من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: واشنطن تلوّح والخليج بتسليم دفاع جوي للمسلحين… وموسكو تصفهما بالوقاحة تمديد قهوجي بسلام… وبري ـ الحريري لإطار توافق وطني لا ثنائي… وعودة للحوار؟
كتبت “البناء”: التقدّم السريع الذي حققه الجيش السوري في مخيم حندرات بعد تمكّن جبهة النصرة من استرداده من أيدي لواء القدس الذي انتزعه من جماعة نور الدين زنكي، يختصر المشهد العسكري في شرق حلب، حيث بات الجيش السوري ممسكاً بمداخلها من الجهات الأربع بما يوحي بتغييرات متسارعة، تضع واشنطن بين ثلاثة خيارات: السير مجدّداً بالتفاهم مع موسكو وتحمّل انتقادات الحلفاء الخليجيين وخصوصاً السعودية التي لم تستفق من صدمة “جستا” والقوانين العقابية التي تنتظرها، والتي لم يفلح الفيتو الرئاسي في صدّها، أو الذهاب إلى التورّط في خطوات متدرّجة تتخذ طابع المواجهة كتسليم صواريخ دفاع جوي مباشرة أو بواسطة السعودية ودول الخليج للجماعات المسلحة، سرعان ما تتحوّل إلى خط اشتباك مفتوح مع موسكو، يسقط فرص التفاهمات اللاحقة، ولا يملك الحظوظ التي توفرت للتورط العسكري يوم جاءت الأساطيل الاميركية إلى البحر المتوسط وعادت بلا خوض حرب، وقبل أن تتموضع روسيا عسكرياً في سورية، أو الخيار الثالث الذي اعتمدته خلال الأيام القليلة الماضية إدارة الرئيس باراك أوباما بإطلاق المواقف التصعيدية، والتلويح بخطوات غير سياسية، أملاً بموقف روسي يلاقي تفاوضاً في منتصف الطريق يجري في جنيف بين الخبراء الروس والأميركيين، طرحت خلاله واشنطن هدنة أسبوع جديد رفضتها موسكو مقترحة بديلاً هو هدنة ثمانٍ وأربعين ساعة في حلب لا تشمل مواقع جبهة النصرة وحلفائها، بينما بقيت اللغة السائدة في الخطاب الأميركي عالية السقوف وخارج المألوف ما دفع موسكو لوصفها بالوقاحة، بمثل ما وصفت موسكو الحديث الصادر عن مسؤولين خليجيين بنيتهم تزويد الجماعات المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات لا تزال تنتظر الموافقة الأميركية، والتي تعني في حال الحصول عليها، قراءة روسية وسلوكاً روسياً مختلفين، وفقاً لما قالته مصادر روسية إعلامية.
بانتظار نهاية أسبوع ينتظر المراقبون أن يحمل جديداً عسكرياً أو سياسياً في سورية، ينتظر اللبنانيون نهاية أسبوع رئاسي بدأه الرئيس سعد الحريري بانعطافة نحو السير بالعماد ميشال عون نحو قصر بعبدا، تقول مصادر التيار الوطني الحر إنها ستنتهي بلقاء يجمع الحريري وعون نهاية الأسبوع، بعدما كانت الحلقة الأهمّ فيها اللقاء الذي ضمّ الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ليل أمس، والذي قالت مصادر متابعة إنه مقدمة للقاءات لاحقة، فللبحث تتمة، مضيفة أنّ الرئيس بري لم يتوقف عند تبديل الحريري لتسمية مرشحه أو نيته السير بخيار رئاسي جديد كثيراً، ولا عند عتاب على التفرّد والتسرّع كما كان قد سمع الحريري في لقائه مع النائب وليد جنبلاط، بل توجه البحث فوراً للتركيز على أهمية إحاطة أيّ خطوة بهذا الحجم في ظلّ ما يعيشه البلد من مأزق سياسي واقتصادي، ومخاطر وتحديات انكشاف إقليمي دولي، لم ينجح الحريري بتخطيه أو بالتأثير فيه، بتوافق وطني شامل لا يمكن توقعه على اسم اي مرشح ولا بتفاهمات ثنائية تثير الريبة بما يتسرّب عنها، بل بالتوافق على برنامج للجمهورية ينتجه الجميع ويتولاه الذين يتفق على توليهم المناصب الرئاسية والحكومية وفي قلب هذا البرنامج قانون الانتخاب.
قالت مصادر مطلعة بعد الاجتماع إنّ احتمال الدعوة لعقد جلسة لهيئة الحوار الوطني لتكريس ايّ تفاهم توافقي قد يكون وارداً، إذا سارت الأمور كما يجب، وقالت المصادر إنّ أولى ثمرات حراك الحريري كانت إيجابية لجهة تمرير التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي دون تداعيات سلبية، وإنّ سحب الشارع من التداول في الأزمات الوطنية بات ممكناً مع المتغيّرات التي تفرض على التيار الوطني الحر التخلي عن تحركاته التصعيدية، والعودة للغة الحوار التي قد تكون العودة الى الهيئة التي يجري على طاولتها واحدة من الخطوات الضرورية.
استعاد الجيش السوري وحلفاؤه في حلب السيطرة على مخيم حندرات في الريف الشمالي للمدينة إثر اشتباكات مع مجموعات “جيش الفتح” و”حركة نور الدين الزنكي” وسط فرار المجموعات المسلحة من المخيم.
وبسيطرة الجيش السوري وحلفائه على المخيم يوسّع طوق الأمان لطريق الكاستيلو، ويُشرف على مشفى الكندي ودوار الجندول ومعامل الشقيف ما يحبط حركة المسلحين ويقطع طرق إمدادهم مما يزيد الخناق عليهم في الأحياء الشرقية لحلب ويمنع استهداف حي الشيخ مقصود. وستسمح الطبيعة الجغرافية المرتفعة للمخيم بأن يكون نقطة حاكمة لشمال حلب.
محلياً، توّج الرئيس سعد الحريري جولاته الرئاسية بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أمس، بحضور الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري. ودار الحديث خلال اللقاء الذي تخللته مائدة عشاء حول المستجدات الراهنة والاستحقاق الرئاسي، واستمر حتى منتصف الليل وخرج الحريري ولم يُدلِ بأي تصريح، وبالمقابل لم يصدر أي بيان عن المجتمعين حتى اللحظة.
وقالت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ “البناء” إن “زيارة الحريري جاءت في سياق المشاورات واللقاءات التي يقوم بها الحريري ولإطلاع بري على لقاءاته منذ وصوله الى بيروت ووضعه في أجواء حصيلة مشاوراته مع القيادات والمرجعيات”.
وأشارت المصادر الى أن “التسوية الرئاسية تحتاج الكثير من الوقت لإنجازها وتذليل العديد من العقبات”، موضحة أن الرئيس بري ليس العقدة ولا يعطل أي تسوية تخرج البلاد من أزمتها. ونقلت عنه قوله إنه “لا يزال مصراً على السلة المتكاملة للحل من ضمنها قانون الانتخاب وتشكيلة الحكومة والبنود المطروحة على طاولة الحوار الوطني، فلا يمكن انتخاب رئيس من دون رؤية واضحة للمستقبل”. ولفتت الى أن بري “لا يعطل انتخاب عون، فحتى الآن الحريري لم يعلن رسمياً ترشيح عون كما أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لا يزال يتمسك بترشيحه”.
السفير: حزب الله” والحريري يتجرعان السم.. هل يبادر عون؟ نبيه بري.. معبر إلزامي لـ”فخامة الجنرال”!
كتبت “السفير”: سعد الحريري في عين التينة. ليس هذا هو “الخبر”. الكل يدرك أن اجتماع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري صار أمرا بديهيا وطبيعيا. في الأصل، لا “فيتوات” تحكم علاقة الطرفين منذ عقد من الزمن.
“الخبر” هو أن يزور العماد ميشال عون مقر الرئاسة الثانية. أن ينتهي زمن من “الدلع السياسي” عمره من عمر “تفاهم مار مخايل”. في كل استحقاق أكان صغيرا أم كبيرا، ثمة اعتقاد سائد عند العونيين، قيادة وقواعد، أنه يكفي التفاهم مع “حزب الله”، وهو كفيل بـ “المونة” على بري. أثبتت كل الاستحقاقات عكس ذلك. لم يضع الحزب نفسه ولا مرة في هكذا موقع، وهذه حقيقة يدركها العماد عون شخصيا.
ولو تم التعمق أكثر في الموضوع، فان طبيعة علاقة الرئيس بري بالسيد حسن نصرالله، لا تشبه علاقة أي من القادة السياسيين من أقرانهم. الاحترام المتبادل. الثقة المتبادلة. توزيع الأدوار والمهام. حتى أن “مونة” رئيس المجلس كبيرة على “السيد” الى حد تلزيم معظم الملفات الداخلية، وخصوصا المتصلة بالدولة وإداراتها وتوازناتها لرئيس حركة “أمل”. في المقابل، يتحول بري الى جندي في جيش المقاومة، عندما يتصل الأمر بالخيارات الاستراتيجية، سواء على جبهة قتال اسرائيل أو القوى التكفيرية.. والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد.
تلقى “الجنرال” خلال عقد من الزمن مئات النصائح من “حزب الله” بوجوب فتح صفحة جديدة مع نبيه بري. “تطوع” كثيرون من محيط الرابية للعب أدوار على هذه “الجبهة”، سرعان ما احترق معظمهم، وما تبدلت الكيمياء المفقودة بين الرجلين، ولا تغيرت أدوار بعض مَن تحملوا “مسؤولية تاريخية” في تبديد وتعطيل وإجهاض كل تلك المحاولات، فكان أن تعاظمت حالة انعدام الثقة، الى أن وصلنا الى ما وصلنا اليه في يومنا هذا.
حتى في “التيار الوطني الحر”، لطالما تجرأ البعض، ومنهم العميد شامل روكز، على الهمس في أذن “الجنرال” بأنك “ستحتاج نبيه بري يوما ما، وعليك أن تبادر في اتجاهه”. في معظم المرات، كان العماد عون متجاوبا، ولكن ثمة من كان ينصب الفخ تلو الآخر، الى أن جاء زمن الاستحقاق.
هل يتقدم شيء عند ميشال عون على استحقاق رئاسة الجمهورية؟
الجواب لا طبعا. برغم أن الرجل أثبت أنه ليس من صنف “المتآمرين”، وهو منذ اللقاء الأول بسعد الحريري في أوروبا في مطلع العام 2014، كان واضحا في إجاباته: ما أضمنه لك أن أقنع قيادة “حزب الله” أن تكون رئيسا للحكومة. أما القضايا الأخرى، من سلاح ومشاركة في سوريا وغيرهما، فأنت تجلس معهم على طاولة الحوار، ولكما أن تتفقا سوية على كل ما تعتقدان أنه لمصلحة البلد.
عندما تبنى سعد الحريري ترشيح سليمان فرنجية قبل سنة، كان لسان حال “الجنرال” أن اتفاقا ثنائيا بين زعيمَين سياسيين لن يكون كافيا لإنتاج تسوية رئاسية في لبنان. هذا البلد لا يحكم بالثنائيات. تركيبته لا تحتمل الا الشراكة الكاملة. ما يسري على فرنجية يسري على عون. لا يكفي اتفاق “الجنرال” مع الحريري لانتاج تسوية ما. الفرصة الرئاسية جدية أكثر من أي وقت مضى ولا بد من إنهاء الفراغ الرئاسي اليوم قبل الغد، وعلى الجميع اغتنام الفرصة المتاحة لأنها لن تكون مفتوحة زمنيا في ظل ما يشهده الاقليم من احتدام قابل للتحول الى بركان كبير.
يعني ذلك أن ميشال عون يجب أن يتحرر من عقدة رسخها حتى في ذهن جمهوره: اذا قرر “حزب الله” أمرا ما، يستطيع أن يفرضه فرضا على نبيه بري. هذه معادلة ساقطة في السياسة. التعقيدات اللبنانية تشي بضرورة التحرر من عقد الماضي والحاضر. لا يمكن اهمال أي مكون، فكيف اذا كان اسمه نبيه بري بما يمثل من موقعية دستورية ووطنية وطائفية وحتى ميثاقية بحسابات ميشال عون نفسه؟
التحرر من العقد لم يعد كافيا. ها هو سعد الحريري يتجرع السم، فيلجأ الى الخيار السياسي ـ الرئاسي الذي يمكن أن يهدد حياته سياسيا، ولكنه في المقابل، يدرك أن وصوله الى رئاسة الحكومة، بما هو فرصة لاستنقاذ وضعه السياسي ـ الشخصي، سيشكل مدخلا لاعادة صياغة علاقته بمرجعيته الاقليمية أولا ومن ثم بجمهوره، واضعا أمام نفسه تحديات تبدأ من السرايا الكبيرة لتتوج في الانتخابات النيابية المقبلة، بمعزل عما اذا كان سيصيب أم لا في خياراته الانقلابية الى حد كبير.
وها هو “حزب الله” أيضا يتجرع السم. يضع ثقته بميشال عون فوق كل اعتبار آخر. اذا كان المعبر الإلزامي لوصوله إلى بعبدا، يتمثل في إعطاء ضمانة مسبقة للحريري في رئاسة الحكومة، فليكن ذلك، برغم تضارب الخيارات الى حد أنهما لا يلتقيان الا عند مصلحتهما المشتركة في حماية الاستقرار الداخلي.
الكل يتحدث مع الكل، الا ميشال عون يرفض فتح الأبواب مع نبيه بري. هل هناك عاقل في السياسة في لبنان يعتقد أنه يمكن أن يصل أي مرشح إلى القصر الجمهوري من دون معبر نبيه بري الإلزامي؟
“الاخبار”: واشنطن تهدد بـ«بديل عن التفاوض»: هل ستدخل الحرب مباشرة؟.. الخيارات العسكرية محدودة لمنع تمدد النظام
كتبت الاخبار: دخل التوتر الأميركي ــ الروسي عقب انهيار «الهدنة» مرحلة جديدة مختلفة، تبشّر بأن الإدارة الأميركية الجديدة ستدخل ــ بصورة مختلفة عن السابق ــ الميدان المشتعل بعيداً عن أي هدن أو تهدئة.
وبينما تراكم موسكو عملها الميداني في دعم الجيش السوري وحلفائه، الذي يختم عامه الأول، تبدو واشنطن مجبرة على الدفع بخيارات جديدة من شأنها الحفاظ على التوازن الميداني القائم، ضد دمشق وطهران وموسكو، أو حتى العمل على قلب الموازين عبر دفعها بأوراق تملكها في الشمال السوري، وخاصة في الشرق منه، وصولاً إلى العراق وما بعد الحدود المشتركة.
التصعيد الأميركي ضد «الشركاء» في موسكو، الذي انطلق بالتعاون مع الحلفاء الأطلسيين في مجلس الأمن، عاد ليلوّح بحزمة من «الخيارات الجديدة» التي حشدتها وزارة الخارجية تباعاً أمس، بدأها الوزير جون كيري بإعلانه أن بلاده «على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا… وهذه المرحلة تفرض علينا أن نبحث عن بدائل». وبعد حديث نائب وزير الخارجية أنتوني بلينكن حول بحث وكالات الأمن القومي «خيارات جديدة» بشأن سوريا، بناءً على طلب من الرئيس باراك أوباما، عاد المتحدث باسم الوزارة جون كيربي ليحذّر موسكو من أن وقف تعاون بلاده معها «سيوسّع عمليات الجماعات الإرهابية ضدها»، مشيراً إلى احتمال «وقوع هجمات تطال المصالح والمدن الروسية… كما أن موسكو ستستمر في إرسال جثث جنودها من سوريا، وستخسر مواردها إضافة إلى طائراتها».
اللهجة الأميركية كانت مستفزّة بشكل كاف ليردّ المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف بأن تصريحات كيربي هي «اعتراف صريح بأن جميع ما يسمى فصائل المعارضة ليس إلا حشداً إرهابياً دولياً خاضعاً لإمرة واشنطن»، مشيراً إلى أن قواته على «علم كامل بعدد من تسميهم واشنطن خبراء في سوريا، وفي محافظة حلب حصراً، وعملهم على وضع خطط العمليات العسكرية والإشراف على تنفيذها».
وفي وقت أتى فيه حديث الكرملن واضحاً حول التمسّك بدعم قوات الجيش السوري، يطرح الحديث عن خيارات واشنطن «الجديدة» تساؤلات عديدة حول طبيعتها وآلية تطبيقها على الأرض، على ضوء تعذّر مسار التهدئة وغياب الأفق السياسي.
في الميدان، تملك واشنطن عبر حلفائها الإقليميين إمكانية لدعم الفصائل المنخرطة في معارك ضد الجيش، وخاصة على جبهات حلب وريف حماة والجنوب، على غرار ما جرى يوم تشكيل «جيش الفتح» واجتياحه لمدينة إدلب وجزء كبير من ريفها، وإعادة هيكلته التي بدأت أوائل أيار الماضي، والتي مكّنته من التقدم في ريف حلب الجنوبي وكسر طوق الجيش حول المدينة في منطقة الراموسة أوائل آب الماضي، قبل أن يعود الجيش وحلفاؤه إلى إحكام الطوق مجدداً.
ويظهر طريق الكاستيلو الذي بقي مدة طويلة بوابة الإمداد لفصائل أحياء حلب الشرقية كهدف محتمل لأي عمليات برية مدعومة بدفعات أسلحة جديدة كان قد تحدث عنها مسؤولون أميركيون مؤخراً، وظهرت طلائعها عبر أعداد كبيرة من صواريخ «غراد» ومنصات متحركة.
وبالتوازي، ظهرت تلك الدفعات في الريف الحموي الذي يشهد معارك عنيفة يقودها «جند الأقصى» و«أجناد القوقاز» و«جبهة فتح الشام ــ النصرة»، في محاولة للتقدم نحو مدينة حماة، ضمن تحالف مع عدد من الفصائل التي تتلقى دعماً أميركياً. وقد يشكّل أي خرق على جبهة حماة خياراً جيّداً لواشنطن في الأفق؛ فإضافة إلى موقع المدينة الاستراتيجي الذي يتوسط شبكة الطرق الدولية التي تربط عدداً كبيراً من المحافظات والجبهات، يعدّ مطار المدينة منطلقاً مهماً لتنفيذ غارات على جبهات كثيرة تمتد من حلب إلى تدمر، وسيشكل تعطيله عائقاً كبيراً لقوات الجيش السوري وحلفائه.
كذلك، قد تلجأ واشنطن إلى خطوة الدفع بصواريخ مضادة للطائرات إلى الفصائل المسلحة، وهو ما قد ظهر سابقاً في حوزة الفصائل وإن بكميّات قليلة (إن لم تكن موجودة بعدد أكبر ولا يزال «الفيتو» ضد استخدامها مرفوعاً)، وهو ما قد يحدّ من حركة سلاح الجو السوري، وخاصة المروحي منه، وسيدفع بموسكو إلى التفكير مرتين قبل كل طلعة جوية لمقاتلاتها.
ولا يمكن إغفال دور رئيسي قد تسعى واشنطن إلى توسيعه بشكل ملحوظ، وهو العمل على تزويد الفصائل بمعلومات استخبارية ولوجستية قادرة على عرقلة تحركات القوات السورية على الأرض، وهو ما كانت تقدمه واشنطن على جبهات محددة وعبر قنوات مختلفة.
الديار: حزب الله يعطي التفويض لبري وعون صامت ولا يقوم بزيارات “رئاسية”
كتبت “الديار”: ما إن دق الرئىس سعد الحريري جرس الانذار الرئاسي، عبر قبوله خيار العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى ارتفع منسوب الحساسية الموجود اصلا بين الرئىس نبيه بري وميشال عون على الصلاحيات والنفوذ والدستور. وهذا ما يؤشر الى ان الوصول الى خواتيم سعيدة دونه صعوبات جدية تستدعي ازالة الكثير من الالغام بين الرجلين المحكومة علاقتهما بجدار من عدم الثقة. وهذا ما يستدعي قيام سعاة الخير باتصالات لحلحلة الامور وترتيب مواعيد لزيارات يبدو ان العماد ميشال عون لن يقوم بها قريباً، وتحديداً للرئيس نبيه بري، رغم ان فتح “دفرسوار” ايجابي في العلاقة بين بري وعون يستدعي موقفاً من الاخير بالعودة الى طاولة الحوار.
لكن العماد عون يرفض ان يصل الى بعبدا مكبلاً بشروط بري، التي تبدأ بالاتفاق على “سلة كاملة متكاملة” وعلى الاساسيات والتفاصيل، وتبدأ بأسماء الوزراء وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ومدعي عام التمييز والتمسك بوزارة المالية. وهذا ما يعتبره العماد عون تقييداً للصلاحيات والنفوذ والدستور ليس لرئيس الجمهورية فقط بل لرئيس الحكومة المكلف. وهذا ما يرفضه عون بالمطلق رغم تأكيده أن النقاش في هواجس الرئيس نبيه بري ليس مطلوباً منه بل من الآخرين، وربما يغمز من قناة حزب الله.
لكن حزب الله، وحسب المعلومات، كلف الرئيس نبيه بري أن يكون المفتاح السياسي للنقاش مع عون والحريري حول الثوابت السياسية والبيان الوزاري وسلاح المقاومة والمحكمة الدولية وغيرها. واذا شعر الرئيس بري ان في اتفاق عون ـ الحريري اي شائبة او اي امر لا ينطبق مع الثوابت الوطنية سيتدخل لوقفها على الفور.
حزب الله حذر ايضاً، ومن حقه رغم تأييده المطلق للعماد عون والثقة به، لكن هذه الثقة لا تنطبق على الرئيس سعد الحريري. وبالتالي فان الرئيس بري وحزب الله يريدان كشف ما اتفق عليه جبران باسيل ونادر الحريري وما اذا كان هناك “ستر مخبى” عبر صفقة ما. وعلى اساس كشف كل هذه الامور عبر معادلة 1+1=2، وفي ضوء كل هذه التفاصيل يتحدد الموقف النهائي. وبالتالي نحن ذاهبون الى معادلة بان يصبح الرئيس نبيه بري المفتاح السياسي لحل ازمة رئاسة الجمهورية. وهذا الامر يفرض على العماد عون الحلحلة ودق ابواب عين التينة. واذا كان حزب الله دعا سابقاً كل القوى السياسية الى الاخذ بهواجس عون وعدم القفز فوق مطالبه، في المقابل، المطلوب من العماد عون حالياً الاخذ بهواجس بري وفتح حوار يعيد الثقة، والا دخلنا في مرحلة الحساسية والشكوك و”الفحوصات” ونبش الماضي. وهذا لا يفتح الطريق لحل قضية رئاسة الجمهورية التي يبدو ان العماد ميشال عون هو المرشح الوحيد حالياً. ومن هنا جاء تأكيد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “الحل يحتاج الى تنازلات متبادلة”. وحسب المعلومات فان الامور لا تستقيم باجتماع بين الرئيس بري وجبران باسيل في حضور علي حسن خليل، بل باجتماع مباشر بين بري وعون لمعالجة كل التفاصيل. والامور تحتاج الى تفاهم مع بري، وكذلك بين عون وجنبلاط وبين عون والجميل وجعجع وفرنجية وكل القيادات الفاعلة في البلد القائم اصلاً على التسويات. وبالتالي التفاوض لا يكون مع جبران باسيل والمحيطين بعون بل بين عون وبري الذي يمثل الواجهة السياسية للطائفة الشيعية التي لا تختصر حقوقها بلقاءات بين الحريري وعون او بين جبران باسيل ونادر الحريري، وربما ذلك يشكل المفتاح للحل والنقاش في كل الامور من الحقائب الوزارية الى البيان الوزاري. وهذا ما يعتبره عون ضرباً للدستور ووضع شروط على الرئيس المنتخب وتحويل البلاد الى “حكم مجلسي” يتحكم برئيس الجمهورية وبالرئيس المكلف. والعماد عون في مجالسه يؤكد انه بادر وزار الرئيس بري في عين التينة، وآخرها تقديم التهاني بعيد الفطر بينما بري لم يبادر يوماً الى زيارته في الرابية، واذا كان الرئيس بري ينذره بالهواجس الامنية فللعماد عون ايضاً مخاوفه الامنية.
النهار: ما الذي عجَّل بلقاء عين التينة؟ مفاوضات ناعمة في رحلة التعقيدات
كتبت “النهار”: اذا كان الكتمان الذي يطبع سلسلة اللقاءات الطويلة التي يعقدها الرئيس سعد الحريري مع القيادات السياسية يشكل إحدى سمات الأهمية التي تكتسبها حركته الدائرية الجارية منذ أيام، فإن هذا العامل لا يحجب في الوقت نفسه تصاعد مزيد من حبس الأنفاس السياسية كلما مرت محطة اضافية في هذا التحرك. وليس أدل على ذلك من اللقاء الذي عقد ليل أمس في عين التينة بين الرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والذي لم يكن مقدراً أن ينعقد بهذه السرعة بل بعد اتمام الحريري بعض اللقاءات قبله. وبدا واضحاً ان الحريري، الملتزم وأوساطه الحفاظ على نسبة عالية من التكتم على دفق المعطيات والتقديرات والحسابات المتصلة بحركته، يمضي بوتيرة مبرمجة ومتلاحقة وفق أجندة ثابتة في استكمال اللقاءات السياسية بما يعكس ضمناً اطلاق رسالة واضحة في شأن جديته في طرح مختلف الخيارات والاحتمالات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي ووضعها على الطاولة.
وقالت أوساط مواكبة لحركة اللقاءات الجارية لـ”النهار” ان اللقاءات الخمسة التي عقدها الحريري حتى ليل أمس وشملت تباعاً كلاً من رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والرئيس امين الجميل ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط والرئيس بري ناهيك بلقاءات مع شخصيات مستقلة في “بيت الوسط”، نقلت المناخ السياسي في البلاد من ضفة الى أخرى في غضون أيام قليلة، الامر الذي لا يمكن إنكار أهميّته في ظل الجمود الطويل الذي حكم الأزمة الرئاسية. لكن المصادر سارعت في المقابل الى الاستدراك ان هذا التطور سواء في الشكل أو في المضمون لا يعني اطلاقاً تقليل أهمية بل خطورة المحاذير التي بدأت تتصاعد في وجه تحرك الحريري وخصوصاً لجهة طرح خيار انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية الذي أعاد فرز القوى السياسية في شكل متماثل الى حدود بعيدة مع تجربة ترشيح الحريري للنائب فرنجية قبل عشرة أشهر. ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان الذين قابلوا الرئيس بري والنائب جنبلاط في الساعات الاخيرة، وقبل لقاء عين التينة المسائي، لمسوا منهما انطباعات متشابهة غير مشجعة عن توقع نتائج ايجابية بالنسبة الى طرح خيار عون تحديداً ولو أنهما يتعاملان بمرونة واضحة مع دوافع الحريري الى اعادة طرح كل الخيارات بما فيها خيار عون. وبحسب هذه المصادر، بدا جنبلاط في لقائه والحريري ليل الأربعاء في “بيت الوسط” شديد الحذر في عرض المعطيات الاقليمية (وضمناً السعودية) والداخلية حيال خيار عون فيما لم يبد الحريري ما يدفع الزعيم الاشتراكي الى الاعتقاد أنه اتخذ خياراً حاسماً في اعتماد هذا الخيار. واكتسبت في هذا السياق الزيارتان اللتان قام بهما أمس الوزير وائل ابو فاعور لـ”بيت الوسط” وعين التينة دلالات مهمة، إذ بدتا بمثابة “شبك” للمشاورات بين الزعماء الثلاثة مما أدى الى تقديم موعد زيارة الحريري مساء لرئيس المجلس. وفي ظل ذلك أكدت المصادر ان بري وجنبلاط لم يكونا أساساً في وارد ما قيل عن نشوء “حلف ثلاثي” يضمهما والنائب فرنجية لأنهما يدركان تماماً محاذير حلف كهذا يبدو كأنه يستهدف الحريري نفسه، لكنهما في الوقت نفسه لا يبدوان في موقع إيجابي اطلاقاً حيال مسعى تعويم خيار عون.
وفيما يتوقع ان تكون المحطة البارزة التالية في لقاءات الحريري زيارته لمعراب للقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي عاد من اجازة أمضاها في أوروبا، عقد لقاء عين التينة مساء أمس في حضور مدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري والوزير علي حسن خليل ودار الحديث خلال اللقاء الذي تخلله عشاء حول المستجدات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.
المستقبل: الحريري في “عين التينة”.. ومصر تشيد بجهوده لإنهاء الشغور لا فراغ في الجيش
كتبت “المستقبل”: بين بيت الوسط وعين التينة تمحورت أمس الحركة السياسية المتفاعلة في البلد منذ عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، لتبدأ نهاراً بجولة موفد المختارة الوزير وائل أبو فاعور على كل من المقرّين قبل أن تتوّج مساءً بزيارة الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري والتداول معه في مستجدات المشهد المتأزم تحت وطأة الشغور والتعطيل. وفي الأثناء برزت محطة تحصين المؤسسة العسكرية وتجنيبها كأس الفراغ المرّ المتنقل بين السلطات والمؤسسات الدستورية، إذ وعلى قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات خلصت المفاضلة الوطنية بين تمديد ولاية القيادات العسكرية وبين تمدّد ولاية الشغور لتشمل رأس المؤسسة العسكرية بعد رأس الجمهورية، إلى منح الأفضلية للخيار الأول بموافقة كل المكونات السياسية وتوافقها جميعاً على كلمة سواء تقضي بمنع الفراغ في الجيش.. باستثناء “التيار الوطني الحر” الذي سارع إلى إدانة قرار وزير الدفاع سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي واعتباره “غير قانوني وغير شرعي”.
اللواء: المأزق: عون يكاد يفقد الفرصة.. والشارع ورقة محروقة الحريري في عين التينة قبل الرابية .. وجنبلاط يُغرّد “فيروزيات” ويستعد للسفر!
كتبت “اللواء”: هل قضي الأمر، وفقد النائب ميشال عون فرصة لاحت لايام، بعد تحضيرات لاشهر، من أن الانتقال من الرابية إلى بعبدا بات مسألة وقت؟
أهمية هذا السؤال انه يأتي وفي ثناياه أجوبة، قبل توجه الرئيس سعد الحريري إلى الرابية، في غضون الـ48 ساعة المقبلة، حيث ان لقاءه مع النائب عون، من المتوقع ان يسبقه لقاء مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع العائد لتوه من رحلة خاصة إلى الخارج، رافقته فيها زوجته النائب ستريدا جعجع.
الجمهورية: برّي والحريري توافقا على مشاورات مفتوحة .. .والتمديد لقهوجي سنة
كتبت “الجمهورية”: يسود دولياً ترقّبٌ لنتائج الكباش بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حول سوريا، والذي تظهّرَ في طلب الرئيس باراك اوباما من وكالات الأمن القومي درسَ كلّ الخيارات في شأنها، بعدما أكّدت موسكو استمرار عملياتها العسكرية فيها، فهدّدتها واشنطن بوقفِ التعاون وتعليق مناقشاتها معها. أمّا لبنانياً فلا تبدو مهمّة رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري سهلةً في مواجهة الرغبات السلبية لبعض المكوّنات السياسية، ومنها رغباتٌ داخل التيار نفسِه، غير متحمّسة لانتخاب رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ظلّ وضعٍ دولي وإقليمي غير مريح. مع ذلك يواصل الحريري، الذي يستعدّ لزيارة موسكو، مشاوراته، وكان أبرز محطاتها لقاؤه مساء أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى خط موازٍ أرجَأ وزير الدفاع سمير مقبل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي لسَنة، تجنّباً للفراغ في القيادة العسكرية، على أن يستدعي رئيس الأركان اللواء وليد سلمان اليوم بعدما أحيلَ إلى التقاعد، لتسيير أعمال رئاسة الأركان لستّة أشهر، على أن يعيَّن بديلٌ منه في أوّل جلسة لمجلس الوزراء، وذلك في خطوةٍ قابَلها “التيار الوطني الحر” بالرفض، مؤكّداً أنّه لن يسكت عن هذا التمديد، وسيقوم “بكلّ ما يلزم لوقفِ الإمعان في تدمير الدولة”.
في إطار مشاوراته بشأن فكرة ترشيحه عون، زار الحريري مساء أمس، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، عين التينة والتقى بري في حضور الوزير علي حسن خليل، ودارَ خلال اللقاء الذي تخلّله عشاء حديثٌ حول المستجدّات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.