التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 2/9/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن وحدة
“رصد النخب الفكرية” فيمركز الدراسات الأميركية والعربية
2/ ايلول – سبتمبر/ 2016
المقدمة
تتأهب الولايات المتحدة، رسميا وشعبيا، لقضاء عطلة مطولة لنهاية الاسبوع، احتفالا بالعيد السنوي ليوم العمال (تصر على تسميته يوم العمل)، تخللها التجاذبات السياسية المعتادة بين مرشحي الرئاسة ابرزها “خطوة تراجعية” اقدم عليها المرشح الجمهوري دونالد ترامب وقيامه بتلبية دعوة رسمية للقاء رئيس المكسيك، انريكيه بينيا نياتو، التي استمرت ساعات معدودة. وما لبث ترامب ان مضى في حملته المعتادة بتصريحات تنضح بالعنصرية ضد اهالي المكسيك المتواجدين داخل اراضي الولايات المتحدة، جاءت بردود عكسية واصطفافات اشد وضوحا داخل صفوف “المهاجرين” بشكل خاص.
ايضا، تستمر واشنطن الرسمية تبادل الاتهامات حول مسألة محاولات قرصنة مستمرة، آخرها استهدف مواقع الكترونية وبيانات انتخابية تخص سجلات محلية في عدد من الولايات، عرف منها اثنتين، وتداعياتها المباشرة على حسم النتائج الانتخابية. بالطبع، وجهت الاتهامات سريعا لروسيا كدولة ومؤسسات بأنها تقف وراء القرصنة، في سياق استمرار احياء اجواء الحرب الباردة. سيعيد قسم التحليل تركيز الانظار على التقنيات المتجددة في عمل القرصنة والجهود الرسمية، الاميركية بشكل خاص، لتسخير تقنية الهواتف المحمولة في تعقب مناوئيها، وسبل التغلب عليها والوقاية من شرورها.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
ثغرات الاجهزة الاستخبارية
خضعت هيكلية واداء الاجهزة الاستخباراتية الاميركية الى اعادة ترتيب و”تقويم” عقب سلسلة ازمات، لا سيما بعد هجمات أيلول 2001. واعربت مؤسسة هاريتاج ان البنية الاستخباراتية، بشكل عام، لا زالت بحاجة الى تعديلات بنيوية “على الرغم من انشاء منصب مدير الاجهزة الاستخباراتية الوطنية وايضا المركز الوطني لمكافحة الارهاب.” واستدركت بالقول ان ما تنوي طرحه من توصيات “لا ينبغي ان يصنف ضمن طروحات جديدة .. بيد ان سيل التحذيرات من داخل الاجهزة الأمنية وخبراء من خارجها استمر بالتدفق للدلالة على قصور القوانين السارية للتجاوب مع التهديدات التي تواجه الاجهزة الأمنية بأكملها.” واوضحت المؤسسة ان محطات النقص في الاداء تشير الى “الوضع الشاذ لمنصب مدير الأمن الوطني، اهمال مضمون التحليلات الاستراتيجية، الاتهامات الموجهة بتسييس الاجهزة الاستخباراتية، فضلا عن العقبات الماثلة امام المدير العام الناجمة عن سلسلة من الفشل واستيعاب الدروس، والتأقلم مع المتغيرات ..”
http://www.heritage.org/research/reports/2016/08/reforming-intelligence-a-proposal-for-reorganizing-the-intelligence-community-and-improving-analysis
“التطبيع مع اسرائيل“
اعرب معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى عن فائق غبطته لتحول الدول العربية “تطبيع علاقاتها مع اسرائيل،” معتبرا ان الأمر اضحى “وضعا طبيعيا جديدا؛ ولم يعد من المحرمات .. بعد الزيارات السعودية والمصرية لاسرائيل؛ ومناقشة هذه القضية بنشاط وصراحة في وسائل الاعلام العربية الكبرى، بما فيها المملكة العربية السعودية.” في هذا الجانب بالتحديد، اشار واشاد المعهد بمطبوعة “المجلة” السعودية الاسبوعية الصادرة في لندن التي “.. استشهدت ببيانات مطولة ادلى بها السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر.” وشدد المعهد على ان العلاقات عينها “لها تاريخ طويل جدا في الواقع .. وتعود تقريبا الى فترة قيام دولة اسرائيل؛ توالت بعدها اجتماعات رسمية اخرى ذات طابع سري.” واستطرد المعهد باستعراض محطات التطبيع والاتفاقيات الثنائية والطويلة مع بعض الدول العربية، وأهمها “لحظة هي من اكثر اللحظات التاريخية، تمثلت في اتفاق اوسلو والاعتراف الرسمي المتبادل .. اعقبها بوقت قصير سلسلة اجتماعات بين العرب واسرائيل، من مؤتمرات اقتصادية اقليمية في الدار البيضاء وعمّان والدوحة، الى معاهدة (وادي عربة)، واجتماع وزراء الخارجية في شرم الشيخ، بحضور شمعون بيريز، عام 1996 .. وتعهدهم بمكافحة الارهاب والعمل معا من اجل السلام.” كما شدد المعهد على “عدم انقطاع مسلسل القمم الاسرائيلية – الفلسطينية والاسرائيلية – العربية .. واللقاءات المباشرة على الصعيدين الأمني والاستخباراتي بين الاسرائيليين والمسؤولين العرب.” وحث المعهد “الادارة الاميركية المقبلة .. تعديل سياساتها” في المنطقة وفق معادلة “عدو عدوي الاسرائيلي قد لا يكون صديقي، لكنه يمكن ان يصبح شريكي.” يشار في هذا الصدد الى “مناورة طيران اميركية باشتراك اسرائيل والامارات، يتدربون على هجوم ايران .. للمرة الاولى.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-new-normal-todays-arab-debate-over-ties-with-israel
سوريا
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، بالتزامن مع تناول هيئة الأمم المتحدة المسألة عينها وتوجيهها اتهامات مباشرة للحكومة السورية، واخرى خجولة لبعض المجموعات المسلحة. واوضح المعهد ان سلسلة تقارير صدرت مؤخرا عن “منظمة حظر الاسلحة الكيميائية،” التابعة للهيئة الدولية “تشير الى تنامي القلق لبعض نشاطات بالاسلحة الكيميائية في سوريا والتي لم يعلن عنها مسبقا .. مما قد يفسر على انتهاك سوريا لبنود انضمامها لمعاهدة الحد من الاسلحة الكيميائية.” وزعم المعهد ان تقرير الطاقم الدولي للتحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية “اشار الى 9 حالات استخدام مؤكدة لللاسلحة الكيميائية في سوريا خلال عامي 2014 و 2015.”
https://www.csis.org/analysis/unpacking-syrias-chemical-weapons-problem
فند معهد ابحاث السياسة الخارجية ادعاءات الرئيس اوباما العام الماضي بأن التدخل الروسي في سوريا سيؤدي “بها الى مستنقع” الانخراط المباشر، بل ادى تدخلها الى “تمدد وتعزيز مواقعها واهدافها في سوريا .. ويبدو حكم (الرئيس) بشار الاسد اكثر أمنا من اي وقت مضى.” واستطرد بالقول ان “مجلس الدوما (الروسا) ينظر بصدد المصادقة على اتفاقيات تتيح لروسيا انشاء قواعد جوية دائمة في حميميم وطرطوس .. وهي المرة الاولى منذ اربعين عاما ونيف تحظى بها روسيا قواعد ثابتة في الشرق الاوسط، في كل من سوريا وقبرص.” واضاف ان موسكو لا “تخفي رغبتها في الحصول على قاعدة بحرية في الاسكندرية شبيهة بالتي كانت لها في عقد السبعينيات.”
http://www.fpri.org/article/2016/08/putin-doubles-syria/
اعتبر معهد الدراسات الحربية تدخل تركيا عسكريا في سوريا بمثابة خطوة في سياق “اصطفافها ضمن الدول الرئيسة المنخرطة في العمليات العسكرية المرتقبة لاستعادة مدينة الرقة.” واوضح ان تنفيذ تركيا “لعملية درع الفرات تعد نقطة تحول في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة والحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتشكل انفاذا لمطلب اميركي طويل الأجل بانخراط مزيد من القوات العسكرية التركية في الحرب ضد داعش.” واستدرك بالقول ان انخراط تركيا عسكريا جاء على خلفية هواجسها “لوقف وتيرة تمدد سيطرة الاكراد على مناطق حدودية مشتركة .. بيد ان الولايات المتحدة اصدرت امرا لقوات الحماية الشعبية الكردية بالانسحاب للضفة الشرقية من نهر الفرات تجاوبا مع الشروط التركية قبل بدء العملية.” واوضح ان دخول تركيا على الخط في مدينة جرابلس “.. اسهم في تأجيج الصراع المباشر بين مجموعات المعارضة المختلفة المؤيدة للولايات المتحدة واخرى مؤيدة لتركيا، من جانب، مع فصيل قوات سوريا الديموقراطية.”
http://www.understandingwar.org/backgrounder/turkish-incursion-northern-syria-signals-turning-point-anti-isis-fight
تركيا
اوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دوافع الرئيس اوباما ارسال نائبه جو بايدن لزيارة انقرة بدلا من وزير خارجيته جون كيري، الذي كانت زيارته مقررة مسبقا، بأن ذلك يعود “لادراكه خطورة تداعيات العلاقة الثنائية .. ولقناعة (الثنائي اوباما وبايدن) بأن تصدر بايدن اللقاءات الرسمية مع نظرائه الاتراك ومهارته الديبلوماسية من شأنها اعادة التوازن للعلاقات الاميركية التركية.” واستدرك بالقول ان بايدن “من المرجح الا يفلح في حل المسائل المدرجة على جدول اعماله .. بيد ان اعادة الاتصال الديبلوماسي على اعلى مستوى ممكن، من شأنه تخفيف حدة التوترات بعض الشيء.”
https://www.csis.org/analysis/biden-back-turkey-personal-diplomacy-after-coup-attempt
صعود داعش اوروبيا
نظم معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى سلسلة ندوات تناول فيها جهود مكافحة الارهاب على المستوى العالمي، ودق ناقوس الخطر امام الاوروبيين بعد سلسلة “هجمات مدهشة” شنها تنظيم داعش التي جددت “الشعور بحجم التهديدات الماثلة امام الغرب وهي اكبر كثيرا مما كان يعتقد في السابق؛ ولا تقتصر على تطرف ما ينوف عن 5،000 مواطن اوروبي ممن غادروا للقتال في صفوف الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، ومؤخرا في ليبيا.” واضاف ان جملة الهجمات الاخيرة ان دلت على شيء فهي “تدل على عزم وتصميم التنظيم للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد اهداف غربية اشد تعقيدا ودموية من فوضى العمليات الصغيرة.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-rise-of-isil-counterterrorism-lectures-2015