من الصحافة البريطانية
ابرزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم في عناوينها الضغوط التي تتعرض لها الحكومة البريطانية من أجل وقف بيع الاسلحة للسعودية، واشار تقرير نشرته صحيفة التايمز حول عمليات “عاصفة الحزم” التي تشنها السعودية على اليمن ان هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ بدء تلك العملية العسكرية.
كما كشفت الصحف عن تفاصيل “حروب بريطانيا الخفية”، فقد قالت صحيفة “الغارديان” ان الجمهور البريطاني ربما يعرف الكثير عن تفاصيل الحرب في جزر فوكلاند، لكن الكثير من الحروب الأخرى ظلت الكثير من حقائقها مخفية وغير معروفة.
كما نقلت الصحف ترحيب وزير الخارجية بوريس جونسون بما أسمته المبادرة التي تقدمت بها “المعارضة السورية” لحل الازمة في سوريا.
اهتمت صحيفة “التايمز” بموضوع المطالبات بحظر بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية، إذ تقول الصحيفة إن الحكومة البريطانية تتعرض لضغوط متزايدة من نواب مجلس العموم وبعض الدوائر ذات التأثير، من أجل وقف بيع الأسلحة للسعودية.
ونقلت الصحيفة عن تقرير حول عمليات عاصفة الحزم التي تشنها السعودية على الحوثيين في اليمن، ورد فيه أن التدخل السعودي في اليمن تسبب في حرب اهلية في هذا البلد الفقير، وأن هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ بدء تلك العملية العسكرية.
ويخلص المقال إلى أن تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان ومآسي الحرب في اليمن بسبب القصف السعودي جسيمة، بشكل لم يعد ممكنا معه أن تستمر الحكومة في تزويد السعودية بالسلاح أو بالذخيرة أو العتاد العسكري.
كما اهتمت الصحيفة أيضا بالجدل والسجال الدائر حاليا حول السعودية وغيران حول مسألة إدارة الحج والاتهامات المتبادلة بين مسؤولي البلدين. ترى الصحيفة أن هذا الجدل هو دلالة على الحرب الباردة التي اندلعت منذ فترة بين الدولتين.
كتبت صحيفة الغارديان مقالا بعنوان “حروب بريطانيا الخفية” تقول فيها إن الجمهور البريطاني ربما يعرف الكثير عن عن تفاصيل الحرب في جزر فوكلاند، لكن الكثير من الحروب الأخرى ظلت الكثير من حقائقها مخفية وغير معروفة.
الصحيفة ترى في المقال الذي كتبه إيان كوباين أن بريطانيا كانت لمدة مئة عام في حالة حرب، وأن من بين أهم الأعمال العنيفة التي قام بها الجنود البريطانيون هو قمع الانتفاضة في عمان بشكل دموي، وما تزال تفاصيلها حتى الآن طي النسيان.
ويذهب كاتب المقال إلى أن جنود الجيش البريطاني كانوا يتصرفون بناء على تعليمات تطلب منهم عدم الاكتراث في الجبهات بمسألة وجود المدنيين، الذين في الغالب وقعوا ضحايا في أغلب المعارك التي خاضها الجيش البريطاني.
وفي حالة اختلاط الامر بين من هو العدو ومن هو الصديق أو بين العسكري والمدني، فان الجنود كان أمامهم خيار واحد وهو استعمال الحد الاقصى من العنف ومن النيران لضمان عدم وجود أي جيوب مقاومة أو نيران معادية مهما كان مصدرها.
ويتطرق كاتب المقال بالتفاصيل إلى قمع البريطانيين لاتنفاضة مناوئة للسلطان العماني، وقعت في عام 1960، إذ كان المعارضون يخشون من جهة سطوة السلطان ومن ناحية أخرى القوات البريطانية، التي تعاملت معهم بعنف مفرط، لأنها كانت متحالفة مع العائلة الحاكمة.
ويستطرد الكاتب نقلا عن مصادر بريطانية من الجيش أن الجنود أحرقوا قرى بكاملها، وقتلوا قطعان الماشية، التي كان يملكها المعارضون من العمانيين، واتلفوا المحاصيل في الأسواق للانتقام منهم، في وقت كان بفترض- يقول الكاتب- أن يكون جنود الجيش البريطاني يدافعون عن الحرية ومن أجل حقوق الإنسان.
تحدث الكاتب أيضا بالتفصيل عن ما سماه حروب الخليج العربي السرية لبريطانيا، وعلى رأسها الغزو البريطاني الأمريكي للعراق، والدور الذي لعبه البريطانيون في تالك الحرب التي ما تزال تلقي بظلال من الشكوك على الانتهاكات التي وقعت لحقوق الإنسان،وكان الجنود البرطتاني بشكل او بآخر جزءا منها.
المقال ينتهي إلى التساؤل حول الحرب الدولية على تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية حاليا وتشارك فيها بريطانيا، وما إذا كانت هناك أسرار ربما لا نعرفها حاليا حول دور الجنود البريطانيين فيها.