نور الدين للشرق الجديد: التدخل الاميركي والتركي والاسرائيلي في سوريا مؤشر على بدء مرحلة جديدة وخطيرة
لفت الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين ، الى انه” كان واضحا ان الولايات المتحدة وحلفاءها ولا سيما تركيا والسعودية ، كانوا يحاولون من خلال ، اتفاق وقف النار الذي هو مدخل لتطبيق تفاهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري، فك الحصار عن حلب بطريقة او بأخرى، بعد انجازات الجيش السوري شمالا على الكاستيلو او جنوبا على الراموسة.
وقال نورالدين في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان “فك الحصار لا يكون فقط بفتح طريق الكاستيلو بل بإدخال اسلحة وما الى ذلك عبر شاحنات المساعدات الانسانية المغلقة، والدليل على ذلك ان الشاحنات التي قالت تركيا انها جاهزة بدا كما لو انها اعدت حتى قبل الاعلان عن وقف اطلاق النار، وبالتالي كان الهدف الاساسي من هذا الاتفاق بالنسبة الى اميركا وتركيا هو ارسال اسلحة بطريقة إنسانية الى المسلحين المحاصرين في حلب، وعندما رفضت سوريا ومعها روسيا ادخال ذللك من دون تفتيش، شنت أميركا الغارة على دير الزور مباشرة في رسالة واضحة ان هذا التفاهم قد انتهى، هذا هو الهدف الاساسي للغارة، وباعتقادي ان اميركا ادركت انه لا داعي للاستمرار في المضي بتفاهم كيري لافروف.
وتابع نورالدين: ” انها المرة الاولى التي تتم فيها مواجهة بين الجيش الاميركي والجيش السوري، ايضا هذا مؤشر على ان هناك مرحلة جديدة دخلت فيها سوريا كما ذكر مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري الانتقال من حرب الوكالة الى حرب الاصالة، وايضا لا يمكن عزل الغارة عن مبادرة سورية للمرة الاولى باطلاق صاروخ او اكثر على الطائرات الاسرائيلية، كان هذا تحول ورسالة مهمة من جانب دمشق، ومن المرجح ان تكون الغارة ردا على الصاروخ السوري وان الامور لا يمكن لدمشق ان تكون جادة في هذا الامر والا الرد واضح ما سيكون عليه”.
واضاف: “الغارة استهدفت بشكل اساسي التفاهم لأنه ليس من مصلحة اميركا الاستمرار به في ظل عدم ادخال المساعدات الإنسانية الى حلب من دون تفتيش، اضافة الى ذلك يمكن ان يكون رسالة على ان الولايات المتحدة الاميركية مستعدة لتواصل الحرب في سوريا مباشرة وليس بالوكالة، انهى التفاهم عبر هذه الغارة “.
ولفت نورالدين، الى ان “الاعلان السوري بانهاء وقف اطلاق النار كان رسالة الى ان سوريا ليست في موقف ضعيف وهي التي يمكن ان يكون بيدها زمام المبادرة بوقف اطلاق النار او بعدم وقفه او ما الى ذلك.
واشار نورد الدين، الى ان “كلام الدكتور بشار الجعفري هو كلام سليم مئة بالمئة وهناك ثلاثة مؤشرات على ذلك:
المؤشر الاول، الغارة الاميركية المباشرة، فهي المرة الاولى التي تدخل فيها اميركا في صدام مباشر مع الجيش السوري على مستوى الدول.
المؤشر الثاني، الاتراك ايضا ، دخلوا الى الحود السورية كطرف رسمي مباشر عبر الجيش التركي، بينما كان دخولهم سابقا بالوكالة عبر التنظيمات التي يدعمونها .
المؤشر الثالث، التدخل الاسرائيلي العلني ، فاسرائيل كانت تضرب القوات السورية وتدعم النصرة بشكل واضح وعلني، وهذا ما استدعى الرد السوري عبر اطلاق الصواريخ على الطيران الاسرائيلي.
وختم نورالدين قائلا: “الان هناك اميركا من جهة وتركيا من جهة ثانية واسرائيل من جهة ثالثة، للمرة الاولى خلال اسبوع، طبعا تركيا سبقتهم في 24 آب، يتم تدخل مباشر لهذه الدول ، وهذا مؤشر على ان مرحلة جديدة للحرب السورية قد بدأت وان الاطراف الاساسيين هم دول، طبعا من دون التخلي عن وكلائهم اي التنظيمات التي على الارض، لكن هذا مؤشر وتداعياته ليست سهلة لان الدول لديها حسابات اكثر تعقيدا واكبر بكثير من حسابات التنظيمات حتى لو مثل داعش والنصرة، واعتقد ان هناك مرحلة جديدة وطويلة وخطيرة في سوريا ناتجة عن هذه التطورات الاخيرة”.