من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: الحريري يؤدي اليوم “تكليفه الشرعي”! عون جاهز لمصارحة بري: هذه نظرتي إلى موقعك
كتبت “السفير”: ما لم يستجد عامل طارئ غير محسوب، من “خارج النص”، فإن الرئيس سعد الحريري سيعلن رسمياً بعد الظهر اليوم، من بيت الوسط، دعم ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، عملا بالروزنامة الزمنية التي اتفق عليها مع الجنرال، علما أن هناك من لا يزال غير مصدق، حتى يسمع بأذنيه ويرى بعينيه..
وحتى جلسة “تشريع الضرورة” أمس اتخذت أبعاداً رئاسية عابرة للقوانين، تحت وطأة لحظة مشحونة بالرهانات والانتظارات والمواعيد والوعود..
ومع إيفاء الحريري بوعده لعون، يكون الجنرال قد أصبح بحسابات “الورقة والقلم” مستحوذاً على الرئاسة استناداً الى أكثرية نيابية كافية، بالمعنى العددي، لكنها تفتقر الى “فيتامين” النصاب السياسي المكتمل الذي سيبقى ناقصاً ومعتلاً من دون التفاهم مع الرئيس نبيه بري.
ولئن كان عون سيسعى الى “ترميم” هذا النصاب قبل موعد جلسة الانتخاب في 31 تشرين الأول، بات يميل – وفق مصادره – الى حضور الجلسة في كل الحالات، مطمئناً الى “كفالة” الحريري وباقي الحلفاء، ما يعني أنه لم يعد يشترط أن يسحب النائب سليمان فرنجية ترشيحه للنزول الى مجلس النواب.
وعليه، يرى الجنرال أن دعم الحريري له، معطوفاً على رصيده السابق من الأصوات، سيؤدي الى انتفاء أي مبرر لإرجاء موعد جلسة الانتخاب المقررة، وإذا كان لا بد من تعديل التوقيت يجب أن يكون في اتجاه تقريبها لا تأجيلها.
وبرغم أن “جدول الحساب” بات يمنحه الأرجحية، فإن عون الذي يدرك جيداً قواعد اللعبة الداخلية وتوازناتها، ليست لديه مصلحة في أن ينطلق عهده وهو يعاني في أيامه الأولى “فقر دم” سياسياً ونقصاً في المناعة، وبالتالي فإن المقربين منه يجزمون بأنه سيطلب، بعد إعلان الحريري قراره، موعداً سريعاً للقاء بري في زيارة مكاشفة ومصارحة، ستتجاوز الإطار البروتوكولي والشكلي الى الغوص في عمق العلاقة الملتبسة وإشكالياتها.
وبرغم التوتر الذي ساد عون وبري في الأيام الأخيرة، ترفض الرابية التسليم بفرضية أن رئيس المجلس سيكون حُكماً في صفوف المعارضة، وهي تراهن على إمكان استمالته مجدداً في ربع الساعة الأخير، منطلقة من المعادلة الآتية: “لا العهد الجديد يمكنه الإقلاع بسهولة من دون الشراكة مع بري، ولا بري يستطيع إيضاً الإقلاع من دون أن يكون متناغماً مع هذا العهد”.
يعتقد عون أنه ليس بمقدور بري أن يتخلى بهذه البساطة والسهولة عن حضوره المتأصل في السلطة، وما أفرزه من امتدادات ومصالح على مدى عقود. وهناك في محيط الجنرال من يرجح أن يكون الهدف الأساسي من السقف المرتفع لخطاب رئيس المجلس في هذه المرحلة هو تحسين شروط التفاوض اللاحق، لا نسفه.
وتبدو الرابية مستعدة للذهاب بعيداً في تفهم شكوى بري ومعالجتها، على قاعدة أن ما يجمعهما هو أكثر مما يفرقهما، “ومن يستطع التفاهم مع الحريري الآتي من بعيد فلن يستعصي عليه التفاهم مع بري الشريك في خيارات استراتيجية هي أهم من تفاصيل السلطة”.
وتبعاً لزوار الرابية، ليس لدى عون أي رغبة ظاهرة أو مضمرة في تهميش دور بري وموقعه الحيوي في تركيبة النظام، بل إن الجنرال مقتنع بأن حكم الأقوياء الذي ينادي به لا يمكن أن يستقيم أصلاً من دون رئيس المجلس “الذي سيسمع هذا الكلام بوضوح من عون عندما يلتقيه”، كما يؤكد المطلعون على أجواء الرابية.
ويستهجن المحيطون بالجنرال إيحاء البعض بأن بري بحاجة الى ضمانات أو تطمينات من عون، لافتين الانتباه الى أن رئيس المجلس هو في موقع من يمنحها للآخرين، لا من يطلبها، “وإذا كانت هناك ضرورة لترتيبات مسبقة بين عون والحريري لكونهما يأتيان من ضفتين متباعدتين، فإن بري كان مصنفاً حتى الأمس القريب في قاموس الجنرال بمثابة حليف وشريك برغم بعض التباينات الموضعية”.
بالنسبة الى عون، ليس منطقياً أن ينقلب على رئيس المجلس أو يعاديه وهو الذي يمثل جزءاً ميثاقياً من المكوّن الشيعي، ويربطه تحالف وجودي مع “حزب الله”، الى درجة أن الجنرال افترض في وقت ما أن بري والحزب هما واحد، ثم راح يتصرف على هذا الأساس، وهذا ما مثّل أحد أسباب تفاجئه باعتراض بري الشديد على انتخابه رئيساً للجمهورية، خلافاً لمقاربة الحزب الذي ينظر اليه مرشحاً طبيعياً وميثاقياً، كما يقول المتحمسون لعون.
وبناءً عليه، تعتقد الرابية أن شظايا موقف بري الحادّ ضد انتخاب الجنرال إنما تصيب بنحو أو بآخر “حزب الله” كذلك.
وينفي المحيطون بالجنرال وجود أي اتفاق خطي بين جبران باسيل ونادر الحريري، على قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وتوزع الحقائب الوزارية وبقاء الحريري في رئاسة الحكومة ست سنوات، مشيرين الى أن ما حصل هو أن الجنرال أبلغ الحريري أنه لن ينقلب عليه ما دامت أكثرية نيابية سمّته ومنحته ثقتها، عملاً بنظرية حكم الأقوياء التي يشكل بري أحد أضلاعها الثابتة.
ويكشف هؤلاء عن أن من بين نقاط التلاقي بين عون والحريري أيضاً توافقهما على ضرورة ألا يسيطر أي فريق على مجلس الوزراء، “أما الإقامة المستدامة للحريري في رئاسة الحكومة فلا يقررها عون، بل هي ترتبط بالمشاورات الإلزامية وما تفضي اليه”.
وفي ما خص حاكمية مصرف لبنان، يوضح المطلعون على مفاوضات الكواليس أن الحريري طرح على سبيل المثال أن يتولى الوزير السابق جهاد أزعور هذا المركز، فيما لعون رأي آخر..
وتجزم أوساط عون أن الرجل لا يضمر أي شر أو سوء نية حيال بري، وهو يعرف جيداً ان موقع رئيس المجلس ودوره ليسا قابلين للنقاش انطلاقاً من حيثيته وتحالفاته، وبالتالي لا استهداف له، وأي التباس قائم سيكون اللقاء المرتقب بينهما كفيلاً بمعالجته، إذا صدقت النيات.
على المقلب الآخر من المعادلة، قالها بري بوضوح وصراحة أمام النواب أمس: “أنا سأحضر جلسة الانتخاب، وقد بدأت بإعداد خطاب تهنئة الفائز من بين المرشحين، لكن لن أصوّت للجنرال مع محبتي وتقديري له..”.
لم “يهضم” بري بعد محاولة عون والحريري اختزال استحقاق من وزن رئاسة الجمهورية بهما، وكأن المطلوب من الآخرين أن يبصموا فقط على ما يتفقان عليه، خلافاً لقواعد إنتاج السلطة التوافقية في لبنان. حتى في الشكل، بدا مستغرباً لعين التينة أن يتولى الحريري من بيت الوسط إبلاغ زواره بما قرره، على طريقة إصدار الفرمانات وتعميمها.
البناء: اليوم تنطلق الهدنة في اليمن… والترتيبات مكتملة في حلب لبدء خروج المسلحين تلزيم السعودية وقطر وتركيا عزل النصرة من التفاهم الروسي الأميركي حزب الله يبدأ مساعيه بعد التبنّي العلني لترشيح عون… والحريري يعلنه اليوم
كتبت “البناء“: بالتزامن ينطلق مسار التسوية من بوابة الهدنة في كلّ من اليمن وسورية، فاليوم يبدأ تطبيق أحكام هدنة اليمن التي تتميّز عن غيرها بترافقها مع ضغوط أميركية على السعودية تلاقي مأزقاً سعودياً مالياً وسياسياً وعسكرياً، للخروج من الحرب وفقاً لمضامين المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري وتلقى ترحيباً دولياً وإقليمياً لقيامها على معادلة تشكيل حكومة موحّدة تتولى تطبيق البنود المنصوص عليها في القرار الأممي 2216 الذي كانت تنظر السعودية وجماعتها في اليمن لتطبيقها كشرط مسبق للبدء بالبحث في الشأن السياسي، بينما يربط تحالف المؤتمر الشعبي وأنصار الله أيّ عودة للمفاوضات لوقف العدوان السعودي وليس بوقف نار بين اليمنيين مع استمرار الغارات السعودية، ويربط في المقابل أيّ مسار سياسي بحكومة الوحدة، وبانطلاق الهدنة على قاعدة وقف الغارات الجوية السعودية على اليمن والتحضير لمسار سياسي يقوم على مشروع حكومة الوحدة يصير استحقاق اليوم مختلفاً.
في سورية مسار مختلف، لكنه يصبّ في اتجاه إحياء التفاهم الروسي الأميركي، فبينما اكتملت ليلاً الاستعدادات على مداخل شرق حلب من جهة الكاستيلو لخروج المسلحين، الذي تقول مصادر عسكرية إنّ عدداً غير قليل منهم يستعدّ لإخلاء الأحياء الشرقية من المدينة بضغوط من الأهالي، سيخرجون اليوم مع الجرحى والمرضى والمسنين، انطلقت في جنيف المحادثات العسكرية بين الخبراء الروس والأميركيين بمشاركة ضباط سعوديين وأتراك وقطريين، جرى تلزيمهم من واشنطن تطبيق البند الأصعب من التفاهم الروسي الأميركي الذي تسبّب بتعطيله وهو فصل الجماعات المسلّحة عن جبهة النصرة، بينما تحدث حلف شمال الأطلسي عن حشود روسية غير مسبوقة في البحر المتوسط يربطها بأحد خياري التعاون المرتقب مع الأميركيين في استهداف النصرة وداعش، في إدلب وريفها والرقة ملاقاة لما بدأ في حرب الموصل على داعش، بعد النجاح في الفصل بين الجماعات المسلّحة المدعومة من واشنطن وحلفائها وجبهة النصرة، أو الذهاب الروسي إلى خيار الحسم العسكري الذي يستعدّ له الجيش السوري وحلفاؤه إذا فشلت المساعي السياسية، فيما تحقق قواته المزيد من الانتصارات في ريف حماة، والمزيد من الإنجازات بإخراج المسلحين من المزيد من المناطق كانت حصة الأمس منها لمدينة معضمية الشام التي غادرها مئات المسلحين إلى إدلب شمالاً.
الانفراجات التي تبدو متزامنة مع التوقيت الأميركي لمعارك الموصل واقتراب الاستحقاق الانتخابي الأميركي، يلاقيها في لبنان احتباس سياسي هو الأشدّ قسوة بعد اصطدام تبني ترشيح العماد ميشال عون من قبل الرئيس سعد الحريري بالفيتو العلني لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وفيما تخفف مصادر التيار الوطني الحر من وطأة هذا الفيتو وتراهن على تذليله بتفاهم مع الرئيس بري، لا يمكن الذهاب إليه إلا بعد أن يعلن الحريري تبنيه لترشيح عون رسمياً، في وقت ينتظر حزب الله هذا الإعلان كي يبدأ مساعيه للتقريب بين موقعَي حليفيه الأساسيين من الاستحقاق الرئاسي، ما سرّع بحسم الحريري لقرار الإعلان بعدما تردّد بذلك مع تبلور موقف بري المعارض، متحدثاً عن تذليل ما وصفه بعقدة بري قبل الإعلان وتلقيه جواباً مشتركاً من التيار الوطني الحر وحزب الله مضمونه، الإعلان أولاً وبعده مساعي التفاهمات، ليحسم الإعلان عن تبني الترشيح لموعد دعا إليه وزراء ونواب وشخصيات سيشرح خلاله موقفه من الاستحقاق الرئاسي، والمراحل التي مرّ بها وصولاً لتبنيه ترشيح العماد عون، ليتمّ ترحيل البحث الجدي بالخطوات اللاحقة بعد عودة الرئيس بري من السفر قبيل موعد جلسة الانتخاب المقرّرة نهاية الشهر، بيومين، ما يطرح بقوة احتمال تأجيل الجلسة، تفادياً لفشل تحقيق النصاب كما تقترح أوساط التيار الوطني الحر وحزب الله، وفقاً لمصادر نيابية متابعة، بينما لا يزال الرئيس بري عند موقفه بعقد الجلسة وتعيين سواها، إذا لم يتحقق النصاب، والذهاب إلى الانتخاب في حال تحقيقه.
يعلن الرئيس سعد الحريري من بيت الوسط اليوم دعم ترشّح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وبحسب المعلومات بأنه يُعدّ الخطاب الذي سيلقيه الساعة الخامسة مساءً في حضور أعضاء كتلة “المستقبل”.
وقالت مصادر مستقبلية لـ “لبناء” إن “الأجواء والمعطيات تشي بأن الحريري يتجه الى إعلان خيار كبير وخطوة مصيرية بإعلان ترشيح العماد ميشال عون، رغم أننا لا نعلّق آمالاً كبيرة على مرحلة ما بعد الإعلان”، وأوضحت أن “الهدف الاساسي للحريري الذي دفعه لتبني خيار عون هو انتخاب رئيس بعد أن عطل حزب الله الانتخاب لمدة عامين ونصف ومن خلفه إيران التي راهنت على اهتراء الوضع في لبنان بانتظار أن تفرض شروطها على اللبنانيين، حينما تنضج التسويات في المنطقة، فهدف الحريري الإبقاء على رئاسة الجهورية وعلى الجمهورية نفسها، وهذا ما سيقوله الحريري لجمهوره ولحلفائه وللبنانيين في خطابه اليوم خلال إعلانه الترشيح”.
وأشارت المصادر الى أن “رئيس المستقبل لم يذهب في هذا الخيار بهدف الوصول الى رئاسة الحكومة، وليس بالضرورة أن يكون هو رئيس الحكومة المقبلة، لكن في حال قرر ترؤسها فليس بالضرورة أن يكون الآن بل في الحكومة الأولى بعد الانتخابات النيابية المقبلة”. وأضافت: “سيقول الحريري اليوم إنني قمت بواجبي تجاه عون وتجاه البلد وتجاه حلفائي الذين تمنوا عليّ ترشيح عون إنقاذاً للبلد، لكن سيقول أيضاً إن الأهم من ذلك هو إقناع الحلف المعطل للانتخابات الرئاسية وهو حزب الله”. الأمر الذي سيدفع الحريري بحسب المصادر للذهاب أيضاً الى تفاهمات مع الحزب قبل مرحلة تشكيل الحكومة وخلالها”.
وتنفي المصادر أن يكون الحريري قد “أسرّ لكتلته النيابية أو لقيادة تياره عن مضمون الاتفاقات مع عون إن حصلت”. وتقول المصادر إن “الثنائيات التي يتحدث عنها الرئيس نبيه بري كانت قائمة منذ استقلال عام 1943 حتى الآن، مروراً بالطائف وخصوصاً في السلطة التنفيذية، لكن الوضع لا يمكن أن يستمر وإذا كان استمراره ضرورياً لاستمرار البلد فمن خلال تفاهمات جديدة تجمع كل الأطراف وخصوصاً بري الذي يحاول أن يحافظ على لبنان بشكله الحالي كدولة توازنات بين الطوائف للحفاظ على الاستقرار الداخلي، بدلاً أن يذهب البلد الى المجهول في ضوء الوضع المتفجر في المنطقة”.
وترى المصادر أن كلام بري عن أنه “لن يصوّت لعون ولن يسهل على الحريري تشكيل الحكومة معطى جديد قد يدفع الحريري الى مراجعة حساباته وإعادة التفكير في الخطوة التي سيقوم بها اليوم أو سيبلغ عون بأن عليه القيام بواجباته تجاه رئيس المجلس ويعقد معه تفاهمات بموازاة تفاهمه مع الحريري”. كما “لا تخفي المصادر خشيتها من أن تكون معارضة بري لانتخاب عون لعبة مزدوجة مع حزب الله لمنع وصول رئيس إن كان عون أم غيره”. وتفضّل المصادر “انتظار الخطوة الأولى المتمثلة بإعلان دعم الترشيح وبعدها نرى شكل الاعلان وكيفية تسويقه والتفاهمات والضمانات التي ستليه”، وأكدت المصادر أن “الحريري أطلع الوزير سليمان فرنجية على كل خطوة قام بها تجاه عون، فالقضية ليست مسألة تأييد ولو كان حزب الله يريد انتخاب رئيس لكان انتخب فرنجية منذ 11 عشر شهراً أو نصحه بالانسحاب لمصلحة عون”.
الاخبار: بري: مشكلتي مع الحريري لا مع عون
كتبت “الاخبار”: يحمل الرئيس نبيه بري راية الاعتراض على وصول الجنرال ميشال عون إلى بعبدا. ورغم أنه قرر التخفيف من حدة مواقفه ضد ثنائية التيار الوطني الحر ــ تيار المستقبل، فإن مصادره تكشف أن مشكلته الحقيقية هي مع الرئيس سعد الحريري لا مع عون
عند الخامسة من بعد ظهر اليوم، سيجمع الرئيس سعد الحريري نواب كتلته، وعدداً من الشخصيات السياسية والإعلامية، في منزله في وادي أبو جميل، ليعلن ترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. القرار اتُّخذ، ولا عودة عنه.
هذا على الأقل ما يجزم به المقربون من الحريري الذي حرص على الاتصال بنوابه لضمان حضور العدد الأكبر منهم، على قاعدة “منع ظهور انقسام، ولأن حضور إعلان الترشيح منفصل عن وجهة التصويت”. وبناءً على ذلك، يتوقع أن يحضر الرئيس فؤاد السنيورة والنواب المعترضون على ترشيح عون، “احتفالية” الحريري باختيار أحد خصومه مرشحاً لرئاسة البلاد.
على المقلب الآخر، يقف الرئيس نبيه بري في مقدّمة رافضي وصول عون إلى قصر بعبدا. أعلنها بلا أي مواربة. لكن، بحسب ما يُنقل عن رئيس المجلس وفريق معاونيه، فإن مشكلته لم تعد محصورة بجلوس عون على كرسي الرئاسة الأولى. هو صار مستعداً لتجرّع “كأس السم” هذه. في العمق، مشكلة بري الأولى باتت مع الحريري. مصادره تقول إن “استياء الرئيس برّي نابع من شعوره بأن الحريري خذله، خصوصاً أنه كان دائماً إلى جانبه، وكان أول الحريصين على مستقبله السياسي، وليس الرئيس بري من يُرَد الجميل إليه بهذه الطريقة”. وذكّرت المصادر بأن رئيس المجلس قال قبل أسابيع إنه “مع الحريري ظالماً ومظلوماً، فهل تُقابَل إيجابية الرئيس بعقد اتفاقات وتسويات يرفضها، ثم الاكتفاء بإبلاغه بالنتيجة؟”. وأكّدت أن “ما يحكى عن أن الحريري لا يريد إغضاب الرئيس برّي لا يعنينا، وعليه أن يبحث هو عن حلّ، واذا كان حريصاً على علاقته برئيس المجلس، فلا يذهب إلى ترشيح عون من أصله، وليُعد حساباته، ويفتح باب التفاهم على مصراعيه مع جميع الأطراف، لا أن يعقد اتفاقات جانبية ويأتي كي يفرضها علينا”. ولفتت مصادر عين التينة إلى أن “كلام الحريري عن كونه مضطراً ولا خيار أمامه سوى القبول بعون رئيساً غير صحيح، خصوصاً أنه لمس من جميع من التقاهم رفضاً لوصول الجنرال إلى بعبدا. حتى سمير جعجع الذي أعلن دعم عون، قال للحريري: أنا مضطر إلى تأييد عون لأحمي ظهري مسيحياً، لكن أنت ما الذي يجبرك على ذلك؟”، مشيرة الى أن هذا هو السرّ الذي أشار بري أخيراً إلى وجوده بينه وبين رئيس “القوات”.
حليف الرئيس بري، النائب وليد جنبلاط، يعبّر ــ عبر مصادره ــ عن تفهمه لموقف رئيس المجلس. وترى المصادر أن “الحريري تصرف بشكل غير سليم مع بري، وخذله”. وأشارت إلى أن “المشكلة ليست في انتخاب عون، بل في ما بعد عملية الانتخاب”، متسائلة: “هل يدرك الرئيس الحريري حجم سلبيات قراره، إن انتخب عون وقرر الرئيس برّي مقاطعة الحكومة؟”، وهل سيؤلف الحريري حكومة يشارك فيها “فقط وزراء من حزب الله الذي يصنفه حلفاء الحريري في الخليج بأنه إرهابي؟ هل سيؤلف حكومة فيها إرهابيون؟”، معتبرة أن “رئيس تيار المستقبل ينتحر، لأن أحداً لن يتعرض للمشاكل مثله”.
حزب الله يتهيّب الموقف. هو ماضٍ في دعمه لعون بلا تردد، لكنه “مهجوس بقوة تأثير ما يحصل على علاقته ببري. وهو أبلغ من يهمه الأمر بأنه كما لم يقبل بكسر عون أو عزله، فإنه لن يقبل بكسر بري أو عزله”.
الديار: جعجع لعون : انزل الى المجلس ولا تدخل في استنزاف الوقت… الأرقام لمصلحتك مصدر في المستقبل : باسيل مستشاراً في القصر الجمهوري وجريصاتي للعدل والفرزلي للخارجية
كتبت “الديار“: المشهد الرئاسي يدخل المرحلة الجدية، مع اعلان الرئيس سعد الحريري ترشيحه الرسمي للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية عصر اليوم من بيت الوسط في حضور اعضاء كتلته النيابية وفاعليات بيروتية وشمالية. ومعها سيدخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة مختلفة، بعد ان انجز الحريري المطلوب منه على قاعدة “يا رب اشهد انني قد بلغت” و”رمي الطابة” في ملعب الاخرين، وتحديداً حزب الله و8 آذار، الا اذا حصل طارئ في بلد العجائب لبنان، ادى الى تأجيل الاعلان مع تبدل الاوضاع والتطورات بين لحظة واخرى.
وتشير المعلومات الى ان الرئيس الحريري حسم أمره وانجز كلمة الاعلان التي ستركز على الاسباب التي دفعته الى السير بخيار العماد عون جراء اوضاع البلد الاقتصادية وما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان، والتي باتت تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية يعطي دفعا ايجابياً للبلد.
لكن لا يمكن الجزم بحصول الاستحقاق الرئاسي مع التسريبات والخشية من حدث امني قد يعطل الاستحقاق عبر تحركات على الارض ينتج منها احداث دموية أو عملية اغتيال لا سمح الله، تؤثر في الاستقرار اللبناني برمته، وان البلاد شهدت خلال الايام الماضية استنفاراً طائفياً ومذهبياً اظهر بأن الاستقرار “مغطى بكومة قش” والامثلة عديدة وهناك من نام رئيساً أو رئيساً للحكومة أو وزيراً واستفاق صباحاً على تطورات مختلفة أسقطت كل الاتفاقات، خصوصا ان متابعين يؤكدون استحالة حصول الاستحقاق الرئاسي في ظل الكباش الكبير في المنطقة ولبنان ليس خارجه مطلقاً.
الصورة الرئاسية ستكون مختلفة غداً، وسيبدأ الحراك الجدي، والعيون ستكون متجهة الى حارة حريك والى الدور الذي سيتولاه حزب الله لاقناع حليفه الرئيس نبيه بري بتليين موقفه، علماً ان الاتصالات لم تتوقف ولا تتوقف بين عين التينة وحارة حريك. والمشكلة أن الوقت بات داهماً جداً مع سفر الرئيس نبيه بري الى جنيف وعودته في 28 تشرين الأول، ولا يمكن خلال يومين او ثلاثة اجراء الاتصالات وحل اشكال في هذا المستوى.
ومن هنا يطرح تأجيل الجلسة الى 17 تشرين الثاني لتنقية الاجواء بين بري وعون، وعندئذ يكون التفاهم الوطني شاملا وليس ثنائياً عبر تفاهم جبران باسيل ونادر الحريري. وقد اوحى وزير الصناعة حسين الحاج حسن بإمكانية تأجيل الجلسة رغم ان العماد ميشال عون يرفض ذلك مدعوماً من حلفائه، وتحديداً من الدكتور سمير جعجع. وحسب مصدر في 14 آذار لـ”الديار” فان الدكتور جعجع نصح العماد عون بالنزول الى المجلس وعدم الدخول في استنزاف الوقت و”الارقام في مصلحتك”. وهذا ما يؤكد هواجس 8 اذار، من دور الدكتور جعجع في دفع “الجنرال” الى خطوات قد توسع “الهوة” بينه وبين هذه القوى.
النهار: 12 يوماً حاسمة أمام معارضي عون
كتبت “النهار”: اذا كان اليوم التشريعي لمجلس النواب احتل ظاهر المشهد السياسي أمس، فان الجلسة التشريعية كادت تمر هامشية أمام الغليان التصاعدي الذي ضجت به كواليس ساحة النجمة و”بيت الوسط” ومقار الزعامات السياسية ايذاناً بانطلاق “الاشتباك” السياسي الكبير حول يوم “الواقعة” المفصلية في 31 تشرين الاول. وتدل كل المعطيات والمؤشرات على ان موعد جلسة 31 تشرين الاول سيكون حاسما في معركة داخلية غير مسبوقة بعواملها المحدثة وتختلف اختلافاً جذرياً عن كل سوابق المعارك الانتخابية الرئاسية منذ ولادة اتفاق الطائف سواء في حقبات الوصاية السورية أو بعدها. ولن يكون أدل على الطابع الدراماتيكي الذي تنحو في اتجاهه هذه المعركة سوى الخطوة التي سيقدم عليها اليوم الرئيس سعد الحريري في اعلانه تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية مع كل ما يستبطنه هذا الاعلان من دلالات شديدة الوطأة كتحول سياسي بعد نحو سنة من اعتماد الحريري خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية.
وسيعلن الرئيس الحريري تبنيه لخيار عون مفنّداً الدوافع والتبريرات التي أملت عليه اعتماده وسط معطيات تعكس بلوغ التعقيدات التي تكتنف هذا الخيار ذروتها والتي من شأنها ان تجعل الايام الـ12 الفاصلة عن موعد 31 تشرين الاول أشبه بمنعطف مصيري حقيقي سينقل لبنان من ضفة الى ضفة أخرى من دون قدرة أحد على التكهن بطبيعة التداعيات التي سيحدثها الاشتباك السياسي الحاد حول خيار عون. ويكفي للدلالة على الحجم الكبير لهذا الاشتباك ان يتحول رئيس مجلس النواب والعراب الدائم لكل العهود الرئاسية منذ التسعينات من القرن الماضي والركيزة الثانية الدائمة للسلطة مذذاك والممثل الاول الرسمي والدستوري للطائفة الشيعية الرئيس نبيه بري للمرة الاولى الى رأس حربة المعارضين لخيار عون و”معادلة” عهد عون – الحريري بكل ما يختزنه هذا التطور غير المسبوق من دلالات. لم يتردد بري أمام الهيئة العامة لمجلس النواب امس في اعلان قراره الحاسم أنه لن يصوت لعون وان تعهد حضور كتلته الجلسة وعدم تعطيلها كما فعلت دوماً. ولكن فيما كان يعلن ذلك كان المعارضون لخيار عون من اتجاهات مختلفة يهيئون سيناريوات المواجهة وكانت الاتصالات تتكثف في ما بينهم لاستكشاف امكانات اسقاط انتخاب عون الذي يبدو واضحا انه بمجرد ان يعلن الحريري اليوم تبني خياره فان معايير نيله للأكثرية سترتفع ولو من دون حسم الامر نهائيا في انتظار ما تحمله الايام الفاصلة عن موعد 31 تشرين الاول من تطورات.
المستقبل: 50% من المسيحيين يحمّلون “حزب الله” و”أمل” مسؤولية تعطيل وصول عون “الضرورة” تعيد المجلس إلى التشريع.. وبرّي يرفع “مطرقة” المعارضة الحريري يحسم موقفه الرئاسي اليوم
كتبت “المستقبل“: بعد طول تحليل وتأويل وتهويل على ضفاف جولة مشاوراته الهادفة إلى انتشال رئاسة الجمهورية من قبضة الشغور الخانقة للبلد ومؤسساته ومصالحه الاقتصادية والمالية والاجتماعية والحيوية، يحسم الرئيس سعد الحريري موقفه الرئاسي اليوم بكلمة يتوجه بها مباشرةً على الهواء من بيت الوسط إلى اللبنانيين ليضعهم في خلاصة ما توصل إليه من قرار وطني بعد اكتمال دورة مبادرته الرئاسية المرتكزة بشكل أساس على واجب إنهاء الفراغ ووجوب إعلاء مصلحة الجمهورية فوق أي مكسب شخصي أو فئوي أو سياسي، تطبيقاً وتصديقاً لمنهاج مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وقاعدتها العريضة: “ما حدا أكبر من بلدو”.
اللواء: الحريري يطوي صفحة الترشيح اليوم.. وعون في “بيت الوسط” جلسة التشريع تبعد شبح العقوبات المالية الدولية.. وتقرّ إيرادات جديدة للموازنة
كتبت “اللواء”: يطوي الرئيس سعد الحريري عند الخامسة من بعد ظهر اليوم، في خطوة تشكّل عنصر تحول على صعيد إنهاء الشغور الرئاسي، بتبني دعم النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، صفحة كانت مدار أخذ ورد، على مدى الأشهر الأخيرة، وسط غموض حول مآل الخطوة، وما سيترتب عليها، حيث يرمي الكرة في ملعب الآخرين ليفتح الباب على مصراعيه امام مخاضات الرئاسة وخلط الأوراق، واعادة رسم لوحة جديدة للتحالفات والخيارات.
الجمهورية: الحريري يُعلن ترشيح عون اليوم… والعَين على “جلسة الحسم”
كتبت “الجمهورية”: إذا ما صَدقت الوعود، فاليوم الخميس الواقع فيه 20 تشرين الأوّل 2016، هو يوم الحسم، تنطوي فيه آخر صفحات الترشيح، وينطق الرئيس سعد الحريري بـ”الجملة السحرية”، ويعلن تأييده رسمياً ترشيح رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون للرئاسة. وعلى رغم الأجواء السائدة، إلّا أنّ هذا الإعلان قد يكون محفوفاً باحتمال التأجيل، خصوصاً وأنّ هناك اتّصالات ناشطة إقليمياً ودولياً يمكن أن تتمخّض عن خيار قد لا يكون في مصلحة هذا الإعلان وقد يضطرّ الحريري إمّا إلى التأجيل وإمّا إلى الانسحاب منه، رامياً كرةَ التعطيل في الملعب الآخر. وتفيد معلومات ديبلوماسية أنّ الإدارة الأميركية لا تبدي أيّ حماسة لِما يجري على الخط الرئاسي اللبناني، وأكّد مسؤولون أميركيون حينما سُئلوا عن لبنان، أنّ ملفّه مؤجّل حتى شباط المقبل، ولدى الإدارة ما هو أهمّ، وأنّ جلَّ اهتمامِها اللبناني ينحصر فقط في ضرورة الحفاط على الاستقرار الأمني وتالياً المالي، المحفوف بالمخاطر.