العميد جابر للشرق الجديد: تحرير الموصل نقلة مهمة وغير كافية لانهاء وجود “داعش”
رأى العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات ان للموصل اهمية كبيرة، فهي اكبر مدن العراق وتعتبر ثاني مدينة وهي عاصمة محافظة نينوى، وعبر التاريخ كانت هناك مطامع تركية وكردية في الموصل، فهي ذات اهمية ديموغرافية وجغرافية كونها اكبر مدينة يقطنها العرب وتعتبر مدينة عربية للسنة العراقيين، واقتصاديا، يوجد في محافظة الكثير من ابار النفط.
وقال جابر في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان “معركة الموصل معركة مهمة جدا، واذا تم طرد تنظيم داعش منها، تصبح الخطوات اللاحقة تفصيلا لطرد هذا التنظيم من كامل الاراضي العراقية”.
واضاف جابر: “للمعركة عدة سيناريوهات، السيناريو المستبعد هو ان يصمد هذا التنظيم في الموصل الى آخر رمق، اذا ما تركت له مخارج عندها ستكون المعركة صعبة جدا ، وسيدور القتال من شارع الى شارع ومن زاوية الى زاوية، علما انه يوجد في الموصل اكثر من مليون انسان، حينها من الممكن ان يسقط الاف الضحايا، ولكن التنظيم وحسب ما عودنا واستنادا الى التجارب السابقة في الرمادي والفلوجة وتدمر وحتى في جرابلس في سوريا ، يصمد الى ان يقرر، ولا يصمد للنهاية، لأنه لا يقوم بمعارك يدرك مسبقا انه لا جدوى منها ، وباعتقادي هذه المعركة من دون جدوى ، لان القرار اتخذ، هناك حرب اممية يشترك فيها اطراف عديدة، ويقال ان “داعش” يمتلك تقريبا 7 او 8 الاف مقاتل في الموصل، بينما القوات المهاجمة تفوق الـ50 الفا، هناك طيران التحالف الدولي، قوات متعددة الجنسيات اميركية وبريطانية، البشمركة، الاكراد والعراقيون الذين يتوزعون بين الجيش، قوات الامن والحشد الشعبي والحشد العشائري، و بالاضافة الى القوات التركية الموجودة في بعشيقة، هذا الخليط يشير إلى ان قرار استعادة الموصل محسوم، انما التنظيم بيده اوراق سيظل يناور عبرها الى ان ينتهي مفعولها، على سبيل المثال ، يراهن التنظيم على اشتباك او تداخل بين القوات المهاجمة المتعددة الالوان والاتجاهات، ويراهن ايضا على وجود القوات التركية التي من الممكن ان تشارك في الهجوم بينما يرفض الجميع مشاركتها ، و الجدير بالذكر ان وجود مليون انسان في الموصل ، هي ورقة مهمة بيد التنظيم ، لانه يمكن ان يتخذهم دروعا بشرية، والسؤال المطروح هنا ، هل سيصمد ” تنظيم داعش”؟ ، الجواب لا، سيتم ايجاد مخارج له ، وهو يدرس خطط الانسحاب عندما تتوفر المخارج والمسالك الآمنة”.
واشار جابر الى انه “هناك تداعيات استراتيجية وتكتيكية لمعركة الموصل”، لافتا، “الى ان التكتيكية هي ان التنظيم سيخرج من العراق، هل سيخرج بأمان؟ الاميركيون يحاولون كما حصل سابقا ، ان يؤمنوا له مسالك ولن تقصف قوافله فالاميركيون لم يقصفوا قوافل داعش التي خرجت من الفلوجة بل قصفها الجيش العراقي، ولم يقصفوا قوافل داعش التي انسحبت من جرابلس ولا التي خرجت من منبج ، لذلك يراهن “داعش” على انه لن يتعرض للقصف الاميركي، ولكن من الممكن ان ينصب العراقيون كمائن لهذا التنظيم وايضا ان يقوم الطيران العراقي بقصفه”.
وتابع جابر قائلا: “ان التداعيات الاستراتيجية خطيرة جدا، اولا سيخرج التنظيم من العراق عسكريا ولكنه سيبقى امنيا يهدد السلم العراقي لان لهذا التنظيم عدة أوجه منها يعمل تحت الارض ومنها كما نرى فوق الارض بجحافل وبمدفعية واليات، سيبقى في العراق ويتجمع في سوريا خاصة في شرق سوريا في البادية السورية، تداعيات معركة الموصل خطيرة على سوريا لان هذا التجمع سيكون في الرقة ودير الزور اذا عبروا، فهناك عدة معابر هناك البوكمال من الجانب السوري هو في الوسط وهناك اكثر من خمس معابر شمال البوكمال وجنوبها . واتوقع ان يعبر التنظيم من البوكمال ويتجه الى الميادين ومنها الى الرقة ودير الزور ومن سوريا يتزامن ذلك مع القوات العسكرية لداعش الموجودة في مدينة الباب لأنها لن تبقى هناك فهي محاصرة ومعركتها بلا جدوى ،بعد اقفال الحدود التركية، هذا هو التداعي الخطير وبتصوري سيكون هناك معركة طاحنة مع الجيش السوري بدير الزور وسيضطر ربما الجيش السوري الى الانسحاب اذا ما تدخلت القوات الروسية لمساندته واستعدوا بخطة محكمة لمنع داعش من السيطرة على دير الزور”.