من الصحافة اللبنانية
البناء: التفاهم الروسي ـ الأميركي يدخل حيِّز التنفيذ بنجاح… و”يقلّع شوكه بيديه” سورية ترسم معادلاتها الحدودية شمالاً وجنوباً بالنار… وتسهيلات حلبية رهانات على إخراج الحكومة من الموت السريري… والعونيون للتصعيد
كتبت “البناء”: قدمت عطلة عيد الأضحى فرصة عملية لتبيّن حجم النجاح الذي حققه التفاهم الروسي الأميركي في حيّز التنفيذ، حيث أجمعت التقارير الأمنية على نسبة هدوء تخطت الثمانين بالمئة، بينما ظهرت العلاقة بين واشنطن وموسكو قادرة على الصمود والتقدّم رغم سيرها على حافة الهاوية، سواء بالقدرة على التغلب على المزايدات التي يتعرّض لها التفاهم داخل واشنطن، خصوصاً من وزارة الدفاع والوزير آشتون كارتر، أو بالقدرة على إنتاج واجتراح حلول للمشاكل والتعقيدات التي تبدو في ظاهرها إجرائية وهي في العمق سياسية جدية، كحال إدخال المساعدات إلى شرق حلب وما يرتبط به من رفض الحكومة السورية التهاون مع سيطرة الجماعات المسلحة عليها، أو مع تحويلها مطية لانتهاك السيادة كما حاولت الحكومة التركية أن تفعل بإدخال شاحناتها عبر الحدود، من دون أيّ إجراءات رسمية أو اتصالات حكومية يستدعيها ذلك، ومثله حال تطبيق مبدأ فصل المعارضة عن تشكيلات الإرهاب وخصوصاً جبهة النصرة، وبدرجة حضور هذه العناوين في سجالات أميركية روسية علنية، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نجمها في انتقادات قاسية للتعامل الأميركي مع الجماعات المسلحة، وتلكّؤ المسؤولين الأميركيين في تنفيذ تعهّداتهم، لكن ظهر بالقدر نفسه أنّ التعاون بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، قادر على التوصل إلى تفاهمات تنفيذية لتطبيق التفاهم الرئيسي، عبّر عنه كلام كيري عن العزم على التعاون مع روسيا في ضرب جبهة النصرة، كما عبّر عنه ما أعلنه الوزيران عن تمديد الهدنة وفقاً لأحكام الاتفاق لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة في حال الرضى عن تطبيقها للمدة الأولى وصولاً إلى تمديدها لأسبوع يبدأ معه التعاون العسكري الروسي الأميركي عبر غرفة عمليات مشتركة، يكون قد سبقها التوصل لحسم خريطة الانتشار والتموضع التي ستعتمد في هذه الحرب، لتحدّد أمكنة مصنفة للنصرة وأخرى للمعارضة التي يجب تحييدها من الاستهداف، وتلك للقوى التي رفضت التفاهم والانضمام إلى أحكامه واختارت الانضمام إلى معسكر النصرة.
تابعت الصحيفة، لا يزال الجمود السياسي سيد الموقف رغم انتهاء عطلة عيد الأضحى، فلم يبرز أي جديد على صعيد انعقاد مجلس الوزراء الذي من المفترض أن يبحث في جلسته المقبلة أواخر الشهر الحالي ملف التمديد لقائد الجيش الحالي، في ظل مروحة اتصالات يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله مع التيار الوطني الحر لعودة وزرائه الى الحكومة.
وأكد الرئيس بري أمام زواره في لقاء الأربعاء أمس، الثقة بعودة وزراء تيار المردة وحزب الله الى جلسات مجلس الوزراء، وشدّد على أن لا جديد في السياسة تحت الشمس، مؤكداً في الوقت نفسه على إبعاد الإجراءات والإنجازات الأمنية عن المزايدات السياسية. وقال فلنترك الأمن والقضاء يعملان بعيداً عن مثل هذه المزايدات، لأنهما شكّلا ويشكّلان مظلة تحمي الجميع وتحفظ استقرار البلد وسلامته.
وتطرق بري الى التطورات الاخيرة والهدنة في سورية فقال “إن إسرائيل هي المتضرر الاول من هذه الهدنة، التي قد تتحول الى اتفاق ولقد ثبت أنها عملت وتعمل ضد مثل هذه الاتفاقات، لا بل تأكد ويتأكد يوماً بعد يوم رهانها على استمرار ما يجري في سورية سعياً الى اغتيال الدولة والكيان”.
ونقل زوار بري عنه لـ “البناء” أن “لا تقدّم في المشاورات على صعيد الحوار الوطني طالما لا نيات إيجابية من المتحاورين، وبالتالي لن يدعو الى جلسة جديدة إلا ضمن قواعد معينة تؤمن الإنتاجية المطلوبة”.
وإذ أعرب بري عن عدم تفاؤله على صعيد الحوار الوطني، أمل أن يعود مجلس الوزراء الى الانعقاد والرهان على الاتصالات الجارية التي يقودها بري مع الأطراف كافة، ومع التيار الوطني الحر خصوصاً، كما يعول على عودة وزراء المردة وحزب الله الى الحكومة”. وعلمت “البناء” أن “حزب الله يقوم بجهود حثيثة مع التيار الوطني الحر في هذا السياق، لكن لا نتائج نهائية حتى الآن لكن الاتصالات مع التيار لم تتوقف ولم تصل الى طريق مسدود”.
ورفع التيار الوطني الحر من درجة التحدي ومنح القوى السياسية مهلة زمنية قبل المحطة الفاصلة للتحرك والتي حدّدها في 28 أيلول و13 تشرين المقبلين، إذا لم تتحقق مطالبه. وأشار تكتل “التغيير والإصلاح” خلال اجتماعه الأسبوعي في الرابية الى أن “التيار في مرحلة التحضير للتحرك الشعبي المتدرج تحت عنوان الميثاق، وعندما نتحرك لن يقف تحركنا وأعذر مَن أنذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية لا أكثر ولا أقل”.
وتابع: “في الحوار والرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة مطلبنا ميثاقي وطني جامع، ومَن يرغب بنا يأتي إلينا بالحلول الميثاقية وليس بأي حل سلطوي، لأن الميثاق عهد وليس صفقة، والبوصلة واضحة ولن نضيع ولن يغرقنا أحد في متاهات أخرى”. ولفت الى أن “الموعدين في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني و13 تشرين الأول، حيث المحطة الفاصلة إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم، إنها المحطة الفاصلة، محطة العماد عون بامتياز”.
السفير: الموساد” يخطط لاغتيال جنبلاط عبر “الكاوبوي” هل أصبح لقاء نصرالله ـ عون ضرروياً؟
كتبت “السفير”: ربما يبدو الوقت الحالي “ضائعا” أو “ميتا” بالمعنى السياسي للكلمة في مرحلة شلل الحوار والحكومة والمجلس النيابي وفراغ الرئاسة، لكنه بالنسبة الى “التيار الوطني الحر” لا يكاد يكفي لاستكمال التعبئة الشعبية والتحضيرات اللوجستية لما يسميها “الانتفاضة الشعبية المتجددة” التي ستخط رسائلها بـ “الأحرف الأولى” في 28 أيلول الحالي، قبل “الكلمة الفصل” في 13 تشرين الأول المقبل، بالتزامن مع ذكرى إزاحة العماد ميشال عون بالقوة العسكرية عن قصر بعبدا في العام 1990.
أعطى عون، أمس، إشارة واضحة الى أن أياما معدودة باتت تفصل بينه وبين الخيارات الصعبة التي يلوّح بها منذ فترة، وبالتالي فإن “مهلة السماح” التي أعطاها للخصوم والحلفاء على حد سواء اقتربت كما يبدو من نهايتها، لتكون الأيام الفاصلة عن الجلسة الانتخابية الرئاسية في 28 أيلول بمثابة “الفرصة الأخيرة” لاختبار حقيقة النيات والخيارات، وفق روزنامة الرابية، قبل الاستدارة نحو معادلة جديدة في السياسة والشارع.
وعليه، أكدت مصادر قيادية في “التيار الوطني الحر” لـ “السفير” أن جلسة 28 أيلول “ستشكل نقطة تحول، وما بعدها لن يكون كما قبلها، فإما أن تُترجم الإيماءات والإشارات الإيجابية حيال عون الى قرار بانتخابه في ذلك اليوم، وإما أن تتكشف كل المناورات وينتقل التصعيد البرتقالي المتدرج بدءا من هذا التاريخ الى مستوى جديد ستتغير معه قواعد اللعبة، حيث من المتوقع أن يكسر الجنرال في 13 تشرين الأول “الصمت الاضطراري” وأن يلقي أمام مناصريه خطابا مفصليا يحدد فيه الخطوات المقبلة ويشرح مسار الإقصاء الذي يستهدفه منذ عام 1990 بوسائل عدة”.
ويقول العارفون بطبيعة عون إن الرجل “يعيش منذ مدة في غربة عن نفسه، وهو الذي لم يعتد أن يكتم مشاعره ويتكتم على ما يفكر فيه، طيلة هذا الوقت، لكنه قاوم انفعالاته في محاولة منه لـ “تبرئة ذمّته”، قبل أن يعود الى الواجهة.. والمواجهة”.
يعتقد عون أن الحريري معني مع عودته القريبة الى لبنان بأن يحسم تردده خلال الفترة الممتدة حتى 28 أيلول، وذلك على قاعدة تسوية ميثاقية تاريخية، تحمل “الأقوياء” الى الحكم بناءً على ترتيبات مسبقة، فيكون “الجنرال” رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للحكومة ونبيه بري رئيسا لمجلس النواب.
وهناك في أوساط “التيار الحر” من يرجح أن يحصل لقاء “قريب” و “حتمي” بين عون والأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، إما قبل جلسة 28 أيلول إذا ثبت أنها ستحمل “الجنرال” الى قصر بعبدا، وعندها تكون وظيفة اللقاء تنسيق المواقف والطروحات حيال الحقبة الجديدة، خصوصا بالنسبة الى ترتيب العلاقة مع رئيس الحكومة المفترض سعد الحريري، وإما أن تُعقد قمة “السيد” – “الجنرال” بعد 28 أيلول إذا سقطت الفرصة الأخيرة، وذلك بهدف وضع قيادة “حزب الله” في أجواء التصعيد النوعي الذي سيلجأ اليه “التيار”.
وتلفت الأوساط الانتباه الى أن وجود تراكمات سياسية باتت تحتاج الى نوع من “التكرير”، لتمتين التحالف الاستراتيجي وتحصين مناعته، وتكشف عن أن بعض المقربين من “الجنرال” طرحوا عليه مؤخرا فكرة عقد لقاء بينه وبين نصرالله، وأن عون أبدى اطمئنانا الى “الوعد الصادق” لـ “السيد” على المستوى الرئاسي، معتبرا أنه ما من مشكلة في حصول الاجتماع “متى كانت هناك حاجة اليه”.
وكان تكتل “التغيير والإصلاح” قد حدد خلال اجتماعه الأسبوعي برئاسة عون، موعدين للتحرك في 28 أيلول “حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني، وفي 13 تشرين الأول حيث المحطة الفاصلة، إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا، وكانت سلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم”، وفق البيان الذي تلاه عضو “التكتل” سليم جريصاتي.
وحذر التكتل من “أن مرحلة التعبئة تشرف على بدايتها، ونحن نحضّر للتحرك المتدرج بعنوان الميثاق، على أساس حقوق ميثاقية تمارس ولا تعطى”، مؤكدا أن أحدا لا يزايد على عون في المقاربات الوطنية، ومنبّهاً الى أنه “عندما نتحرك لن يقف تحركنا وأُعذر من أنذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية”.
على المقلب الآخر من المعركة الرئاسية، نقل زوار النائب سليمان فرنجية عنه تأكيده أنه مستمر في ترشيحه الرئاسي وأنه متفائل بمسار المرحلة المقبلة وانعكاساتها على لبنان. وكرر فرنجية التأكيد أن ترشيحه سيبقى قائما ما دام هناك نائب واحد يؤيده.
وعُلم أن النائب عاصم قانصو الذي زار فرنجية في بنشعي أمس توجه اليه بالقول: تأكد أنني سأواصل دعمك حتى النهاية، وسأكون إذا لزم الأمر، ذاك النائب الوحيد الذي يمكنك أن تتكل عليه لتواصل معركتك الرئاسية!
الاخبار: سوريا وهدنة أيلول ـ 2: كيف يتغيّر الأتراك… ولماذا ترفض أميركا نشر بنود الاتفاق؟
كتبت “الاخبار“: يمكن لمن يرغب، أن يذهب إلى أبعد الحدود في توصيف الموقف التركي. لكن لمن يريد الامر ببساطة شديدة، يمكن التوضيح أن حكومة رجب طيب اردوغان، ومنذ عام 2011، سعت بكل ما تملك من قوة إلى الامساك بكل سوريا.
فاوضت بشار الأسد على إدخال حلفائها من الإخوان المسلمين في دائرة القرار، ثم أطلقت العنان لكل قدراتها الامنية والعسكرية والاعلامية واللوجستية، لتوفير رعاية مباشرة لعشرات المجموعات المسلحة، قبل أن تتبلور الأطر العسكرية في شكلها الحالي. تغاضى الاتراك عن نموّ أكثر المجموعات تشدداً، ما دام الهدف هو إسقاط الأسد. ولكن، بعد خمس سنوات، أقرّت تركيا أردوغان، غصباً أو طوعاً لا فرق، بأن المهمة لم تتحقق… وأن الأسد نفسه لا يزال يتمتع بدعم قسم لا بأس به من الشعب السوري، وأن حلفاءه في لبنان والعراق وإيران، ثم روسيا، يعطون الأدلة يوماً بعد آخر على أنهم لن يتركوه يسقط، بل هم فعلوا أكثر من ذلك في خلال سنوات القتال. حتى وصل الامر الى تشكّل اقتناع لدى أنقرة بأن المجموعات الحليفة لها داخل سوريا ليست قادرة وغير مؤهلة، لا سياسياً ولا عسكرياً ولا غير ذلك، للقيام بالمهمة.
طبعاً، يتصرف الاتراك بواقعية كبيرة. لا يوبّخون المعارضة السورية كما تفعل القيادات القطرية والسعودية والإماراتية والاردنية، التي باتت تخصّص نصف حديثها عن سوريا لشتم المعارضين المتلهين بالأموال والنفوذ، فقط كي تلقي عليهم مسؤولية الفشل.
في أنقرة، يتصرف الجميع وفق منظور مختلف حيث الحسابات المباشرة، السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية، لا تقول إن مشروع إسقاط الأسد قد فشل فحسب، بل إن الازمات تنعكس سلباً، وبقوة، على تركيا. فها هم الاكراد يتقدمون، بدعم سوري – إيراني – روسي، أو أميركي – عراقي. وهم باتوا على وشك إقامة حزامهم الذي يمتد على قسم كبير من الحدود التركية – السورية. وهو عنوان يكفي لقلب كل المفاهيم لدى حكام أنقرة. فكيف إذا أضيفت اليه الأزمة مع روسيا وإيران والعراق، وانعكاساتها الاقتصادية والسياسية المباشرة على تركيا؟ كذلك فإن هناك عنصراً آخر، يتمثل في الاجواء الداخلية، حيث توسعت دائرة المعترضين على السياسة المتبعة تجاه سوريا، وصار الأمر محل نقاش حتى داخل دوائر الحزب الحاكم، وليس بين معارضيه فقط. وبدأت حكومة أردوغان تشعر بأن تركيا لن تكون بمنأى عن الفرز الطائفي.
وحتى بعد انقلاب 15 تموز، ظهرت لاحقاً عناوين خافتة، عن قلق من كون جماعات طائفية عرقية أيّدت ضمناً الانقلاب، ليس حبّاً بالذين يقفون خلفه… لكن كرهاً بحكومة أردوغان وحزبه.
كل ذلك جعل تركيا تقترب من لحظة اتخاذ قرار له بعده الاستراتيجي. ومهما جرى الحديث عن مصالح هنا أو هناك، وأن أنقرة تحاول كسب الوقت لحصر الخسائر، إلا أن التحول حصل: لم يعد الهدف الإمساك بسوريا، بل الإمساك بجزء منها. ولم يعد الهدف ربط نزاع من حلفاء الأسد، بل تسوية معهم في المنطقة. وكل ذلك دفع الى ما حصل مؤخراً. وفي هذا السياق، بدأت الرحلة التركية الجديدة.
الديار: استنفار لمواجهة التصعيد الاسرائيلي في سوريا الحريري يطرح مرشحاً ثالثاً والجنرال بالمرصاد…!
كتبت “الديار”: المؤشرات محدودة على ان الهدنة العسكرية في سوريا تستتبع، تلقائياً، الهدنة السياسية في لبنان الذي يكاد السفراء الاجانب يجمعون على القول انه، وداخل ذلك الكوكتيل من الازمات، يبدو وكأنه غابة من الالغام.
عطلة العيد باردة وخاوية، وحديث عن ان الفاتيكان الذي يتابع بدقة تطورات “الوضع المسيحي” في لبنان نصح برئيس للجمهورية من خارج السيرك السياسي…
واللافت ان هذا الكلام الذي يتردد في بعض الاروقة السياسية تزامن تقريباً مع سؤال سفير اوروبي كان في زيارة احد المطارنة الكاثوليك: لماذا لا تنتخبوا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رئيساً للجمهورية.
بدقة اشار السفير الى اجتماع الرباعي الماروني في بكركي وتحت عباءة البطريرك، وحيث كان الاتفاق على ان تؤول رئاسة الجمهورية الى احد الاربعة (امين الجميل، ميشال عون، سليمان فرنجية وسمير جعجع).
وتبعاً لكلام السفير فان الاربعة اصطدموا بالحائط. لا احد يمكنه ان يصل الى قصر بعبدا، فلماذا لا يكون المضيف هو “فخامة الرئيس” بالاضافة الى لقبيه الآخرين “نيافة الكاردينال” و”غبطة البطريرك”.
السفير تنبه الى ان الراعي لا يستطيع ان ينتقل الى اي مكان آخر، باستثناء الديمان صيفاً، بكركي هي المقر التاريخي للبطريرك الماروني. مثلما هناك فتاوى دستورية هناك فتاوى كنسية…
في كل الاحوال، طرح البطريرك للرئاسة مسألة ليست بالجديدة، وعلى اساس ان الطائفة المارونية باتت بحاجة الى رأس يقودها في هذه المرحلة الدقيقة، لا الى رؤوس تناطح بعضها البعض.
والاستنتاج ان هذا الطرح انما يعكس دقة، وخطورة، المأزق، اذ ان القوى السياسية كافة تشدد على اي “معجزة” تحول دون انهيار الدولة التي تعيش الهشاشة السياسية بكل اشكالها ما يشي بالاحتمالات الخطيرة، فهي لا تزال رهينة الحساسيات المذهبية، وفي ضوء ما حدث بالنسبة الى الشيخ بسام الطراس.
وهنا يقول لـ”الديار” وزير سابق وقانوني بارز انه لم يقرأ في الكلام الذي صدر عن وزير الخارجية جبران باسيل سوى الفديرالية او الكونفديرالية، وهو مطلب مسيحي قد يكون محقاً اذا ما اخذ بالاعتبار الى اي مدى وصل الاحتقان المذهبي بين المسلمين الذين يشكلون نحو ثلثي سكان البلاد.
غير ان الوزير يشير الى ان لبنان، جغرافياً، ميني دولة، واهميته الفلسفية والتاريخية تكمن في كونه “بيتاً بمنازل كثيرة”، حتى اذا ما سقطت هذه الصيغة لم يعد هناك مبرر لبقائه، وفي هذه الحالة يفترض الدمج بين الخارطة السورية القابلة لكل الاحتمالات والخارطة اللبنانية القابلة، بدورها، لكل الاحتمالات.
كل الكلام الذي يتردد الآن في الضوء او بعيداً من الضوء يؤكد ان الدوامة لا تزال على حالها، وان اوحى البعض في تيار المستقبل بان الرئيس سعد الحريري، العائد قريباً الى لبنان، بلور رؤية او مقاربة جديدة للازمة الرئاسية. البعض حتى داخل تيار المستقبل بدأ يروج لفكرة 3 سنوات لعون و3 سنوات لفرنجية والا الذهاب في اتجاه آخر.
الاوساط السياسية ترى ان عــودة الحـريـري، وبعد ذلـك الغياب الغامض الذي اطلق العنان لكل اشكال التكهنات، قد تلقي حجراً في المياه الراكدة، وهذا لا يكفي النائب جمال الجراح اكد ان الحريري “لن يطلق مبادرات كما اطلق في السابق (القديم على قدمه).
اما ما سيفعله فهو “البحث عن قواسم مشتركة مع القوى السياسية لنخرج من الازمة”.
ورأى انه “لا بد من ايجاد حل معين في مكان غير الذي نحن فيه الآن لوجود استحالات في الواقع السياسي في محاولة انتخاب رئيس للجمهورية”، مشيراً ان “حزب الله” سيطرح التعطيل والاستمرار في التعطيل، وعلى القوى السياسية ان تجد مخرجاً متفقاً عليه بين كل القوى السياسية”.
“الديار” سألت سفيراً خليجياً في بيروت، وهو في بلاده حالياً، عن الاجواء الخليجية حيال الاستحقاق الرئاسي في لبنان، فكان رده “يخطئ من يعتقد ان هذه المسألة موضوع اخذ ورد في الحاضرة السياسية السعودية، المملكة على موقفها الذي لم يتغير منذ ان بدأ الشغور الرئاسي في 25 ايار 2016”.
النهار: نصيحتان أميركية وروسية: عدم التصعيد كثيراً المرشح التوافقي المسار الجديد للحريري رئاسياً
كتبت “النهار”:خرج اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” أمس بـ”خلاصة” اعلنها بيانه: “في الخلاصة، الى الموعدين في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني و13 تشرين الأول حيث المحطة الفاصلة. إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا، وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم، ستكون المحطة الفاصلة، محطة العماد عون بامتياز”.
ينذر هذا البيان بأن قرار التصعيد اتخذ في دوائر “التيار الوطني الحر” وهو موجه الى الحلفاء قبل الخصوم، خصوصاً ان “الرضى” العوني عن الحلفاء يشوبه حذر من عدم توافر الدعم المستمر لبلوغ عون الرئاسة الاولى، وفي ظل قرار “حزب الله” ومعه “تيار المردة” المشاركة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. واذا كان موعد الجلسة الانتخابية المقبلة في 28 أيلول الجاري، فان موعد جلسة مجلس الوزراء في 29 منه، وسيصطدم مجلس الوزراء أيضاً بالتصعيد المعطل في ظل غياب أي مؤشر للتوصل الى حل.
وأول ارتدادات التصعيد الذي بدأ بتعطيل الحوار، أعلنه النائب علي فياض من عين التينة، “فالمحادثات المتعلقة بالقانون الجديد (للانتخاب) توقفت. والامر الواقع سيأخذنا الى القانون النافذ حالياً أي الستين”. وهذا الامر يأتي بمثابة رد من بري على عون، وأيضا “على اتفاق عون – جعجع، وعلى “تيار المستقبل” في ظل رفض هذه القوى قانون الانتخاب الحالي.
وقد تصطدم نية التصعيد بأكثر من جدار يعطلها، أو يحد من مفاعيلها، ويجعلها مجرد تحرك بسيط، أو يدخل “التيار” في مجهول جديد اذا ما قرر المضي في تصعيد غير مدروس. وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن الديبلوماسية الاميركية أبلغت العماد عون عبر شخصية قريبة منه ضرورة عدم الذهاب بعيدا في التصعيد خشية أن يتحول لبنان مركز إستقطاب، وقت تنصرف الجهود الى ترسيخ الهدنة في سوريا. وأوضحت ان الديبلوماسية الروسية أبلغت عون مباشرة موقفاً مماثلاً للموقف الاميركي.
أما الجديد على المقلب الاخر، فهو ما تحدث عنه النائب السابق غطاس خوري موفداً من الرئيس سعد الحريري الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أي “المسار الجديد للرئاسة” بعد عودة الحريري قريباً. وقد تكتمت أوساط الطرفين على مضمون المشاورات واكدت تمسك كل فريق بموقفه الرئاسي، بينما علمت “النهار” من مصادر نيابية متابعة ان “المسار الجديد قد يكون مضي الرئيس الحريري بمرشح توافقي يقبل به فريقا 8 و14 اذار، ويكون البديل من مرشحين حاليين لم يتم الاتفاق على أي منهم. واذا كان هذا الاقتراح يسهل عملية التوافق، فان البحث يجري عندها في الاسماء وفي شكل الحكومة المقبلة وبيانها الوزاري. وهذه الامور قد تشكل مدخلا الى الاتفاق على قانون انتخاب جديد”. ولا ترى الاوساط ان الحريري يتخلى عن ترشيح النائب سليمان فرنجية “لكنه مستعد للبحث في خيارات أخرى تكون محل توافق وطني ويوافق عليها فرنجيه كما عون وكل الافرقاء. والى ذلك الوقت فانه متمسك بترشيح فرنجيه”. وتشدد على ان الحريري لن يتفرد بهذه الخطوة.
امنياً، استرعى الانتباه بيان للأمن العام “فضح” تدخل السياسة في القضاء والامن، وكشف تفاصيل خطرة تتعلق بالشيخ بسام الطراس وأكد تواصله مع عدد من الارهابيين الملاحقين وأعلن في المقابل أن المديرية العامة للأمن العام ستبقى بعيدةً كل البعد عن الاهواء ومغامرات التنافس السياسي والمذهبي”.
المستقبل:منظمة الصحة العالمية تهنّئ السعودية على التنظيم حج ناجح.. ولو كره “الحاقدون”
كتبت “المستقبل“: أكدت المملكة العربية السعودية أن التنظيم الناجح للحج رد على افتراءات الحاقدين، فيما هنأت منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط المملكة على نجاحها في تنظيم موسم الحج للعام 2016 الذي جاء خالياً من أي أمراض وبائية أو مشكلات تهدّد الصحة بين الحجاج.
وأكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن “تأدية الحجاج لهذا الركن العظيم إجابة على الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في هذا العام وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين، ومن المرجفين الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع”.
اللواء: لا مجلس وزراء قبل شهر وملف النزوح مع سلام إلى نيويورك اللامركزية تنطلق مع النفايات.. وعون يتوعَّد الطائف في13 ت 1!
كتبت “اللواء”: على وقع “الهدنة المهزوزة” والقابلة للتمديد في حلب، وعلى وقع الترقب والانتظار أو تقطيع الوقت، مع التسليم بأن أزمة الرئاسة الأولى غير قابلة للمعالجة، لا في الفترة التي حدّدها التيار العوني للتحرك أو بعدها، أو حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، والانطلاق من التوجه نحو اللامركزية في إعادة رفع النفايات من الشارع في المتن وكسروان، والتوجه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستطرح قضايا المنطقة والحرب الدائرة في سوريا، وارتداداتها على لبنان من زاوية مخاطر النزوح السوري على الصيغة والاستقرار والأعباء المترتبة على هذا النزوح الذي تجاوز المليون ونصف مليون سوري.
الجمهورية: وساطات لإنعاش الحكومة… وعون يُراهن على 28 أيلول
كتبت “الجمهورية”: مرّ عيد الأضحى، ولم يحمل معه لا عيدية رئاسية ولا حكومية ولا مجلسية ولا انتخابية، بل إنّ أيّ سياسي لم يُضَحِّ ولو بموقف من شأنه أن يُبرّد السياسة الساخنة، أو يقرّب المسافات المتباعدة، أو يفتح ثغرةً في الحائط السياسي السميك بتعقيداته. وفي وقتٍ انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق الأميركي – الروسي بشأن الهدنة في سوريا، أعلنَت واشنطن وموسكو تمديد وقفِ إطلاق النار 48 ساعة إضافية، في حين ينتظر سكّان المناطق المحاصرة تطبيق الاتفاق من الناحية الإنسانية ودخول المساعدات إلى مناطقهم.
سلكت أزمة النفايات في المتن وكسروان طريقَها نحو الحلّ بعد إعلان بلدية برج حمّود الموافقة على إعادة العمل في الموقف المخصّص لتخزين النفايات الجديدة بعد فرزها، وفقاً للشروط والمعايير الموضوعة، وذلك لمدةٍ زمنيّة توازي قدرةَ موقف التخزين على استيعاب كمّية النفايات. أمّا النفايات القديمة التي تكدّست على الطرق، فإنّ البلدية هي غير معنية بها ولا يمكنها استقبالها في المكبّ المستحدَث.
على المستوى السياسي، الواضح أنّ مرحلة ما بعد العيد، قد لا تختلف عمّا قبله، وبالتالي ستشكّل استمراراً للاشتباك السياسي الدائر على كلّ الجبهات السياسية، وخصوصاً على جبهة الحكومة، التي دخلت عملياً في حالة من الجمود المفتوح، في انتظار نتائج الوساطات الجارية على أكثر من خط، لرأبِ الصدع الحكومي الذي تبَدّى مع مقاطعة “التيار الوطني الحر” جلسات مجلس الوزراء.
ويبدو أنّ الوساطات محكومة بسقفٍ زمنيّ ينتهي مع نهاية الشهر الجاري، ويقود الجانب الأساسي منها “حزب الله” في اتّجاه رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، في محاولةٍ لتليين موقفه، بما يُعيد بثَّ الحياة الطبيعية في جسم الحكومة.
وإذا كانت القوى السياسية على اختلافها تؤكّد الحرصَ على الحكومة باعتبارها “ناطور الدولة”، على حدّ تعبير مصادر وزارية بارزة، والمؤسسة الشرعية الوحيدة التي ما تزال قائمة، والتي يفترض أن تتصدّى في الآتي من الأيام لمجموعة من الاستحقاقات الداهمة، ولا سيّما على المستوى المالي، بالإضافة إلى أولويات وضرورات ملِحّة عائدة لعددٍ مِن الوزارات، فقد علمت “الجمهورية” أنّ القيادات السياسية والرسمية تلقّت في الآونة الأخيرة رسائل دولية متعددة تنصَح بالحفاظ على الحكومة وعدمِ القيام بما يمكن أن يهدّد بقاءَها واستمرار عملها.