الكاتب مهدي داريوس: تقدم الجيش السوري في حلب دفع واشنطن لطلب وقف إطلاق النار
التقدم البارز الذي كان يحققه الجيش السوري -بدعم جوي من روسيا- في حلب، جعل الولايات المتحدة بحاجة ماسة الى وقف إطلاق النار، ولكن واشنطن لم تكن صادقة في الصفقة واستخدمتها بكل بساطة لإعادة تسليح المتمردين، وفي هذا الشأن قال المحلل الجيوسياسي مهدي داريوس نازيمورايا:
الهدنة التي جاءت بتعاون اميركي روسي انتهت والسبب ليست روسيا ولا سوريا. كانت الولايات المتحدة قد هاجمت القوات البرية السورية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 جنديا سوريا وجرحت الكثير. ويبدو أن الهجمات المتعمدة التي تلتها وبالأخص من تنظيم داعش تركت الكثير من العوائق. سلاح الجو الأميركي حتى لم يستجب إلى هجوم داعش، بل كان البديل هو استهداف الجيش السوري.. مع وقف إطلاق النار فعليا يوم 19 سبتمبر، تساءل داريوس عن الإجراءات القادمة للولايات المتحدة؟.
قائلا: “الولايات المتحدة وحلفائها يقصفون الجيش السوري، وهم يقصفون الحكومة الشرعية في سوريا وفي الوقت عينه يخدمون مصالح داعش بشكل غير مباشر وكذلك جبهة النصرة. وأوضح مهدي داريوس ان ما كان يحدث خلال الهدنة كان هو استخدام فترة الهدوء لتسليح الجماعات المتطرفة، وليس فقط “المتمردين المعتدلين.”
واضاف: “التمييز بينهما غير واضح، أعني الجيش الحر وجبهة النصرة”.
“ما أعرفه هو أن الجانب السوري والجانب الروسي لديهما مخاوف انسانية تجاه الشعب في سوريا ومحافظة حلب، وهذه واحدة من الاسباب التي دفعتهم للقبول بوقف إطلاق النار، لأن الجيش السوري والحكومة السورية تتقدمان وتحققان مكاسب كبيرة، وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة للتفاوض”.
وتابع القول ان التفاوض على وقف إطلاق النار جاء بدعم كامل من روسيا وسوريا وإيران، وقد أذنت الحكومة السورية أن تتكلم موسكو نيابة عنها، فروسيا بشخص وزير الخارجية سيرغي لافروف وفريق التفاوض الروسي كانوا في اتصال دائم بدمشق والحكومة السورية. ويعتقد أيضا أنها من مصلحة روسيا كدولة وسوريا كمجتمع ان يتم التفاوض، ومع ذلك الولايات المتحدة لم تحترم الهدنة ولم تكن أبدا صادقة.
وقال: “من المهم أن نشير إلى ان تلك الهدنة لم تقوم فقط على انتصارات روسيا وسوريا وإيران وحلفائهم الإقليميين في سوريا ولكن الموقف السوري الرافض للولايات كان مهم جدا: فقد رحبوا بالصفقة بين الولايات المتحدة وروسيا ولكن في نفس الوقت هم دائما حذرين من الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة لا تفي بوعودها “.
هناك حقا جانب واحد فقط لديه مخاوف إنسانية.
“عندما ننظر الى الامر من زاوية منطقية سوريا وحلفاءها بما فيهم روسيا كانوا يقاتلون ويهزمون الإرهابيين، هم كانوا يتقدمون نحو حلب وغيرها من المناطق، وليسوا بحاجة إلى التهدئة في ذلك الوقت”، “هم وافقوا لأنهم يعتقدون أن ذلك هو في مصلحة سوريا كدولة وكمجتمع، وفي مصلحة الشعب السوري”. “ما نراه الآن هو تعبير واضح عن عدم التزام مجرد الولايات المتحدة بكلمتها”.
غلوبال ريسيرتش
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد