تحذير روسي من استهداف مواقع في سوريا
حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن أي أعمال عدوانية ضد القوات الروسية لن تبقى دون رد مناسب، مشيرة إلى أن الدعاية الغربية حول أحداث حلب تخدم في الواقع مصالح الإرهابيين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، إن بعض المعارضين السوريين طلبوا من مشرفيهم في المنطقة تزويدهم بمنظومات للدفاع الجوي، معربة عن أملها في أن قوى إقليمية ودولية لن تستجيب لهذه الدعوات. وقالت: “روسيا لن تسمح لأحد بتعريض حياة مواطنيها، بمن فيهم عسكريون، للخطر. وأي أعمال غير ودية حيال روسيا لن تبقى دون عواقب”.
من جهة أخرى قالت زاخاروفا إن القضاء على بؤرة الإرهاب في سوريا بفعالية يتوقف على توحيد جهود الحكومة السورية وكافة القوى البناءة للمعارضة السورية الداخلية والخارجية.
وذكرت الدبلوماسية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيشارك يوم الـ 15 أكتوبر/تشرين الأول في اجتماع وزاري حول سوريا في مدينة لوزان السويسرية، مشيرة إلى أن ضمان نجاح هذا الاجتماع يتطلب تمسك القوى الأساسية بالتزامات معينة وقيامها بالعمل مع القوى الموجودة على الأرض على ضرورة التزام هذه القوى بشروط الهدنة.
وأضافت زاخاروفا بهذا الصدد أن الوزير لافروف سيعقد في لوزان لقاءات ثنائية مع عدد من الوفود المشاركة في الاجتماع المذكور.
وأكدت زاخاروفا من جديد ضرورة تحقيق الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة مع تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي والجماعات المرتبطة به، مشيرة إلى أن هذا الشرط يعتبر أساسيا لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا بسبب العقبات التي يشكلها الإرهابيون في هذا المجال.
وقالت الدبلوماسية الروسية إن موسكو منفتحة للتعاون بفعالية مع شركائها في المنطقة والعالم من أجل إحلال السلام في سوريا بأسرع ما يمكن والقضاء على الإرهاب هناك والمساعدة على تسوية الأزمة الداخلية في هذا البلد على أساس القانون الدولي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن مبادرة المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا حول إخراج مسلحي “جبهة النصرة” من حلب تتطلب التدقيق، مؤكدة أن موسكو إلى جانب دمشق الرسمية والأمم المتحدة تبحث عن مخرج من الوضع الإنساني المتدهور في سوريا وحلب بشكل خاص. ودعت إلى التخلي عن النظرة السطحية للوضع وتبني رؤية شاملة له من أجل إيجاد مخرج من الأزمة.
وأضافت زاخروفا أن الهيستريا الغربية والدعاية المعادية لروسيا في الغرب حول ما يحدث في شرق حلب تخدم في الواقع مصالح الإرهابيين هناك.
وقالت إن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية التي تهاجم روسيا بسبب خطواتها في سوريا، لا تستطيع في المقابل استعراض نتائج أفعالها هناك بعد قضاء سنوات في سوريا دون موافقة دمشق وبذريعة مكافحة الإرهاب.
وأشارت زاخروفا إلى أن الإعلام الغربي يتبنى موقفا منحازا لتغطيته معاناة المدنيين والأطفال في سوريا ويتجاهل معاناتهما نتيجة أفعال مسلحي المعارضة.
ووزعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية صور أطفال سوريين قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة أفعال المعارضين أو الإرهابيين في سوريا، داعية في ذات الوقت إلى الكف عن “تبادل الصور” بين روسيا والغرب والإدراك بأن جميع الأطفال والمدنيين في سوريا يعانون نتيجة الحرب هناك.
وبشأن العلاقات الروسية الأمريكية قالت زاخاروفا إن واشنطن تواصل التهديد بتوسيع العقوبات ضد روسيا وبالتالي تواصل تدمير العلاقات بين البلدين، محذرة السلطات الأمريكية وكذلك الإدارة الجديدة التي ستحل محل إدارة الرئيس أوباما من محاولات الضغط على روسيا، وأشارت إلى أن مثل هذه السياسة تهدد بعواقب وخيمة للاستقرار الدولي.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو ستتخذ إجراءات مقابلة في حال تشديد الغرب عقوباته ضد روسيا بذريعة “تدهور الوضع في سوريا”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن هناك دعوات أيضا إلى رفع العقوبات القديمة لأن سياسة العقوبات التي تطورت في الفترة الأخيرة تضر باقتصاد الدول التي وافقت على فرض هذه العقوبات.
وأضافت زاخاروفا أن اتهامات واشنطن الموجهة إلى موسكو حول شن هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة تستعمل لصالح أحد الحزبين وأحد المرشحين في إطار الحملة الانتخابية الأمريكية، متسائلة ما إذا كان البيت الأبيض مستعدا لإشعال “حرب إلكترونية عالمية” من أجل إنجاح مرشحه في الانتخابات.