الحقائق عبر مبادرات متلاحقة لوقف القتال في حلب واظبت العصابات على خرقها ومنع نجاحها وكانت الذروة مؤخرا في احتجاز المدنيين ومنعهم من المغادرة لتحويلهم إلى متاريس ودروع بشرية ولكن احدا في الغرب لا يهمس أبدا حول هذا الأمر ولا جميع المتنافخين شرفا على حقوق الإنسان وحتى ملوك النحيب من كتابنا الأشاوس الذي يدعون الحيادية منذ انطلاق الحرب على سورية فلا يرف لهم جفن في زحمة تفجعاتهم عن سورية وفي عبثية انتحابهم الطويل الذي يضاعف سماكة الحواجز الحاجبة للحقيقة.
رابعا الحقيقة المكتومة التي ينبغي فضحها هي انه كغرفة عمليات دارة عزة التي كشفتها سبوتنيك مؤخرا ففي الأحياء الشرقية وغرف عملياتها القيادية يتواجد على الأرجح ضباط استخبارات من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر وربما فرنسا وغيرها داخل الأحياء الشرقية ويستميت قادة الغرب لإخراجهم وإنقاذهم قبل مرتزقة العدوان من العصابات التي تضم خليطا متعدد الجنسيات كذلك.
المطلوب كثير إعلاميا في تفكيك الأكاذيب والخرافات ولفضح التلفيق بالوقائع العنيدة وليعلم البكاؤون ان عرس الحرية في حلب بات قريبا بانتصار كبير للجيش العربي السوري وحلفائه ولن يحجب العويل زغاريد الأهالي في ملقى الأبطال .