من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: طبول رئاسية في لبنان.. وحربية في المنطقة!
كتبت “السفير”: باستثناء فارق الصوت الواحد بين سليمان فرنجية والياس سركيس في انتخابات العام 1970، لم ينتج لبنان منذ الاستقلال لا بل منذ زمن “دولة لبنان الكبير” رئيسا صنع في لبنان. فهل بات قرار سعد الحريري، بحل أزمته الشخصية، كفيل بإنتاج “لبننة رئاسية” غير مسبوقة في تاريخ لبنان؟
ندر أن تجد لبنانيا يمكن أن يصدق ذلك. صحيح أن الحريري ليس “قويا” كفاية لا في طائفته ولا في “مملكته” في هذه الأيام، إلا أنه “قوي” بقدرته على التحكم بالمسار الرئاسي.
المعادلة واضحة: طالما أن “حزب الله” يريد ميشال عون رئيسا، فهو يملك القدرة على تعطيل وصول غيره، مثلما يملك الحريري نفسه القدرة على التعطيل أو التسهيل للآخرين، بدليل أن انتقاله من مرشح الى مرشح ينتج حيوية سياسية، ولو أنها لم تصل إلى أية نتيجة منذ سنة حتى الآن.
إنها لعبة عض أصابع مستمرة، إلى أن قرر الحريري أن يكسرها بتبنيه ترشيح ميشال عون، من ضمن سيناريو يعيده هو شخصيا الى السرايا الكبيرة، من دون أن تكون تلك العودة مضمونة النتائج.
السيناريوهات المتداولة محليا كثيرة. يُنسب للحريري بأنه سيمضي في خياره حتى لو عارضه رئيس المجلس نبيه بري ويُنسب لـ “حزب الله” بأنه ماضٍ في خيار “الجنرال” حتى لو صوّت رئيس المجلس ضده في جلسة الانتخاب، ويُنسب لسليمان فرنجية أنه فور تبني الحريري ترشيح “الجنرال” سيعلن انسحابه. غير أن هذه كلها تبدو مجرد تمنيات.
في خضم هذه الفسحة من “الآمال الرئاسية” المبنية على جدران من الرمل والتمنيات، لا بأس من تقديم المزيد من “أوراق الاعتماد”: تمرير هادئ للتعيينات العسكرية سواء بالتعيين أو التمديد. تأجيل التحرك العوني الشعبي ورسم سقف سياسي متواضع له. مشاركة سياسية عونية كاملة (وليس فقط عددية) في جلسة مجلس الوزراء، أمس، بدليل البصم على التعيينات الادارية التي استعجل الرئيس بري إقرارها قبل اعلان موت الحكومة لسبب من الأسباب!
أما “كتلة المستقبل”، فلم تغادر، أمس، مربع تحفظ سياسي يزنّر مواقف رئيسها الذي يبدو متهيبا لكل ما يرسم من سيناريوهات لليوم التالي بعد تبنيه ترشيح عون، ومنها سيناريو الدعوة الى “يوم غضب لبناني” (سني فعليا) في كل لبنان، وهل يمكن أن تتجاوب بيروت وماذا عن الشمال وصيدا والبقاع وإقليم الخروب؟
اكتفى الحريري بسرد عموميات أمام كتلته من دون الخوض في تفاصيل الخيارات التي ينوي الذهاب اليها، تاركا الباب مفتوحا أمام ما تبقى له من محطات للتشاور خارجيا وخصوصا في الرياض، علما أن معظم المتابعين للموقف السعودي يجزمون بأنه لن يكون هناك قرار سعودي نهائي إزاء أي من خيارات حلفائه، في ضوء التجارب السابقة.
بكل الأحوال، فان نظرية “أنا أو لا أحد” سواء في رئاسة الجمهورية أو مجلس النواب أو مجلس الوزراء، لا يسهل صرفها في المعادلات اللبنانية.
لنقرأ ما قالته مقدمة “تلفزيون المستقبل”، ليل أمس: “الخيار العسكري (الأميركي) بات على الطاولة يتقدم على الخيار الديبلوماسي. هذه الروح الأميركية المفاجئة التي دبت في الملف السوري، ربما تنعكس قريبا على الاستحقاقات في المنطقة، ومنها إنضاج القرار الإيراني بتسوية في لبنان، قبل انقلاب موازين القوى أو تغييرها على الأقل”.
في المقابل، سألت قناة “المنار”: “هل يقرع الاميركي طبول حرب حقيقية ما استدعى هذا المستوى من الموقف الروسي (“اي استهداف للمناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية هو استهداف لنا”)؟ ام انها طبول السياسة الاميركية المجوفة لادارة محرجة بالسياسة والاقتصاد وصولا الى صناديق الانتخاب”؟
رؤيتان نقيضتان وحسابات مختلفة في لبنان والمنطقة، فكيف يمكن أن تقرع طبول الحرب في الاقليم، بينما هناك من يراهن في لبنان، على قرع طبول الحرس الجمهوري ورفع السيوف، ترحيبا بفخامة رئيس للجمهورية، يقيم منذ فترة عند مفترق القصر في بعبدا؟
حتى الآن، لا يبدو أن الأمور قد نضجت، على عكس الكثير مما يقال ويروج. لا بل يصح القول إننا حتى هذه اللحظة ما زلنا بعيدين عن التسويات. لا يكفي حسن النيات ولا التبني الشخصي الفضفاض لهذا أو ذاك من الخيارات. لا بد من روزنامة زمنية ورزمة سياسية كاملة والا يستمر الوضع الحالي مفتوحا على كل الاحتمالات.
هبة باردة من هنا وهبة ساخنة من هناك. هذا هو حال الملف الرئاسي لا أكثر ولا أقل.
في الرابية، أجواء وردية جدا، حتى أن العماد ميشال عون بات ذهنه مشدودا الى خطاب القسم وثمة من يردد أن تشكيلات الحرس الجمهوري أنجزت ورقيا، من دون تجاوز حقيقة وجود مجموعة من المستوزرين الطامحين الذين يتنافسون على تقديم النصائح طمعا بكرسي من هنا أو مقعد استشاري في بعبدا من هناك!
في “بيت الوسط”، يتصرف سعد الحريري بوصفه “صانع الرؤساء”. ثقته العالية بخياراته تجعله لا يقيم وزنا لأقرب المقربين إليه ممن يهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا قرر المضي في خيار ميشال عون. في حلقته الضيقة جدا، لا بد من حماسة استثنائية عند البعض، وهي غير بعيدة عن منظومة مصالح بدأت ترتسم معالمها في أكثر من “قطاع حيوي”، قبل فترة من الزمن، ومرشحة مستقبلا لأن تزداد توطدا!
“حزب الله” كعادته، يتلقى اللكمات من كل حدب وصوب. من الحلفاء كما من الخصوم. وبرغم ذلك، لا يمانع من تنفيذ عملية أسر رئاسة جمهورية، من ضمن معادلة يكملها رئيس حكومة، بدل أن يبدي حسن النية، لا يتوانى، عن اتهام الحزب بـ “التعطيل الجائر”، من المنابر الدولية والمحلية.
البناء: موسكو ترسم سقف أيّ عبث أميركي عسكري: لن تنتظر الصواريخ قبل التحرّك دي ميستورا يتطوّع لمرافقة عناصر “النصرة” من شرق حلب وموسكو ترحّب العونيون فكوا المقاطعة تسهيلاً للحريري وساروا بالتعيينات ملاقاة لبرّي
كتبت “البناء”: بمثل ما تبدو العصا الغليظة الروسية أداة صالحة في السياسة، بدأت ملامح ثبات حزب الله عند خياره الرئاسي من جهة، وتوازن إدارته لتحالفاته من جهة أخرى، تؤتي ثمارها، فقد ظهرت موسكو متمكنة من إدارة كلّ عناصر المشهد المحيط بسورية والحرب فيها، مستعدة لكلّ الفرضيات والاحتمالات والخيارات، فقرارات بحجم الردود التي صدرت من موسكو على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لا تتخذ في ساعتها، بل هي مفردات في جعبة ديبلوماسبة جاهزة للتعامل مع الاحتمالات سبق أن تمّت تقييمها ومناقشتها وحسمها على البارد، ليتسنّى اللجوء إليها عند ظهور ما يستدعي وضعها على الطاولة في زمن ارتفاع الحرارة، حيث لم يكد يتداول الإعلام الأميركي تسريبات عن فرضية استهداف المطارات السورية بصواريخ أميركية مجنّحة حتى دخل الوزير لافروف مستثمراً وجود نظيره الفرنسي في زيارة لموسكو على خلفية ما يجري في سورية ليدخل في التفاصيل العسكرية لآلية عمل شبكات الـ”أس 300″ والـ”أس 400″ في التعامل مع أي هدف طائر، واستحالة الانتظار والتمييز بين هدف وآخر في ظروف مشابهة للتموضع الروسي في سورية، موصلة رسالة شديدة القسوة للأميركيين مفادها، لا تتحامقوا بالتفكير بأيّ خطوة متسرّعة، لأنها ستأخذكم إلى المواجهة معنا.
تزامُن الصلابة الروسية أمام حديث الأميركيين عن بدائل غير دبلوماسية، مع التقدّم الواسع للجيش السوري في شرق حلب، بغطاء ناري روسي نوعي ومكثف، سرعان ما أثمرا معاً مبادرة للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لقيت ترحيب لافروف، ودعوة روسية لانعقاد مجلس الأمن، وموسكو تنوي طرح قضيتين للبحث، كيفية التوفيق بين المشروع الفرنسي ومبادرة دي ميستورا، وكليهما يتضمّن إجراءات لوقف النار والشؤون الإنسانية، يجب تنسيقهما مع مفاعيل التفاهم الروسي الأميركي الذي لا يزال يشكل بنظر موسكو الإطار الأبعد مدى في التعامل مع كلّ هذه العناصر وربطها بالعملية السياسية وآليات تطبيق وقف النار ومراقبته، خصوصاً أنّ ما سبق وقالت موسكو إنه شرط لكلّ بحث في هذا الإطار بدأ يتحرك بالاتجاه الصحيح مع كلام دي ميستورا عن صيغة لإخراج عناصر النصرة من شرق حلب كمقدمة لوقف النار، مبدياً الاستعداد لمرافقة العناصر المنسحبين والذين اعترف دي ميستورا بوجودهم مقدّراً عددهم بألف مسلح.
أقلّ من عشرين يوماً من المواجهة الحاسمة جلبت الآخرين إلى الطبق الروسي في حلب، ومثلها نجح حزب الله في جعلها مقدمات لانفراجات في علاقات مثلث التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، باعتباره المثلث المحوري في صناعة الاستحقاق الرئاسي، الذي ترى مصادر مقربة من حزب الله أنّ رؤيته لمساره تقترب من التحقق، بتحوّل خيار العماد ميشال عون الرئاسي خياراً أوحد على الطاولة، وفي المقابل جعل المسارات السياسية التي تهمّ تيار المستقبل والرئيس بري تلقى مرونة وتعاوناً من التيار الوطني الحر، ليترجم ذلك بمشاركة التيار في جلسة الحكومة التي تضمّنت تعيينات معلوم سلفاً أنّ الرئيس بري يراها امتحانا لـ “مونة” حزب الله على التيار، بمثل ما كانت المشاركة رسالة عونيّة للرئيس سعد الحريري بتسهيل مهمته بتسويق الخيار العوني رئاسياً، رغم التمديد للعماد جان قهوجي في قيادة الجيش.
الأسبوع المقبل أسبوع حريري يسبق الأسبوع العوني، ففي الأسبوع المقبل يفترض وفقاً للروزنامة التي تقول مصادر واسعة الإطلاع أنها ستحكم التحضير لجلسة الانتخاب نهاية الشهر الحالي، يجب أن يتوّج الحريري جولة زيارات واجتماعات تتضمّن لقاءات مع كلّ من النائب سليمان فرنجية والعماد عون والرئيس بري، يعلن بعده الحريري ترشيحه للعماد عون، الذي يبدأ أسبوعه السياسي بزيارته لعين التينة ولقائه الرئيس بري ويكمّله بزيارات أخرى لجنبلاط وجعجع وربما فرنجية أيضاً. وربما يفتتحه وفقاً لمصادر مقرّبة من الرابية بزيارة “بركة” لبكركي، وينتهي بوضوح مصير مشاريع قوانين الانتخاب، ومدى إمكان السير بإقرار أحدها في جلسة تشريعية في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، ليتسنّى الذهاب بسلاسة إلى الجلسة الانتخابية في نهاية الشهر.
تبقى المفاجآت التي يمكن أن تحملها رسائل قوية من الخارج، والتي لا تتوقع المصادر حدوثها، أو تأثيرها سلباً، خصوصاً في ضوء التطورات الميدانية والسياسية المتعلقة بسورية لهذا الشهر.
بنصف مشاركة أنقذ التيار الوطني الحر جلسة مجلس الوزراء أمس، بعد تعليق الجلسات لمدة أسبوعين وذلك انسجاماً مع الأجواء الإيجابية على صعيد رئاسة الجمهورية، وحضر وزير التربية الياس بو صعب ووزير الطاشناق أرتور نظاريان وغاب وزير الخارجية جبران باسيل ووزير السياحة ميشال فرعون ووزير الإعلام رمزي جريج، كما شارك وزيرا حزب الله محمد فنيش وحسين الحاج حسن ووزير المرده روني عريجة.
وتخللت الجلسة سجالات حادة بين بعض الوزراء دفعت بعضهم الى مغادرتها ليتم استدعاؤهم لاحقاً، وشهدت سلة من التعيينات، إذ ثبّت تعيين اللواء حاتم ملاك رئيساً للأركان وعيّن الدكتور فؤاد أيوب رئيساً للجامعة اللبنانية، وعبد الله أحمد مديراً عاماً لوزارة الشؤون الاجتماعية، وجدد للدكتور معين حمزة أميناً عاماً للمجلس الوطني للبحوث العلمية، في حين تقرّر التعويض عن كل صندوق تفاح سعة 20 كلغ بمبلغ قدره 5 آلاف ليرة والتعويض عن كل دونم مزروع بالقمح بمبلغ 120 الف ليرة.
وقال مصدر وزاري لـ “البناء” إن “الجلسة كانت منتجة بعكس الجلسات السابقة وحضور الوزيرين بو صعب ونظاريان بادرة إيجابية يبنى عليها في الجلسات المقبلة”. وربطت المصادر بين “مشاركة وزراء التيار الوطني الحر بالتطورات الإيجابية في الملف الرئاسي”، موضحة بأن إقرار التعيينات أشبه بتسوية حصلت بين الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام والتيار الوطني الحر لا سيما تعيين رئيس الجامعة اللبنانية والمجلس الوطني للبحوث”. ونقلت المصادر “ارتياح رئيس الحكومة الى مآل الوضع الحكومي، آملاً أن تستمر هذه الأجواء في الجلسات المقبلة بهدف تفعيل العمل الحكومي”.
الاخبار:الجبير: الحريري حرّ في خياراته
كتبت “الاخبار”: لم يعد اتجاه الرئيس سعد الحريري لترشيح النائب ميشال عون سرّاً، ولا حركته الدولية والإقليمية والمحلية لتسويق مرشّحه الجديد، ولا إصراره على المضي في هذا الخيار “حتى النهاية”. لكنّ عنصراً أساسياً لا يزال غائباً، وهو إعلان حقيقة الموقف السعودي. ما تكشّف حتى اليوم عن الرياض، هو تأكيد وزير خارجيتها أن الحريري حر في خياراته، ومسؤول عن عواقبها
لم يأتِ البيان الذي صدر بعد اجتماع كتلة المستقبل النيابية برئاسة الرئيس سعد الحريري، أمس، على قدر الأجواء التي أشيعت خلال الـ48 ساعة الماضية، حول نيّة الحريري إعلان دعمه ترشيح رئيس تكتّل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون خلال الاجتماع.
وأكّدت مصادر نيابية أن الجلسة شهدت نقاشاً حامياً بين نواب معترضين على ترشيح عون والحريري الذي لم يقدّم للمعترضين أجوبة شافية عن توجهاته وحقيقة الموقف السعودي من مبادرته. لكنه لمّح إلى أنه ماضٍ في مسار ترشيح عون ولن يتراجع عنه، من دون أن يقول ذلك صراحة. غير أن البيان استكمل ما دأب الحريري وكتلته ونوّابه، ومعهم حزب القوات اللبنانية ورموزه، على القيام به، لناحية تحميل حزب الله مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس، وهو ما كان الحريري قد كرّره بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام في موسكو، في وقت يتّجه فيه رئيس تيار المستقبل بجديّة إلى ترشيح عون، مرشّح حزب الله الأوّل، وحليفه اللصيق.
وبدت “ضبابية” البيان انعكاساً لزيارة الحريري السعودية، وعدم حصوله على جوابٍ شافٍ ممّن التقاهم في المملكة حول مباركة أو رفض انفتاحه على خيار ترشيح عون، واستحواذ ملفّ “سعودي أوجيه” على الجزء الأكبر من الزيارة. وإذا كان الحريري قد لزم الصمت حيال نتائج الزيارة الأخيرة، فإن ما تسرّب من لقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الفرنسي جان مارك إيرولت، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحّدة في نيويورك أواخر الشهر الماضي، يؤكّد المؤكّد أن الملفّ اللبناني يقع في آخر سلّم أولويات المملكة المشغولة في اليمن، ومواجهة تردّي العلاقات مع الولايات المتحدة بعد قانون “جاستا”، وأزمات داخلية أخرى. ونُقل عن لسان الجبير كلامٌ، في معرض ردّه على سؤال إيرولت حول الحركة الرئاسية التي يقوم بها الحريري، يفيد بأن “المملكة غير معنيّة بخطوات الحريري، ولبنان بلد الحريري وهو حرٌّ في خياراته، لكننا لن نكون معنيين أيضاً، حين ستقع المشاكل مع عون”. وفيما يحتاج الحريري إلى استكمال مشاوراته الداخلية، من المقرّر أن يكمل جولاته الخارجية أيضاً بزيارة تركيا وفرنسا ودول أخرى، مع ترجيح قيامه بزيارة جديدة للسعودية.
غير أن غياب الوضوح في الموقف السعودي يضع على كاهل الحريري وعون أعباءً كبيرة. فغياب التفاهم الدولي والإقليمي و”الراعي” المباشر (كما في حالة دور سوريا سابقاً)، يحتّم على رئيس الحكومة الأسبق تسويق مبادرته على نحو أفضل، على الأقل لدى الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط، وتحتّم على عون التصرف كمرشّح للرئاسة ــ لا كرئيس جمهورية مرشّح ــ بدايةً من بوّابة عين التينة.
ولا يبدو الرّهان على تحرّك حزب الله تجاه عين التينة، قبل إعلان الحريري ترشيح عون رسمياً وقبل قيام عون بخطوة تجاه رئيس المجلس النيابي، رهاناً رابحاً؛ فحزب الله أوصل عون إلى المرحلة التي صار فيها مرشّحاً من قبل خصمه الحريري، لكنّه لن يكون مسؤولاً وحيداً عن تسويق عون لدى حلفائه الذين تقع مهمّة طمأنتهم على عاتق عون أولاً.
الديار: بري يرسل خليل الى بكركي لإبلاغها سقوط السلة شرط ضمانات من عون خطاب أشرف ريفي يهزّ الشارع السني ويضغط على الحريري المصاب “بالحيرة”
كتبت “الديار”: اللبنانيون كانوا ينتظرون “البشرى الرئاسية” من بيت الوسط بعد اجتماع كتلة تيار المستـقبل برئاســة الرئيــس سعد الحريري، لكن الغيوم البيضاء لم تتصاعد، فعلقت الرابية “الصبر مفتاح الفرج” و”الحل صبر سـاعة”.
الانتظار قد يطيح كل اجواء التفاؤل التي سادت خلال الايام الماضية وحسمت وصول العماد ميشال عون الى بعبدا. ويبدو ان الرئيس سعد الحريري يواجه كماً هائلاً مـن الالغام يحتاج تفكيكها الى وقت طويل وجهود مضـنية.
الرئىس الحريري ما زال يحاذر اللجوء الى تبني خيار العماد عون، وما زال يصطدم بقاعدة مستقبلية وسنية رافضة لتبني خيار الجنرال. وهاتان القاعدتان لم تهضما خيار الحريري، حتى انهما لم يقتنعا برسائل عون الايجابية على O.T. V. والتي صدرت بتمنٍ من الرئىس سعد الحريري، حتى ان مستمعي اذاعة “الشرق” التابعة للمستقبل نقلوا آراء المواطنين من الأحياء السنية في بيروت، وكانت كلها رافضة لوصول العماد عون الى القصر الجمهوري وبثت على الهواء. وهذا ما يؤشر الى عمق الخلافات داخل تيار المستقبل ونوابه وقد برزت في اجتماع الكتلة في بيت الوسط امس. وكانت المسافات شاسعة بين الحريري ونوابه، وبالتحديد مع رئىس المستقبل فؤاد السنيورة الذي جدد بوضوح موقفه الرافض لمسار الحريري، حتى ان النائبين احمد فتفت وجمال الجراح جاهرا بموقفهما المعترض على توجه الحريري.
ووصل الامر بمنسق تيار المستقبل في الشمال مصطفى علوش الى التأكيد ان 80% من نواب المستقبل وجمهوره ضد وصول عون الى بعبدا.
وفي المعلومات، ان الحريري حاول اقناع نواب كتلته بخياره دون جدوى، فسعد الحريري اليوم لا يملك مفاتيح الحل والربط وهيبته غير هيبة الانطلاقة الاولى أيام البحبوحة المالية، فيما الشح المالي اليوم يمنعه من تقديم اي خدمة، فكيف سيؤمن متطلبات الشارع السني الذي وفر له والده الشهيد رفيق الحريري كل مستلزمات العيش الرغيد، فيما سعد الحريري يعيش ظروفاً صعبة و”ما باليد حيلة” لولا مساعدة الاصدقاء المحيطين.
النواب لن يمشوا بخيار الحريري، ولم يقتنعوا بأن رئاسة الحكومة حاجة حريرية الآن من الدرجة الاولى، فالنائب احمد فتفت واجه رئيسه بالتأكيد على توافقه مع الوزير أشرف ريفي وانه لن يخون قناعاته السياسية والنيابية “بعدما قضيت شبابي في مجلس النواب”.
هذه الاجواء السلبية التي واجهت انفتاح الحريري على العماد عون من داخل منزله جعلته يضرب “الفرامل” و”يتريث” ويعيد حساباته في خياراته الجديدة، فقرر المغادرة الى الرياض للبحث مع المسؤولين السعوديين في ما آلت اليه الاوضاع ورفض القاعدة السنية لخيار عون، وطلب مساعدة الرياض للخروج من المأزق.
وهنا يطرح السؤال، هل يبحث الحريري مع المسؤولين السعوديين في بدائل عن العماد ميشال عون، رغم ان غموض الرياض يشبه غموض الحريري من ترشيح عون؟ وهل يعود الى خيار زغرتا؟ لكن ذلك سيكلفه حرباً مفتوحة مع كل المسيحيين ومع العونيين والقوات، وقد يتفجر الشارع غضباً ولا يخرج الا بانتفاضة تبدل كل شيء. وقد ينضم حزب الله الى مساندة القهر المسيحي ضد ما يقوم به الحريري. لكن ذلك صعب جداً جراء اصرار حزب الله على الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية مع حفظ مواقع حلفائه، وتحديداً العماد عون ووصوله الى قصر بعبدا. فالعماد عون ينام الآن في الرابية رئيساً بعد اجواء الايام الماضية واي تراجع في موقف الحريري سيؤدي الى مشاكل كبرى، خصوصاً ان المسيحيين والموارنة باتوا مع خيار العماد ميشال عون وليس غيره بعدما رأوا الحرب التي تشن عليه من اكثر من جهة وتطويقه بالشروط، وهذا ما ادى الى رد فعل ايجابي في الشارع المسيحي داعم لعون ولا يتراجع بسهولة.
النهار:الحريري يتمهّل… ومزيد من الجولات تعويضات وتعيينات مع نفض المقاطعة
كتبت “النهار”: على رغم حضور “عدة الشغل” الجاهزة دوماً عبر مشادات وسجالات بين الوزراء، استعادت الحكومة أمس مشهداً متماسكاً في حدود معقولة مع عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد في جلسة “مثمرة” وخصوصاً لجهة التعويضات على مزارعي التفاح والقمح وصدور رزمة من التعيينات الادارية. وبدا واضحاً ان الخلفية الاساسية التي أتاحت هذه العودة لم تكن منفصلة عن رياح “الانفتاح” الظرفية التي لا تزال تلفح المشهد السياسي في ظل ترقب ما سيؤول اليه تحرك الرئيس سعد الحريري في شأن الملف الرئاسي والذي عكس اجتماع كتلة “المستقبل” أمس معطيات تثبت أنه لا يزال في طور يستدعي مزيداً من الانتظار خلافاً لموجة أريد لها ان تضع هذا التحرك امام ضغط “المهل” المفترضة.
وعلمت “النهار” في هذا السياق ان الرئيس الحريري اطلع الكتلة في اجتماعها على حصيلة تحركه في الايام العشرة الاخيرة داخلياً وخارجياً ولا سيما من حيث اجواء لقائه في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حيث شرح له واقع تعطيل “حزب الله” للاستحقاق الرئاسي. كما شرح الحريري حصيلة لقاءاته مع القيادات السياسية التي أدرجها في إطار العمل على إيجاد دينامية داخلية ووطنية لبلورة حل للازمة الرئاسية. وتشير المعلومات الى ان الحريري لم يخف انه يطرح خيار العماد ميشال عون ضمن الخيارات المفتوحة التي يشملها تحركه، لكنه أكد انه لم يتخذ خياره بعد في هذا السياق وان كل الخيارات لا تزال مطروحة. وفهم ان الحريري صارح الكتلة بأنه وجد معارضة لخيار عون لدى النائب سليمان فرنجية وحزب الكتائب وتمسكاً للرئيس نبيه بري بخيار السلة ممراً لانتخاب رئيس الجمهورية، كما لمس حذراً لدى النائب وليد جنبلاط، في حين لمس حماسة لدى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وفي ظل هذا العرض، فهم ان الحريري سيمضي في عمل بعيد من الاضواء من اجل بلورة مسعاه وانه سيقوم في الايام العشرة المقبلة بزيارات خارجية اخرى ربما شملت تركيا ومصر وفرنسا وثمة من لم يستبعد قيامه بزيارة لبكركي. وقد تضمن البيان الذي أصدرته الكتلة عقب اجتماعها ترحيباً بالنداء الأخير لمجلس المطارنة الموارنة وخصوصاً لجهة ضرورة التزام الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعا للبنانيين وقادراً على انجاز المصالحة الوطنية.
وفي هذا السياق قال الرئيس بري أمس لدى سؤاله عما اذا كان ثمة تطور جديد في الملف الرئاسي: “ليس عندي أي شيء جديد وأنا لا أتدخل وعندما يعلن الاتفاق أدعو خلال يومين الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية”. ومن المقرر ان يزور وزير المال علي حسن خليل بكركي اليوم للقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وسيتخلّل اللقاء بحسب بري، “تأكيد التطابق بين ما أطرحه (السلة وبنود الحوار) وما ورد في نداء المطارنة”. وعلم ان الراعي كان أرسل موفداً الى بري بعد عظة الاحد الاخيرة.
المستقبل: “المستقبل” تؤيد نداء الكنيسة وتحذّر من تدهور الاقتصاد.. وإيران تلتزم الصمت الرئاسي الحكومة على قيد الحياة
كتبت “المستقبل”: بنصف مشاركة ونصف مقاطعة عونية، التأم شمل النصاب الحكومي أمس لينعقد مجلس الوزراء في جلسة منتجة تخللتها تعيينات عسكرية وإدارية وقرارات معيشية وحياتية. وبمعزل عن “سحابة الصيف” التي عبرت بين وزيري عين التينة والرابية غازي زعيتر والياس بوصعب، وسارع رئيس المجلس تمام سلام إلى امتصاصها وإعادة ضبط إيقاع الجلسة، نجحت الأجواء السياسية التبريدية المخيّمة على البلد ربطاً بالمشاورات الرئاسية الجارية في تعبيد الطريق أمام إعادة الحكومة على قيد الحياة الانتاجية وتحريرها من قيود التعطيل السياسي المكبلة لتسيير شؤون الدولة والناس.
اللواء: الحريري للكتلة: برّي و جنبلاط والكتائب لا يؤيِّدون عون مجلس الوزراء يجتاز قطوع التعيينات.. وموفد عين التينة إلى بكركي قبل الجلسة التشريعية
كتبت “اللواء”: طغت الصراحة على حركة اللقاءات والاتصالات، وبدت الإيجابية ممكنة بكسر حواجز الانفتاح وبناء تفاهمات وطنية، وبت ملفات عالقة، تماماً كما حصل في جلسة مجلس الوزراء التي خرجت بقرارات إدارية وإجراءات حكومية على مدى خمس ساعات من النقاشات، وإن تخللتها تجاذبات أو أصوات مرتفعة، أو تعليق النقاش لبعض الوقت.
ولم تخف مراجع نيابية عليا، وقيادات سياسية ترحيبها بالقرارات التي اتخذها مجلس الوزراء، لا سيما لجهة ملء الفراغ المحدق بمؤسسات وطنية ذات أهمية كرئاسة الأركان في الجيش اللبناني، حيث جرى تثبيت اللواء حاتم ملاك رئيساً لاركان الجيش، وتجنيب الجامعة اللبنانية خضة إدارية وتشتت من خلال تعيين عميد كلية طب الأسنان الدكتور فؤاد أيوب رئيساً للجامعة، وتعيين القاضي عبد الله أحمد مديراً عاماً للشؤون الاجتماعية، والتمديد للدكتور معين حمزة سنة في الأمانة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، وتقديم تعويضات مالية لمزارعي التفاح والقمح، على ان يتولى الجيش اللبناني القيام بعمليات المسح، بالإضافة إلى أعطاء سلفة خزينة قدرها 40 مليار ليرة لبنانية لتوضع في تصرف الهيئة العليا للاغاثة.
الجمهورية: اسبوعان حاسمان وقاسم لـ”الجمهورية”: كلّ شيء مؤجّل في المنطقة
كتبت “الجمهورية”: لم يؤدِّ الخلاف الموضعي الذي حصل في مجلس الوزراء أمس على طريقة التعيين، إلى تعليق الجلسة، بل مرّت على نار هادئة، وخصوصاً مع مشاركة الوزير الياس بو صعب مؤكّداً نصفَ مشاركة “التيار الوطني الحر” ومنهياً نصفَ مقاطعة في ظلّ استمرار غياب رئيس “التيار” وزير الخارجية جبران باسيل، متزامناً مع أجواء المساعي التي يقودها رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري للتوصّل إلى حلّ للاستحقاق الرئاسي، يتضمّن ترشيحَه لرئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون قبل حلول جلسة 31 تشرين الأوّل. فيما علمت “الجمهورية” أنّ باريس في صدد تحريك عجلاتها الدبلوماسيّة لمواكبة الحركة الرئاسية الجديدة وخصوصاً مع طهران، علماً أنّ اتصالات سابقة على مستويات عالية حصلت بين العاصمتين كانت باريس تطالب فيها بتسهيل الانتخابات الرئاسية، في حين أنّ الاتصالات بين الصرح البطريركي والإليزيه مستمرّة لمواكبة التطوّرات الراهنة، وخصوصاً بعد مبادرة الرئيس سعد الحريري الأخيرة. ويتزامن ذلك مع متابعة فاتيكانيّة للحركة الرئاسية، إضافةً إلى التنسيق بين الكرسي الرسولي وباريس لأجل إتمام الاستحقاق.
على رغم الأجواء التفاؤلية التي بُثّ مناخها على الخط الرئاسي، فلا شيء ملموساً جدّياً حتى لدى المعنيين مباشرةً بهذا الاستحقاق.
وفي رأي هؤلاء أنّ المسافة التي قُطعت بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل “الإصلاح والتغيير” النائب ميشال عون، هي تسعون في المئة إن لم تكن مئة في المئة. لكنّ الأمور لم تنتهِ بعد. أوّلاً، لأنّ الحريري لم يتّخذ حتى الآن قراره بإعلان ترشيح عون.