من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : كيري ولافروف يواصلان التفاوض في الصين وأردوغان يأمل بالتفاهم قبل العيد دي ميستورا يتوقع قمماً رئاسية في نيويورك تتوّج التفاهمات حول سورية طاولة الحوار تفقد توازنها وشظايا التشنُّج تصيب الحكومة… بانتظار الوساطات
كتبت “البناء “: ستنتقل المتابعات لمصير التفاهمات خلال الأسبوعين المقبلين من بكين إلى نيويورك، حيث تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية التي يتوقع ان يحضرها رؤساء الدول الكبرى وعدد من القادة في العالم، والتي ربط بها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا توقعات إقلاع الحلّ في سورية، بينما يواصل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري محادثاتهما وفقاً لما وصفه الرئيس الروسي بالخطوة الهامة التي تمّ قطعها مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي تحدث عن فجوة عميقة، بينما العيون تراقب جبهات حلب لمعرفة ما بين سطور المتفاوضين، حيث موسكو لا تستطيع منح جوائز ترضية لمن يخسرون التوازن الذي صنعوه في الميدان عندما سيطروا على معبر الراموسة، وواشنطن لا تستطيع منحهم أكثر من مهلة لاستعادة التوازن.
الرئيس التركي رجب أردوغان أعرب عن أمله بالوصول إلى التفاهمات قبل حلول عيد الأضحى الأسبوع المقبل، بينما روزنامة دي ميستورا تحدثت عن الأسبوع الذي يليه، بين ثلاثاء وثلاثاء، يصير الموعد في الثالث عشر من أيلول أو في العشرين منه، بينما المعارك في جنوب غرب حلب ترسم خرائط جديدة قد تحمل مفاجآت معاكسة للتمنيات الأميركية، حيث تتهاوى مواقع جبهة النصرة والجماعات المسلحة امام وحدات الجيش السوري والحلفاء التي تواصل اندفاعاتها بعد تحرير الكليات العسكرية نحو استرداد البلدات المحيطة، بعد إحكام السيطرة على التلال، وصولاً إلى خلصة وخان طومان.
لبنانياً، كان الحدث الذي رسم مساحة من القلق على المشهد السياسي هو فقدان طاولة الحوار الوطني لتوازنها بشجار اندلع بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية حول توصيف الطابع التمثيلي للقوى المسيحية الذي تبنى عليه الميثاقية، بعدما وصف باسيل المشاركين المسيحيين في الحكومة بجماعة الستة بالمئة، وردّ عليه فرنجية بالراسب في الانتخابات، ورغم التهدئة التي أنهت الشجار، أنهى الشجار انعقاد الحوار، حتى إشعار آخر، وأصابت شظاياه الحكومة التي كان يأمل رئيسها تمام سلام بأن يعقب مشاركة التيار الوطني الحر في الحوار عودته إلى المشاركة في اجتماعات الحكومة، وصار مصير الحكومة كما الحوار معلقاً بانتظار الوساطات ومساعي الشركاء والحلفاء المشتركين بين التيارين الحليفين في الخيارات الكبرى المتنافسين رئاسياً، المردة والوطني الحر.
قرّر رئيس المجلس النيابي نبيه بري تعليق جلسات الحوار الوطني بعد سجال حاد بين رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على خلفية مفهوم الميثاقية والتمثيل المسيحي. وبُعيد انطلاق الجلسة التي غاب عنها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، طلب باسيل البحث في مفهوم الميثاقية، مستغرباً كيف يتم عقد جلسة لمجلس الوزراء فيما الممثلون الحقيقيون للمسيحيين غائبون ويتم الاكتفاء بحضور من يمثلون 6 فقط منهم. فتدخل فرنجية، وحصل السجال بينهما أدّى الى إعلان باسيل تعليق مشاركة التيار في الحوار وانسحابه من الجلسة.
وعلقت مصادر مقربة من الرابية لـ “البناء” على وقائع الجلسة، معتبرة أن “ما حصل هو انعكاس للازمة الأساسية وإن تظهر بردات الفعل المتبادلة بين أطراف الحوار، لكن المرض الأساسي هو الواقع غير الدستوري جراء سياسة التمديد الذي طرأ على البلد ومصادرة السلطة القائمة على قانون انتخاب غير دستوري”، وإذ حذرت المصادر من أن “خيارات العماد ميشال عون باتت مفتوحة وعلى الصعد كافة بعد جلسة أمس”، لفتت الى أن الوضع الداخلي يتجه الى التأزم وبات انعقاد طاولة الحوار أمراً صعباً والوضع الحكومي أصعب، مرجّحة أن “يكون التصعيد هو التوجه العام لدى العماد عون لعدم القبول بالأمر الواقع الذي بُني على أكثرية نيابية صادرت السلطة من خلال التمديد لنفسها مرتين”.
وألمحت المصادر الى أن “اتفاق الطائف لم يعُد قادراً على احتواء مكوناته ورموز الدولة فيه وعندما يعجز الدستور والنصوص أن يحتضن أبناءه ورموزه يصبح البحث عن عقد اجتماعي جديد أمراً جائزاً وضرورياً، لا سيما في ظل نظام يحوي عقول سوداء في الداخل” غامزة من قناة الرئيس فؤاد السنيورة ومقولته الشهيرة “أنتظر المقصقص ليأتي التيار”، وتساءلت: هل ينتظر السنيورة الخارج ليفرج عن الحل في الداخل؟ وهل يراهن على عدوان إسرائيلي جديد على لبنان أم على انتصار الإرهاب وداعميه على الدولة في سورية؟
وعلى وقع التصعيد الذي شهدته عين التينة أمس، يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس المقبل بغياب وزراء تكتل التغيير والإصلاح، بحسب ما علمت “البناء”، وعلى جدول أعماله بنود عادية وتحويل اعتمادات روتينية لبعض الإدارات والمؤسسات. وأكد مصدر وزاري لـ”البناء” أن “رئيس الحكومة تمام سلام مصمم على عقد الجلسة الخميس، لكن لن يتخذ المجلس قرارات هامة بوضعه الحالي”، ونفى المصدر وجود أي نية لدى سلام بالاستقالة من الحكومة، وشددت على أن ما حصل على طاولة الحوار سيترك تداعياته السلبية على عمل الحكومة وإن عقدت الجلسات، مضيفاً أنه “لو حصل توافق بين المتحاورين على استمرار عقد جلسات الحوار لكان وزراء التيار الوطني الحر حضروا جلسات الحكومة واتخذت قرارات في قضايا رئيسية يحتاجها المواطن والوطن”، لكن المصدر أوضح أن مقاطعة بعض الوزراء لن يؤثر على استمرار جلسات الحكومة لوجود 9 وزراء مسيحيين من أصل 12 ومقاطعة وزيرين فقط، أما وزراء الكتائب استقالوا لأسباب أعلنوا عنها تتعلق بأزمة النفايات وليس مقاطعة الجلسات وبالتلي فإن الميثاقية مؤمنة”. ولفت الى أن “سلام منفتح على الحوار مع جميع المكونات، لكنه كان واضحاً مع التيار بأنه لا يستطيع تلبية مطالبهم”.
الأخبار : طاولة الحوار تسبق الحكومة الى الشلل | التيار الوطني الحرّ: الآتي أعظم!
كتبت “الأخبار “: أريدَ لطاولة الحوار أن تكون منقذ المؤسسات الرسمية، فإذا بها بحاجة إلى من ينقذها. تمكّن العونيون أمس من فرط الطاولة الوحيدة التي تجمع مختلف القوى السياسية، بعدما قررت هذه القوى الاستمرار في مجلس الوزراء من دونهم
لم يعد ينقص البلاد سوى استقالة رئيس الحكومة تمام سلام، لكي لا يبقى فيها مؤسسة أو هيئة تجمع اثنين أو أكثر من ممثلي القوى السياسية المتصارعة. إنه الجمود التام. مجلس الوزراء لا يفعل سوى تصريف الأعمال. ومجلس النواب لا يشرّع ولا يحاسب ولا ينتخب رئيساً للجمهورية.
أما هيئة الحوار، فكانت أمس مع محطتها الأخيرة. شعار “مرحبا حوار” الذي رفعه التيار الوطني الحر الأسبوع الماضي للتعبير عن رغبته في مقاطعة جلسات الحوار، ترجمه وزير الخارجية جبران باسيل، الذي حضر الجلسة ليعلن مقاطعتها بعد رفض المجتمعين بحث قضية “الميثاقية”.
فما كان من الرئيس نبيه بري إلا أن رفع السقف في وجه باسيل، معلناً تعليق جلسات الحوار الوطني. مصادر مشاركة في الحوار رأت أن بري لم يقم بخطوة يتحدى فيها التيار الوطني الحر وحسب، بل إنه حال دون وصول الكلام إلى رئيس الحكومة تمام سلام، الذي كان من الممكن أن يعلن استقالة الحكومة، بحسب أحد المشاركين في الحوار، وتحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال حقيقي لا مقنّع. باسيل لم يصطدم بسلام ولا ببري، فلهجته تجاههما كانت إيجابية للغاية. كذلك فإن كلامه، وخاصة عن نسبة الـ6 في المئة من التمثيل الشعبي التي يقول إن المشاركين في الحكومة يحظون بها، استفزت النائب سليمان فرنجية، فوجد “أقطاب” الحوار أنفسهم أمام “اشتباك” بين وزير الخارجية ورئيس تيار المردة.
أحد خصوم التيار الوطني الحر الجدد قال لـ “الأخبار” إنّ “باسيل حضر إلى الجلسة لتسجيل موقف وتعقيد الأزمة أكثر”. لذلك، قرر “بهدلة الناس والتكلم عن الميثاقية وتحديد الحجم التمثيلي لكل فريق وإعطاء مثل عن عقاب صقر في الطائفة الشيعية، وهو يُدرك جيداً أنّ هذا الكلام لا يمرّ لدى الوزير سليمان فرنجية، ما استدعى رداً من هذا الأخير، ولكن دون أن يحصل سجال”. أما مصادر التيار الوطني الحر، فاكتفت بالتعليق على ما جرى في الجلسة بالقول: “الحوار مقابل الحكومة… والآتي أعظم”.
في جلسة الحوار أمس، كان من المفترض أن يتقدم كل مكوّن مشارك في جلسة الحوار باسم من يمثلها في ورشة عمل نيابية تعمل على صياغة مشروع متكامل لتحديد كل النقاط المتعلقة بمجلس الشيوخ. وقبل أن ينتهي الرئيس برّي من الاستماع إلى مختلف المكونات، تدخّل الوزير باسيل، قائلاً: “أنا لا أريد الحديث بهذه النقطة. أنا هنا اليوم لمناقشة أمور أكثر أساسية. لقد شاركنا في الجلسة كي نحصل على جواب من المجتمعين بشأن الميثاقية”. وذكّر باسيل “بتجربة انسحاب المكون الشيعي من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة”، معتبراً أن “برّي يقف عند خاطر الجميع، ويصل إلينا ويخالف الميثاقية”. وركّز باسيل على فترة الحكم بين عامي “1990 و2005″، مشيراً إلى أن “التيار كان مهمّشاً ومتروكاً، وحتى اليوم هناك من يريد أن يقفز فوقه ولا يقيم له وزناً ويتصرف على أساس أنه غير موجود”. وتعليقاً على كلام باسيل، ارتأى الرئيس برّي الركون إلى الدستور بدلاً من الدخول في سجال سياسي معه، لكنه سرعان ما توقف أمام “هجمة” الوزير فرنجية، الذي توجه إلى باسيل بكلام صدم جميع الحاضرين. فقال: “مع احترامي إلكن… بس إنتو مش أوائل على الساحة المسيحية. إنتو آحاديين. إذا الأمور كانت بتناسبكن بتتجاهلو الميثاقية وإذا لا بتتمسكوا فيها”. وأضاف: “هذا الأسلوب في التعاطي هوي اللي خسركن كل معارككم في السياسة… أصلاً إنتو شو بتمثلو… ومن أين تأتون بأرقام الـ 60 والـ 80 في المئة… الظروف تغيرت”. وأكمل: “أصلاً إنت مين عيّنك رئيس تيار وطني حرّ غير عمّك وإنت ساقط بالإنتخابات النيابية، وما استرجيت تخوض انتخابات بالتيار. إنت خسران بـ6 انتخابات”. وأضاف فرنجية: “لو أن المعركة هي فعلاً معركة تمثيل مسيحي في مجلس الوزراء، لكنا قاطعنا الجلسات. لكن أنتم تتلطون خلف المسيحيين، والقول إنهم مهددون لأننا لم نستطع تعيين قائد جديد للجيش”. بحسب مصادر الجلسة “لم يردّ باسيل بأي كلمة، بل تعاطى مع الموضوع ببرودة أعصاب”، فتدخل الوزير بطرس حرب ليعيد كلام فرنجية بصيغة أخرى، معتبراً أن “كل الوزراء في الحكومة لهم صفة تمثيلية والتعطيل لا يجوز”.
السفير: ميثاقية باسيل تقلب الطاولة.. وفرنجية المنتفض: أنتم انتقائيون.. الفراغ يبتلع الحوار.. ماذا بعد؟
كتبت “السفير”: حصل ما كان متوقعا، وانفجر “لغم” الميثاقية بطاولة الحوار، فعلق الرئيس نبيه بري جلساتها حتى إشعار آخر، لتنضم الطاولة الجريحة الى الرئاسة الشاغرة والمجلس المشلول والحكومة المتعثرة، تعبيرا عن التمدد المتسارع لبقعة زيت الفراغ التي تكاد تبتلع كل الدولة.
أساسا، لم يتوقع أحد معجزات أو إنجازات من هيئة الحوار، التي تبين منذ البداية أن دورها الأساسي والمضمر هو تقطيع الوقت بأقل الخسائر الممكنة.
بهذا المعنى، كانت وظيفة الهيئة “نفسية” أكثر منها سياسية، بحيث بدت الصورة أهم من المضمون، لأسباب “دعائية” تتعلق بالمحافظة على بقايا صورة الدولة وآخر قطرات ماء وجهها.
لم يكن مطلوبا من الحوار أكثر من أن يجمع المتخاصمين حول طاولة مستديرة، لعل هذا المشهد الدوري يساهم في تخدير اللبنانيين ويخفف من وطأة الشغور المؤسساتي، وكثيرا ما قيل إننا أمام حوار للحوار فقط، على قاعدة أن استمراره ولو من دون نتائج يبقى أفضل من انعدامه، أقله لجهة إبقاء خيوط التواصل الداخلية ممدودة في انتظار أن ينضج أوان الحل الاقليمي.
ولكن حتى هذا الحد الادنى والمتواضع من الطموحات بات متعذرا، بعدما ضاقت الطاولة بالتناقضات المتراكمة والحسابات المتعارضة. لم تعد أرانب الرئيس بري قادرة على تدوير الزوايا في غابة سياسية متفلتة من قانون الجاذبية وأي قانون آخر، ولم يعد التهيّب من تعميم الفراغ يكفي لحماية الحوار من.. أهله!
ما حصل أمس هو إعلان رسمي عن تعليق حوار حائر، كان عالقا في نفق المراوحة، لتكتمل بذلك واحدة من المفارقات الجديدة: الحوار الذي أُريد منه أن ينقذ لبنان، أصبح بحاجة الى إنقاذ!
وإذا كان البعض يعتقد أن تفاقم المأزق قد يمهد لاختراقه، على قاعدة “اشتدي أزمة تنفرجي”، إلا أن أي مقوّمات واقعية للانفراج المنشود لا تبدو متوافرة حاليا، بل ان تدرج “التيار” في التصعيد من مقاطعة الحكومة الى تعليق المشاركة في الحوار يوحي بأنه لمس ان الأفق الرئاسي مسدود بالكامل، بعد طول انتظار لتحولات إيجابية.
مع ذلك، وبرغم “الجرعة الزائدة” من التصعيد البرتقالي، فإن عون تعمد حتى الآن أن يترك خطا أو خيطا للرجعة، عبر قراره بمقاطعة مجلس الوزراء لا الاستقالة، ثم تعليق الحضور في الحوار لا الانسحاب منه، تاركا الأوراق الحاسمة للتوقيت المناسب.
وبينما يُفترض أن تشكل الفترة الفاصلة عن انعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل فرصة لمحاولة احتواء العوارض المتفاقمة للأزمة السياسية، هناك من ينتظر تحركا ما لـ “حزب الله” على خط المعالجة انطلاقا من معادلة مركبة قوامها: تفهم هواجس العماد عون المشروعة وضرورة عدم الاستهتار بها، والتنبيه الى مخاطر تعطيل الحوار والحكومة كونهما يضبطان الإيقاع في ظل شغور أو شلل بعض المؤسسات الدستورية.
ولعل من أبرز العلامات الفارقة لجلسة أمس، الاشتباك المسيحي – المسيحي الذي نشب بين رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وهو اشتباك يتجاوز في أبعاده الخلاف حول مفهوم الميثاقية ليعبّر عن “قلوب ملآنة”، في ظل تمسك كل من فرنجية والعماد ميشال عون بترشحه.
ويبدو أن باسيل رفع منسوب المواجهة من الرئاسة الى الجمهورية، بعدما طرح إشكالية الميثاق من زاوية التحدي الوجودي والمظلومية المتراكمة والاضطهاد السياسي للمسيحيين ومحاولة اختزال دورهم بأصحاب الستة بالمئة من التمثيل، معتبرا انه لم تعد هناك جدوى من الاستمرار بالحوار إذا لم يتم الاعتراف بنا، وسائلا المسلمين: “بدكن يانا او ما بدكن..”، ليختم مداخلته بالإعلان عن تعليق المشاركة في الحوار.
أما فرنجية الذي استفزه كلام باسيل حول تواضع تمثيله المسيحي، فقد رد بعنف، معتبرا أنه ليس من حقه الكلام عن الميثاقية والتمثيل “وأنت الراسب في كل الانتخابات النيابية، وحتى في “التيار” لم تجرؤ على خوض الانتخابات، بل عُيّنت مديرا له من قبل الجنرال، وأنا أتحداك أن تقبل بانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، حتى نرى النتيجة”. وأشار الى أنه إذا كان المسيحيون قد خسروا بعض الحضور فذلك من وراء إدارتكم السيئة لمعارك خاسرة. وتوجه الى باسيل بالقول: أنا مستعد لأن أقف معكم في ما يتعلق بحقوق المسيحيين، ولكن مشكلتكم أنكم لا تنسقون مع أحد وتتخذون القرارات منفردين، وتعتمدون الانتقائية في الميثاقية..
وقال باسيل لـ “السفير” ان الوزير فرنجية جرّب أن يأخذ النقاش الى مكان آخر يتعلق بكيفية ادارة الملفات والمعارك السياسية على الساحة المسيحية، ولذلك امتنعت عن الرد عليه حتى لا يضيع أصل الموضوع. ويضيف: نعم.. أنا لا أستحي مما طرحته.. نحن تعاقدنا مع الشريك المسلم على أساس قواعد معينة للشراكة، وأنا أريد أن أعرف ما إذا كان هذا الشريك لا يزال يحترم هذه القواعد ام لا.
واعتبر باسيل ان الازمة الراهنة هي أكثر من وجودية، ونحن بصراحة نفقد القناعة بإمكانية أن نستمر في العيش سويا، مع بعضنا البعض، إذا استمر هذا الاستهتار والاستخفاف بحقوق مكوّن لبناني أساسي، وأنا أتسلح هنا بمقولة شهيرة للرئيس صائب سلام مفادها ان لبنان يبقى بالقناعة المشتركة لا بالعدد.
وأكد عدم السماح بمواصلة المساس بكرامتنا، لافتا الانتباه الى أنه إذا تأخر تعيين مدير عام ينتمي الى طائفة أخرى تقوم الدنيا ولا تقعد ويصبح كيان هذه الطائفة مهددا، ولكن عندما يصل الامر الى المسيحيين يصير الشباب علمانيين فجأة.. كفى عبثا بالتوازنات التي يستند اليها الوطن اللبناني.
وتساءل: إذا انسحب “تيار المستقبل” أو “حركة أمل” و “حزب الله” أو “الحزب التقدمي الاشتراكي” من الحكومة.. فهل تجرؤ على الاستمرار في علمها الطبيعي كما تحاول أن تفعل بعد مقاطعة وزيري “التيار” ووزير “الطاشناق” لها؟ لماذا يستخفون بدورنا ووجودنا على هذا النحو الذي يتنافى مع شروط المساواة والشراكة؟
وأشار الى ان أي استطلاع رأي يتم في الشارع المسيحي سيعكس هذه الهواجس التي يُشكل الاعتراف بها أول الطريق نحو معالجتها.
لكن مصادر قيادية في “المردة” أكدت لـ “السفير” أن الخطاب الذي استخدمه باسيل على طاولة الحوار هو في غاية الخطورة، مشيرة الى أنه ينطوي على نَفَس طائفي متعصب.
واعتبرت المصادر المقربة من النائب فرنجية أن خطاب باسيل يعود بالمسيحيين عشرات السنين الى الوراء ويدفع نحو اتجاه إحياء حالة متطرفة في بيئتهم، كان يُعتقد أنه تم تجاوزها، منبّهة الى محاذير اختزاله للأزمة على أساس انقسام طائفي، وصولا الى سؤاله المسلمين عموما عما إذا كانوا يريدون مواصلة العيش مع المسيحيين ام لا، علما ان جزءا من هؤلاء المسلمين، أي “حزب الله”، هو حليف لـ “التيار الحر”، فكيف يجوز التعميم في الاتهام، معربة عن خشيتها من أن يكون هذا الطرح توطئة للفدرالية أو التقسيم.
ولفتت المصادر الانتباه الى أن خطاب سمير جعجع الاخير لم يتماش مع طرح “التيار الحر” حول مفهوم الميثاقية، كما ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل التزم الصمت حين كان الوزير باسيل يتكلم في هيئة الحوار عن هذه النقطة تحديدا، متسائلة عما إذا كان يكفي موقف الرابية وحده، حتى تُعتبر الميثاقية منتهكة.
وأشارت المصادر الى أن غياب التيار عن الحكومة يعكس أزمة سياسية حقيقية، كما أن العديد من المطالب التي يرفعها هي من حيث المبدأ محقة، ولكن هذا شيء ومحاولة اختصار الميثاقية بمكوّن سياسي واحد شيء آخر لا يمكن القبول به، لأن القوى والشخصيات الاخرى في الساحة المسيحية تختزن بدورها حيثية تمثيلية لا يصح تجاهلها.
وتساءلت المصادر المقربة من فرنجية: كيف ارتضى “التيار الحر” انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ولم تكن لديه مشكلة ميثاقية آنذاك، ثم افتعلها الآن برغم أن هناك تسعة وزراء مسيحيين في الحكومة؟
ورأت المصادر أن ميثاقية الرابية باتت استنسابية، ولا تخضع الى معايير واحدة، بل تُفصل على قياس المصالح المتحركة
الديار : الدولة معلقة والنظام في خطر ما يقوله الديبلوماسيون الروس في لقاء بوتين ومحمد بن سلمان
كتبت “الديار “: في أسوأ الاوقات، وفي أسوأ العلاقات، وفي اسوأ الاحتمالات، انعقدت جلسة الحوار أمس، النتيجة: الدولة معلقة ولبنان دخل في أزمة نظام “النظام الذي في خطر”.
قنبلة الوزير جبران باسيل التي وضعها على الطاولة والتي حملت عنوان “الميثاقية” انفجرت وفجّرت معها الجلسة التي رفعت دون تحديد الجلسة المقبلة، بعدما كان واضحاً ان كل الطرق مقفلة حتى أمام انصاف الحلول…
لا توافق على رئاسة الجمهورية، ولا توافق على قانون الانتخاب، من يضع الخط الأحمر امام ميشال عون لمنعه من الوصول الى القصر الجمهوري ومن يضع الخط الأحمر امام سعد الحريري لمنعه من الوصول الى السرايا الحكومية؟
“الديار” سألت أمس كيف يتعامل الرئيس بري مع الالغام التي على الطاولة؟ لا شيء افضل من ان ينفجر اللغم الاول لكي يتناثر المشاركون لعلهم يشعرون بمدى الأزمة التي وضعوا أنفسهم في داخلها.
بري بعث برسالة الى الجنرال “لا تنتحر”، لعل انفجار الأمس قد يحدث الصدمة، ماذا يستطيع رئيس التيار الوطني الحر سوى ان يقاطع الحكومة؟ الرئيس تمام سلام جاهز للاستقالة، اذ أن ترؤس حكومة تصريف اعمال أفضل بكثير من ترؤس حكومة مشلولة او من ترؤس جلسة للمصارعة.
ولكن هل ان باستطاعة وزير الدفاع سمير مقبل اذا ما استقالت الحكومة ان يوقع قراراً بالتمديد لقائد الجيش جان قهوجي، وماذا اذا استمر الفراغ في السلطة التنفيذية لحين انتهاء الولاية الممددة للمجلس في حزيران المقبل؟ هذه مسألة ممكنة جداً اذا ما اخذ بالاعتبار تأكيد أكثر من جهة دولية بأنه اذا ما انطلقت العملية الديبلوماسية في هذه اللحظة فلن تنجز قبل عامين أو ثلاثة…
الأخطر من ذلك، السؤال الذي بدأ يتردد في المحافل الديبلوماسية: أزمة دولة أم أزمة نظام؟ كل شيء يوحي بأن الوضع في لبنان ذاهب باتجاه اعادة النظر في اتفاق الطائف، وفي دستور الجمهورية الثانية، وبالطبع اعادة النظر في بنية النظام نفسه.
ما يحدث الآن مجرد كرنفال سياسي، بري يعلم ذلك، وسلام يعلم ذلك، وسعد الحريري، المجهول الاقامة وربما المجهول المصير في هذه الساعة يعلم ذلك، ويعلم ان عودته الى السرايا الحكومية مستحيلة كما عودة عون الى القصر بلقب صاحب الفخامة، لا باللقب القديم صاحب الدولة، مستحيلة.
لا رئيس للجمهورية ولا رئيس حكومة، ما على سلام سوى ان يحمل لقب “صاحب الفخامة”. توماس شانون ابلغه بضرورة البقاء ما دام يسند ذراعه الأيمن الى جان قهوجي وما دام يسند ذراعه الايسر الى رياض سلامة، حاكم المصرف المركزي.
قنبلة باسيل بدأت بمرافعة مطولة حول الميثاقية والتمثيل المسيحي الذي “لحق به الغبن منذ التسعينات من القرن الفائت”، ليكرر القول ان التمثيل المسيحي في الحكومة اليوم هو 6 في المئة ما استدعى رداً صاعقاً من النائب سليمان فرنجية الذي سأله “من تكون انت حتى تحدد نسبة التمثيل المسيحي، وكيف يحق لك ان تتحدث عن التمثيل المسيحي وأنت راسب في الانتخابات النيابية؟”.
واذ تردد ان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة اثنى على موقف فرنجية، تصاعد الوضع بسجال بين هذا الأخير وكل من باسيل والنائب حكمت ديب، وتدخل عدد من السياسيين لفض الاشتباك الذي تخلله تبادل التشاؤم، حتى ان مشاركاً في الحوار قال لـ”الديار” لقد فكرت للحظة بأن ادعو الى الاستعانة بالقوى الامنية في رئاسة المجلس خشية الاشتباك بالايدي وربما ما هو اخطر من ذلك”.
واذ عادت الاجواء الى بعض الهدوء طلب رئيس التيار الوطني الحر أجوبة حول الميثاقية، قائلا انه اذا لم يتلق أجوبة فسيعلق مشاركة التيار في الحوار وانسحب، وهنا رد بري بالقول “اذا علقت المشاركة فسنعلق جلسات الحوار”، وعند ذاك رفعت الجلسة دون تحديد موعد الجلسة المقبلة.
النهار: تعليق الحوار ينذر بتمدد شامل للتعطيل… الحكومة “الهدف” التالي للتصعيد العوني؟
كتبت “النهار”: لم تكن الخطوة التصعيدية الجديدة لـ”التيار الوطني الحر” أمس بعيدة من حسابات افرقاء كثر قبل انعقاد الجولة الحوارية، ومع ذلك جاء وقعها شديد الوطأة وخصوصاً لجهة التحسب أيضاً لتمدد “التعليق” والتعطيل الى المؤسسة الدستورية الأخيرة “العاملة ” بشق النفس اي الحكومة. بدا “التيار” فعلاً كأنه اتخذ قرار قلب الطاولة تحت شعار تفسيره الخاص لـ”الميثاقية ” واعتراضه على الحلفاء والخصوم سواء بسواء في سياسات الحفاظ على “الستاتيكو” السياسي والحكومي والنيابي القائم الذي يمليه الانسداد التصاعدي في أزمة الفراغ الرئاسي. لكن ما اقدم عليه امس من التسبب بتعليق الحوار شكل المغامرة الاكثر اثارة للشكوك في حساباته المتصلة بمعركة ترشيح العماد ميشال عون والجدوى الحقيقية التي يمكن ان يوظفها من خلال تمديد التعطيل في كل الاتجاهات . واذا صحت التوقعات المتصلة بشل الحكومة في شكل أو في آخر ، وهو الامر الذي يشكل الخميس المقبل اختباره الحاسم في جلسة مجلس الوزراء ، فان ذلك سيعني خلاصة كبيرة أساسية هي ان البلاد توغلت نحو أزمة اضافية مجهولة المدى والنتائج سياسياً لكن تداعياتها السلبية المتزايدة على المستويات الاخرى لا تحتاج الى تبصير وتنجيم .
في أي حال، لم يكن السجال اللاهب الذي حصل في جلسة الحوار بين رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل والذي شكل شرارة كهربة الجلسة الا العينة المعبرة لتداعيات ضرب “التيار” على وتر الطعن في تمثيل الافرقاء المسيحيين الذين لا يماشونه في مقاطعة جلسات مجلس الوزراء امتدادا الى جوهر الصراع على رئاسة الجمهورية. واعتمل الاحتقان في الجلسة حين بدا للجميع ان الوزير باسيل جاء بقرار متخذ بمقاطعة الحوار وابلاغه الى المتحاورين . واشعلت مداخلة مكتوبة لباسيل الاجواء اذ بدأ بمطالعة عن الميثاقية من باب الطعن في ميثاقية الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء رافضاً ان تعقد في حضور ستة في المئة ممن يمثلون المسيحيين، ومعتبراً ان “الميثاقية باتت تشكل اليوم المشكلة الرئيسية التي تتسبب بأزمات في جوهرها وجودية”. وردّ فرنجية لم يسقط الاعتراض العوني في المبدأ اذ اكد ان “حقوق المسيحيين غير مؤمنة في بعض الاحيان”، لكنه انبرى لانتقاد الاساليب التي يتبعها “التيار” قائلاً: “نحن نعمل على تحصيل ما افسدتموه. هذا الكلام يدمر مكتسبات المسيحيين” ثم وجه كلامه الى باسيل : “من انت ومن تمثل وانت راسب في كل الانتخابات… كفى تخبرنا عن عنترياتك فاي انتخابات ربحت؟ انت مدير عينك عمك لتدير التيار ولا تمثل اي حيثية”.
ولم يطل الامر وسط تصاعد الاجواء الصاخبة حتى تحول مسار السجالات ناحية رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان تدخل آخرون كالوزير بطرس حرب ثم الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة بمداخلات اجمعت على رفض “المزايدات” والخلط بين الميثاقية والتزام الاصول الدستورية . كما ان ممثل “حزب الله” النائب محمد رعد طلب من باسيل التريث . لكن باسيل بادر الى القول انه “يعتكف ويعلق الحوار” وما كان من الرئيس بري الا ان رد “ما حدا بيمرك علي بتعليق الحوار انا بعلقو”.
وليلاً قالت مصادر وزارية شاركت في إجتماع الحوار النيابي امس لـ”النهار”إن الامور” ذاهبة الى التصعيد” وهو ما عكسه الرئيس نبيه بري بقوله: “ما سمعته هو الاخطر منذ الحرب الاهلية وهو ينذر بحرب أهلية جديدة”.ولفتت الى السجال الحاد بين النائب فرنجية والوزير باسيل فقالت إن الحكومة باتت” متصدّعة ومثلها الوضع السياسي”.ووصفت صمت “حزب الله” في الحوار بإنه” أقرب الى الاعتراض على موقف باسيل من التأييد له بدليل ان النائب رعد قال بعد إنفراط الاجتماع إن الحوار يجب أن يستمر”.
المستقبل : بري يعتبر كلام باسيل “الأخطر منذ الحرب الأهلية”.. وفرنجية يسأل “مدير التيار” ماذا يمثل مسيحياً عون يقطع شعرة الحوار.. ويهدد بفضّ “الشراكة”
كتبت “المستقبل “: مسمار آخر دُقّ بالأمس في نعش الجمهورية.. طار الحوار ولم يبقَ في ميدان المواجهة المستميتة بين الدولة والفراغ سوى ذراع تنفيذية تصارع وحيدة شبح الموت السريري بعدما بُتر الرأس وشُلّت الذراع التشريعية. وفي الجلسة الحوارية الـ23 والأخيرة، قطع التيار العوني شعرة الحوار ورفع الصوت طائفياً مهدّداً بهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع وبفضّ الشراكة الوطنية بذريعة الدفاع عن “الميثاقية” ورفع “المظلومية” عن المسيحيين الذين اختزل الوزير جبران باسيل تمثيلهم والتحدث باسمهم على طاولة الحوار، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ودفعه إلى الرد على اعتباره وعموم المسيحيين الذين لا يؤيديون “التيار الوطني” يمثلون فقط 6% فقال لباسيل: “أنا أمثل أباً عن جد أما أنت فمن تمثل؟ سقطت 6 مرات في الانتخابات (البلدية والنيابية) وعمّك عينك مديراً عاماً لتياره لأنك “ما استرجيت” تخوض الانتخابات في التيار”.
اللواء : التيار العوني يركب رأسه ويكرِّر حماقة التسعينات! برّي يُعاجل باسيل بتعليق الحوار.. وفرنجية يسأله عن “الميثاقية” في هزائمه الإنتخابية
كتبت “اللواء “: هل قلب التيار الوطني الحر الطاولة؟ وعلى مَنْ قلبها؟ وماذا عن مسار العلاقات بين الأطراف اللبنانية؟ سواء بين المتحالفين، أو المتخاصمين، أو خلاف ذلك؟
قبل الأجوبة، على هذه الأسئلة المهلكة، انقسمت انطباعات اللبنانين، بين موغل في التشاؤم، لا يرى امامه سوى التصعيد في ضوء خارطة الطريق العونية المعدّة باتقان، ضمن تصعيد تدريجي، خطوة خطوة، تمهيداً للوصول إلى الشارع. فأحد الوزراء المقربين قال لـ”اللواء” ليلاً: “الاوضاع فارطة”، متسائلاً إلى أين نحن سائرون..؟ أو بين متفائل حذر، يراهن على دور لحزب الله، في عدم ذهاب الوضع إلى ما هو أبعد من أزمة مشاركة في الحوار أو مجلس الوزراء، فالموقف الآن، وفقاً لأوساط الحزب، تخفيف التأزم، وتبريد الأجواء، ومن ثم العودة إلى المقاربة الممكنة للملفات الخلافية..
الجمهورية : “الجمهورية” تنشر محضر الحوار: “القلوب المليانة” فجّرت الجلسة
كتبت “الجمهورية “: عُلِّق الحوار الوطني إلى أجلٍ غير مسمّى… ولعلّها انتكاسة كبرى تصيب الطاولة الحوارية التي كانت تشكّل منذ تأسيسها في حوار آذار 2006 وحتى يوم أمس حلقةَ الوصلِ والجمع في زمن الانقسام السياسي الحاد. والسؤال الذي يفرض نفسَه أمام هذه الانتكاسة: هل إنّ هذا التعليق نهائي، وإنْ كانَ كذلك، فماذا عن الغد، وإلى أين يتّجه البلد؟
شرارة التعليق، أطلقتها “القلوب المليانة” ما بين الرابية وبنشعي، ولغة التخاطب الاشتباكي بينهما عبرت من السياسي الى الشخصي، الى حلبة “الميثاقية” التي يراها كلّ مِن منظاره، وبالتالي اخذت الحوارَ الوطني الى مكان آخر ووضَعته على طريق الفشل والقطعِ النهائي، مع انّه كان حتى ما قبل تعليقه، مطلباً وضرورة وحاجة ملحّة باعتراف اطراف الطاولة الحوارية جميعهم، الذين سبق وأجمعوا على انّ اهمّية هذا الحوار تكمن اوّلاً في انعقاده واستمراره، وفي التقاءِ القوى السياسية المتخاصمة وجهاً لوجه، وفي القضايا والملفات الشائكة التي تطرح فيه، وفي النتائج التي يمكن ان ينتهي اليها.
وبديهيّ القول هنا إنّ هذا التصدّع يَرسم مشهداً جديداً في البلد، ويفتح على صفحة جديدة من الإرباك السياسي، تضع الآتي من الايام أمام احتمالات شتّى على كلّ المستويات، يُخشى ان تضع البلد بكلّ مؤسساته على عتبةِ التعطيل الشامل رئاسياً ومجلسياً وحكومياً وحوارياً، خاصة وأنّ هذه الانتكاسة تأتي في مرحلة السباق مع الوقت ومع الاستحقاقات الداهمة.