من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الجيش السوري يواصل التقدم في الراموسة وجبهات جنوب حلب الجبير: التفاهم الروسي الأميركي خلال 24 ساعة… وأردوغان: سيمتدّ للعيد الحكومة “تنعقد ولا تنعقد” مع تأكيد المقاطعة خياراً… وحلحلة لمكبّ برج حمود
كتبت “البناء”: ثبت الجيش السوري أقدامه في الكليات العسكرية وواصل تقدّمه في جبهات الراموسة من الفرن إلى الكاراجات، بينما واصلت وحداته التقدّم في جبهات جنوب حلب باتجاه خان طومان، بما يفتح مع انهيارات جماعات جبهة النصرة فرص معارك حاسمة في الريف الجنوبي وصولاً إلى مدينة سراقب، والريف الإدلبي حيث تحدثت مصادر في الفوعة وكفريا المحاصرتين عن فرص لفك الحصار عنهما أسوة بما حصل مع المرحلة الأولى من الإنجازات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في جبهات حلب قبل شهور التي توّجت بفك الحصار عن نبّل والزهراء، بينما فشلت الجماعات المسلحة باسترداد أيّ من المواقع التي خسرتها أو كسب مواقع بديلة رغم إعلانها عن شنّ هجوم نوعي لفك الحصار.
إيقاع الوضع العسكري في حلب الذي أجّل الإعلان عن التفاهم قبل أيام تولى تسريع الإشارات لقرب الإعلان عنه مجدداً، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان رسمي عن تحقيق تقدّم كبير يجعل فرص التفاهم واردة خلال ساعات، بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنّ التفاهم سيُعلَن خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ليضيف الرئيس التركي رجب أردوغان إشارة إلى وقف نار يتمدّد من ثمانٍ وأربعين ساعة مبدئية ليشمل عيد الأضحى.
مخاض التفاهم حول سورية تزامن مع إشارات لتحرك الملفات العالقة على إيقاع متسارع، خصوصاً ملف اليمن والعودة للتفاوض، رغم اشتعال الجبهات العسكرية، خصوصاً على الحدود اليمنية السعودية.
لبنانياً، لا تزال تداعيات انفجار طاولة الحوار تحكم المشهد الحكومي المتداعي، وتهدّد بانهيارات متلاحقة، مع تأكيد التيار الوطني الحر مضيّه بخيار المقاطعة، وعدم ظهور وساطات توحي بقرب التوصل لتسويات، وبقيت الاتصالات تتراوح بين مساعٍ لتأجيل انعقاد الحكومة، وبين انعقادها دون مناقشة قضايا رئيسية، مراعــاة للمقاطعة التي أعلن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أنها “خيار تصحيحي” مستمرّ، بينما أطلت من وزارة الداخلية التسوية الخاصة بمكب برج حمود بمشاركة وزير البيئة أكرم شهيب، والنائب هاكوب بقرادونيان في مؤتمر صحافي أعقب لقاءهما وزير الداخلية نهاد المشنوق، أعلن فيه شهيب أنّ وقف التخزين في برج حمود وبدء معالجة جبل النفايات بالتزامن مع فتح المكب ضمن صيغة جديدة.
نشطت الاتصالات أمس، لتأجيل الجلسة العادية لمجلس الوزراء المقرّرة يوم غد الخميس إفساحاً في المجال أمام المزيد من الاتصالات بخاصة أن البلاد تدخل من الاسبوع المقبل إلى نهاية الشهر الحالي عطلة طويلة، تبدأ بعطلة عطلة عيد الأضحى وتنتهي بسفر رئيس الحكومة أسبوعين إلى فنزويلا ومن ثم الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وركزت الاتصالات التي قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على ضرورة تليين موقف تيار المستقبل، وأنه لا داعي لإصراره على انعقاد الجلسة من باب الحرص على عدم دفع الأمور نحو المزيد من التوتير.
وأشارت مصادر مطلعة لـ “البناء إلى “أن ظروف ومعطيات الجلسة السابقة التي عقدت بغياب وزراء التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق مختلفة عن ظروف الجلسة الحالية”. واعتبرت “أن حجم المتغير محلياً واقليمياً اختلف، فهناك معطيات ووقائع جديدة، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة السجال السعودي الإيراني من دون المبالغة في هذا الأمر، لكن هناك لحظة توتر سياسي تسود في لبنان، لا يمكن لتيار المستقبل التصرّف وكأنه في موقع معزول، كما تصرف الرئيس فؤاد السنيورة عندما استقال الوزراء الشيعة في العام 2006”.
وشهد السراي الحكومي حركة وزارية، حيث عرض الرئيس تمام سلام مع كل من وزراء الاتصالات بطرس حرب، الصحة وائل أبو فاعور، الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج في مصير جلسة الخميس بعد مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر والطاشناق الجلسة الماضية وتمديد المقاطعة الى جلسة الغد. وبحث سلام مع قائد الجيش العماد جان قهوجي في الأوضاع الأمنية. ويأتي اللقاء مع حتمية إصدار وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الاسبوع المقبل تأجيل تسريح لقهوجي الذي تنتهي ولايته في 24 ايلول الحالي، مع التذرّع بتعذّر انعقاد جلسات لمجلس الوزراء لغياب رئيس الحكومة عن البلد.
أكدت مصادر رئيس الحكومة لـ “البناء” أن “لا شيء محسوم في شأن تأجيل جلسة الغد، مشيرة إلى اتصالات عديدة جرت في الساعات الماضية لهذه الغاية عبر مخارج معينة، لكنها لم تصل إلى نتيجة، فالرئيس سلام لم يتّخذ أي قرار في هذا السياق، ولم يصدر أي بيان يشير إلى التأجيل”.
الاخبار: قاسم: مع العماد عون ولن نغيّر قناعاتنا
كتبت “الاخبار“: أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “قناعتنا أن العماد عون هو الأجدر للرئاسة لاعتبارات عدة، ولو لم يكن ذلك صحيحاً لما أجرى الرئيس سعد الحريري منذ سنتين حواراً معه والاتفاق على انتخابه في السابع من آب الماضي. وشدّد على أنه “إذا وافقت السعودية على عون رئيساً ينتخب غداً”
“نحن موجودون لدعم الدولة السورية. يكفينا أن تبقى الدولة السورية واقفة، قوية، موحدة، متماسكة مع محور المقاومة (…) وما دامت هناك حاجة لبقائنا في سوريا فنحن باقون والزمن هو الحل”. بهذه الكلمات، اختصر نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في لقائه مع مجموعة من الإعلاميين أمس، موقف حزب الله من الأحداث الدائرة في سوريا.
و”بمراجعة لموقف حزب الله منذ بداية الأحداث”، أشار قاسم إلى أنه “كان هناك طرف
يقول إن ما يحدث مؤامرة لتغيير النظام المؤيد للمقاومة بآخر يتعايش مع إسرائيل، فيما الطرف الآخر كان يرى فيها محاولة لإجراء إصلاحات، واضطرت المعارضة إلى القيام بالعسكرة. وتبين بعد فترة أن ثمانين دولة أرسلت مقاتليها إلى سوريا، وأعطت أميركا وأوروبا وعدد من الدول العربية والإسلامية كل التسهيلات اللازمة والإمكانات المالية والتدريب العسكري، وأصبحنا أمام جيوش من مختلف دول العالم تقاتل تحت راية المعارضة والتغيير السياسي”.
ورأى أن “المطلوب في سوريا هو إحلال شرق أوسط جديد للمرة الثانية من بوابة سوريا، بعدما فشل من بوابة لبنان. نحن قاتلنا في سوريا في اللحظة التي شعرنا فيها بأن الخطر يزداد وإذا ضربت سوريا، فهذا يعني أن المقاومة نالها قسط من الخطر”. وأضاف: “كان الهدف من دخولنا الدفاع عن محور المقاومة، وحماية لبنان ومقاومته.
ومن يقرأ الخريطة اليوم، يرَ أن الغلبة للدولة السورية وحلفائها في كثير من المناطق، وآخر إنجاز كبير هو حصار شرق حلب. في البداية، كانت مراهناتهم على حلب، وحتى الاتفاق الروسي ــ الأميركي أُعدّت مسوَّدته وأصبح ناجزاً منذ نحو شهرين، قبل أن تبدأ معارك مزارع الملاح والكاستيلو. وتبين أن هذا الاتفاق كان يستهدف، من الجانب الأميركي، لجم التحرك السوري في حلب. مع بداية معركة حلب وتحرير مزارع الملاح والكاستيلو انقطع الاتصال بين شرق حلب والريف الغربي وإدلب، وهذا ما جعلهم يتراجعون عن الاتفاق الذي بُني على اعتراف بأن النصرة مثل داعش ويجب أن تنفصل المجموعات المسلحة، المسماة معتدلة، عن النصرة لضربها كداعش. فتح المسلحون فتح ثغرة الراموسة، ولكن منذ أسبوع أُقفلت بالكامل. باختصار، حصار حلب هو المشروع الحالي للدولة السورية. أما الأميركي، فيخشى إذا طال الحصار أن يستسلم المسلحون في حلب، وهذا يعني خسارة كبيرة لواحدة من أدوات الضغط الأميركي على سوريا. وقد كان الغرب وأميركا وحلفاؤها مزعوجين جداً من المصالحة في داريا لأنها كانت بالكامل لمصلحة الدولة السورية، وهم كانوا يريدون الدخول على خط المصالحة لفروض شروط معينة”.
مع ذلك، يشدد قاسم، انطلاقاً من “قناعتنا”، على أنه “لا يوجد حل في المدى المنظور في سوريا إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. وكل الخطوات التي تحدث لا تعدو عن كونها جزئية ومحدودة لا تصل إلى مرحلة التمهيد حتى للحل السياسي”. وأضاف: “نحن مرتاحون، إذ نقوم بواجباتنا، ومشروع الشرق الأوسط الجديد انكسر. وبرغم التضحيات التي تحملناها، إلا أنها بنظرنا وفّرت علينا تضحيات كبيرة وكثيرة كان يمكن أن تحصل في كل بيت وشارع لبناني لو ترك المسلحون في منطقة القلمون وجوارها. مع ذلك، لا أقول إن الخطر التكفيري توقف عن لبنان ولن يتوقف، ولكنه ضعف بنسبة كبيرة جداً، ويجب أن نبقى حذرين ومتعاونين مع الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية والعسكرية لمنع فتح أي ثغرة يمكن أن ينفذ منها هؤلاء”.
وبالعودة إلى الاتفاق الروسي ـــــ الأميركي، أشار إلى أن “محوره هو وقف الأعمال العدائية بين الدولة السورية والمعارضة التي يسمونها معتدلة وتحييد النصرة وداعش ليكونوا مسرح عمليات مشتركة بين الأميركي والروسي. السؤال هنا: كيف يمكن أن يتحقق هذا الأمر؟ وما هي التقنيات؟ هذا هو ما يناقشونه في الاتفاق الذي أعادوا بحثه مجدداً، وإن كان لا يزال يتوقف على ما سُمي خلافات تقنية. ولكن لا اتفاق سياسياً إلى الآن وما يجري هو اتفاقات جزئية. بعض الاتفاقات الجزئية الأمنية يمكن أن يبنى عليها اتفاق سياسي مستقبلي ويمكن لا”.
أما الدور السعودي “فهو دور داعم مالياً ورافض لأي حل سياسي مع الرئيس بشار الأسد، وهو أسوأ من الدور الأميركي. أما بالنسبة إلى تركيا، فالكلام عن أنها تتقدم هو مبالغ فيه، تركيا تراجعت. كانت تملك طموحات كبيرة جداً ولكنها تقلصت. بالمحصلة، جميع من هم في هذا المحور أُصيبوا بنكسات، ولكن يبقى لديه بعض الأمل للتأثير في المعادلة”.
وعن العلاقة بين روسيا وتركيا، أشار قاسم إلى أنها “لا تزال في خطواتها الأولى، وقد قال بوتين إنها تحتاج إلى وقت لكي تعود الأمور كما كانت عليه، أما الكلام عن اتفاقات روسية ـــ تركية فمبالغ فيه”. وأضاف: “هناك قناعات متشابهة بين إيران وتركيا وروسيا، على الأقل مثلاً في شأن الملف الكردي، ولكنها لم تتحول إلى اتفاق سياسي في شأنها”. هناك “قناعات مشتركة واتفاقات جزئية على موضوعات، ولكنها لا تعتبر اتفاقاً سياسياً شاملاً”.
وفي الملف الداخلي، وتحديداً ملف رئاسة الجمهورية، لفت إلى أن “قناعتنا كحزب أن العماد عون هو الأجدر للرئاسة لاعتبارات عدة، منها سعة تمثيله من ناحية وموقفه الواضح من استقلال الدولة ودعم المقاومة وغيرها من الاعتبارات، ونعتبر أن من حق التيار الوطني الحر الذي استقطب تأييداً مسيحياً إضافياً، فضلاً عن شعبيته، أن يكون الرئيس هو العماد عون، ولو لم تكن هذه النظرية صحيحة لما باشر الرئيس سعد الحريري من نحو سنتين لإجراء حوار مع العماد عون والاتفاق معه على أن يكون رئيساً، ولكن الذي منع يومها هو القرار السعودي”. وأضاف: “اليوم، كرر تيار المستقبل المحاولة نفسها منذ نحو شهرين، وقد كان الطرفان راضيين عن المباحثات، لدرجة أنه وضع تاريخ السابع من آب الماضي لانتخاب الرئيس، وفي رأينا إن الذي منع في الأول هو الذي منع مجدداً”. وفي هذا الإطار، شدد قاسم على أنه “إذا السعودية وافقت على عون رئيساً ينتخب غداً”.
السفير: الرابية: لا للسجال مع فرنجية وحسناً فعل رئيس المجلس بري ينعى “اللبننة”.. وجنبلاط لن “ينتحر”
كتبت “السفير”: …وفي اليوم التالي على تعليق الحوار، بدا أن كل الأطراف تراجع حساباتها، من دون أن يلوح في الأفق ما يوحي بأن “الجلطة الدماغية” التي أصابت الحوار ستولّد شعورا بالذنب أو الندم لدى أهله. لا أحد يستعجل تقديم التنازلات، برغم تسارع العد التنازلي نحو المجهول.
العماد ميشال عون ينتظر ضمانات وتطمينات من الحلفاء والخصوم على حد سواء حتى يعود الى الانتظام في المؤسسات.
الرئيس نبيه بري الذي استهلك معظم “مخزونه الاحتياطي” من المبادرات ينتظر صحوة ما من الآخرين قبل أن يعيد “أرانبه” الى الخدمة.
الرئيس تمام سلام ينتظر إشارات الى إمكانية تراجع “التيار الحر” عن مقاطعة حكومته حتى يقبل بتأجيل جلسة الغد وإلا فهي قائمة.
والرئيس سعد الحريري ينتظر “مكرمة ملكية” سياسية تسمح له بتوسيع هامش خياراته الرئاسية وتخرجه من أزمته المتعددة الأبعاد..
ولعل أخطر ما في توقف الحوار الوطني هو أنه ينطوي على إعلان صارخ عن فشل جديد لمحاولة لبننة التسوية. صحيح أن هذه المحاولة لم تكن مقنعة أصلا في ظل انخراط القوى المحلية حتى العظم بارتباطات وتحالفات عابرة للحدود، إلا أن الحوار كان يرمز بالحد الأدنى الى قشرة رقيقة من “الماكياج” أو الجهد المحلي، توحي ـ ولو من حيث الشكل فقط ـ بأن رؤساء “الدول” اللبنانية لا يتّكلون فقط على الخارج بل يسعون الى إعادة تنشيط “الصناعة الوطنية” للحلول.
لكن، حتى هذا “الوهم” استكثروه على اللبنانيين، وهو الأمر الذي اختصره الرئيس بري بالقول: لقد أثبتنا مرة أخرى اننا بكّرنا في نيل الاستقلال..
والى حين معالجة جذور شجرة الأزمة المتفاقمة، ينشغل الجميع بتقليم أغصانها، حيث كان يوم أمس حافلا بالاتصالات السياسية على كل الخطوط، في محاولة لتطويق ذيول وقف الحوار وحماية الحكومة من تداعياته.
وقد أجرى سلام حتى ساعة متأخرة من ليل أمس جولة واسعة من المشاورات، فيما كان “حزب الله” يتولى التواصل مع “التيار الحر”.
ويؤكد المطلعون على موقف سلام أنه لا يريد تأزيم الوضع الحكومي أكثر، بل يأمل تهدئته، ولكن ما يريد أن يعرفه هو ما الذي يمكن أن يتغير إذا أرجأ جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا، وعلى أي أساس سيتخذ قرار التأجيل، وهل من ضمانة بأن حلاً ما سيظهر خلال الفترة الفاصلة عن الجلسة المفترضة الأسبوع المقبل؟
وغداة تجميد عمل طاولة الحوار، اجتمع تكتل “التغيير والإصلاح” في الرابية، برئاسة العماد ميشال عون. كان الجنرال هادئا، خلافا للضجيج في الخارج، وهو الذي يشعر بأنه استعاد زمام المبادرة وتحوّل من موقع إحصاء عدد الانتهاكات للميثاق الى موقع التصدي لها.
يبدو عون وكأنه بدأ بنقل المعركة شيئا فشيئا الى خارج أرضه: قاطع الحكومة.. علق مشاركته في الحوار.. استنفر جمهوره، واحتفظ لنفسه بمواعيد التصعيد المقبل وأشكاله، سياسيا وشعبيا.
وبرغم الهجوم العنيف الذي شنه النائب سليمان فرنجية على الوزير جبران باسيل خلال جلسة الحوار أمس الاول، إلا أن عون اتخذ قرارا بعدم الرد: “لن تكون هناك مواجهة مع فرنجية على طريقة حرب طروادة، ولن أنزلق الى سجال شخصي أو رئاسي معه، وعلى مسؤولي “التيار” أن يمتنعوا عن الرد عليه..”.
كما أن عون تلقف بإيجابية موقف رئيس المجلس على طاولة الحوار: “حسنا فعل الرئيس بري بتعليق الحوار بعد مقاطعتنا له، ما يؤشر الى إدراكه لحيوية دور “التيار الحر” في الشراكة الوطنية، ولكن لماذا لا ينطبق على الحكومة ما يسري على الحوار؟”.
أما على خط عين التينة، فإن الرئيس بري قرر أن يطفئ “مولّداته” حتى إشعار آخر، في انتظار أن يمدها مجددا بـ “الفيول السياسي”، مؤكدا أمام زواره امس أن الكرة لم تعد في ملعبه، بعد تعليق طاولة الحوار.
ويشير الى أنه بذل في المرحلة السابقة أقصى الجهود الممكنة من أجل إنجاح الحوار،
وطرح المبادرة تلو الأخرى لإيجاد مخارج من المأزق القائم، ولكن من دون جدوى. ويضيف متوجهاً الى من يعنيهم الأمر: حتى الأمس القريب، كنت أنا من يبحث عنهم.. بعد الذي جرى، عليهم هم أن يفتشوا علي..
ويؤكد بري أنه لن يدعو الى معاودة الحوار، إلا إذا حصل تبدل في الشكل والمضمون، مضيفا: لا يكفي أن يكتمل الحضور مجددا على طاولة الحوار.. المطلوب أن تتغير الأفكار والمقاربات حتى نتقدم الى الأمام.
ويتابع: أنا الآن أنتظر وأراقب، ولن أبادر الى أي تحرك.. وعندما يصبح الآخرون جاهزين لحوار يكون مجدياً وجدياً، فأنا حاضر، لأنه ليس المهم أن يستأنف الحوار أعماله، بل يجب أن ينتج ويثمر، خصوصا على مستويي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب.
ويلفت بري الانتباه الى أنه برغم المآخذ على تواضع نتائج الحوار، إلا أنه يُسجل له مساهمته في إشاعة مناخ من الاطمئنان وسط الشلل المؤسساتي، وتسهيل عمل الحكومة من حين الى آخر، إضافة الى قوة الدفع التي أعطاها لقانون الجنسية مشروع اللامركزية، مع التأكيد أن ذلك كله لا يعوض عن إخفاقه في المهمة الأساسية التي ينتظرها منه اللبنانيون وهي التوافق على رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب.
ويؤكد بري تمسكه بموقفه الداعي الى التفاهم مسبقاً على مرحلة ما بعد رئيس الجمهورية، لأن من شأن ذلك أن يسهل انتخابه.
ويعرب عن عدم قلقه على مصير الحكومة، مشيرا الى أن الموضوع هو عند الرئيس تمام سلام، كما أبدى اعتقاده بأن الاستقرار الأمني النسبي لن يتأثر بتعليق الحوار.
وردا على سؤال، يعتبر بري أن خيار لبننة التسوية سقط مع توقف الحوار، وبات علينا للأسف أن ننتظر فقط هبوط الحل بالمظلة من الخارج. ويتابع: أخشى أننا وصلنا الى هذه المرحلة من العجز إلا إذا حصلت معجزة.
في كليمنصو، يراقب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المشهد المعقد والمتشابك، مستعيناً عليه بالطاقة التي استجرها من إجازته العائلية في كورسيكا.
ويقول جنبلاط لـ “السفير” تعليقاً على توقف الحوار بعد مقاطعة “التيار الوطني الحر” له: إن الرهان على الجمود والتعطيل هو انتحار ذاتي، ينعكس على البلد مزيدا من الاهتراء السياسي والاقتصادي.. إنه الموت البطيء الذي تجرنا اليه للأسف بعض القوى السياسية.
وعن شكوى “التيار الحر” من تهميش حقوق المكوّن المسيحي وضرب الميثاقية، يقول: فليسمحوا لي.. أنا أعترض على هذه المعادلة من أساسها، والصحيح أن بعضا من هذا المكوّن المسيحي هو الذي يهمّش نفسه بسبب عناده وإصراره على شروط معينة.
ويشدد جنبلاط على أنه لم يعد ينفع كل هذا اللف والدوران، ولا بد من إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت ممكن، لان الخطورة تكمن في استمرار الأفق الرئاسي مسدودا وما يرتبه ذلك من تعطيل متدحرج وتداعيات متراكمة، مشيرا الى أن الشغور يشكل بحد ذاته التهميش الأكبر للمسيحيين.
وردا على سؤال حول تعليقه على قول الوزير باسيل بأن غياب الحزب التقدمي عن الحكومة على سبيل المثال يعطلها، بينما تواصل نشاطها في ظل غياب “الطاشناق”، يجيب جنبلاط: لو تغيب حزبي لهذا السبب أو ذاك عن الحكومة فلن أطرح إشكالية الميثاقية لا من قريب ولا من بعيد، وأنا أعني ما أقول، لان التعطيل من أجل التعطيل ليس سوى قفزة في المجهول. ويتابع: أنا لست من هواة الانتحار، ومن يريد أن ينتحر فليفعل ذلك وحده ولا يأخذني معه!
الديار: بري : لن ادعو للحوار إلا اذا حدث تغيير في الشكل والمضمون
كتبت “الديار”: “اليوم الميثاقية وغداً الفديرالية”، لا بل ان زوار أحد المراجع ينقلون ان الميثاقية انما هي الفديرالية، واليوم يتولى الوزير جبران باسيل تعريتها قطعة قطعة.
القرار هو مواجهة التيار، واذا كان العماد ميشال عون قد قرر الانتحار، فلن ندعه يذهب بلبنان الى الانتحار، ومقولة شمشون “علي وعلى اعدائي (واصدقائي) يا رب”، غير مسموح الوصول اليها على الساحة اللبنانية.
هذا الكلام يتردد في أكثر من محفل سياسي، مع التساؤل ما اذا كان الجنرال الذي يطرح نفسه رئيساً لكل لبنان يحاول ان يطرح نفسه الآن كـ”قائد لتحرير المسيحيين من الفتح الاسلامي”، وهو الذي يعلم اي نوع من المصائب يتخبط فيها المسلمون سنّة وشيعة.
في الغرف المقفلة ان الذي حدث حتى الآن نصف انتحار، ورئيس التيار الوطني الحر يدفع في اتجاه النصف الاخر من الانتحار، وثمة دعوة الى انقاذ الجنرال من ايدي (أو براثن) صهره.
لا بل ان هناك من يسأل أين هو الصهر الاخر العميد شامل روكز وما اذا كان يراهن على سقوط عون وباسيل معاً ليتسلم قيادة التيار الذي يبدو انه يدور من مكان آخر، ودائما باتجاه الانغماس في اللعبة الخطيرة، وليس من الرابية.
قطب في 8 آذار قال لــ”الديار” “بعد الذي سمعته من باسيل، افضل انتخاب سمير جعجع على انتخاب ميشال عون”، ليضيف “على الأقل جعجع قال انه ضد الانزلاق الى الشارع وما وراء الشارع، وقال انه ضد الفراغ في قيادة الجيش، وضد اسقاط الحكومة باعتبارها خط الدفاع الأخير عن الدولة”.
اوساط سياسية مختلفة الاتجاهات وتسأل أين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كل ما يجري، وهو يهدد الاستقرار الامني والسياسي، ويدفع البلاد نحو الهاوية، ودون ان يكون هذا الوقت هو الوقت الملائم لاثارة مطالب او مسائل على هذا المستوى من الحساسية الطائفية، فيما السنّة والشيعة يقفون وراء المتاريس.
حديث لأحد المطارنة بأن الامور تبحث في العمق. هناك اتجاهان، احدهما يقول بوضع النقاط على كل الحروف وتحميل الصراع الاسلامي – الاسلامي مسؤولية الفراغ الرئاسي، وربما الاعداد لاحداث تغيير في هيكلية السلطة.
اما الاتجاه الآخر فيقول انه لا يمكن لبكركي الا ان تكون مع “المطالب المسيحية المحقة”، لكن ما يجري حالياً لا يتعلق بمطالب المسيحيين وانما بمطالب فئة مسيحية محددة.
النهار: مجلس الوزراء غداً: إجتماع تشاوري فقط عودة إلى خطّة الحكومة للنفايات بلا تعديل
كتبت “النهار”: اختصر الوزير اكرم شهيب الوضع بقوله “لا بديل من خطة الحكومة. ونتمنى على حزب الكتائب مساعدتنا في حل المشكلة لانهم لا يتحملون استمرارها والبلد كله لا يتحملها”.
النفايات جعلت الجميع في مأزق. الحكومة العاجزة عن ايجاد حلول غير الخطة التي أقرتها. وحزب الكتائب الذي لم يجد من يسانده في دعم تحركه عند مدخل مطمر برج حمود. وحزب الطاشناق الذي رد على المزايدة بالتعطيل المقابل. والمواطنون في المتن وكسروان الذين غرقوا في النفايات.
الكل بحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه. و”وسيط الجمهورية” صار اسمه الياس بوصعب إذ ارتضى به النائب سامي الجميل و”التيار الوطني الحر” ولم يمانع الطاشناق في وساطته لاخراج الجميع من عنق الزجاجة بحل يعيد الأمور الى ما كانت في الخطة التي أقرتها الحكومة.
الحل بحصر النفايات في برج حمود سقط، وفي المقابل سقط مشروع ردم البحر لمصالح تجارية قبالة “سيتي مول” في الدورة، وتمكنت شركات النفط من فرض عدم الاقتراب من مقارها عند الشاطئ المتني، وعادت الأمور إلى منطلقها، مع اختلاف وحيد هو تعجيل نظري لاعتماد اللامركزية.
بعد سلسلة من المفاوضات التي وصفها أحد المطلعين بالثرثرة الكلامية، واللعب على عبارات قليلة، كان اجتماع أمس في وزارة الداخلية جمع الى الوزيرين نهاد المشنوق واكرم شهيب، النائب أغوب بقرادونيان، رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي ميرنا المر أبوشرف، رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش، رئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان، رئيس بلدية الجديدة – البوشرية – السد انطوان جبارة، واتفق في نتيجته على التزام خطة الحكومة، في مقابل دفع اللامركزية في معالجة النفايات، وبدء الاتحادات منذ اليوم بالتحضير الذي سيستمر سنتين في حده الأدنى لإنشاء معامل تراعي الشروط الصحية والبيئية إذا توافرت المواقع المخصصة لذلك. وأكد وزير الداخلية في هذا الاطار ان أموال البلديات متوافرة لبدء العمل.
المستقبل: سلام متمسك بصلاحياته.. واتجاه عوني للتصعيد في الشارع بعد الأضحى بري لـ”المستقبل”: الحوار في غرفة الانتظار
كتبت “المستقبل”: بعدما نجحت سياسة “قلب الطاولات” التي ينتهجها “التيار الوطني الحر” في حشر البلد وخنق مؤسساته الدستورية الواحدة تلو الأخرى برعاية “حزب الله” وأجندته التعطيلية، باتت الأنظار متجهة لاستكشاف ما هو التالي على صفحات هذه الأجندة بعد تفريغ الرئاسة وشل مجلسي النواب والوزراء وصولاً إلى تطيير الحوار الوطني وتعليق جلساته حتى إشعار آخر. وفي الأثناء أضحى “الحوار في غرفة الانتظار” كما عبّر راعيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ”المستقبل” مبدياً جهوزيته الدائمة لإعادة دعوة المتحاورين إلى الطاولة متى سنحت الظروف وقال: “إذا تبدلت مواقف بعض الأفرقاء أدعو إلى جلسة.. وإلا “لشو” إذا بقي الوضع على ما هو عليه”.
اللواء: التخبُّط العوني قيد المعالجة.. وعمل الحكومة خارج المساومات إجتماع الداخلية يعدِّل خطة النفايات.. وفتح المطمر ينتظر قرار الكتائب اليوم
كتبت “اللواء”: الاستقالة في جيب الرئيس تمام سلام، لكن “المحافظة على ما تبقى من الدولة”، هو الذي يحول دون تقديمها، والاستمرار في تحمل المسؤولية الوطنية، في الظروف السياسية، المعقدة والصعبة، في ظل تمادي الشغور الرئاسي، ودخوله العام الثالث من دون أفق لا في أيلول ولا في العقد النيابي العادي أو حتى بعده.
هذه الانطباعات أباح بها أحد الوزراء البارزين، والذي التقى الرئيس سلام على هامش حركة المشاورات التي أجراها، بعد تعليق الحوار، والانتقال، إلى التصعيد من قبل “التيار الوطني الحر”.
الجمهورية: “حزب الله” يتحرّك لاحتواء الحلفاء وإتصالات بكركي مستمرة لخرق رئاسي
كتبت “الجمهورية”: الصورة قاتمة ما بعد تعليق الحوار، والضباب السياسي يتراكم على كل المستويات وليس ما يؤشّر الى إمكان انقشاع الرؤية في المدى المنظور، خصوصاً مع النيات التصعيدية المتدحرجة من الرابية على كل المشهد السياسي، وغياب الأفق لأيّ اتفاق قريب بين المرشحين الرئاسيَّين رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية بعد موجة التوتر الاخيرة في الحوار. وفي ظلّ الحديث عن وساطات بين الطرفين، يتابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إتصالاته الداخلية والخارجية من اجل تحقيق أي خرق رئاسي محتمل، في وقت علمت “الجمهورية” أنّ اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الذي يعقد كل اربعاء من اوّل شهر قد تأجّل نظراً الى وجود عدد من المطارنة في الخارج .