من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: لقاء بارد بين بري و”الجنرال”.. والعيون مفتوحة على الأمن “كن عوني.. فأكون سعدك”!
كتبت “السفير”: في الثالث عشر من تشرين الأول 1990، خرج الضابط ميشال عون من القصر الجمهوري، مهزوماً. كانت هزيمته الأولى، عندما أقر النواب اللبنانيون اتفاق الطائف في مدينة الطائف السعودية، وهزيمته الثانية، عندما قررت “القوات اللبنانية” بشراكة كاملة مع بكركي، أن تشكلا معاً رافعة مسيحية للمظلة الإقليمية ـ الدولية التي كرّست وثيقة الوفاق الوطني، وهزيمته الثالثة، عندما نجح حافظ الأسد في انتزاع تفويض دولي ـ إقليمي، بعد مشاركته في حرب تحرير الكويت، فكان له وحده ملف لبنان، وكان ميشال عون هو أولى ضحايا التفويض.
في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2016، أي على مسافة أكثر من ربع قرن من هزيمة عون على يد “الطائف” وأدواته المحلية والخارجية، سيدخل “الجنرال” الى القصر الجمهوري، بصفته وصياً على إعادة تجديد خلايا “الطائف” لمدة ست سنوات، هي المدة الكاملة للعهد الرئاسي.
هو مشهد سياسي جديد، يغادر معه العماد ميشال عون كل تاريخه الانقلابي، ويصبح حارسا للصيغة التي طالما كان يشكو منها وينتظر “اللحظة التاريخية” للانقضاض عليها، فإذا بالفرصة الرئاسية، لا بل الرئاسة نفسها، تجعله يعيد النظر في أدبياته.. وصولا إلى إعادة صياغتها بما يتلاءم وبدلة الرئاسة الأولى.
نجح ميشال عون في اجتذاب “حزب الله” قبل الآخرين منذ سنتين ونصف سنة، فكان السيد حسن نصرالله صادقا في التزامه معه منذ اليوم الأول، لا بل جرت مسايرته في مرحلة ما، بحيث لا يكون “حزب الله” أول من يبايعه رئاسيا، فتأجل الإعلان الى اللحظة التي اختارها “الجنرال”.. وهكذا كان.
و “غلطة الشاطر بألف غلطة”. لم يقلها سعد الحريري بالفم الملآن أمس. لكنها الحقيقة المؤلمة التي لطالما صارح بها البعض في الداخل والخارج. كان ترشيح سليمان فرنجية خطوة استباقية تهدف الى كسر مسار متدحرج كانت تبدّت ملامحه منذ التفاهم على “إعلان النيات” بين “القوات” و “التيار الوطني الحر” في بداية صيف 2015. شعر الحريري أن كل ما صنعه وراكمه منذ 10 سنوات ذهب هباءً.. وها هو حليفه المسيحي الأول سمير جعجع يضع يده بيد الخصم المسيحي الأول ميشال عون. لذلك، صار وصول فرنجية سلاحاً بحدين، أولهما كسر التحالف الماروني الجديد وثانيهما إحراج “حزب الله” بمرشح لا يمكن أن يرفضه.
نام سليمان فرنجية قبل سنة تقريبا، رئيساً للجمهورية، لكن سرعان ما تبين له أن “حزب الله” لا يناور والالتزام واضح ولا يحتمل أي التباس. طار المشروع الحريري الثاني ليس بسبب رفض “حزب الله” بل عندما قال جعجع بالفم الملآن من معراب: “مرشحي لرئاسة الجمهورية هو ميشال عون”.
بهذا الإعلان، “ذبح” رئيس “القوات” حليفه سعد الحريري. صحيح أن المستهدف من خطوة جعجع هو إسقاط ترشيح فرنجية نهائياً، وليس الخروج من آل الحريري، لكن ما بعد تلك الخطوة لا يشبه ما قبلها، حتى نظرة رئيس “المستقبل” الى جعجع تغيرت جذرياً، برغم التكاذب الدوري المشترك بين الجانبين.
أما وأن الحريري له أسبابه الشخصية من وراء العودة الى السرايا الكبيرة، فقد أوجد له من هم حوله من “أصدقاء” و “مستشارين” ووزراء مخضرمين، الفتوى الموجبة: أنت تفتدي “الطائف” بترئيس ميشال عون. هذه بضاعة لا تكسد. يمكن تسويقها في السعودية وعند كل حريص على الصيغة ومن خلالها على الاستقرار.. والأهم عند جمهورك.
هذا هو جوهر خطاب الحريري، أمس، في معرض سرده للأسباب الموجبة لترشيح عون. لم يتحدث الحريري عن تفاهم أو صفقة لكنه أشار صراحة إلى وجود اتفاق سياسي كامل يشمل كل سنوات العهد، أول حروفه أن يكون الحريري رئيسا لكل الحكومات (وهو التزام نظري)، لكن الأهم عدم المس بالطائف وتحييد لبنان عن الصراع السوري وإطلاق عجلة المؤسسات وتحريك الاقتصاد. لكأنه قالها بصراحة لـ “الجنرال” إن مسؤوليتك أن تعينني.. “فأكون سعدك”.
لم يقنع الحريري أهل بيته بخياراته وهو كان يتمنى لو أن “الجنرال” أعانه قبل ذلك، بأن يسحب سلسلة ألغام من هذا الدرب السياسي الجديد في لبنان. درب يرسم مسارات جديدة ويخلط أوراق جميع الفرقاء، بما فيها معسكرات الثامن والرابع عشر من آذار وما بينهما من وسطيين أو “منتظرين”.
الدليل على ذلك ما أصاب علاقة الحريري بالرئيس نبيه بري وليس ما أصاب علاقة الأخير بالعماد عون. ليس هناك حد أدنى من العتب في عين التينة لا على “الجنرال” ولا على “حزب الله”. هذان الاثنان يترجمان ما اتفقا عليه في السر والعلن، ولكن الأزمة مع سعد الحريري الذي كان قد التزم أكثر من مرة مع بري وسرعان ما بدد التزاماته وأخلّ بها. هذا الكلام بلغ مسامع سعد الحريري من المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل، مثلما سمعه، ليل أمس، نادر الحريري من خليل في جلسة الحوار الثنائي بين “المستقبل” و “حزب الله” في عين التينة، وهي كانت جلسة رئاسية بامتياز كادت تنقلب فيها الأدوار والإدارة، حتى أن الحاج حسين الخليل، لعب دور الراعي، محاولا تذليل شقة الخلافات بين “المستقبل” و “أمل”، لكن الوقائع كانت تترجم في الطبقة الثانية من عين التينة.
فقد كان استقبال الرئيس نبيه بري للعماد عون فاترا وباردا وقصيرا ولم تتخلله لا حفاوة بروتوكولية ولا غذائية ولا مشهدية. كان الرئيس بري صريحاً مع “الجنرال”: مشكلتي ليست معك. أنا ملتزم بحضور جلسة 31 تشرين وسأصوّت ضدك، وإياك أن تسمع لمن يقول لك إنني سأقاطع. لكن الأهم من ذلك كان تأكيد بري أنه لن يعطي صوته لسعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، “وأنا ملتزم منذ الآن بعدم تسميته رئيسا للحكومة، وقراري حاسم بالذهاب إلى المعارضة”.
يشي مشهد البارحة باختلاف الأدوار والتحالفات. هنا، ثمة استدراك جوهري. تحالف “حزب الله” و “أمل” هو “تحالف استراتيجي ثابت ولا يتزحزح”، وهذه النقطة سيؤكدها الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله يوم الأحد المقبل في احتفال ذكرى تأبين الشهيد “الحاج علاء”، وسيضمّن خطابه المتلفز تأكيدا لأهمية الحوار والانفتاح وإبرام التفاهمات الضرورية لحماية العهد الجديد.
البناء: ترنُّح هدنة اليمن… وتقدّم في جنيف بين الخبراء يمدّد هدنة حلب دمشق تُنذر بإسقاط الطائرات التركية التي تخترق أجواءها الحريري يكسر المحرَّمات… وعون لكسر جليد عين التينة
كتبت “البناء”: ترنّحت الهدنة اليمنية مع تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن فشل يومها الأول بين الرياض وصنعاء، ومواصلة المساعي الدولية لترميمها، بينما تمدّدت هدنة حلب لأيام في ضوء النتائج المتقدّمة التي حققها الخبراء في جنيف، بعد ظهور بدايات واعدة لتعاون سعودي قطري تركي في مساعي الفصل بين جبهة النصرة والجماعات المسلحة المحسوبة على الثلاثي الذي تولى قيادة الحرب في سورية، بالتنسيق والشراكة مع واشنطن، وفقاً لمصادر روسية متابعة لمحادثات الخبراء الروس والأميركيين ودول الثلاثي التركي القطري السعودي في جنيف.
التحوّل الأبرز كان ردّ دمشق على غارة تركية استهدفت مناطق الأكراد في سورية، بالإعلان عن عزم الدفاعات الجوية السورية التصدّي لكلّ خرق تركي للأجواء السورية، مهدّداً بإسقاط أيّ طائرة تركية تدخل الأجواء، ويستكمل هذا التهديد ما سبق وحمله بيان سابق للخارجية السورية منذ اليوم الأول للهدنة قبل أكثر من شهر لم تحترمه تركيا، لكنه يضع التدخل التركي في سورية أمام تحدّ كبير، فالتورّط في مواجهة الردّ السوري سيتكفل بالتورّط مجدّداً بالمواجهة مع روسيا، والجرح معها لم يكد يلتئم، والتراجع أمام التهديد السوري سيسقط ما تدّعيه أنقرة من مهابة الدولة العظمى لمشاغباتها في كلّ من سورية والعراق.
لبنان تصدّر الأحداث الدولية والإقليمية، مع إعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تبنّي ترشيح المرشح الرئاسي المدعوم بقوة من حزب الله، الواقف على الخطّ المقابل للحريري في الحروب الإقليمية الدائرة في المنطقة من سورية إلى العراق فاليمن، والتي يتصدّر فيها حزب الله جبهة حلفائه، ويتخندق فيها الحريري على الضفة السعودية التي تقود الحرب على حزب الله وحلفائه الإقليميين.
كسر الحريري المحرّمات مرتين، مرة بالخضوع لإصرار حزب الله باعتبار ترشيح العماد ميشال عون معبراً إلزامياً لملء الفراغ الرئاسي، ومرة بخوض مغامرة تشقق كتلته النيابية من بوابة خياره الرئاسي الجديد، على خلفية مَن يتمسك بالنظر للترشيح من بوابة الخيارات الإقليمية ذاتها، ويرى الترشيح هزيمة واستسلاماً، ومَن يسير وراء الحريري باعتباره الزعيم الصانع للمكانة الشعبية للكتلة التي يتزعّمها.
بكسر الحريري للمحرّمات وتلبية ما طلبه حزب الله بالسير بترشيح عون، ومن ثم بقبول الإعلان أولاً ثم السير بالتعاون لتذليل العقبات، خلافاً لما فعل يوم رشح فرنجية وعلّق حزب الله نعلن موقفنا عندما يصير الترشيح رسمياً، وردّ الحريري يعلن الترشيح رسمياً عندما يصير خارطة طريق للانتخاب.
أول الخطوات الناتجة عن كسر الحريري للمحرّمات كانت توجه العماد عون كمرشح قوي للرئاسة إلى عين التينة لكسر الجليد مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تمهيداً لبدء الحوار. وهو حوار أخذ حزب الله على عاتقه البدء بخوض غماره الصعبة بعد هذا الترشيح العلني، ولا يبدو أنه سيبدأ قبل عودة الرئيس بري من سفره بعد أسبوع وقبيل أيام من موعد جلسة الانتخاب في الحادي والثلاثين من هذا الشهر، ما يطرح أسئلة حول مستقبل هذه الجلسة، بين التأجيل والخروج بدون انتخابات رئاسية منها، في ضوء تمسّك حزب الله بربط الخطوة الحاسمة بمسار الاستحقاق الرئاسي لدخول العماد عون إلى قصر بعبدا وفق إنجاز تفاهم يضمن الشراكة في خيارات واحدة مع الرئيس بري.
كما أوحت معطيات ومؤشرات الأيام القليلة الماضية، أعلن الرئيس سعد الحريري أمس، تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في خطوة ستفتح باب التأويلات والتحليلات حول مصير جلسة 31 الشهر الجاري وعن كونها الأخيرة والحاسمة وتفتح أبواب القصر أمام الرئيس العتيد أم ستحدث مفاجآت سياسية في ربع الساعة الأخير تؤدي الى تأجيلها إفساحاً في المجال أمام توسيع مروحة التفاهمات لتأمين التوافق السياسي الشامل.
وقال الحريري في كلمة من بيت الوسط: إن هذا القرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية الناس، لكنه مرة جديدة قرار يستند إلى اتفاق بأن نحافظ معاً على النظام ونقوي الدولة ونعيد إطلاق الاقتصاد ونحيّد أنفسنا عن الأزمة السورية. اتفاق يسمح لي أن أعلن تفاؤلي، بأننا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، سنتمكن من إعادة شبك أيدينا معاً لنقوم بإنجازات يستفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزّز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا، ونعود لنجعل من لبنان نموذجاً للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم”.
وغاب النواب أحمد فتفت ومحمد قباني وعمار حوري عن مشهدية بيت الوسط، حيث أكدوا أنهم لن يمنحوا أصواتهم لعون، وقال حوري لـ “البناء”: “أكتفي بالنص المعبر الذي وزّعته وموقفي منطقي ومنسجم مع نفسي ولم يتغيّر لا الآن ولا في المستقبل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً كما ولن أصوّت في جلسة 31 الى العماد عون”. وأوضح حوري أن “موقفي وزملائي في الكتلة لم يتم بالتنسيق مع الرئيس الحريري كما لم يكن توزيعاً للأدوار داخل الكتلة”.
ورغم حضوره الى جانب الحريري، أكد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة أنه لن ينتخب عون، كما أعلن ذلك نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، بينما تحدثت مصادر مستقبلية أن 7 نواب في الكتلة لن يصوّتوا لعون.
وعقب خطاب الحريري، حطّ العماد عون في بيت الوسط يرافقه الوزير جبران باسيل والتقى رئيس المستقبل في خلوة دامت نصف ساعة خرج بعدها عون ليؤكد في كلمة أمام الإعلاميين أن “لا اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، بل هناك اتفاق واحد على إدارة شؤون البلاد”، وقال: “تعاهدنا سوياً من أجل إنجاز المهمة وإخراج لبنان من أزمته. لقد توصّلنا إلى الحل، لأننا كنا نلتقي على مبدأ أن هناك مشكلة في لبنان، وبدأنا بالتحاور، فعبر الحوار لا أحد يخسر، ولبنان يربح لأن النتيجة للجميع. وكانت هناك مواضيع نريد الكلام عنها، كالميثاقية فهي ليست للمسيحيين فقط، وإنما هي عهد بين جميع المسلمين والمسيحيين بالعيش المشترك على قاعدة المساواة. ولذا، لا ثنائية في الميثاقية”.
أضاف: “من يحاول إلغاء طائفة والسيطرة عليها يلغي لبنان الرسالة الذي يجب أن نحافظ عليه. وهذا ما تفاهمنا عليه”. وتابع: “نؤكد أن مَن يعارضون اليوم ينطلقون في موقفهم من معتقدات مسبقة، وغداً سيعودون فنحن لسنا هنا من أجل الكيدية. أنا مشرقي والمشرقية تراكم للحضارة المسيحية والإسلامية، ولبنان هو جوهرة العالم. هل يمكنكم أن تتصوّروا ما يجري في العالم ونحن لا نزال نحافظ على استقلالنا”.
من جهتها أكدت كتلة “الوفاء للمقاومة” خلال اجتماعها أمس، أنها “ترقب الخطوات العملية والضرورية ضمن مسار جدي يؤدي إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي ويطلق دينامية العمل المنتظم في مؤسسات الدولة كافة وفق وثيقة الوفاق الوطني وأحكام الدستور والقوانين المرعية الإجراء”.
وفي غضون ذلك، انتقل عون من بيت الوسط إلى عين التينة في محاولة لكسر الجليد السياسي مع رئيس المجلس نبيه بري الذي استقبله قرابة ربع ساعة وخرج بعدها عون ليؤكد أن “واجبنا إطلاع رئيس مجلس النواب على مسار الأمور في ما يتعلق بالنشاطات حول انتخابات رئاسة الجمهورية. وتبادلنا الآراء حول الوضع القائم وحول بعض الإيضاحات، فأحياناً هناك جو من الشائعات والخبريات لا تركب أحياناً على قوس قزح، وتفاهمنا حول الموضوع. وشربنا فنجان شاي”.
وفي ردّه على أسئلة الإعلاميين قال عون: “جئنا كي نشرح الأوضاع كلها، ولا أحد يتدخّل في شأن حرية الآخر، ماذا سيفعل ولا أحد طلب من الآخر، لكن أكيد نحن نطلب دعم بري، ولكن نحترم حرية قراره في النهاية. والآن الرئيس مسافر. وبالتأكيد هناك لقاء آخر بعد عودته”.
واكتفى الرئيس بري بعد اللقاء بالقول: في هذا اللقاء بين دولة الرئيس عون وبيني، سمع مني وسمعت منه. والاختلاف في الرأي لا يفسد في الودّ قضية”.
الاخبار: الحريري يتبنّى مرشّح حزب الله
كتبت “الاخبار”: ليست خطوةً سهلة عليه، أن يقوم الرئيس سعد الحريري بإعلان ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وسط امتعاض وغضب من مؤيّديه على الخطوة، واعتراض نوّابٍ من كتلته لا يقلّ عددهم عن عشرة، بينهم الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري
بعد سنتين ونصف سنة من العناد والعرقلة والرفض والخضوع للقرار السعودي برفض وصول الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا، عاد الرئيس سعد الحريري إلى ترشيح رئيس تكتّل التغيير والاصلاح لرئاسة الجمهورية، وهو المرشّح الأوّل والأخير لحزب الله، هادراً بذلك سنوات من وقت اللبنانيين واستقرار السلطة. تخلى الحريري عن مرشحه الاول سمير جعجع، وعن المرشح التوافقي، وعن النائب سليمان فرنجية، بعد أن سقطت كل رهاناته.
ولم يصل رئيس “المستقبل” إلى هذا الاقتناع إلّا بعد أن أيقن حجم المأزق الذي وصل إليه، على صعيد أعماله التجارية وتنظيمه السياسي والإداري، وانحسار التأثير السعودي عن الساحة اللبنانية شيئاً فشيئاً. وبكثير من الوضوح، لم يخفِ الحريري أمس في خطابه الذي أعلن فيه ترشيح عون رسمياً، من منزله في وسط بيروت، ظروفه الشخصية والسياسية، علّه يبرّر أمام جمهوره “حكمته” الأخيرة، بالانصياع لإصرار حزب الله، وترشيح عون.
وبعد الإعلان، جاء الزمان الذي لم يعد فيه كسر قرارات الحريري حكراً على الوزير أشرف ريفي أو النائب خالد ضاهر في عزّ تمرّده على وريث رفيق الحريري. فمن بيت الحريري نفسه تعمّد الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس كتلة المستقبل النيابية (لصاحبها سعد الحريري)، أن يعلن جهاراً اعتراضه على الترشيح ورفضه التصويت لعون. وإذا كان السنيورة رئيساً سابقاً للحكومة ورئيساً للكتلة ورأيه “معتبراً”، مثله مثل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي أعلن بدوره رفض الترشيح، فإن نوّاباً لم يصلوا إلى المجلس النيابي لو أن الحريري لم يُصعدهم في “البوسطة” التي قادها بعد اغتيال والده، تجرّأوا على رفض الترشيح. ويسجّل حتى الآن اعتراض النواب سمير الجسر، أمين وهبة، نضال طعمة، عمار حوري، رياض رحال، محمد قباني، معين المرعبي، وأحمد فتفت، فضلاً عن رئيس الحكومة تمّام سلام، الذي وإن لم يكن عضواً في كتلة المستقبل، فإنه من أبرز وجوه تكتّل لبنان أوّلاً. غير أن اعتراض السنيورة وآخرين في المستقبل وغيره، لا يستند حصراً إلى رفض الخضوع لمطلب حزب الله، بل إلى معطيات يتحدّثون عنها عن رفضٍ دولي، وبالتحديد أميركي وفرنسي وعدم رضى سعودي على خطوة الحريري، علماً بأن مؤيّدي الترشيح في كتلة المستقبل والمقرّبين من الحريري، يستندون إلى معطيات معاكسة، عن رضىً دولي على خطوات الحريري، وشبه حياد السعودي.
وبدا لافتاً غياب أيّ ممثّل لحزب القوات اللبنانية في احتفالية إعلان الترشيح، ولم يُسجّل لرئيس الحزب سمير جعجع أي موقف أمس.
الديار: بري طلب من عون عدم مجيء باسيل معه كما طلب من الحريري عدم مجيء نادر عون قد ينال ما بين 73 و80 صوتاً واللافت ما قاله الحريري : اؤيد ترشيح عون ولم يقل أرشح عون
كتبت “الديار”: قضي الامر، فخامة الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهو رية اللبنانية في 31/10/2016 بنسبة اقتراع قد تصل الى ما بين 73 الى 80 صوتاً. العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد انتظار دام لـ27 سنة، وخرج من قصر بعبدا في 13 تشرين الاول 1989 رافضاً للطائف ويعود اليه في 31/10/2016 مع الطائف ودون اي تعديل، وبين التشرينين، تاريخ حافل بالمحطات اوصلت الرئيس عون الى بعبدا بعد عمر ناهز الـ 80 سنة.
الحريري حسمها واعلن ترشيح العماد عون، وهو كوالده الشهيد قام بكل المحاولات لاخراج البلاد من الازمات والمحطات المفصلية، واستعرض في كلمة الاعلان محاولاته لانجاز الاستحقاق الرئاسي مع الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل والمرشح التوافقي والوسطي، ومع الصديق سليمان فرنجية، وكلها فشلت. وبقي خيار العماد ميشال عون خصوصاً منذ ان تبنى حلفاؤنا في القوات اللبنانية ترشيحه، لكن الاهم اننا والعماد عون وصلنا في حوارنا اخيراً الى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام، وعدم طرح اي تعديل على النظام قبل اجماع وطني من كل اللبنانيين. وهذا كلام ينطلق من اجتماعنا الذي كتبناه في دستورنا، دستور الطائف، على ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه عربي الهوية والانتماء وان كل اللبنانيين يرفضون التجزئة والتقسيم والتوطين. وفي حوارنا ايضاً، وصلنا الى اتفاق لاطلاق عجلة الدولة والمؤسسات، وبناء على نقاط الاتفاق الذي وصلنا اليها اعلن عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وكان لافتاً ان الحريري لم يقل: “ارشح العماد عون لرئاسة الجمهورية بل اؤيد ترشيحه”، وبهذا الكلام وجه رسالة ايجابية ايضاً للمعارضين للعماد عون بانه يتبنى الترشيح الذي اعلنه العماد عون، رغم ان الحريري اشار الى انه يعرف مخاطر هذا التأييد عليه شخصياً وسياسياً لكنني اقوم بهذه المخاطر من اجل لبنان.
واللافت، ان الاعلان لم يحظ بالحماس والتصفيق من الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وبعض النواب، وقد اعلن السنيورة ومكاري عدم التصويت للعماد عون، كما غاب عن الاجتماع النواب محمد قباني، عمار حوري، احمد فتفت ومعين المرعبي الذين اعلنوا عدم التصويت لعون، فيما النائبان غازي يوسف وعقاب صقر خارج البلاد، ومن المتوقع ان يصوت 25 نائباً من كتلة المستقبل للعماد عون من اصل 33 نائباً مع استقالة النائب روبير فاضل.
النهار: “مخاطرة” الحريري إلى الذروة و”كتلة” للأوراق البيضاء
كتبت “النهار”: مع ان الفصول المتعاقبة التي واكبت اعلان الرئيس سعد الحريري أمس تبنّيه المتوقع لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لم تنطو على أي مفاجآت لهذه الجهة، فإن ذلك لم يحجب الطابع المفاجئ المقابل لمسارعة عدد من أعضاء كتلة “المستقبل” وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة رفضهم انتخاب عون في ما يمثل تطوراً غير مسبوق من حيث أثمان “المخاطرة” التي اعترف الرئيس الحريري نفسه بأنه يُقدم عليها. ولا تقف مخاطرة الحريري عند حدود افتراقه وبعض أعضاء رفاق دربه في هذا الخيار بل تمددت في اتجاه تنامي كتلة ناخبة جديدة هي “كتلة الاوراق البيضاء” التي يبدو انها راحت تستقطب مواقف نواب من اتجاهات مختلفة ستكون الأيام الفاصلة عن موعد جلسة 31 تشرين الاول كفيلة بتحديد حجمها وتأثيرها في مجريات الريح الانتخابية إذا لم تحصل تطورات دراماتيكية اضافية غير محسوبة وهو أمر لا يمكن استبعاده اطلاقاً. والحال أنه لا يكفي ان يخرج العماد عون من خلوته والرئيس الحريري في “بيت الوسط” بخطاب “رئاسي” ناجز كأن الرئاسة صارت معقودة اللواء تماماً للجنرال، بل ان أجواء التحفظ الثقيل طبعت لقاءه السريع ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة على رغم حرصهما على اضفاء مسحة دافئة على لقاء كسر القطيعة والتمهيد للقاء آخر لا يعرف متى تسنح فرصته وظروف تعمقهما في ملف “عهد عون” ما دام بري مسافراً غداً الى جنيف ولن يعود إلا عشية موعد 31 تشرين الاول.
بذلك بدا واضحاً ان الحريري بلغ ذروة خياره ومخاطرته باعلان تبنيه ترشيح عون، مفنداً في الكلمة المسهبة التي ألقاها في “بيت الوسط” عصراً ظروف البلاد والدوافع التي أملت عليه اتخاذ هذا الخيار ورمى الكرة بأثقالها النارية المتبقية في مرمى الآخرين ولا سيما منهم حلفاء الجنرال وأبرزهم “حزب الله”. واتسمت كلمة الحريري بعرض شامل وتفصيلي لمساره ومسار “تيار المستقبل” منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري بلوغاً الى أزمة الفراغ الرئاسي واتخاذه الخيارات المتعاقبة في تبني المرشحين الأربعة، معلناً للمرة الاولى “اننا وصلنا والعماد عون في حوارنا أخيراً الى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام واتفقنا بصراحة على ان أحداً لن يطرح أي تعديل على النظام قبل اجماع وطني من جميع اللبنانيين”. واذ أعلن أيضاً “الاتفاق على تحييد دولتنا بالكامل عن الأزمة في سوريا”، أوضح ان القواعد التي “التقينا عليها ان العماد عون مرشح لجميع اللبنانيين وما نحن في صدده هو تسوية سياسية بكل معنى الكلمة”. واعترف الحريري “بأنها مخاطرة سياسية كبرى لكنني مستعد ان أخاطر بنفسي وبشعبيتي وبمستقبلي السياسي ألف مرة لأحميكم جميعاً… ولو أردت ثروة لما دخلت الحياة السياسية أصلاً وأنفقت فيها كل ما ورثت دفاعاً عن حلم من أورثني”. أما العماد عون فتحدث عقب لقائه الحريري عن أمنياته أن “يكون عهداً ناجحاً”، مشدداً على انه “بالحوار لا أحد يخسر”. وقال: “ليست هناك اتفاقات ثنائية وثلاثية ورباعية بل اتفاق على ادارة شؤون البلد”.
المستقبل: الاتفاق يحصّن الطائف ويحيّد الدولة عن الأزمة السورية.. والجنرال في “بيت الوسط” متعهداً بناء الوطن الحريري يؤيد ترشيح عون: المهم يبقى البلد
كتبت “المستقبل”: على خُطى الرئيس الشهيد واقتداءً ببوصلته الوطنية والأخلاقية، أطلّ الرئيس سعد الحريري على اللبنانيين أمس بخطاب منهجي منطقي استعرض فيه بروحية وواقعية رجل الدولة، السياق التاريخي للأحداث التي مرت على البلد طيلة السنوات العشر الأخيرة تحت سؤال جامع “ماذا كان ليفعل رفيق الحريري” إزاءها.. منذ “الفراغ الكبير الذي تركه رجل بحجم وطن” مروراً بمحطات 14 شباط و14 آذار 2005 وعدوان تموز 2006 وأحداث نهر البارد و7 أيار 2008 وانتخابات 2009 والانقلاب الحكومي في 2011 واغتيال الشهيدين وسام الحسن ومحمد شطح، وصولاً إلى انخراط “حزب الله” في الحرب السورية وبدء زمن الشغور الرئاسي. ليخلص في هذه “اللحظة الدقيقة والمفصلية”، بعد تفنيد مخاطر الفراغ التي بلغت حداً يتهدد النظام والانتظام المؤسساتي والاقتصادي والمالي والنقدي والأمني في البلد، وبعد تعداد مبادراته الرئاسية المتتالية وتلاشي الخيارات المتاحة الواحد تلو الآخر، إلى تبني “الخيار الوحيد المتبقي” لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فأعلن قراره تأييد ترشيح رئيس تكتل “التغيير
اللواء: الحريري يُبْحِر بترشيح عون: مخاطرة سياسية كبرى جنرال الرابية في بيت الوسط شاكراً الترشيح.. ولقاؤه مع برّي يكرّس الخلاف
كتبت “اللواء”: أبحر الرئيس سعد الحريري على سفينة ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، في قرار كبير، ليس في توقيته، بل في إثاره التي تشكّل منعطفاً على طريق إنهاء الشغور الرئاسي.
ولم يتوان رئيس تيّار “المستقبل” وهو يعلن من “بيت الوسط” قراره بدعم ترشيح رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” ان ما يقدم عليه “مخاطرة سياسية كبرى لحماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية النّاس، معلناً عن تفاؤله بأن “مرحلة جديدة ستنبثق بعد انتخاب رئيس الجمهورية من خلال تعزيز الأمن والوحدة الوطنية في وجه الحرائق المحيطة بنا، وليعود لبنان نموذجاً للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم”.
الجمهورية: “إستنفار” لإنجاز الانتخاب في 31… وعون لتبديد الهواجس والاعتراضات
كتبت “الجمهورية”: اطلق الرئيس سعد الحريري مبادرته في السماء الرئاسية، واعلن ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، واضعاً حداً لكل التشكيك والتساؤلات والالتباسات. الكرة لم تعد في ملعبه، بل ليتلقفها اللاعبون على الخط الرئاسي، مؤيدون ومعترضون، ليُبنى على الشيء مقتضاه. يريد الحريري تلقفاً ايجابياً يفتح الباب على مسار إنسيابي نحو ترجمته في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 31 تشرين الاول، بانتخاب “مرشحه” ميشال عون رئيساً للجمهورية”. في كلام الحريري خريطة طريق الى الرئاسة يتمنى لو انها سهلة، إنما كما بَدا في خطابه تسودها تعرّجات وعقبات ويأمل ان لا تتحوّل عثرات تقطع الطريق على خطوته التي وصفها بالمخاطرة.
قال الحريري كلمته وينتظر كلام الآخرين، وقد يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وربما تقوده “مخاطرته” الى طَرق أبواب ما اعتاد طرقها في السنوات الاخيرة.