من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الجيش السوري يفاجئ بهجوم واسع جنوب حلب… ويستعيد السيطرة بري لتثبيت التوازن منعاً للانهيار… وسلام يلمّح بتعليق الجلسات بغياب “الحر” العونيون يقرّرون مقاطعة جلسات الحكومة والحوار… حتى يُعترف بهم شريكاً
كتبت “البناء”: بينما ينشغل الأميركيون بإطفاء النيران بين حليفيهم التركي والكردي، ويسعون لتعويم هدنة قبلها الجانب الكردي وأعلنت أنقرة رفضها مع إضافة انتقاد شديد للتوصيف الأميركي للدور التركي في سورية، وبينما تسعى جبهة النصرة والجماعات المسلحة لنقل المعارك نحو ريف حماة لتخفيف الضغط عن جبهات حلب، التي لم تُسعفها سرعة دي ميستورا بدخول المعونات قبل أن يبدأ الهجوم الأوسع للجيش السوري، كما وصفته المصادر المتابعة لميدان جنوب حلب، حيث نجحت وحدات الجيش السوري ومعها الحلفاء، بالسيطرة على تلة المحروقات الحساسة، وتلة القراصي والقراصي والعمارة والبرندة بريف حلب الجنوبي، وتتقدّم الوحدات في محاور الكليات والراموسة والراشدين والمشرفة، تحت غطاء غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي مركز. وتوقعت مصادر متابعة أن يكون هذا الهجوم الواسع هو التتويج لسلسلة الهجمات التكتيكية التي استنزفت الجماعات المسلحة خلال الأسابيع الماضية ومنعتها من تثبيت تموضعها، ليهدف هذا الهجوم وفقاً لما نقلته تنسيقيات الجماعات المسلحة إلى تنظيف جنوب حلب والسيطرة على الراموسة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الهجوم الذي شنّته جبهة النصرة رداً على سيطرة الجيش وحلفائه على معبر الكاستيلو، ومتحدثة عن إحكام الطوق على المسلحين في مناطق انتشارهم كلّها جنوب حلب، وانقطاع تواصلهم مع الأحياء الشرقية من جهة، وريف حلب الجنوبي باتجاه خلصة وخان طومان فإدلب من جهة مقابلة.
لبنانياً، يبدو التأزّم الحكومي في ذروته مع تداعيات الجلسة الأخيرة للحكومة، وما
قالته مصادر قيادية في التيار الوطني الحر عن لا جدوى مواصلة حضور جلسات الحوار وجلسات الحكومة، كاشفة عن قرار بمقاطعة جلسات الحكومة وجلسة الحوار المقبلة، بعد خلوة عقدتها قيادة التيار وتكتل التغيير والإصلاح.
في مواجهة هذا التأزم يقود رئيس مجلس النواب نبيه بري مساعي التهدئة، ساعياً لإنقاذ الحكومة من الانهيار، ليؤكد في كلمته اليوم في ذكرى إخفاء الإمام السيد موسى الصدر على دعوته للحفاظ على ما تبقى من هياكل الدولة ومؤسساتها وأطر التواصل بين اللبنانيين، وفي طليعتها مجلس النواب والحكومة وهيئة الحوار، على قاعدة التمسك بميثاقية الشراكة، التي يتخطى فيها مفهوم النصاب الأرقام، وتقف فيها المسؤولية عند حدود عدم المساس بالمؤسسات وانتظامها.
مصادر حكومية تحدّثت عن مبادرة سيقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام بحصيلة التشاور الذي أجراه مع القيادات المعنية، وفي طليعتها رئيس مجلس النواب، تتضمّن تعليق جلسات الحكومة إلى حين عودة وزراء التيار الوطني الحر، كرسالة طمأنة للتيار بالتمسك باعتباره مكوّناً ميثاقياً في تركيبة الحكومة لا يمكن تجاهل وجوده.
التأزّم الحكومي طرح في المقابل إشكالية الميثاقية، كضرورة لخصوصية النظام السياسي اللبناني، المرتكز إلى التكوين الطائفي، مقابل كلّ مسعى لإدخال تعديلات على قانون الانتخاب وآليات العمل الحكومي، والصلاحيات الدستورية للرئاسات، تتيح فتح الأبواب لإصلاح سياسي يقوم أساساً على تسهيل الطريق لاعتماد الديمقراطية البسيطة التي بدونها لا مكان لعمل مؤسسي سلس، وما تفرضه هذه الإشكالية من تعقيدات في طريق السعي لقوانين انتخابية لا تتضمّن ما يمنع وجود أغلبيات سياسية حاكمة، تفترض قبول وجود أقليات سياسية معارضة، طالما يتداخل التكوين السياسي بالتركيبة الطائفية للقوى السياسية الكبرى.
يُطلّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، من مدينة صور في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. وستشكل قضية الإمام الصدر العنوان الأبرز في كلمته في ظل المستجدات الأخيرة التي طرأت على هذه القضية، وسيُجري بري بعدها جولة أفق على التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية فضلاً عن قراءة مختصرة في الوضع الدولي. وقالت مصادر عين التينة لـ “البناء” أن الرئيس بري “لن يقدم مبادرة جديدة في كلمته اليوم، بل سيجدّد تمسكه بالمبادرة التي طرحها في أول جلسة للحوار الوطني والتي تتألف من 7 نقاط: انتخاب رئيس للجمهورية والتوافق على قانون انتخاب وتفعيل عمل الحكومة وإقرار اللامركزية الإدارية وغيرها. وهناك أمور تحققت كإقرار قانون الجنسية ودعم الجيش وتبقى السلة التي طرحها بري في الجلسات الأخيرة التي تتضمّن انتخاب رئيس وقانون الانتخاب والحكومة. وبالتالي سيؤكد رئيس المجلس على أن طاولة الحوار تشكل فرصة ذهبية للتوافق على حل للازمة لا سيما أن الوقت بدأ يضيق وبالتالي سيدعو بري القوى السياسية أن تكون على قدر المسؤولية، كما ويتطرق بري الى الأزمة الحكومية المستجدّة وسيحذّر جميع القوى من خطورة المسّ باستقرار الحكومة وباستمرار عملها وسيدعو إلى الحفاظ على عملها التي يرى بري أن لا مصلحة لأحد اللعب بمصيرها حتى التيار الوطني الحر لا مصلحة له بتعطيل عملها في ظل غياب رئيس الجمهورية وتعطيل عمل المجلس النيابي، وانسحاب الشلل الى الحكومة يضرب المؤسسة الرئيسية الأخيرة التي تعمل في البلد. وتحدثت المصادر عن اتصالات دائمة ومستمرة بين بري وجميع الأطراف لإعادة تفعيل عمل الحكومة رغم أنها عرجاء، لكن يجب أن تستمر في عملها، واستبعدت المصادر أن يلجأ بري الى التصعيد في وجه أي مكون آخر، لكنها أكدت أنه سيوجه رسائل تحذيرية الى الجميع لخطورة الوضع الذي وصلنا له وعدم ذهاب أي مكون بعيداً في خياراته، لأن البلد لم يعد يحتمل”.
ولوّح تكتل التغيير والإصلاح إثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في الرابية، بـ “أننا سنكون أمام خطر فقدان الحوار بقيمته وفائدته وعدم الحاجة له، وعدم لزوم حضور جلساته”. وشدد على ضرورة توحيد المفاهيم الميثاقية من اجل الحفاظ على شراكة حقيقية. ولفت الى أن “رئاسة الجمهورية عالقة بين مفهومين متناقضين للميثاقية ويجب احترام قرار المسيحيين في المركز الأول”، مشيراً الى أن “عمل الحكومة والبرلمان واجتماعهما، في ظل غياب فريق اساسي يتطلّب تفسيراً موحداً للميثاقية ولشرعية العمل في حال تغيب المكون الأساسي”. وقرّر التكتل الطعن لدى مجلس الشورى بكل المراسيم الصادرة في جلسة الخميس الفائت والتي تحتاج توقيع كل الوزراء.
الاخبار: الانفتاح على عون أطاح بالعسيري
كتبت “الاخبار”: عادت النفايات إلى التكدس في شوارع جبل لبنان، في انتظار اجتراح حل للأزمة في لجنة المال والموازنة اليوم. في المقابل، هدأت حدة الاشتباكات السياسية، بعد مقاطعة وزراء تكتل التغيير والإصلاح لجلسة مجلس الوزراء، بعدما بذل حزب الله جهوداً للتهدئة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون
تصادف اليوم ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. في المناسبة التي يستعدّ الجنوبيون للاحتفال بها في مهرجان تقيمه حركة أمل في صور، تتوجه الأنظار صوب خطاب الرئيس نبيه بري الذي تكشف المصادر أنّه سيكون هادئاً بعيداً عن أي تشنّج.
وتؤكد المصادر أنّ بري لن يُصعّد في وجه النائب ميشال عون، على عكس ما كان يُشاع سابقاً. وعلى الرغم من تهديد تكتل التغيير والاصلاح بعدم حضور جلسة الحوار التي ستنعقد في الخامس من أيلول المقبل، إذا لم يتم “توحيد المفاهيم الميثاقية وقواعد تطبيقها بين كل المكوّنات اللبنانية، وإعلانه أن وزراءه قرروا الطعن في كل المراسيم الصادرة عن الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء”، إلا أن بري أبلغ الوزير الياس بو صعب أنه لن يُعلِن مواقف تصعيدية في وجه العماد ميشال عون في مهرجان ذكرى تغييب الإمام الصدر اليوم.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ حزب الله بذل جهوداً للتهدئة بين حليفيه. وفيما تحدّثت مصادر في فريق 8 آذار عن أن بري التقى قبل يومين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، رفضت مصادر الحزب، على جري عادتها، التعليق على هذه المعلومات. أما مصادر بري، فقد نفتها قطعاً. كذلك نفت أن يكون حزب الله قد سعى إلى ترطيب العلاقة بين بري وعون، قائلة: “ثمة خلاف وحيد بيننا، والأمر ليس بحاجة إلى تدخّل أحد. خلافنا بسيط، وهو على قضية التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. ونحن استغربنا ما جرى تداوله عن نية الرئيس بري التصعيد في وجه عون. الرئيس (بري) كتب خطابه يوم الجمعة الماضي، ولم يأتِ فيه على ذكر عون”. من جهة أخرى، أكدت مصادر في التيار الوطني الحر أن التيار أبلغ حزب الله استياءه مما وصلت إليه الأمور في الملف الحكومي. فخلافاً لما هو متداول، لا يزال التيار يصرّ على معالجة ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وهو ما عبّر عنه بيان تكتل التغيير والإصلاح أمس. كذلك فإنه مصرّ على أنه لن يتراجع عن تعيين خلف لقائد الجيش، ولن يترك ملف التعيين معلقاً الى تاريخ انتهاء ولاية قهوجي الممددة، حتى يتولى وزير الدفاع سمير مقبل اتخاذ قرار التمديد منفرداً. وتشير المعلومات الى أن التيار يريد بتّ هذا الملف باكراً، وتزامناً مع طاولة الحوار، خصوصاً أن المواعيد ضاغطة في ضوء سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى نيويورك.
وفي إطار الأزمة عينها، أكدت مصادر في 8 آذار أن التيار الوطني الحر أبلغ حزب الله أن القوات اللبنانية مستعدة لمساندة التيار في حال قرر التحرك في الشارع.
لكن المطلعين على موقف القوات اللبنانية يؤكدون “أن القوات لم تتعهد بالنزول الى الشارع، ولا سيما في ما يخص المطالبة بتعيين قائد جديد للجيش، علماً بأن جعجع سبق أن أبلغ عون وأدلى بموقف علني مؤيّد للتمديد لقهوجي، منعاً للفراغ إذا لم يتم الاتفاق في مجلس الوزراء على تعيين قائد جديد للجيش. أما بالنسبة الى المطالب المتعلقة بالشراكة وحقوق المسيحيين، فحتى الآن لم يجر النقاش بشأن النزول الى الشارع من أجل هذا الموضوع، وحين يصل النقاش الى هذه النقطة تدرس قيادة القوات هذا الخيار في حينه”.
وعلى صعيد التطورات على الساحة اللبنانية، وبعد تعيين المملكة العربية السعودية وليد البخاري قائماً بأعمال سفارتها في بيروت، إثر إعلان إحالة السفير السعودي السابق علي عواض العسيري على التقاعد، ورغم ما تردد عن قرار سعودي بتخفيض التمثيل الديبلوماسي في لبنان، كشفت مصادر لـ”الأخبار” أنّ إحالة العسيري على التقاعد جاءت على خلفية إجراء تأديبي بحقّه على خلفية خطوات اتّخذها سابقاً على خط التقارب مع شخصيات سياسية لبنانية من دون تنسيق مُسبق مع قيادته في الرياض. ورجّحت المصادر أنّ يكون ذلك بسبب تقاربه مع النائب ميشال عون تحديداً، إضافة إلى مسائل أخرى تتعلق بعلاقته بأركان الحكم في السعودية. وأشارت المصادر إلى أنّ القرار التأديبي الصادر عن قيادة المملكة كان يقضي بمنح العسيري إجازة مفتوحة قبل اتّخاذ قرار فصله بـ”تخريجة” إحالته على التقاعد.
السفير: عراب الغزو والعلاقة مع الجميل من سيرة بن أليعازر و”شارلي” اللبناني
كتبت “السفير”: أحيت وفاة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، بنيامين بن أليعازر ذكريات كثيرة له مع لبنان والعرب. فقد نال شهرته الأولى عندما ترأس وحدة “شاكيد” الخاصة، والتي اتهمت بارتكاب عمليات واسعة لقتل الأسرى في سيناء أثناء حرب العام 1967، فضلاً عن الجرائم التي نفذتها في الأردن خلال محاربتها للفدائيين. وعلى الرغم من الصداقة التي جمعت لاحقاً بين الرئيس المصري المعزول، حسني مبارك وبن أليعازر، إلا أن أبرز علاقاته هي تلك التي أقامها مع قادة حزب الكتائب اللبناني.
ومعروف أن بن أليعازر توفي عن عمر 80 عاماً وهو يخضع لتحقيقات جنائية واسعة ضده إثر اتهامه بالفساد وتلقي ملايين الدولارات بشكل غير شرعي، هو من مواليد البصرة في العراق ولذلك كان يجيد اللغة العربية. وقد ساعدته هذه اللغة في تولي مناصب عديدة لها صلة بالعرب، غير القتال، بينها عمله كمنسق لشؤون الأراضي المحتلة في الجيش الإسرائيلي. ولكن منصبه الأكثر تأثيراً، كان تعيينه في العام 1974 قائداً للواء الحدود مع لبنان، فأنشأ علاقات مع الميليشات المسيحية في الجنوب قبل أن يتحول إلى ممثل الجيش الإسرائيلي في عملية خلق ما سمي “جيش لبنان الجنوبي”.
ويرى معلقون إسرائيليون أنه بتعيينه قائداً للواء لبنان في الجيش الإسرائيلي، بدأت تنشأ قصة “غرامه” بلبنان. ويوصف بن أليعازر بأنه بين واضعي أسس العلاقات بين إسرائيل والقوات اللبنانية. وإثر اجتياح الليطاني في العام 1978 واحتلال مناطق واسعة في الجنوب اللبناني، أقام الإسرائيليون ما عرف بالحزام الأمني. وتم تعيين بن أليعازر كأول حاكم لهذه المنطقة المحتلة وهو من شكّل لاحقاً ما عرف بوحدة الارتباط مع لبنان.
وكان بن أليعازر أول من فتح الحدود “لأغراض إنسانية” والتي سرعان ما أسميت “الجدار الطيب” والذي سهّل عليه الوصول إلى “أغراض سياسية”. وكان بن أليعازر أول عسكري إسرائيلي يرسل رسمياً لتمثيل إسرائيل لدى القوات اللبنانية ولينسق عمليات تدريب رجالها وإيصال الأسلحة لهم. وقد وصل إلى جونية في العام 1976 على متن سفينة صواريخ وكان مكلفاً أيضاً بترتيب زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى بيروت الشرقية، وزيارات مسؤولي القوات اللبنانية إلى إسرائيل.
أنشأ بن أليعازر علاقات شخصية مميزة مع قائد القوات اللبنانية، بشير الجميل، الذي انتخب تحت الحرب الإسرائيلية رئيساً للبنان قبل اغتياله. في العام 1983 روى بن أليعازر في مقابلة مع صحيفة “معاريف” عن كيفية نشوء العلاقة الخاصة بينه وبين بشير الجميل الذي كان معروفاً في الأوساط الإسرائيلية باسمه الحركي، “شارلي” الذي أطلقه الموساد عليه. وفي المقابلة قال بن أليعازر إن رئيس الأركان سأله إن كان يود السفر إلى الخارج. وبعد وقت قصير من ردّه الإيجابي صعد إلى سفينة حملته إلى قبالة الشاطئ اللبناني قرب جونية. ومن هناك انتقل إلى سفينة لبنانية حيث التقى ببشير الجميل وأبرم أول صلة رسمية بين إسرائيل والقوات اللبنانية.
وأثارت العلاقة الإسرائيلية مع الجميل خلافات داخل إسرائيل نفسها. وكان هناك من كتبوا ضد هذه العلاقة في مواجهة من آمنوا بها. وهكذا كتب المعلق الشهير ران أدليست في كتابه “قاموس فلسطين” أنه “ينبغي أن نعطي رأينا حول كيف أن رجالاً ناضجين، مسؤولين وجديين وفق كل المعايير المقبولة، ظنوا فعلاً أن بالوسع تتويج هذا الأزعر الصغير ضمن معطيات الأرض والسكان والجيران رئيساً”. وعلى عكسه كتب قائد وحدة الموساد في لبنان، أليعازر تسفرير مشيداً ببشير الجميل، معتبراً أنه “زعيم مجتهد، جريء، موثوق ويقف خلف كلامه… وأيضاً هو متوحش حسب الحاجة”.
عموماً بعد تسريح بن أليعازر من الخدمة في الجيش انضم إلى السياسة، وكان أحد أبرز أذرع رئيس الحكومة الأسبق اسحق رابين. وقبلها كان من المقربين جداً من وزير الدفاع عيزر وايزمان والذي استخدم معرفته باللغة العربية في إقامة اتصالات مع جهات عربية وخصوصاً في مصر. وتوطدت هذه العلاقات لتبلغ ذروتها مع الرئيس المصري المعزول حسني مبارك. ولم يمنع توطد هذه العلاقة كشف الصحف المصرية لدور بن أليعازر في قتل ما لا يقل عن 250 أسيراً مصرياً في حرب 67. وادعى بن أليعازر أن من قتلوا كانوا من الفدائيين وأنهم قتلوا أثناء المعارك على الرغم من وجود شهادات من جنود إسرائيليين تؤكد أن قتلهم كان جريمة حرب. وكان لبن أليعازر دور مهم في التوصل إلى اتفاقية الغاز التي أثارت جدلاً وخلافات شديدة في مصر.
الديار: خطوط ساخنة بين السعودية و شخصيات منافسة للحريري عون يهدد بمقاطعة الحوار ويتريث امام خطورة الشارع
كتبت “الديار”: ما دام مسار الازمة في لبنان على التوقيت السوري، اين هي سوريا الآن؟ يعترف ديبلوماسيون اوروبيون في بيروت ان بلادهم باتت جاهزة لاعادة ترتيب علاقاتها مع دمشق، وبعدما تأكد ان النظام الذي تعرّض لكل اشكال الضربات لم يسقط ولن يسقط…
واذا كانت الديبلوماسية الفرنسية قد فقدت صدقيتها، وديناميكيتها، منذ ان حلّ لوران فابيوسا “ملكاً” في الكي دورسيه، لتتحول الى “عصا بلهاء”، بحسب تعبير وزير الخارجية السابق ايرفيه دو شاريت، في يد اكثر من بلاط، فان هناك دولاً اوروبية تعتقد ان خروج سوريا من دوامة الدم لا يمكن ان يتحقق الا بالتفاهم مع النظام، وان كان لا مجال البتة ليعود كما كان…
هذا لا يعني انه لا توجد اصوات داخل الاستخبارات الفرنسية، كما داخل وزارة الدفاع، وتدعو الى اعادة النظر والى حد التنسيق مع السلطات السورية، لان المفهوم الكلاسيكي، كما المفهوم الثوري، للثورة قد سقطا معاً…
كل ما في الامر ان هناك صراعاً بين قوى اقليمية، وبعضها يفتقد الحد الادنى من الحد الادنى من الديموقراطية، وحرية الرأي، إن حول اقتسام سوريا جيوبولتيكياً او حول ابتلاعها جغرافياً ليغدو لبنان في مهب الريح..
ولم يعد سراً ما هو رأي جان – مارك ايرولت في السياسيين اللبنانيين الذين يعتقد ان آخر ما يعنيهم انقاذ بلادهم من براثن الاحتمالات التي ستندفع نحوهم، في لحظة ما، من الاراضي السورية، بل وايضاً من براثن الاحتمالات التي تتربص بهم في الداخل…
وتبعاً لما يتردد في باريس، فان الاستخبارات الفرنسية التي تقدم، دورياً، تقارير للخارجية الفرنسية، تعتبر ان لبنان لم يتحول الى مجرد لوبيات ترتبط بالخارج، بل تحول الى كانتونات، فهناك الكانتون السعودي، والكانتون الايراني، والكانتون التركي، وحتى الكانتون الاسرائيلي…
هذا الوضع يجعل لبنان على حافة الهاوية، بل وداخل الهاوية، اذا لم تكن هناك تسوية وشيكة للازمة السورية، ليشير احد التقارير، وبحسب ما تنقل شخصية لبنانية (افريقية) وعملت سنوات بصفة استشارية في قصر الاليزيه، الى ان المسيحيين في لبنان في اسوأ احوالهم منذ سنوات الحرب الاهلية.
المسألة لا تتعلق بتهديد وجودهم لان لعبة الخرائط لا تزال على تعثرها بسبب تضارب المصالح، وفي هذه الحال فان وجود لبنان نفسه قد يتحول الى مادة للبحث بسبب تشابك القوى الضاغطة والمسألة تتعلق بالانعدام الكامل للرؤية، الرؤية المتشركة بوجه خاص.
وفي ضوء ما ينقل فان المسيحيين الذين كرسوا الاطار العام للديموقراطية، ووفق النموذج الغربي، داخل بلد يقع في منطقة تعتبر معظم انظمتها ان الديموقراطية “خيار قاتل” باتوا ابعد الناس عن ممارسة الديموقراطية حتى في الصراع، او في المنافسة، في ما بينهم..
والاستخبارات الفرنسية لا تحمّل المسيحيين وزر الشغور الرئاسي ما دام السنّة والشيعة قد ربطوا النظام السياسي، كما صيغة الحكم، وحتى شكل الدولة وصولاً الى رئاسة الدولة، بالتطورات الاقليمية التي ما زالت تتدحرج في كل الاتجاهات…
وبحسب ما ورد في التقرير فان معجزة ما حدثت، وفرضها ترشيح الزعيم السني الاول سعد الحريري، من باريس، لنائب ينتمي الى عائلة مارونية عريقة وتعرف علاقاتها التاريخية مع دمشق (سليمان فرنجية).
هذه المعجزة تمثلت بالتفاهم بين القوتين المسيحيتين الاساسيتين، وهما التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية”. ولعل المشكلة ان هذا التفاهم، ولسبب ما، جعلهما اكثر ضعفاً واكثر عجزاً، عن ايصال مرشح لرئاسة الجمهورية ولو الى منتصف الطريق.
هل ثمة “خلل ما” في التفاهم، ام انه الافتقاد الى البعد الاستراتيجي ما دام التيار حليفاً ثابتاً لـ”حزب الله” وما دامت “القوات” عدواً ثابتاً لـ”حزب الله”.
النهار: هل يسقط لبنان من دائرة الاهتمام الدولي؟ أهالي مفقودي الحرب يتخوّفون من “التمييع”
كتبت “النهار”: سيذهب رئيس الوزراء تمّام سلام الى نيويورك في 19 أيلول المقبل خالي الوفاض. والخوف من ان يدخل مقر منظمة الأمم المتحدة عارياً من الرداء الحكومي اذا ما قرر “التيار الوطني الحر” المضي في التصعيد حتى الاستقالة ما يجعل الحكومة غير ميثاقية فعلاً ويسقطها. ووقت أعلنت الممثلة الشخصية للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ تأجيل مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان، واتجهت الانظار الى العاصمة الفرنسية بديلاً محتملاً، برزت أمس في باريس مؤشرات يمكن وصفها بأنها سلبية حيال لبنان، ذلك ان الرئيس الفرنسي الذي افتتح “أسبوع الديبلوماسية الفرنسية” تحدث عن دور باريس في الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب في الشرق الاوسط والقارة الافريقية، وتطرق الى الملفات السوري والايراني واليمني والخليجي والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، لكنه لم يأت على ذكر أية مبادرة يمكن ان تقوم بها بلاده لحل الازمة الدستورية اللبنانية على رغم ان فرنسا لم تنكفئ يوماً عن محاولات البحث عن حلول تساعد على إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وعدم ذكر لبنان في خطاب الرئيس هولاند يؤكد ما أبدته مصادر ديبلوماسية في باريس لـ”النهار” من مخاوف من ان ينسى المجتمع الدولي الأزمة اللبنانية كما أزمات عدة في العالم وان يختفي عن “شاشات” العديد من المسؤولين الدوليين الذين كانوا يضعون الملف اللبناني في رأس لائحة مفاوضاتهم واهتماماتهم حول مشاكل المنطقة. كذلك تخوفت من أن يؤدي تراجع الاهتمام الى عدم مشاركة الدول في اجتماع مقبل من اجل لبنان. وان تأخير انعقاده الى الخريف غير كفيل بنجاحه بل سيؤدي الى مرور مزيد من الوقت عن غياب لبنان عن المسرح الدولي.
أما في الداخل، فقد مر اليوم العالمي للمفقودين والمخطوفين أمس، كمثل كل الايام العادية لولا وقفة تضامنية نظمها أهالي المفقودين في مدينة صيدا والجوار لتذكر مفقودي الحرب اللبنانية وحمل المشاركون الشموع على أمل عودة أخ أو إبن أو أب مفقود.
ويذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدأت العمل مع أهالي المفقودين اللبنانيين على جمع عينات من الحمض الريبي النووي قبل مباشرة اجراء فحوص مقارنة مع جثث الضحايا التي دفنت في مقابر جماعية لم يتم التوافق السياسي بعد على اعادة نبشها، وهي تتوزع على كل المناطق. وتخوف مصدر متابع لـ”النهار” من ان تطول مرحلة جمع الحمض الريبي النووي سنوات عدة ويكون هدفها التمييع واضاعة مزيد من الوقت وتخدير ذوي المفقودين.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير طالب الحكومات بسرعة معالجة هذه القضية الإنسانية باعتبارها “مأساةً تضر بملايين الأشخاص، ويثير عدم الاكتراث بها انزعاجاً شديداً”.
أما حياتيّاً، ففي موازاة الحراك “النفاياتي”، برز أمس تحرك متجدد لنقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان التي عقدت مؤتمراً صحافياً تحدثت فيه عما سمته “العهر السياسي وتقاسم المغانم والحصص على حساب الطبقة العاملة حتى ولو أدى ذلك لهدر مئات ملايين الدولارات لأصحاب رؤوس الأموال شرط اذلال العمال والمستخدمين والمياومين”.
وأسفت “لما وصلت اليه الطبقة السياسية والهيئات الرقابية” إذ تم التجديد أو التمديد لشركات مقدمي الخدمات على رغم “البيانات التي نشرت والمقالات التي لم تعد تتسع لها صفحات الجرائد والمجلات والتلفزيونات بحق هذه الشركات وفشلها واهمالها وتكبيد المؤسسة والوطن والمواطن مئات ملايين الدولارات، ناهيك بآراء ديوان المحاسبة ولجنة ادارة المشروع المكلفة من قبل المؤسسة، وانتقادات وزارة المال لاداء تلك الشركات…”.
اللواء: “الميثاقية” تُفخِّخ الحوار .. وحل النفايات بالعودة إلى برج حمود التكتل العوني يطعن بمراسيم الحكومة.. و”المستقبل” تدعو حزب الله للكف عن الإفتراء
كتبت “اللواء”: انصبت الأنظار على جلسة الحوار الوطني التي تعقد الاثنين المقبل، في الخامس من أيلول، على وقع أزمة النفايات الآخذة بالتفاعل، وسط رهان نيابي وبلدي وحكومي بأن يتمكن اجتماع لجنة المال والموازنة هو الثاني من نوعه في المجلس النيابي في حضور رؤساء البلديات من احتواء الأزمة، عبر الاقتراح الذي تقدّم به رئيس بلدية البوشرية – السد انطوان جبارة في موقف أبلغه لـ”اللواء” أمس، من ان الحل يكون بإعادة فتح مطمر برج حمود فوراً ورفع النفايات، والانتقال فوراً لدراسة الحلول للأزمة بعد ان تكون النفايات رفعت من الشوارع.
وإذا كانت المواقف التي سيطلقها الرئيس نبيه برّي في مهرجان احياء الذكرى الـ38 لتغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه عند الخامسة من بعد ظهر اليوم في مدينة صور، ستشكل دلائل على المسار الذي يمكن ان تسلكه الأزمة اللبنانية مع العلم ان مصادر مقربة منه شددت لـ”اللواء” على ان لا مبادرة محددة، لكن خطابه لن يخلو من المواقف المسؤولة حيال مواقف الداخل وتطورات الخارج.
وأشارت هذه المصادر المقربة إلى “ان الرئيس برّي سيعلن تمسكه بطرح السلة الكاملة كمخرج ملائم من الأزمة السياسية ولا سيما الانتخابات الرئاسية، وهو سيرفع الصوت بضرورة تفعيل العمل التشريعي والحفاظ على الحكومة في هذه الظروف الصعبة والخطيرة، كما انه سيؤكد على أهمية استمرار الحوار الثنائي والموسع، والتشديد على الحل السياسي للأزمة السورية”.
الجمهورية: التراشق مستمرّ بين “المستقبل” و”الحزب”.. والنفايات إلى إجتماع اليوم
كتبت “الجمهورية”: ينتقل الحدث في الايام المقبلة الى الصين حيث ستنعقد قمة مجموعة العشرين، ومعه تتعاظم الآمال في إمكانية ظهور بشائر حلول لأزمات المنطقة وفي مقدمها الازمة السورية التي ستحضر بقوة، الى ملف محاربة الارهاب، إضافة الى قضايا المنطقة والعالم، في الاجتماعات التي سيعقدها كلّ من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما على هامش القمة العشرين. وإضافة الى اللقاء الذي سيجمع الرئيسين الأميركي والروسي، سيجتمع بوتين يومي السبت والاحد المقبلين، مع كل من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، ومصر عبد الفتاح السيسي، والصين شي جين بينغ. كذلك أُعلن انّ بوتين يخطط خلال مشاركته في أعمال القمة، لعقد لقاءين منفصلين مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. من جهته يعقد اوباما السبت اجتماعاً مع نظيره التركي، في وقت اعلن مسؤول عسكري اميركي انّ القوات التركية و”وحدات حماية الشعب” الكردية في شمال سوريا توصّلتا الى “اتفاق غير رسمي” لوقف القتال بينهما. وتأتي هذه الاجتماعات عقب إقرار موسكو بعدم وجود تعاون حقيقي مع واشنطن بعد في شأن التسوية في سوريا، في وقت اعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دو ميستورا “أنّ المشاورات الروسية ـ الأميركية التي من المتوقع أن تجري في جنيف هذا الأسبوع ستكون حاسمة في ما يخصّ استئناف نظام التهدئة في سوريا”. وتزامنت هذه التطورات مع حديث مصدر أمني سوري لوكالة “سبوتنيك” الروسية عن انّ رئيس مكتب الامن القومي السوري اللواء علي مملوك سيزور موسكو الأسبوع المقبل.