حطيط للشرق الجديد: اتجاه مصر نحو سوريا هو الطريق السليم
رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط ان “السياسة الخارجية المصرية بدأت تتجه باتجاه الاستقرار والرؤية الاستراتيجية لموقع مصر في العالم العربي بما يتناسب مع مصلحة مصر الريادية والقومية ومصلحة المنطقة اقليميا”.
وقال حطيط في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد، “ان هذه المصالح تفرض عناصر ثلاثة رئيسية: العنصر الاول، الخروج من المسارات التي تخدم خطط العدوان، و الثاني الانخراط في المعسكر الذي يدافع عن الذات وعن الاقليم، والثالث الصلابة في الموقف بمواجهة القوى الاقتصادية والمالية التي تضغط على مصر وتتخذ الجامعة العربية والمنظمات الاقليمية اداة لتمرير سياساتها العدوانية”.
واضاف حطيط، “باعتقادي ان مصر استوعبت هذه المسائل وخيرت نفسها بين الامن القومي العام وبين المصلحة المالية العارضة، واختارت الامن القومي العام، وبهذا الاختيار وجدت ان الطريق السليم لاتخاذ موقف متوازن ويدافع عن الامة العربية وعن المنطقة هو بالاتجاه نحو سوريا والمحافظة على وحدتها ورفض الارهاب فيها، لان سقوط سوريا اليوم يعني سقوط مصر غدا، وبالتالي ان مصر تدافع عن نفسها وعن المنطقة عندما تتخذ مواقف رافضة للعدوان على سوريا وبهذا الفهم نجد كيف ان المخابرات المصرية اولا ثم الدبلوماسية المصرية لاحقا تحركت باتجاه سوريا وما كان الموقف الاخير في مجلس الامن لمصر الا القنبلة الدبلوماسية الكبرى التي هزت اركان معسكر العدوان على المنطقة وعلى سوريا بالشكل الذي كانت له تداعيات اكثر مما يتصور”.
وأشار حطيط الى “ان السعودية التي حاولت ان تشتري الموقف المصري لتستعمل مصر اداة في معسكر العدوان فشلت في مسعاها، واليوم اذا ارادت السعودية ان تبتز مصر فستجد نفسها معزولة عربيا عندما تخرج مصر من التنسيق والتعاطي معها بشكل حميم، فمصر كما قال الرئيس عبد الفتاح السياسي لن تركع الا لله، واموال السعودية لن تجعل مصر عبدة او خادمة او راكعة امام العرش السعودي، وهذا موقف يعبر بحد ذاته عن اشياء كثيرة وعن متغيرات دبلوماسية واستراتيجية كبيرة ينبغي على المتابع للتحرك ولمتغيرات المنطقة ان يلاحظها”.
وختم حطيط قائلا: ” العارف ببواطن الامور والدارس لمتغيرات المنطقة يعلم ان العدوان على المنطقة فشل، والرابح هو من يلتحق بمعسكر المنتصرين وهو معسكر الدفاع عن المنطقة، بقيادة محور المقاومة وفيه سوريا طبعا قلعة الوسط ، مدعوما من روسيا”.