اتفاق المساعدة الجديد يؤكد العلاقة الاستراتيجية المتينة بين اسرائيل وامريكا: ناحوم برنياع
مذكرة الدفاع التي وقعت في واشنطن أمس بين الادارة الامريكية وإسرائيل هي خطوة سخية تدل على تفاني إدارة اوباما لأمن اسرائيل وتمسكها بالتعهدات التي قطعتها للسناتورات الديمقراطيين في أثناء الصراع على الاتفاق مع ايران. 38 مليار دولار هي مبلغ هائل، لا تنله أي دولة أخرى، مهما كانت علاقاتها مع الولايات المتحدة طيبة. براك اوباما يفعل هذا، وليس غيره. وهو جدير بالشكر.
ومع ذلك، فان التوتر في المثلث الذي بين القدس، الكونغرس الجمهوري والبيت الابيض أعطى في الاتفاق مؤشراته. فقد سعى اوباما الى أن يوقف، مرة واحدة والى الابد، تدخل الكونغرس في علاقات الادارة مع اسرائيل. فلن تتمكن اسرائيل من أن تلعب بين السلطات في واشنطن، فتحصل على شيء ما في البيت الابيض وبعد ذلك تطلق اللوبي اليهودي نحو السناتورات، في محاولة للحصول على شيء ما إضافي.
بعد أن أعلن السناتور الجمهور ليندزي غرام، رئيس لجنة الميزانيات بان الاتفاف لا يلزمه – فهو سيعطي اسرائيل مساعدة تتجاوز الاتفاق، هدد البيت الابيض بالغاء الاتفاق. اضطر نتنياهو لان يبعث برسالة لم تنشر صيغتها بعد. وفي هذه الرسالة تتعهد اسرائيل بعدم المطالبة بمساعدة اضافية من الكونغرسين. وهي تعطي تعهدا اضافيا: إذا أعطاها الكونغرس مساعدة ما دون أن تطلب، فانها ستعيد المبلغ الى الادارة.
كما يقضي الاتفاق بان العلاوات التي اعطيت لاسرائيل في مذكرة الدفاع السابقة ستلغى: المخصص لشراء الوقود، والذي بلغ 400 مليون دولار في السنة سيلغى من اليوم الذي يدخل فيه الاتفاق حيز التنفيذ، في 1 تشرين الثاني 2018. والمخصص لشراء الجيش الاسرائيلي من الصناعات الامنية في اسرائيل، والذي بلغ 850 مليون دولار في السنة، سيلغى بالتدريج. والمخصص للوقود كان هدية جميلة في حينه، أما اليوم، بعد أن اصبحت اسرائيل قوة عظمى في الغاز، فقد باتت هذه غير لازمة. والمخصص للشراء في اسرائيل مس بالصناعات الامنية الامريكية. وبالتالي فقد كان الغاؤه مبررا.
ينبغي أن نقول في صالح الامريكيين انهم لم يقلصوا المبالغ من كعكة المساعدة. هذا يعني، على المستوى العملي، بأن اسرائيل ستتمكن من الشراء، في إطار المساعدة، المزيد من أسراب طائرات اف 35. وتعد رزمة المساعدة ان تتمكن إسرائيل من الحفاظ على تفوقها النوعي في مجال المشتريات في الـ 12 سنة القادمة. هذا صحيح ايضا بالنسبة لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ: فالاتفاق ينقل المخصصات التي اعطاها الكونغرس لتطوير برامج الصواريخ الى قاعدة الميزانية. المبلغ مشابه. بالاجمال، مثلما ورد هنا في الماضي، ستزداد المساعدة بـ 200 – 300 مليون دولار في السنة. هذا مبلغ جميل ولكنه أدنى بكثير من المبلغ الذي جرى الحديث فيه قبل خطاب نتنياهو في واشنطن. عندما نأخذ بالحسبان التضخم المالي فان المبلغ يقترب من الواقع اليوم.
شدد موظفون في البيت الابيض على مسامعي أمس مرونة الاتفاق: اذا ما علقت اسرائيل في وضع طواريء، في حرب أخرى او في انتفاضة تتعقد، سيكون ممكنا البحث في زيادة المساعدات. التتمة هي تحليلي: كل شيء مفتوح، باستثناء اللعب بين البيت الابيض والكونغرس.
يديعوت