من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: لافروف والحريري يتباينان.. وفرنجية يسأل عن “الاتفاق السري” عون يرمّم كل الجسور.. وينتظر!
كتبت “السفير”: بدا العماد ميشال عون أمس، مطمئناً الى نيات الرئيس سعد الحريري وقراره المرتقب، موحيا بان مسألة الاعلان الرسمي من قبل رئيس “المستقبل” عن ترشيحه، تمهيدا لانتخابه رئيسا، هي مسألة وقت قصير لا يتجاوز حدود أواخر الشهر الحالي.
حاول عون في إطلالته التلفزيونية ان يريح القلقين من احتمال انتخابه، وان يمد الجسور في مختلف الاتجاهات، متوجها الى أصحاب الهواجس بيد ممدودة، وبلغة هادئة واحتوائية صاغ بها مسودات “رسائل التطبيع”.
تكلم الجنرال كرئيس للجمهورية “مع وقف التنفيذ”، في انتظار صوت الحريري المرجّح. طرح معالم برنامجه الرئاسي، طمأن الطائفة السنية، شدد على التزامه بـ “الطائف”، أكد أحقية الحريري برئاسة الحكومة، استوعب الرئيس نبيه بري مخففا من وطأة نقاط التباين ومعززا القواسم المشتركة، جدد ثقته في “حزب الله” وسمير جعجع.. و “لاطف” زغرتا.
وقال عون في مقابلة مع محطة “أو تي في”: تفاهمنا مع الحريري على المواضيع كافة وتفهمّنا هواجس “تيار المستقبل”، وهناك مرحلة محددة الوقت للتواصل مع الحريري والتصور الزمني أن يكون الاتفاق قبل الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، لافتا الانتباه الى ان الحريري لديه التمثيل الأكبر ضمن الطائفة السنية ومن الطبيعي أن يكون موجوداً في رئاسة الحكومة.
وأوضح انه جرت محاولات عدة للتفاهم مع الحريري وهذه المحاولة هي الأقرب من التفاهم، وعندما تكتمل المواقف يمكن عقد جلسة انتخاب الرئيس قبل موعدها المحدد.
ولفت الانتباه الى انه لا يمكن لأحد أن يتخيل لبنان من دون السنّة، وأنا اميّز بين الأصوليين وبين الاسلام المعتدل الذي عشنا معه طوال حياتنا، مشيرا الى ان هناك الكثير من التضليل الاعلامي الذي طال علاقتي مع الطائفة السنية.
وشدد على انه لم يكن ضد الاصلاحات في اتفاق “الطائف”، داعيا الى تنفيذه من دون اجتزاء.
وأشار الى ان المملكة السعودية تركت للبنانيين تقدير الموضوع والاختيار في الملف الرئاسي.
وحول العلاقة مع الرئيس نبيه بري، أعتبر ان هذه العلاقة يجب أن تكون في المبدأ، جيدة، إذ لا خلاف بيننا في السياسة، لافتا الانتباه الى ان القانون الانتخابي يجب أن يكون بالتوافق مع الأفرقاء كافة ولا خلاف حوله مع برّي.
وردا على سؤال، اجاب: علمياً كل مجلس نوّاب غير منتخب هو غير شرعي والمقصود بهذا الكلام المجلس ككل وليس الأشخاص، ونحن لم نوقف عمل المجلس ومستمرون به.
وأشار الى ان “حزب الله” كرّر مراراً تأييد ترشيحي للرئاسة وأنا أثق في موقفه، كما أبدى ثقته في تأييد سمير جعجع، وأكد ان زغرتا عزيزة علينا وتبقى.
في المقابل، قال رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لـ “السفير”: لماذا لا يتم الاعلان عما تم الاتفاق عليه بين نادر الحريري وجبران باسيل، كما اعلنا نحن عما اتفقنا عليه مع الرئيس الحريري؟، لافتا الانتباه الى أن “ذلك يعطي أجوبة على كثير من الاسئلة”.
أما الرئيس نبيه بري، فقد استغرب امام زواره أمس، اتهام البعض له بالسعي من خلال سلة التفاهمات التي يقترحها الى مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية، معتبرا ان من يطلق هذا الاتهام لا يعرف المحتوى الحقيقي لما سمي مجازا “سلة”، في حين ان جوهر الامر يتعلق ببنود جدول أعمال الحوار التي تتناول انتخاب الرئيس ووضع قانون الانتخاب وتفعيل عمل الحكومة في انتظار انجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذه بنود ليست من اختصاصات رئيس الجمهورية، إضافة الى انه لا يتضرر من إيجاد تفاهم عريض مسبقا في شأن كيفية تشكل الحكومة، بل لعله المستفيد الاكبر من ذلك. وتابع: المريب ليس في مضمون السلة وإنما في المفاوضات الثنائية التي تتم في الكواليس حول تقاسم السلطة والحصص.
واضاف: لا أحتاج الى من يعلمني صلاحيات الرئيس وأنا الذي كنت الأحرص عليها حين فرّط البعض بها، لافتا الانتباه الى انه دافع عن هذه الصلاحيات عندما انبرت الحكومة المبتورة الى اقرار اتفاقية المحكمة الدولية، في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي يعود له حق التفاوض حول الاتفاقيات والمعاهدات الخارجية، وقد وصلت في موقفي الى حد اقفال ابواب مجلس النواب امام قرابة 69 مشروع قانون لم تخضع للآلية الدستورية.
والى حين اتضاح الصورة الرئاسية المشوشة في الايام المقبلة، وجه رئيس الحكومة تمام سلام دعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء عند العاشرة قبل ظهر غد الخميس، لاستكمال مناقشة جدول الأعمال الموزع سابقا.
وفيما أبلغت مصادر مطلعة “السفير” انها ترجح مشاركة وزيري “حزب الله” في الجلسة، أكد وزير “المردة” روني عريجي لـ “السفير” انه سيحضر بمعزل عن مواقف الآخرين، مشيرا الى ضرورة فصل مسار عمل الحكومة عن التجاذبات السياسية التي يجب ان تُعالج في الحوار الوطني او الحوارات الثنائية او في اي اطار مناسب. وشدد على ان “المردة “يرفض تعطيل مصالح الدولة والمواطنين، منبها الى ان أولوية مجلس الوزراء يجب ان تكون الاهتمام بشؤون الناس التي لم تعد تحتمل المزيد من التسويف والتأجيل.
على خط آخر، لم تنفع الكلمة المطوّلة للرئيس سعد الحريري في مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسيّة في إدخال وزير الخارجية سيرغي لافروف الى صلب الموضوع الذي جاء لأجله من بيروت إلى موسكو.
البناء: روسيا تعلن تزويد الجيش السوري بـ “أس 300″… وواشنطن تنفي نية استهدافه عون يقدّم مبادرة إنجاز قانون الانتخاب قبل الانتخابات الرئاسية كحلّ لـ “السلة” الحريري يعود بعد لقائه لافروف وبن سلمان… والحكومة الخميس “جسّ نبض”
كتبت “البناء”: تقدّم التصعيد الروسي الأميركي في سورية خطوة وتراجع خطوتين، فبعدما أعلنت واشنطن عن اجتماع وكالات الأمن القومي للبحث في بدائل غير دبلوماسية ونشرت “واشنطن بوست” تضمين البدائل غارات تستهدف مواقع الجيش السوري، كشفت موسكو عن قيامها منذ شهور بتسليم الجيش السوري شبكات دفاع جوي من طراز “أس 300” الحديثة، فاكتفت واشنطن بالتعليق معاتبة موسكو على الخطوة التي لا تساعد على تخفيض التوتر.
ميدانياً، كان الوضع في شرق حلب يسجّل تقدّماً نوعياً للجيش السوري في قلب حي بستان الباشا بسيطرة الجيش على البرج العالي، واقترابه من السيطرة من جهة مخيم حندرات على دوار الجندول، وتحقيق سيطرة بالنار على مفارق طرق تربط سائر الأحياء من خلال تطهير مشفى الكندي من جهة، والسيطرة على أبنية جديدة على أطراف حي الشيخ سعيد، وفقاً لتقارير ما بعد منتصف ليل أمس.
لبنانياً، كانت التهدئة على جبهة بكركي عين التينة مهمة وسطاء تنقلوا بين البطريرك بشارة الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بينهم كهنة وعلمانيون، وفقاً لمصادر قريبة من بكركي، أكدت نية التهدئة والحرص على تخطي سجال أول أمس، وحصر موقف بكركي بما يتضمّنه من دعوة لعدم تقييد المرشح الرئاسي بشروط تطال ما يفترض أنه صلاحيات وأصول نص عليها الدستور.
على جبهة الرابية عين التينة نجح العماد ميشال عون في تأكيد مسؤوليته بالتواصل والانفتاح الإيجابي على الجميع، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي الذي وجّه نحوه رسائل اتسمت عموماً بالودّ ومدّ الجسور، متوّجاً ذلك بما بدا عرضاً لحلّ وسط بين سلة الرئيس بري ونداء البطريرك الراعي، بدعوته لحسم أمر قانون الانتخاب في المجلس النيابي في أول جلسة يعقدها في الدور العادي، مضيفاً أنّ التفاهم مع الرئيس بري على القانون قائم وفقاً لصيغة بري أو لصيغة التيار الوطني الحر، مع ترك الترجيح لاعتماد أيّ من الصيغتين لمواقف الأطراف الأخرى، بينما نفى عون أيّ تفاهمات ثنائية مع الرئيس سعد الحريري من وراء ظهر الغير، بينما كان الرئيس الحريري يعود سريعاً إلى بيروت بعد زيارتين لكلّ من موسكو والرياض التقى فيهما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان، حاملاً في جعبته جواباً واحداً، لسنا طرفاً في التفاهمات لا بالسلب ولا بالإيجاب ونشجع كلّ ما يتحقق حوله التوافق بين اللبنانيين.
السؤال اليوم عن الخطوة التالية للحريري بالإعلان رسمياً عن تبنّيه لترشيح العماد عون الذي ينتظرها، كما ينتظرها حزب الله للبدء بالاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية، حيث ينتظر بمجرد إعلان الحريري للترشيح أن يقوم العماد عون بزيارة عين التينة يسبقها تمهيد من حزب الله للخروج بتفاهم يسهّل ولادة سلسة للاستحقاق الرئاسي.
قرأت التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية لهجة التصعيد الأميركية إيعازاً بضرب المصالح الروسية في سورية، فاستهدفت سفارة موسكو في دمشق بثلاث قذائف هاون انطلاقاً من حي جوبر. وهو ما اعتبرته موسكو نتيجة لتصرفات واشنطن وحلفائها بدعم المجموعات الارهابية في الوقت الذي يضيّق الجيش الخناق على المجموعات المسلحة في حلب الشرقية باقترابه من مدخل تلك الأحياء من جهة بوابتها الشمالية.
أنهى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري زيارته الى روسيا والسعودية وعاد الى بيروت مساء امس، حيث من المتوقع ان يترأس اجتماع كتلة المستقبل بعد ظهر غد الخميس. وتلقى الحريري دعماً لمبادرته التي يقوم بها لإنهاء الفراغ من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اكد في مؤتمر صحافي مع الحريري أن روسيا تدعم جهود الجيش اللبناني لحماية حدود البلاد من إرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة”. وذكر بأن روسيا تقدم للبنان مساعدات مالية وإنسانية لدعمه في معالجة قضية اللاجئين السوريين. وفتح لافروف الملف السوري مع الحريري، مشيراً الى أن البعض في واشنطن سعى منذ بداية المحادثات الروسية الأميركية حول سوريا لإفشال الاتفاق، وهم يعدون الآن خططاً لسيناريو استخدام القوة.
وكان الحريري قبل توجّهه الى العاصمة الروسية، التقى مساء أول امس في الرياض ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ووضعه في أجواء جولاته الرئاسية.
وفي طهران التقت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية جابر الانصاري ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عبَاس عراقجي. وبحثت معهما الوضع في لبنان والتطورات الاقليمية، والمتابعة لبيان رئيس مجلس الأمن وخاصةً دعوته جميع الأطراف إلى المشاركة في التفاوض على اتفاق من أجل إنهاء الأزمة السياسية والمؤسسية في لبنان وعلى الأهمية الحاسمة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب برلمان بحلول أيار 2017.
إلى ذلك، أطل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون امس، بخطاب ما قبل الرئاسة تحدث بلغة هادئة ونفس انفتاحي، بعث برسائل طمأنة تؤكد على العيش المشترك. خاطب جميع المكونات السياسية بإيجابية وتحديداً الطائفة السنية، وتجاوز أي اشتباك. وكان اللافت في كلام العماد عون ثقته بمبادرة الرئيس الحريري، وفتح كوة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. قطع الطريق على كل من تسوّل له نفسه المس بعلاقته بحزب الله، بتأكيده أن الحزب قام بما عليه ولا يزال من اجل وصوله الى قصر بعبدا.
وأكد في إطلالته التلفزيونية عبر شاشة الـ “أو تي في” عون “ان لا تناقض مع الحريري بشأن اتفاق الطائف. وانا مع تطبيقه بالكامل وتنفيذ التعهدات ولا خلاف على الميثاقية في الحكومة. ونحن مع الديموقراطية التوافقية ومع التصويت في الحالات الحساسة”. وأضاف: “الحريري هو الأكثر تمثيلاً للسنة في لبنان”. وقال: “هناك الكثير من التضليل الاعلامي الذي طال علاقتي مع الطائفة السنية والشهيد رفيق الحريري كان يحترم الميثاق في الحكم”، موضحاً انه تكلم مع الحريري بـ “السياسات العامة كالطائف والأمن وقانون الانتخابات أي المواضيع المشتركة انما أي إجراءات ستتخذها الحكومة أو بما يخص التقسيمات لم نتفق عليها”.
وشدد على أن الدولة هي الوحيدة المسؤولة عن امن المواطنين، مشيراً في الوقت نفسه الى ان “سلاح المقاومة ضد إسرائيل مشروع، ومؤجل البحث فيه بالوضع الحالي”.
وشدد على أن يكون “القانون الانتخابي توافقياً مع الأفرقاء كافة ولا خلاف حوله مع الرئيس بري، وفي المبدأ العلاقة مع الرئيس بري يجب أن تكون جيدة فلا خلاف بيننا في السياسة”. وعن قوله ان مجلس النواب غير شرعي اوضح: “علمياً كل مجلس نواب غير منتخب هو غير شرعي. والمقصود بهذا الكلام هو المجلس وليس الأشخاص ونحن لم نوقف عمل المجلس ومستمرون به”.
“الاخبار”: حليفا حزب الله يُحرجانه
كتبت “الاخبار”: في أكثر من اتجاه، وجّه العماد ميشال عون رسائل طمأنة، خصّ بجزء كبير منها الرئيس سعد الحريري وجمهوره. ورغم استخدامه نبرة هادئة في مخاطبة الرئيس نبيه بري، بخلاف تصعيد الأخير، إلا أن الجنرال لم يتمكن من نزع فتيل التوتر مع رئيس المجلس
لا يترك حليفا حزب الله، حركة أمل والتيار الوطني الحر، أي مناسبة إلا ويستغلانها أفضل استغلال لإحراجه. كان الحزب يسعى مع التيار والحركة لتخفيف التوتر، تمهيداً لمبادرة تكسر الجليد الذي تزداد سماكته بينهما، فإذا بالتيار يتأخر في المبادرة صوب الرئيس نبيه بري، وإذا بالأخير يرفع سقف تصعيده ضد الجنرال ميشال عون (في مقابلته مع جريدة «السفير» أمس).
في المقابل، لم يُطلق عون سهاماً مضادة بنفس القوة النارية التي استخدمها بري، إلا أن الجنرال لم «يقتلع المسمار» العالق بينه وبين رئيس المجلس. فمفتاح تسوية الخلاف بين الرابية وعين التينة، معلّق على التشكيك في شرعية المجلس النيابي الممدد لنفسه، حتى لو كان العونيون مقتنعين بأن هذا الأمر ليس سوى ذريعة يستخدمها بري لرفض انتخاب عون رئيساً للجمهورية. في مقابلته مع الزميل جان عزيز على قناة «أو تي في» أمس، كان عون شديد الهدوء، فوجّه رسائل إيجابية باتجاه بري (بعكس كلام الأخير المنشور صباح أمس). إلا أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح لم يحسم في الوقت عينه، الجدل بشأن شرعية المجلس النيابي، بل استخدم كلاماً حمّال أوجه، ملوّحاً، تلميحاً لا تصريحاً، بعدم انتخاب بري لرئاسة المجلس فيما لو لم يقترع الأخير له لرئاسة الجمهورية. في المحصلة، التوتر على أشدّه بين بري وعون، والمُحرَج واحد: حزب الله. كان الحزب ينتظر مبادرة من عون تجاه بري، وحدّة أقل من رئيس المجلس تجاه الجنرال. لكن لم يكن له ما أراد.
يرى الحزب، الملتزم الصمت، أن على الجنرال التعامل مع بري بصفته باباً مستقلاً للرئاسة، وأن على بري أن ينظر إلى الجنرال كضمانة. وينظر إلى وصول عون إلى قصر بعبدا كأولوية لا مجال لمعارك جانبية مع بري تؤخّر تحقيقها. ويريد لهذا الهدف أن يُبصِر النور برضى رئيس حركة أمل. حليفاه يحرجانه، ويصعّبان عليه المهمة. أضيفت إلى العراقيل أمس دعوة رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء. كيف سيتصرف الحزب؟ حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكشف أيّ من مسؤوليه عن قراره. وهذه الدعوة تزيده إحراجاً، وتفتح المجال واسعاً أمام المشككين بموقفه، كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومحاولي عرقلة أي تسوية رئاسية، كرئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، لممارسة «هوايتيهما».
وفي مقابل التوتر بين بري وعون، تسلك التهدئة مسارها الطبيعي بين الجنرال والرئيس سعد الحريري. ففي مقابلته أمس، وجّه عون رسائل إيجابية عديدة للحريري وجمهوره وكتلته، انطلاقاً من المستوى الشخصي المتصل بالحريري نفسه وبوالده الرئيس الراحل رفيق الحريري، وصولاً إلى إعلان التزام اتفاق الطائف والمطالبة بتنفيذه.
الديار: تمسك بالطائف ورئاسة الحريري لحكومة الوحدة الوطنية وسلاح المقاومة بري جدّد دعمه لفرنجية : لا أرى انتخاب الرئيس خلال يومين كما يظن البعض
كتبت “الديار“: خاطب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اللبنانيين كرئيس للجمهورية عارضاً برنامجه الرئاسي ووجه رسائل ايجابية وودية لجميع القيادات السياسية، وخاطبهم بكل هدوء وديبلوماسية وراحة بال، محاولاً اشاعة اجواء من الاطمئنان لدى كل معارضيه وكل الذين عاشوا نقزة ان يصل الى رئاسة الجمهورية.
تحدث العماد ميشال عون وكأن الرئاسة باتت مضمونه له، وحسمت لشخصه، ولذلك درس اجوبته الداخلية والخارجية بكل دقة، “مقللاً” من الخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكداً الوصول الى التفاهم معه مـن دون المس بـ”الثـوابت” او تطـويق رئيـس الجمهورية بسلة من الشروط المسـبقة.
نجح العماد ميشال عون امس في اطلالته التلفزيونية المدروسة بدقة، لجهة الاسئلة، والاجوبة لكنه في نفس الوقت حذر من الانتظار وعدم الوصول الى نتيجة ايجابية لأن من شأن ذلك خلق صدمة سلبية لدى الناس ستجبرنا على العودة الى الشارع وقيادة التحركات الشعبية في ذكرى 13 تشرين الاول على طريق القصر الجمهوري لرمزية هذه الطريق محدداً يوم 16 تشرين الاول.
العماد عون اكد التزامه بالطائف وتطبيقه نصاً وروحاً وبرئاسة حكومة الوحدة الوطنية للرئيس سعد الحريري كونه الاقوى في طائفـته.
ووجه من خلال ذلك رسالة ايجابية للشارع السني استتبعها ايضاً برسالة مماثلة للمملكة العربية السعودية وتأكيده انها لا تضع فيتو عليه وهي تركت امر رئاسة الجمهورية الى اللبنانيين.
العماد عون اكد ان حزب الله صريح في دعمه، وهو يقوم باتصالات لتذليل العقبات، استتبعها برسالة ايجابية للحزب عن الثلث الضامن في الحكومة، كما اعلن كامل ثقته بتفاهم معراب مع الدكتور سمير جعجع الحاسم في دعم ترشيحه.
العلاقة بين العماد ميشال عون والرئيس بري اخذت حيزاً من كلام الجنرال وحملت رسائل ودية مع التمسك بما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من رفض للشروط المسبقة على رئيس الجمهورية، لكن التفاهمات يجب ان تكون موجودة وجزءاً من العمل السياسي واحترام الدستور واي موضوع يتوافق عليه اللبنانيون، “ونحن متوافقون مع الرئيس بري على قانون الانتخابات واذا تم التوافق لا يهم اذا اقر القانون الانتخابي قبل انتخاب الرئيس او بعده، اما انتخاب الرئيس فهو عملية مستقلة وغير مشروطة بالسلة، سمعت اشياء كثيرة سلبية نقلا عن الرئيس بري تجاهي ولم اعلق عليها لان هناك من يحاول اللعب على العلاقة بيننا. وهناك مغرضون”. كلام البطريرك الراعي حمل تنبيهاً وليس عرقلة، لا مشكلة اذا تم درس قانون الانتخابات في الجلسة التشريعية المقبلة لمجلس النواب، وقال “لا اؤمن بالقطيعة والمسؤولية لا تسمح بذلك”. لكن اذا اصر بري على الاستمرار برفض وصولي للرئاسة، “فكما تراني يا جميل اراك”، لكن عون تمسك بانتخاب الرئيس وانجاز قانون الانتخاب اولاً. وليس طاولة الحوار، وشدد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية بعد اشهر.
النهار: الرئاسة “تطير” بين العواصم الدولية
كتبت “النهار”: في انتظار موعد الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، الموعد المنتظر لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد 29 شهراً من الشغور، تتجه الانظار الى ما يمكن ان يحققه الرئيس سعد الحريري في حركته المكوكية داخلياً وخارجياً، وسط أجواء ضبابية تراوح بين المتفائل بردم الهوة بين “التيار الوطني الحر” وسائر الأفرقاء وقرب التفاهم على مجمل النقاط العالقة، والمتشائم بصعوبة التوصل الى تفاهم على العماد ميشال عون رئيساً، خصوصا ان السجال الاخير بين بكركي وعين التينة عقد الامور العالقة أصلاً. وبدا ان المواقف المتصلبة لم تتبدل، وقد أكد الرئيس نبيه بري امس انه لا يرى “انتخاب الرئيس غداً او قريباً”، وأضاف: “يقول البعض إن السلة انتهت، بالنسبة إلي هي موجودة وهم أحرار وليدلوا بما يريدون. ويبدو أن هؤلاء لا يعرفون ما تضمنته هذه السلة، اذ ليس فيها أي بند يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية أو النيل منها. أطلقت عليها اسم السلة وهي في الاساس بنود طاولة الحوار وفي مقدمها انتخاب الرئيس إضافة إلى قانون الانتخاب وهو في الأساس من مهمة مجلس النواب. واتفقنا على البدء أولا بانتخاب الرئيس”.
وأفادت مصادر متابعة لـ “الحركة الرئاسية” أن الاتصالات الخارجية أيضاً لا توحي باجواء ايجابية، فزيارة الحريري لموسكو ولقاؤه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خرجت بتشجيع على استمرار المساعي لانتخاب رئيس من غير ان تحسم التأييد الروسي للعماد عون، كما لم تتعهد موسكو الضغط على طهران ودمشق أو أي جهة معطلة لاتمام الاستحقاق، بل تخوفت المصادر من الكلام عن ربط الاستحقاق بالازمة السورية، اذ تحدث لافروف عن “وضع حل للأزمة في سوريا يصب في مصلحة الاستقرار في لبنان”.
وتحدثت المصادر الى “النهار” عن موقف فرنسي مماثل غير قابل للمعالجة حيال عون، بل عن اتجاه الى دعم مرشح حيادي يمكن ان يعيد بناء الثقة بين اللبنانيين. وعن الموقف السعودي اختصرت المصادر الوضع بالقول إن “لا ضوء اخضر”. وخلصت الى “الاجواء غير مشجعة لاستكمال المبادرة لكن صاحبها سيمضي بها الى الاخر، وبعدها يرفع عن نفسه المسؤولية”.
ومن طهران، عادت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بعد لقاءات شملت نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية جابر الانصاري ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عبَاس عراقجي تركَزت على الوضع في لبنان والتطورات الاقليمية، ولم ترشح أي معلومات عن نتائج زيارتها، باستثناء بيان رسمي أكد ضرورة التزام اجراء الاستحقاقات.
ومساء أمس، أطل العماد عون في حديث تلفزيوني عبر “او تي في” موزعاً رسائل ايجابية في غير اتجاه، وخصوصاً حيال الرئيس الحريري والطائفة السنية، فأكد ان العلاقة مع الحريري لم تنقطع يوماً، وهو الاكثر تمثيلا للسنة في لبنان ومن الطبيعي ان يكون على رأس الحكومة. وقال: “تفاهمنا مع الرئيس الحريري على كل المواضيع وتفهمنا هواجس تيار المستقبل”. وأضاف ان السعودية تركت موضوع الرئاسة للبنانيين كي يقرروا. وأكد ان وثيقة التفاهم مع “حزب الله” ليست موجهة ضد السنة، وان سلاح المقاومة ضد اسرائيل مشروع والبحث فيه مؤجل. ونفى وجود خلاف مع بري، لكنه لاحظ انتخاب الرئيس يجب ان يكون منفصلاً عن السلة، ويجب الا تكون شروط مسبقة على الرئيس.
على صعيد آخر، تسلم أعضاء هيئة مكتب مجلس النواب أمس جدولاً من 36 اقتراح قانون معجّل مكرّر و47 مشروع قانون واقتراح قانون أنجزتها اللجان النيابية من أجل درسه، وتالياً مناقشته في الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس بري ظهر الإثنين المقبل من أجل وضع جدول أعمال باقتراحات تحمل “صفة الضرورة”.
المستقبل: عون يلتزم ميثاقية الطائف ومسؤولية الدولة عن الأمن.. ويرفض اشتراط “السلة” على الرئيس الحريري للافروف: “حزب الله” يعطّل والأسد يهجّر شعبه
كتبت “المستقبل”: عاد الرئيس سعد الحريري مساءً إلى بيروت بعد جملة مواقف واضحة وشفافة اتخذها من موسكو وضع فيها الاصبع على حقائق ومسبّبات الجرح الرئاسي اللبناني والنزف الدموي السوري، فحمّل خلال لقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف “حزب الله” مسؤولية التعطيل الأساسية للانتخابات الرئاسية ونظام بشار الأسد مسؤولية تهجير الشعب السوري من بلاده. أما على المستوى الداخلي، فسلسلة رسائل حرص رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على توجيهها في أكثر من اتجاه وعلى غير صعيد وملف في سياق وطني تسووي يهدف إلى طمأنة هواجس المكونات الوطنية حيال تطلعاته الرئاسية، مؤكداً في أبرز المضامين والعناوين التي طرحها خلال إطلالته المتلفزة مساءً على ضرورة تبديد أي “تضليل” يطال علاقته مع الطائفة السنية، ومشدداً على التزامه مسؤولية الدولة عن أمن مواطنيها وأراضيها ودستور الطائف و”الميثاق الذي كان يحترمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الحكم”، فضلاً عن إبداء رفضه لاشتراط “سلة” التفاهمات المسبقة على الرئيس العتيد ليتضامن بذلك مع موقف بكركي باعتباره موقفاً يأتي في إطار “التنبيه” من مغبة حصول تجاوزات دستورية على موقع رئيس الجمهورية وصلاحياته.
اللواء: الحريري يستأنف مشاوراته اليوم.. وعون مطمئن ويريد حسماً قبل 13ت1 موسكو تعطي الأولوية للحل في سوريا.. ونداء بكركي بين جهود التبريد و”التصليب”
كتبت “اللواء”: موقفان هما في الأصل متباعدان: الأوّل يطلقه مجلس المطارنة الموارنة اليوم في ما يشبه النداء، على غرار نداءاته في محطات مفصلية في تاريخ لبنان، والثاني يتمثل بإشارات تطلقها عين التينة، على ان تتمثل في لقاء نواب الأربعاء من التقاطها، إما تصريحاً أو تلميحاً بين ثنايا حركات وسكنات أو كلام الرئيس نبيه برّي.
ويتقاطع الموقفان عند مسار رغب رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” النائب ميشال عون ان يسير في أجواء إيجابية هادئة، تساهم في حركة الرئيس سعد الحريري، سواء في الخارج أو في الداخل، ومع جهود غير معلنة يبذلها “حزب الله” مع توأم الثنائية الشيعية الرئيس برّي وحركة “أمل”.
الجمهورية: إلتفاف مسيحي حول بكركي… والحريري من موسكو: “الحزب” يُعطِّل الرئاسة
كتبت “الجمهورية”: تقاسَمت موسكو بعد السعودية وطهران، المشهدَ السياسيّ، بعدما تصدّرَ الملف الرئاسي المحادثات التي أجراها الرئيس سعد الحريري في الرياض أمس الأوّل مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن ينتقل إلى روسيا للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وتردد أنه عاد مساء أمس إلى لبنان، في وقتٍ أنهت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ زيارةً إلى إيران دامت يومين بَحثت خلالها مع مسؤولين إيرانيين في سُبل وضعِ حدّ للشغور الرئاسي في لبنان. في الموازاة، توزَّع الاهتمام في الداخل بين بكركي التي تحوّلت خليّة نحلٍ مِن خلال التفاف مسيحيّ ماروني منسّق حولها، وتمثّلَ بلقاء ثلاثي بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبخلوةٍ بين باسيل وجعجع، عقبَ سجالِ “السلّة” وعشية اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، والرابية التي أطلقَ منها رئيس تكتّل “الإصلاح والتغيير” النائب ميشال عون جملة مواقف اتّسَمت باللهجة الهادئة والاعتدال.
شخصَت الأنظار أمس إلى بكركي التي شهدت لقاءً ثلاثياً بين الراعي وباسيل وجعجع، وحتماً كان الأمر منسّقاً ومتفَقاً عليه بين جعجع وباسيل دعماً لموقف البطريرك الماروني الذي رفضَ في سياق عظتِه يوم الأحد الفائت سلّةً مسبَقة لانتخاب رئيس للجمهورية.