من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: بوادر “حلف ثلاثي” بين بري وجنبلاط وفرنجية؟ الحريري: البلد سيطير ما لم ننقذه سريعاً
كتبت “السفير”: يبدو الرئيس سعد الحريري في سباق محموم مع الوقت، وهو المحكوم بمهل ضيقة لا تمنحه ترف التمهل. تعشّى في بنشعي مع سليمان فرنجية وتغدّى أمس، في بكفيا مع أمين وسامي الجميل، واستكمل “العصف الذهني” خلال اللقاء المسائي مع النائب وليد جنبلاط، في انتظار الاجتماع ـ المفتاح الذي سيجمعه بالرئيس نبيه بري، فيما لاحت في الأفق بوادر “حلف ثلاثي” غير معلن بين عين التينة والمختارة وبنشعي.
وبرغم أن المؤشرات والاستنتاجات، المتعددة المصادر، تقاطعت خلال الساعات الماضية حول فرضية اقتراب الحريري من لحظة الاعلان الرسمي عن دعم ترشيح العماد ميشال عون، بعد استكمال شروط الإخراج المناسب، غير أن هناك من يستبعد في المقابل ان يكون الحريري حُكما على عتبة تحول استراتيجي من هذا النوع، وإن يكن مُدرجا في المبدأ ضمن مروحة الاحتمالات التي تخضع للدرس.
ويقول أصحاب هذا الرأي، وبعضهم تسنى له لقاء الحريري، ان رئيس “تيار المستقبل” سيقرر بعد انتهاء جولاته اعتماد واحد من الخيارات الآتية:
ـ تجديد تمسكه بترشيح فرنجية والذهاب به حتى النهاية، ضمن اطار التعاون والتنسيق مع شركائه المفترضين في هذه المعركة.
ـ الانتقال بكل ثقله الى دعم ترشيح عون وتأمين انتخابه في اسرع وقت ممكن.
ـ التخلي عن عون وفرنجية والسعي الى إيجاد اصطفاف جديد حول اسم آخر.
وخلال لقاءاته مع بعض القيادات السياسية، تفادى الحريري ان يخوض مباشرة في ما يضمره، لكنه نبّه الى ان وضع المنطقة دقيق جداً، محذراً من تداعياته المتوقعة على لبنان ما لم يتم تحصين الساحة الداخلية انطلاقاً من انتخاب رئيس الجمهورية.
أكثر من ذلك، أبدى الحريري خشيته من أن “يطير البلد”، إذا لم “نسارع الى انقاذه وحمايته من النيران المشتعلة في محيطه”، لافتاً الانتباه الى “ان الاقتصاد يحتضر ومصرف لبنان استخدم مؤخراً آخر أسلحته ووسائله لتحصين الليرة والوضع النقدي ومنع اهتزازهما، كما ان الوضع الأمني حساس ويواجه تحديات مستمرة، أما في سوريا والمنطقة فهناك جغرافيا سياسية جديدة قيد التشكل على أنقاض الحروب المندلعة، وهذه العاصفة يمكن ان تضرب لبنان بشكل او بآخر، بحيث اننا قد ندفع ثمنها ما لم نتخذ الاحتياطات الضرورية في مواجهتها”.
وفي انتظار ان يرسو الحريري على “بر”، يؤشر حراكه المكثّف الى ان هامش المناورة لديه ضاق كثيرا، بل لعله انعدم، فلا هو يحتمل البقاء طويلا في دائرة الأخذ والرد فيما جسمه الشعبي والتنظيمي يتآكل يوميا ويدفعه الى ان يحسم خياره سريعاً أيا تكن تبعاته عملا بقاعدة “إذا هِبتَ شيئا فقعْ فيه” على ان تأخذ التفاصيل مداها لاحقاً، ولا ميشال عون يستطيع بدوره أن ينتظره طويلاً وهو الذي ألزم نفسه بروزنامة تصعيدية كان يفترض ان تبدأ اليوم وتصل الى حدها الاقصى في 15 تشرين الاول المقبل، خصوصا ان تعبئة قواعد التيار ليست مهمة سهلة ولا يمكن ان تتم كل يوم.
وما يزيد من إحراج عون ان وزير الدفاع سمير مقبل يتجه الى الاعلان عن قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان، مستفيدا من غياب مجلس الوزراء لإتمام ترتيبات تأجيل التسريح بأقل الخسائر الممكنة. وبرغم ان الخلاف حول هذا الأمر في ظل إصرار التيار على إجراء التعيينات الأمنية كان في الاساس شرارة الازمة الميثاقية التي فجّرتها الرابية، إلا ان عون سيضطر على الأرجح الى ان يمدد مرحلة “ضبط النفس” قليلا، مع احتفاظه بحق الرد المناسب، وذلك في انتظار ان ينهي الحريري مشاوراته ويتخذ قراره النهائي حيال ترشيح الجنرال، فإذا ذهب في اتجاه دعم انتخابه رئيسا للجمهورية يصبح التمديد لقائد الجيش ورئيس الاركان مجرد تفصيل، وإذا رفض تنتقل المواجهة الكبرى حول كل الملفات المتراكمة الى الشارع.
وانطلاقا من رغبة عون في تسهيل مهمة الحريري قدر الامكان وتجنيبها اي ضغط ميداني قد يُستخدم ذريعة لتبرير الانقلاب على المناخات الايجابية المستجدة، فإن الجنرال تفادى إبداء أي رد فعل حاد على عدم انتخابه في جلسة 28 ايلول التي سبق ان صنّفها “التيار الحر” بانها فاصلة، وبالتالي لم تبرز طلائع التحرك الشعبي الذي كان من المقرر ان تظهر عينات رمزية منه بعد الجلسة، من دون ان يعني ذلك تعليق التعبئة الشعبية التي استمرت على إيقاعها المرتفع في الكواليس.
ويبدو ان الحريري تبلغ ان المدى الزمني البرتقالي لـ “الفرصة الأخيرة” ضيق جداً، ولا يمكن الرهان على توسيعه مجدداً، وسط خشية لدى “ضحايا” التجارب السابقة مع الحريري من ان تكون محاولته الجديدة تهدف الى المماطلة والتسويف مجدداً، وصولا الى تنفيس حماسة قواعد “التيار الحر” من جهة، وتبرئة الذمة امام عون من جهة أخرى عبر تحميل مسؤولية إجهاض فرصة انتخابه للآخرين.
يفضل عون ألا يخوض في “محاكمة نيات” مسبقة، خصوصا ان الخبر اليقين لن يتأخر، وبالتالي فهو يميل في “الوقت المستقطع” الى تغليب الايجابية على ما عداها، إنما من دون التسليم بها والاستسلام لها، تاركاً كل الاحتمالات التصعيدية واردة وفق آلية متدرجة سيُباشَر في تنفيذها تباعا، إذا تبلغ جوابا سلبيا من الحريري.
وفي هذا السياق، أكد مصدر قيادي في “التيار الحر” لـ “السفير” ان المنسقيات تعمل كخلية نحل، مشددا على ان جولة الحريري وما يرافقها من أجواء إيجابية لم تتسبب في تسرب الاسترخاء الى صفوف المحازبين والمناصرين، بل إن الكل مستنفر ومتأهب في انتظار إشارة الجنرال.
البناء: اتصال أوباما ببوتين بعد انهيار دفاعات شرق حلب يُعيد الخبراء إلى جنيف انتهى الشخصي في ملف الرئاسة وبدأت المفاوضات على السياسة والحصص الحريري يواصل مواجهة حلفائه بالسؤال هل لديكم بديل أفضل من الفراغ؟
كتبت “البناء”: بعد نهار من التراشق الكلامي العالي بين موسكو وواشنطن، وصل حد التلويح الأميركي بعمليات إرهابية تستهدف مصالح ومدناً روسية، وحديث روسي عن هجمات بالسلاح الكيميائي يُعدّ لها الإرهابيون لشرق حلب، على إيقاع حرب ضروس نجح خلالها الجيش السوري بتكسير وتهشيم خطوط الدفاع الأمامية في شرق حلب، حيث تمكّن من دخول كتلة أبنية في حي الراشدين جنوب شرق حلب من جهة معامل السفيرة، وفي الإمساك بحي الفرافرة في حلب القديمة قرب القلعة التاريخية، وبتحقيق تقدم بارز في الجنوب الغربي عبر حي الشيخ سعيد من محور الراموسة، وهو يُمسك منذ سيطرته على معبر الكاستلو بحي بني زيد في الشمال الغربي للجزء الشرقي الذي يسيطر عليه المسلحون من حلب، ليتوّج النهار الطويل باتصال أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سعياً للتعاون في تعويم التفاهم الروسي الأميركي، بعد بيان للخارجية الأميركية هدد بوقف التعاون مع موسكو ما لم يتوقف الهجوم على حلب، وصفته مصادر روسية ببيان بالمقلوب، فالتعاون لم يبدأ كي يتوقف، إلا إذا كان المقصود الاستعداد لتطبيق أحكام التعاون العسكري في فصل المعارضة عن جبهة النصرة والسير معاً للحرب على النصرة، مع تثبيت الهدنة مع الجماعات التي تفك ارتباطها وتشابكها مع جبهة النصرة، وليلاً أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توجّه خبرائها إلى جنيف لملاقاة الخبراء الأميركيين هناك واستئناف المحادثات التي توقفت منذ الأسبوع الماضي مع انهيار الهدنة وتلكؤ واشنطن عن تنفيذ أحكام التفاهم الذي جاهرت وزارة الدفاع الأميركية بمعارضة تطبيقه رافضة أي شكل من التعاون العسكري مع روسيا.
الأربعاء حسم الجيش السوري أمر بوابات حلب الشرقية، فحسم أوباما قراره بالعودة للتفاهم، والعيون شاخصة لجنيف وحلب في سباق الساعات المقبلة. والسؤال هل سيذهب خبراء وزارة الدفاع الأميركية أم سيتمردون على قرار الرئيس الأميركي في زمن التمرد الذي افتتحه مجلسا النواب والشيوخ في تصويت شكل كارثة للسعودية وصفعة لحق الفيتو الذي استخدمه أوباما لحماية الودائع السعودية من التجميد ضد قانون إتاحة حق الملاحقة أمام أهالي ضحايا تفجيرات الحادي عشر من أيلول بحق حكومات الدول التي يحمل الإرهابيون جنسيتها. والسؤال إذا ذهب الخبراء الأميركيون هل سيلاقون الخبراء الروس بالسعي الجدي لتفاهم أم سيسبق السيف العذل في ميدان حلب؟
بمثل التراشق السياسي والعسكري في الشأن السوري، والتمرد على المشيئة القيادية التي عاشها أوباما، في لبنان العيون والآذان تلاحق خطوات الرئيس سعد الحريري في القدرة على تسويق خياره الرئاسي الذاهب صوب الرابية، طلباً للود مع حارة حريك، وتفادياً لخيارات أشدّ مرارة، لا يشاركه بعض حلفائه تقدير المقارنة بينها وبين خياره الجديد. وأول التمرد كان في تصريح النائب أحمد فتفت بالإعلان عن عزمه عدم التصويت للعماد ميشال عون، إذا رسا عليه التوافق، بينما وصفت مصادر تابعت لقاء الحريري بالنائب وليد جنبلاط تقييم جنبلاط للخيار الحريري بالتكرار غير المبرّر لسير والده الرئيس الراحل رفيق الحريري بخيار التمديد للرئيس إميل لحود. وذهب النائب سليمان فرنجية من موقعه كمرشح رئاسي تخلّى الحريري عن المضي به مرشحاً معتمداً بذريعة أن الترشيح لم يكن لحراسة الفراغ الرئاسي بل للمجيء برئيس، فقال فرنجية إن الحريري يكرّر ما فعله الرئيس السابق أمين الجميل عام 1988 بالمجيء بعون إلى بعبدا، لكن الحريري بقي يردّ على منتقديه وأمام نوابه وزواره بالقول فليعطني المعترضون بديلاً للفراغ الرئاسي لأسير فيه؟
الواضح، وفقاً لمصدر سياسي متابع للمناقشات الدائرة في الصالونات والكواليس السياسية حول الاستحقاق الرئاسي والتي، تمتد من الحريري وعون وجنبلاط وفرنجية، لتستقر على طاولة الثنائي الذي يمثله رئيس مجلس النواب نبيه بري كمدير للعبة السياسية وصانع للتسويات، وكشريك في المعادلات الرئاسية والحكومية والنيابية، وبالمقابل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كضامن للتفاهمات التي تتصل بالتعاون مع العماد ميشال عون كرئيس عتيد، منعاً لتكرار تجربة التصادم التي فاجأت بري بعد انتخاب العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية ومن ثم بعد السير بالتمديد له لنصف ولاية رئاسية.
اللقاء المرتقب بين الأستاذ والسيد سيعطي صفارة الانطلاق نحو الانتخابات، وفقاً للمصدر بعد حسم التشكيلة الحكومية المقبلة وقانون الانتخابات الجديد، والاختيار لتظهيره بين تمديد تقني لستة أشهر أو انتخابات لمرة واحدة وفقاً لقانون الستين. فكل ما هو شخصي انتهى وبدأ التفاوض على ما يتصل بالسياسة، وهو ما سيقوم به حزب الله مع كل من عون والحريري، بخصوص البيان الوزاري وخطوطه العريضة، ومعه التفاوض على قانون الانتخاب الذي سيتولاه بري، وبينهما ترسيم الحصص والأدوار، خصوصاً توزيع الوزارات السيادية.
تابعت الصحيفة، وكما كان متوقعاً، لم تنعقد الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس للجمهورية لعدم توفر النصاب القانوني، وبالتالي سيبقى قصر بعبدا، فارغاً من دون رئيس حتى 31 تشرين الأول الموعد الذي حدّده رئيس المجلس النيابي نبيه بري للجلسة المقبلة، إلا في حال حصول اتفاق على رئيس فسيعمد بري إلى تقريب الموعد، كما أعلن.
أما الجديد في جلسة الأمس، فهو حضور عضو كتلة “لبنان الحر الموحد” النائب اسطفان الدويهي الذي أكد في تصريح من المجلس النيابي “أن المشاورات المطروحة لا زالت في بدايتها وأمامها عقبات كثيرة، لأن الاتفاق على سلة متكاملة يتطلب رؤية وتوافقاً”، مضيفاً “مستمرون بترشيح فرنجية ولا نطلق موقفاً رداً على تقارير إعلامية ومشاريع مفترضة”.
وكان لافتاً تصريح رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية عبر تويتر، والذي جاء بعد يوم واحد على لقائه الحريري بأنه: “إذا اتفق الرئيس سعد الحريري مع رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، فسيحصد نفس النتيجة، حينما سمّى الرئيس الجميل عون رئيساً للحكومة العام 1988″.
وفي غضون ذلك، استكمل الحريري لقاءاته واستقبل مساء أمس، رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط لبحث الملف الرئاسي.
ونشر الحريري عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة “سيلفي” تجمعه مع جنبلاط، وأرفق الصورة بعبارة: “مين قال زعلانيين”.
وكانت وسائل إعلامية أفادت أن جنبلاط غادر غير مرتاح بعد لقاء الحريري في بيت الوسط من دون الإدلاء بأي تصريح، بعدما كان أبلغ الصحافيين بأنه سيُدلي بتصريح.
وكان الحريري قد التقى في وقت سابق رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في الصيفي والرئيس أمين الجميل في بكفيا.
الاخبار: برّي “يفركش” التسوية!
كتبت “الاخبار”: التسوية الرئاسية لايصال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون دونها عقبة أساسية وضعها رئيس مجلس النواب نبيه بري. فلا تكاد الطريق تفتح أمام عون الى بعبدا حتى يزرعها بري بالألغام، معولا على تضييع الوقت الى حين فقدان التسوية بريقها والعودة الى نقطة الصفر
أرانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا تُعَدّ ولا تُحصى، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر برئاسة الجمهورية وبشخص النائب ميشال عون على وجه التحديد. ففي السابق، كان الموعد بين جلسة انتخاب رئيس وأخرى لا يتعدّى ثلاثة أسابيع، قبل أن يعيّن بري الجلسة المقبلة يوم أمس في 31 تشرين الأول، أي بعد 33 يوماً.
هو استفزاز واضح للعونيين، “غلّفه” رئيس المجلس النيابي على طريقته عبر تسريب إمكان عقد جلسة مبكرة في حال حصول خرق ما في الشأن الرئاسي. وتأجيل بري يرمي إلى هدف من اثنين: إما إبطاء مفاعيل التسوية وعرقلتها قدر الإمكان، أو الحصول على سلة مكتسبات ثمينة تبدأ بالحفاظ على نظام الشراكة القائم في الحكم وانتزاع ضمانات عونية تتعلق بملفات ووزارات الدولة الرئيسية مقابل رفع الفيتو عن عون. يعكّز بري في مسعاه هذا على سير النائب وليد جنبلاط معه في السراء والضراء. فرغم إعلان المختارة عدم معارضتها لوصول عون إلى بعبدا واقتناعها منذ مدة بعدم جدوى الاستمرار في ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلا أنه لن يخطو خطوة إلى الأمام من دون حليفه التاريخي. لذلك، لا إمكانية اليوم للقفز فوق عين التينة والمختارة، وبالتالي، لا بد من مفاوضة بري والحصول على ضوء أخضر واضح منه. أما القول إنه يمكن عون الفوز بكرسي بعبدا من دون المرور ببري من منطلق تأييد نحو 80 نائباً له موزعين بين تيار المستقبل وحزب الله وبعض نواب 8 آذار وتكتل التغيير والإصلاح (في ما عدا المردة) والقوات، فلا يقرّش سياسياً. إذ يصعب وزن بري عبر احتساب عدد نواب كتلة التحرير والتنمية، تماماً كما لم يكن جائزاً في السابق قياس حجم كتلة الوفاء للمقاومة عددياً عند وقوفها ضد تسوية فرنجية. ولا بدّ بالتالي من مفاوضة حزب الله والحريري وعون لبري لنقل التسوية من الإطار الافتراضي إلى الأمر الواقع. فالحريري الذي لم يمهّد الأرض سابقاً لمبادرة ترشيح فرنجية، يبدو أنه وقع في الخطأ نفسه مجدداً، فلم يمهد كما يجب ـــ لا داخل كتلته ولا خارجها ــ لخطوة التراجع عن المبادرة للذهاب نحو ترشيح عون. ولعل خير معبّر عن الواقع، كان فرنجية نفسه، الذي قال للحريري عند لقائهما: “كنا قد اتفقنا على أمرين: أولاً، إذا أردت التراجع عن ترشيحي، أن تفعل ذلك بالتنسيق معي ومع الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. لماذا لا نعقد لقاءً رباعياً اليوم لحسم الأمر؟ ثانياً، أنك إذا تراجعت عن دعمي، ألّا تدعم ترشيح عون، بل أن نذهب إلى خيار ثالث”. فردّ الحريري بالقول: “أنا مستعد لانتخابك غداً. لكن أنت تعرف أن الرئيس بري لم يؤمن موافقة حلفائكما على انتخابك. ولا نستطيع الاستمرار في هذا الأمر”. ثم لفت الحريري إلى أنه لا يريد إعلان دعم
عون، “بل مجرد التشاور للخروج من حال المراوحة”.
في النهاية، تبدو المشاورات متجمّدة عند سور عين التينة، الذي عُزِّز بجبهة تضم إلى بري وجنبلاط وفرنجية، عدداً من نواب 14 آذار، كدوري شمعون وبطرس حرب. وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن بري يراهن على إضاعة الوقت وإطالة أمد التداول بمبادرة الحريري المفترضة إلى حين خفوتها بعد مضي شهر أو اثنين كما في حالة المبادرة الأولى بترشيح فرنجية. فالحل الأفضل بالنسبة إلى بري أولاً، هو إسقاط ترشيح عون. أما الحل الثاني، فكرره بري في لقاء الأربعاء: “الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية”. فيما هناك من يعوّل على موقفَي بري وجنبلاط حول ضرورة عودة الحريري إلى السلطة “ظالماً كان أو مظلوماً”، لتليين تشددهما بعد ثبوت أن فوز الحريري برئاسة الحكومة مجدداً لن يتحقق إلا بعودة عون إلى بعبدا.
الديار: سلة بري المسبقة اذلال لرئيس الجمهورية المنتخب وتقييد لرئيس الحكومة حركة السفراء تزداد قوة واجتماع سري بين السفيرين الفرنسي والروسي
كتبت “الديار”: يبدو ان الرئيس سعد الحريري يزداد اقتناعاً بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية يوماً بعد يوم، وهو لم يزر بنشعي الا ليبلغ النائب سليمان فرنجية الصعوبات التي تحول دون انتخابه رئيساً للجمهورية وانه ذاهب لتبني ترشيح العماد ميشال عون، وسيجول على كل الاطراف كي لا يكون القرار متسرعاً من الرئيس سعد الحريري.
جوهر الموضوع ان الرئيس الحريري يجري مشاورات وستتوقف بعد ايام، لانه لا يجوز ان ينتهي الحريري من مشاوراته ويقول “لقد رشحت العماد ميشال عون” وبالتالي يظهر ان رئيس الحكومة السابق اعلن من هو رئيس الجمهورية الماروني قبل انتخابه من المجلس النيابي، وكأن الحريري هو من اختار رئيس الجمهورية، فيما الانتخاب له سياسات عديدة ومتشعبة وتحالفات كبيرة والقرار يجب ان تشارك فيه كل الفئات السياسية للاتفاق واعلان انتخاب الرئيس الذي سيكون على الارجح العماد ميشال عون.
حركة الرئيس الحريري اذا استمرت على هذا المنوال من الزيارات للوصول الى اعلان تأييد العماد ميشال عون، فان ذلك سيشكل “فضيحة في البلاد” في ان شخصاً مسؤولاً اعلن قرار انتخاب رئيس الجمهورية.
روسيا التي لم تدخل بعد على خط اجتماع سفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا، لكن السفير الفرنسي اجتمع سراً بالسفير الروسي واطلعه على ما دار في اجتماع السفراء الثلاثة، وكانت وجهات النظر متفقة، وقد يحضر السفير الروسي الاجتماع القادم لسفراء الدول الكبرى واشنطن وباريس ولندن. والاجتماعات ستعقد في اماكن متفرقة واحياناً في قصر الصنوبر واحياناً اخرى في عوكر او في منزل السفيرين الروسي والبريطاني. وقد رافق اجتماعات السفراء اجراءات مشددة من القوى الامنية.
لكن الموضوع الاهم ان الرئيس سعد الحريري يطلع يومياً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن نتائج اجتماعاته ويتصل بمراجع في السعودية ويطلعها ايضاً على اتصالاته واجتماعاته، وقد يقوم الرئيس الفرنسي هولاند بزيارة الى لبنان لتحضير الاجواء كلها ولجمع الشخصيات اللبنانية في قصر الصنوبر، ثم يحصل بعدها اجتماع في مجلس النواب ويلقي هولاند كلمته ويغادر الجلسة كي لا يعطي انطباعاً ان هناك تدخلاً خارجياً بانتخاب الرئيس وتتحول الجلسة الى مناقشات بين الكتل حتى الوصول الى اعلان تأييد عون ثم ترفع الجلسة بعد ان يتم تحديد موعد لجلسة جديدة للانتخاب ويكون العماد ميشال عون المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية.
النهار: بدأ العد العكسي: شهر الحسم لخيار عون
كتبت “النهار”: بصرف النظر عن الاجتهادات والتفسيرات التي اطلقت حيال ترحيل الجلسة الـ 46 لانتخاب رئيس للجمهورية الى 31 تشرين الاول المقبل وما يمكن ان تكتسبه من دلالات ورسائل، فان ذلك لم يحجب واقعا سياسيا “سقط ” بقوة ثقيلة على مجمل المشهد السياسي الداخلي وحرك فيه حيوية فائقة السخونة. يمكن القول بلا تردد عقب التطورات المتلاحقة الناشئة عن ادارة المحركات الحريرية في شتى الاتجاهات ان مهلة الشهر المحددة للجلسة الـ46 ستكون بمثابة مهلة مصيرية تماما لما يمكن تسميته “خيار عون ” الذي وضع في شكل واضح في مقدم الخيارات التي تشكل صلب حركة المشاورات الجارية بحيث بدأ مع انضمام الجلسة الـ45 أمس الى سابقاتها في مسلسل الاخفاق في انتخاب رئيس للجمهورية العد العكسي للجلسة المقبلة كأنها جلسة حسم أزمة الفراغ سلبا او ايجابا وأيا تكن التطورات المحتملة التي ستفصل عن نهاية هذا العد التنازلي. واذا كان صحيحاً ان مهلة شهر تشرين الاول بكامله لا تعتبر نهائية اذ يمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يقرب الموعد في أي لحظة تكتمل فيها “صفقة ” التفاهمات التي يدأب على التذكير بها ممراً الزامياً لانتخاب رئيس للجمهورية كما فعل أمس أمام النواب، فان الصحيح أيضاً ان ثمة أوساطاً كثيرة معنية رأت ان تحديد بري موعد 31 تشرين الاول للجلسة المقبلة ينطوي على رسائل مخففة من غلواء التوهج السياسي كأنه يستشرف طريقًا شاقاً أمام الحريري وأمام خيار انتخاب العماد ميشال عون من جهة ويوحي تاليا بان مهلة الشهر كافية لاتاحة الفرصة أمام “سلة التفاهمات” التي يطرحها والتي ينتظر ان تشكل جوهر لقائه الوشيك مع الحريري.
وفي أي حال لم تأت الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس للجمهورية والتي حضرها 51 نائباً منزوعة العصب هذه المرة كسابقاتها. بل اتسمت بحرارة لافتة عكست الى حد بعيد المناخ السياسي الناشئ وتميزت بترجمة “استنفار ” برز بقوة لدى كتلة “تيار المردة ” التي اطلقت مع هذه الجلسة ما يبدو انه طلائع رد واسع على طرح خيار المنافس الاول والوحيد للنائب سليمان فرنجية في السباق الى قصر بعبدا. ودخل عضو كتلة “المردة” النائب اسطفان الدويهي مكلفا من النائب فرنجية قاعة الجلسات مع النواب الذين دأبوا على الحضور ليكسر أول حاجز أمام مقاطعة كتلته للجلسات في رسالة سياسية واضحة برسم الحلفاء والخصوم. ثم اكمل الدويهي مهمته بتلاوة بيان شدد فيه على الاستمرار في ترشيح فرنجية مؤكداً أيضاً ان زعيم “المردة ” لا يزال مرشح الرئيس الحريري. أما ذروة هذا الاستنفار فجاءت من خلال “التغريدة ” الحادة للنائب فرنجية التي عاد عبرها الى الحقبة الاولى في المسار السياسي للعماد عون فكتب عبر “تويتر”: “اذا اتفق سعد الحريري مع عون وسماه لرئاسة الجمهورية فسيحصد النتيجة نفسها التي حصدها الرئيس (امين) الجميل عندما سمى عون رئيسا للحكومة عام 1988”. وعكست مداخلة لاذعة اخرى لرئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون في مجلس النواب دعا فيها الى ابراز “شهادة طبية للمرشح الرئاسي الذي يبلغ الثمانين من العمر” مزيدا من التوهج السياسي في صفوف مناهضي “خيار عون”، في حين ان النائب جورج عدوان أطل بالموقف “القواتي” الاول المنوه بتحرك الحريري.
في غضون ذلك، مضى الحريري في تحركه، فالتقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في البيت المركزي للحزب في الصيفي، ثم انتقل الى دارة الرئيس امين الجميل في بكفيا. ومساء كان لقاء في “بيت الوسط” بين الحريري ورئيس “اللقاء الديموقراطي ” النائب وليد جنبلاط والوزير وائل ابو فاعور واستكمل البحث الى مائدة العشاء.
المستقبل: الحريري في الصيفي وبكفيا متابعاً جولة مشاوراته الوطنية “المردة” يخرج من “قمقم” التعطيل
كتبت “المستقبل“: إذا كانت حركة الرئيس سعد الحريري قد نجحت بمجرد انطلاقتها في هزّ أرضية الشغور وزعزعة أسسه القائمة على المراوحة والدوران في دوامة الفراغ المفرغة، ورغم أنّ المعطلين للنصاب الرئاسي نجحوا في إحراز جولة تأجيل جديدة للاستحقاق تمتد أقلّه شهراً إضافياً مع تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري 31 تشرين الأول موعداً للجلسة الرئاسية الـ46، غير أنّ الحدث الأبرز بالأمس تجلى في خروج “المردة” من “قمقم” تعطيل النصاب الذي يفرضه “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على جلسات انتخاب الرئيس ليخرق بذلك رئيس التيار النائب سليمان فرنجية جدار الصمت عن أحقيته الرئاسية متحرراً من قيود لعبة العضّ على “جرح” الحلفاء الرئاسي التي اضطرته على مضض إلى التغيّب عن الجلسات الرئاسية طيلة الفترة السابقة على الرغم من استحواذ ترشيحه على دعم أكثرية نيابية وازنة تخوّله فور اكتمال النصاب تبوّؤ سدة رئاسة الجمهورية.
اللواء: برّي وفرنجية وجنبلاط بمواجهة عون وجعجع وحزب الله في 31?ت1 الخيار الثالث بين الحريري والكتائب والإشتراكي.. وزعيم المردة يحذّر من 88 جديدة
كتبت “اللواء”: في 30 نيسان 2014 كانت الجلسة رقم 1 المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
كان ذلك قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وحينها اكتمل النصاب، لكنه ما لبث ان انفرط عقد الجلسة، وبدأت تتالى الجلسات، فلم يكتمل نصاب جلسة 7/5/2014 والتي أتت بعد أسبوع، ولا في الأسبوع الذي تلا، ووقعت البلاد في الشغور الرئاسي.
وبعد انقضاء 29 شهراً بالكمال والتمام، سجل يوم أمس، 28 أيلول، ان الجلسة رقم 45 لم تنتج رئيساً للجمهورية.
الجمهورية: الشغور مستمر وفسحة للمشاورات في أفق إقليمي مسدود
كتبت “الجمهورية”: مرّت الجلسة الـ45، كما كان متوقّعاً، من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية مُسقطة كل التكهنات والتسريبات والحسابات، وكل ما بقي منها ترددات حركة الرئيس سعد الحريري المستمرة منذ عودته إلى لبنان، وكان آخرها لقاء مع رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط، فيما ضرب رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً جديداً لجلسة إنتخابية في 31 تشرين الأول المقبل. هكذا يكون بري أعطى فسحة زمنيّة لجميع المكوّنات السياسية وخصوصاً الحريري لإنضاج التسوية أو التأكّد من عقمها، ولا سيما انّ المعوقات لا تزال منصوبة في درب التفاهم بين الحريري ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون، مع مواقف غامضة من بري ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية وخلفهما “حزب الله”، محورها شرط “السلّة” التي قد تكون قنبلة موقوتة هدفها إطاحة حركة الحريري الإنفتاحية.
رحلة الألف ميل التي بدأها الحريري منذ أيام مستمرة ولم يحبطها الإخفاق بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الأمس التي برزت فيها مواقف متناقضة يمكن أن تختصر المشهد الغامض الذي تمرّ به الحياة السياسية اللبنانية في ظل أفق إقليمي مسدود.