الإرهاب لن يهزّ العلاقة المسيحية الإسلامية الشيخ محمد حسين الحاج
وبدأت الحكاية عندما بدأت الغزوات، وبدأ الترهيب في منطقة عندما انتقل ذلك من البوسنة وصربيا والشيشان الى آسيا ليعطينا مظهرا من مظاهر التخلّف الفكري والثقافي والإجتماعي من خلال أجواء سياسية مقصودة أو غير مقصودة، والأغلب أنها مقصودة لإيجاد بؤرة جديدة وشرخ جديد بين الإسلام والمسيحية حيث أننا شهدنا في الآونة الأخيرة الكثير من الإنفتاح بين الإسلام والمسيحية ليتم تجاوز كل الخلافات السياسية على قاعدتنا التي نسعى إليها: كل له حق باتباع دينه وممارسة طقوسه العباديّة كما يحبّ ويرضى، ولكن الإرهاب يملأ الأجواء بالفتن والخلافات التي تجعل من المسلم أو المسيحي كلّ يخاف على نفسه من الآخر حيث أوجد الإرهاب والتفكير مكانا وحيّزا له في منطقة الشرق الأوسط، وبدأ بممارساته وأفعاله اللاإنسانية باسم الإسلام بالتعرّض للأجواء والمقدسات المسيحية ليؤسس لردة فعل عنيفة تجاه الإسلام والمسلمين .
وللعلم والخبر إن الإسلام براء من هذه التصرفات الهمجيّة واللاإنسانية واللاأخلاقية بل واللاسياسية، ذلك اننا نعتبر ان الديانة المسيحية رسالة السماء ومقدّسة، ويجب الحفاظ عليها، وأن المسيحيين والمسلمين في العلاقات يجب ان يكونوا متماسكين، متآلفين، ملتفتين الى الأخطار التي لا تميّز بين المسلم والمسيحي.
ولأن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط يجب التمسك والمحافظة عليه لأنه وجود ينبع من صميم الدين وعلى المنظمات والمؤسسات الإنسانيّة والحقوقيّة والحواريّة أن تسعى لتقريب وجهات النظر وإبراز البعد السياسي وخلفيّاته لهؤلاء التكفيريين والهمجيين الذين لا يرون للإنسان قيمة ولا للمقدسات أهمية.
لن يتمكن الإرهاب والتكفير من أن يفسخ العلاقة الناشئة بين الإسلام والمسيحية على المستوى الدينيّ، لأنهما رسالتين لحفظ الإنسانية التي تدعو الى الشراكة والمحبة والسلام، ونبذ العصبيّة المذهبيّة، والطائفيّة، وتكريس الخدمات لمصلحة الإنسان والأجيال، لذا لا نرى أي ضرر أو أي خطر للتهديدات والممارسات ضد الفكر الإسلامي او المسيحي لأنهما متماسكان بمفكريهما ومثقفيهما ورجالاتهما الواعيّة التي تأبى إلا أن يكون العمل على أساس مبدأ التعاون والتعاضد والحوار من دون استفزاز أو ترهيب، لأن هذا ما يدعو إليه العقل الذي انطلقت منه الأديان.
رئيس المجمع الثقافي الجعفري