عن الوحدة «8200» التي ساهمت في اغتيال جهاد مغنية حلمي موسى
كشف موقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني النقاب عن أن وحدة جمع المعلومات الاستخبارية عبر الشبكات، المعروفة باسم «8200»، في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تستخدم وحدات مُقاتلة لها تعمل جنباً إلى جنب ميدانياً مع الوحدات الحربية الأخرى. وأشار الموقع إلى أن قوة ميدانية تابعة لهذه الوحدة تعمل بسريّة تامّة، ومن دون اسم وتحت غطاء كثيف من السرية، لرصد «حزب الله» و «حماس» والمنظمات الجهادية المُناوئة لإسرائيل.
وبحسب تقرير موقع «يديعوت» الإلكتروني، فإن القوة المُقاتلة التابعة للوحدة الاستخبارية «8200» تأسّست فقط قبل خمس سنوات، وهي لا تحمل حتى الآن اسماً، ولا تملك إشارة خاصة بها. ومعروف أن «الوحدة 8200»، هي وحدة هائلة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية وتُعرف بجنودها ممن يلبسون النظارات ويجلسون مطولاً أمام الحواسيب في قاعدة «جليلوت». وتُساعد القوة المُقاتلة في جمع المعلومات الاستخبارية لصالح وحدات النخبة مثل «شييطت 13» و «سييرت متكال». ومقاتلو هذه القوة التابعة لاستخبارات الإشارة يتلقّون تدريباً عسكرياً خاصّاً لمهام بالغة الصعوبة. وتزداد هذه الصعوبة حالياً في الجبهة الشمالية حيث تتعدّد القوى المُعادية، خصوصاً في الجانب السوري، لتضمّ خريجي تنظيمَي «القاعدة» و «داعش»، وممثلي «حزب الله» والمُقاتلين التابعين للنظام السوري، والذين لا يكنّ أي منهم مودة خاصة لإسرائيل.
ويُورد التقرير أن القوة المُقاتلة هذه تعمل في موقع قديم ومهجور بين الخنادق التي أُقيمت بين حربي 67 و73. ويذهب أفراد هذه القوة للانتشار هناك ليلاً ويتغطّون ببطانيات تمويه وينصبون أجهزتهم الإلكترونية ليوجّهونها نحو بلدة سورية على بعد كيلومترات عدة. ويرصد هؤلاء المعارك التي تدور في المنطقة بين النظام ومعارضيه، ولكن بين هؤلاء ثمّة من يتآمر للمسّ بأهداف إسرائيلية.
ويذكر التقرير عن مصادر أجنبية أنه في هذه المنطقة السورية المُحاذية للحدود حتى مشارف دمشق، اغتالت إسرائيل قادة من «حزب الله» وضباطاً إيرانيين، بينهم الشهيد جهاد مغنية. ويُوضح أنه ليست هناك أي عملية كهذه من دون رصد تكنولوجي مُتطوّر ودقيق، عبر تنصّت على المكالمات وأفعال أخرى طوال ساعات النهار.
ويقول قائد القوة، وهو برتبة مقدم، إن «هناك عمليات تستمر 12 ساعة وأحياناً يوماً بأكمله. وهناك عمليات، تواجد فيها على الأرض هنا في النقطة ذاتها، طاقماً يُبدّل طاقماً، لأشهر بأكملها. ويرفض الضابط التحدّث عن الأجهزة التي يستخدمونها، لكنه يقول ضاحكاً: «لنعتبرها مجسّات إشارة». وبعدها يُكمل الحديث عن أن جنوده يحملون أحياناً ما يصل إلى نصف وزن أجسادهم. ويقول: «أيضاً لدى عدوّنا، خصوصاً «حزب الله»، قدرات وهذا التنظيم يُشكّل التحدّي الأكبر لنا. ثمّة سبب وراء اضطرار الجنود الذين يخرجون للنشاط على الحدود لعدم حمل أجهزة هواتفهم معهم».
وتلقّى أفراد هذه القوة تدريبات في معسكر جمع المعلومات القتالية في وادي عربا، وبعد ذلك يتلقّون تأهيلاً خاصاً وفق الميول: استخدام وسائل الإشارة في مناطق القتال، جمع وتحليل سريع للمواد الاستخبارية من العدو، وممثلين للوحدة 8200 في المقرّات القيادية الأمامية للفرقة أو اللواء. ويعمل في صفوف هذه القوة «مستعربون»، تخصّصوا في قراءة وفهم اللغة العربية وفق مختلف اللهجات تبعاً للمنطقة التي تعمل فيها القوة. ويذكر التقرير مثلاً أن الاستخبارات الإسرائيلية وضعت يدها في «حرب لبنان الثانية» على عشرات أجهزة الكومبيوتر التابعة لـ «حزب الله». كما أن أفراد القوّة شاركوا مع الجنود الآخرين في الحرب على غزة، ووفّروا للقوات معلومات استخبارية حيوية.
وتعمل إلى جانب استخبارات الإشارة، استخبارات الأفراد والتي تُسمّى في إسرائيل «الوحدة 504». والذراع الثالث للاستخبارات العسكرية هي وحدة جمع المعلومات الظاهرية لإكمال الصورة الاستخبارية.
ويتحدّث التقرير عن حماسة أفراد القوّة والوحدة الاستخبارية على الرغم من أنهم لا يحملون اسماً. ويرى أفرادها أنها ليست كتيبة وإنما قوّة خاصّة، تحوي العديد من الطواقم المتخصّصة، ويبلغ تعدادها بضع مئات لكنّها لا تُكمّل كتيبة. وهذه القوة لا تقبل أفراداً يُريدون الانضمام لها، وإنما هي من تسعى وراء ضمّ من تريد. وجنودها في الغالب ممن يمتلكون مزايا الضباط. وتسعى هذه القوة الاستخبارية لأن تُعزّز أمجاد «الوحدة 8200» ومحاربة إسرائيل لأعدائها.
تجدر الإشارة إلى أن «الوحدة 8200» تمتلك العديد من القواعد، لكن أبرزها القاعدة الاستخبارية في جبل الشيخ والتي تُوفّر لإسرائيل معلومات جوهرية عن المنطقة العربية. ولكن مقرّ قيادة الوحدة هو في «جليلوت»، حيث يُوجد المركز التقني أيضاً. لكن قرب «كيبوتس أوريم» في النقب، وبمساعدة أميركية، أنشئت إحدى أكبر قواعد التنصّت في العالم.
وتتبع «الوحدة 8200» وحدة «حتساب» التي تجمع المُعطيات من مصادر علنية كالبثّ التلفزيوني والإذاعي والصحف والانترنت. وتُتابع هذه الوحدة حالياً شبكات التواصل الاجتماعي حيث للترجمة دور هام. وفي إطار هذه الوحدة، أُقيمت في العام 2007 وحدة «عميحاي»، وكل أفرادها من الجنود العرب الدروز ومتخصّصة بمتابعة وسائل الإعلام اللبنانية.
(السفير)